انســــان
عدد الضغطات : 18,558
الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم
عدد الضغطات : 13,057(انسان) الجمعية الخيرية لرعاية الايتام
عدد الضغطات : 18,689استمع إلى القرآن الكريم
عدد الضغطات : 9,871

   
العودة   شبكة القناص - الموقع الرسمي للاعب ياسر القحطاني > المنتديات العامة > صـدى المشـاعر > صدى المشاعر ( النثر )
   

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-12-2009, 10:38 PM   #1
وَدَقٌ تَشّرِيِنِيْ
 
الصورة الرمزية تشرينْ !
 
افتراضي " كيان " و الحُلم البريء | قصّة





الإهداء :
إلى أُميّ .
إلى الحُلم الذيّ تجاوز حدود المدينة الغائمة .. فاختفى
إلى الطائر النمساويّ الجريح ,
و إلى أُميّ مرّة أُخرى .




قبل أنْ ينفض الخريف أوراقهُ عن أكتاف أشجاره
قبل أنْ تُجيد الشفاه الصمت الطويل المُؤلم
قبل أنْ يصمّ الواقع أُذنيّ الحنين بِ صرخاته المُفاجأة .. خُلقِتْ " كيان "
ألقمها الزمن فُتات فرحٍ استطاعت أنْ تتجاوز به مرحلة عُمريّة مريرة
روحها تحمل فجوة لم تُرتق حتى الآن , إلا أنّ الجانب الأيسر من أضلُعها
يُنجِب حركة طائشة تحمل الكثير .
الشكل الخارجيّ لـ " كيان " لم يكُنْ يوحي أنّها عاشت ملحمة بطولية أليمة
كانت هيّ فيها العدو , و الصديق , و المهزوم , و المُنتصر
اعتادت " كيان " أنْ ترتدي قياسًا أكبر مِنْ قياسها , تمامًا كما هيّ أحلامها فضّفاضة عليها
هُنا سأحكيّ .. ليس عنيّ ولا عن إحدى صديقاتي , بل عَنْ " كيان " .



-1-
الفصل الأول : القلب الطيّب يموت مرة واحدة فَقَطْ *

خلف باب غُرفتها كانت " كيان " تقف مُحاولة إلصاق صورة تعنيها كثيرًا
اختارت لها الباب مكانًا كيّ تراها كلمّا همّت بالخروج و مواجهة العالم الخارجيّ الذي لا تنتميّ إليه
كانت تحاول تثبيت الأطراف قبل أنْ يُفتح الباب بقوّة و يرتطم بوجه كيان ..
كيّان : أأأأأأأيّ !!
حنان : بسم الله , خييير واقفه عند الباب وش تسوين ؟
كيّان : مافيه شيء اسمه تستأذنين قبل ماتفتحين كذا !! بغت عينيّ تروح منّك
حنان : وأنا وش درّانيّ ان فيه ناس توقف ورا البيبان كنهم جنّ بسم الله علينا !
خرجت حنان من الغُرفة قبل أنْ تنتبه للصورة التي كانت كيان تعلّقها
" حنان " هيّ الاُخت التي تكبُر كيان بسنتين , لكنّ الإختلاف بينهم كانَ كبيرًا فلا ترابط أبدًا بين الأفكار أو طريقة الحياة
لكنْ رُغم هذا كانت حنان قريبة جدًا من كيان و كانت صندوق أسرارها و شريكتها في المُغامرات التي لا تُحسب عواقبها .


كيان لم تكنْ تعلم أنّ الإقتراب من أكبر أحلامنا , يُؤذينا
و أنّ الأماني حينَ ترحل , لا يجب علينا أنْ نتبعها
و أننا سوف نسقط إذا عاودنا الطيران بِ جناحٍ مُمزّق
و أننا .. أننا فيّ كلّ مرّة نحاول التخلّص مِنْ بعض الوجوه
تبقى ولا .. ترحل !




....... يتبع

التوقيع:
.


قلّ للغيابِ نقصتني; و أنا حضرتُ لِأُكملك *


تشرينْ ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-12-2009, 03:35 AM   #2
قنــاص فعــال
 
الصورة الرمزية ميــــــرال
 
افتراضي رد: " كيان " و الحُلم البريء | قصّة

.


تشرين

لما شفت أسمك دخلت بدون تردد

متابعة لك يا الغلا وكلي شوووق

أن غبت فلأن الصمت في حضرت الجمال جمال

ولأن قلمي لايوازي قلمك


زادك الله من فضله





.

التوقيع:
.

.


عَسَى مَنْ لَهُ الإِحْسَانُ يَغْفِرُ زَلَّتي...........ويسترُ أوزاري وما قد تقدما






.
ميــــــرال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-12-2009, 03:54 AM   #3
. . : زعيم القناصين : . .
 
الصورة الرمزية الـهـنـوف الـسـامـيـة
 
قلب رد: " كيان " و الحُلم البريء | قصّة




شششششششش هدوء أتابع بصمت
لكِ شربة من النهر الكوثر حلوتي


التوقيع:



لا شيء يستحق العشق سوا " الـهـلال "
الـهـنـوف الـسـامـيـة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-12-2009, 06:54 PM   #4
وَدَقٌ تَشّرِيِنِيْ
 
الصورة الرمزية تشرينْ !
 
افتراضي -2-



.


-2-
الفصل الثاني : كم أنتِ قاسية يا : فيينا !


لماذا حينَ نبدأ حِكاية لا نعرف كيف ننهيها ,
نحن حتى لا نعرف كيف نخرج من بين صفحاتها لنعيش الواقع ,
نبقى فيها مُعلّقين , و تبقى الحِكاية فينا مُعلّقة !

لم تكن كيّان تستمع لحديثهم , كانَ ذهنها شَارد
كانت الذاكرة تعود بها إلى الوراء ثلاث سنوات , يومَ شعرت أنّها تملك قلب للمرّة الأولى
ثلاث سنوات هو عُمر نبضها , ثلاث سنوات هو عُمر ذهولها الأولى
ثلاث سنوات حينَ أدركت أنّه لازال في العُمر : دهشة !
كانت تُؤمن أنّها " كيانه " هو وحده
و أنّه بالنسبة لها كلّ " تفاصيل حياتها "
كانت لا تعرف كيف تكون إلا معه , ولا تُخبر سِواه بالحكايا المُخبئة في حقيبتها
كانت لا تعرف كيف تخطو خطوة إلا بإستشارته
كانَ ولا يزال هو الصديق الوفيّ , و الأب الحنون , و الأم الحانيّة , و الأخ الطيّب
هو الوطن حينما نفتها أوطانها , هو الملجأ حينما غرّبتها أيامها
كانت " كيان " لا تُؤمن بالأبديّة إلا معه ,
تنبّهت ابنة خالتها - الأقرب لها - عن شرودها
فَ لوّحت أمام عينيها
حنين : هييييه وين رحتي ؟
كيان : .... هلا !
حنين : لا تقولين ليّ رحتي لمكان يبدأ بحرف الباء !
ضحكت كيان ضحكة عفويّة خجلى , كانَ الجميع يُدرك أنّ لا أحد في قلبها سِواه
ولا في ذهنها , ولا في روحها , و أنّها لا تعرف كيف تُفكر في شخص آخر غيره , خصوصًا " حنين " فقد كانت الأقرب لكيان
والأكثر فهمًا لعقليتها و الأكثر صِدقًا معها .
لم تكن الدُنيا تسعّ كيان من الفرح , فقد بقيّ يومان فقط على الرحلة التي انتظرتها طويلا
يومان فقط و تطأ قدمها على المكان الذي يُحبه , يومان و تتنفس هواء المدينة التي يُحبها
يومان فقط و تعبر ذاتَ الأماكن التي عبرها هو يومًا ... بقيّ يومان و تُعانق كيان أحلامها في " فيينا "
كيان لم تكن تعلم أنّ الأقدار حينَ تُعاكسنا , تجعلنا نبكي و نتألم من السبب الذي كانَ يومًا أكثر سببًا يُسعدنا !


سافرت كيان دُونَ أنْ تُخبره , كانت تُريد أنْ تتحدث معه حينَ تصلّ هُناك , كانت تُريدها له مُفاجأة
هي لم تُخبره لأنها تذكرّت أنّه أخبرها في آخر مرّة تحدّثا أنّه مُنشغل جدًا بأمر مُهم لن ينتهيّ منه قبل أسبوع أو أكثر
كانت تُريد أنْ تُخفف عنه حمل أشغاله , بإخباره أنّها الآن في المكان الذي لطالما تمنيّا أنْ يكونا فيه معًا .
تحرّكت الطائرة و هي ذي كيان تُحدق من النافذة نحو الرياض التي بدأت تصغُر شيئًا فشيئًا
تنهدت و ما إنْ انتهت من دُعاء السفر حتى رفعت كفيّها و ابتهلت بالدُعاء لوالديها و له , كما تفعل دائمًا .
مَضى الوقت سريعًا و ها هي كيّان بكلّ ماتحمله داخلها من أحلام تصلّ إلى " فيينا "
نزلت كيان مُسرعة فقد كانت تُريد أنْ تُجري اتصالاً مهمًا ,
في المطار .. لم تكترث كيان لكلّ ماحولها كانت فقط تبحث عن هاتفها في حقيبتها المُكتظّة بالكُتب , سقط الهاتف دونَ أنْ تتنبّه كيان له
قبل أنْ تسمع صوت طفلٍ صغير خلفها يجرّ طرف قميصها
الطفل : لو سمحتي .. لو سمحتي !
كيان : نعم !!
الطفل : طاح منّك هذا ,
شهقت كيان حينَ رأت هاتفها : يا الله ! شُكرًا حبيبي شُكرًا
( حاولت أنْ تبحث في حقيبتها عن حلوى أو أيّ شيء تُكافئ به ذاكَ الطفل المُهذّب )
كيان : اممممم أبغى أعطيك شيء بس ما معيّ , تجيّ معي أشتري لك ؟
الطفل : لا شُكرًا ....
- ابتعد الطفل قليلاً قبل أنْ يعود مرّة أُخرى -
الطفل : يا بنت
كيان : هلا .. !
الطفل : تبغين تعطيني شيء صح .. طيب أنا أبي القُبعة اللي عليك !
ضحكت كيان قبل أنْ تتذكر أنّ هذه القُبعة تخصّ " نصفها الآخر " و أنّه صعب عليها التخليّ عنها
لكنّها اضطرّت أنْ لا ترفض هذا الطلب
كيان : طيب أعطيك .. بس بشرط أبغاك تحافظ عليها زييين
- وضعت كيان القُبعة على رأس الطفل و شدّتها جيدًا لتُلائم حجم رأسه الصغير -
كيان :طيب انت ش اسمك يا بطل ؟
الطفل : اسميّ ماجد الكايدي
- خفق قلب كيان الصغير خفقة قويّة لمُجرد سماع هذا الإسم -
كيان وسط ذهولها : ش اسم بابا ؟
الطفل : اسمه بندر !

- ربّاااااه ما الذي يحدث ! أهو تشابه الأسماء مرّة أُخرى , بندر بندر بندر !!
بندر هو مَنْ قاسمته كيان جُلّ حياتها , بندر هو نبضها , هو الشيء الذي تواصل العيش لأجله
أيعقلُ أنّه تشابه الأسماء يُمكن أنْ يكسر فينا شيئًا و نتألم ! -
كيان حاولت أنْ تتماسك و عادت لتسأل : طيب مجوّديّ وين بابا ؟
ماجد يلتفت ليُشير بيده الصغيرة إلى طاولة كان يجلس عليها رجلٌ ثلاثيني
رجل بشعرٍ أسود كثيف كَ شعر بندر تمامًا , عريض المنكبين مثل بندر
أسمر البشرة مثل بندر ! , يرتدي تي شيرت أبيض فوق القميص الأسود كما يُحب بندر !
لم تظهر ملامحه لكيان بعد لكنّه كان يُشبه بندر كما لو أنّه هو !
استمرّت كيان تُحدق به غير آبهه بالأُناس الذين يعبرونها و يرحلون
استمرّت تُحدق بعينين امتلأت بالذهول و الدمع ,
استدار الرجل بوجهه باحثًا عن ابنه لترى كيان وجهه كاملاً .... و انكسرت بداخلها كلّ الأشياء !



............ يتبع

تشرينْ ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-12-2009, 11:05 PM   #5
قنــاص فعــال
 
الصورة الرمزية ميــــــرال
 
افتراضي رد: -2-

أقتباس
و انكسرت بداخلها كلّ الأشياء !



جدا مؤلمة



تشرين عذبة أنتِ أنتظرك وكلي شوق



.

التوقيع:
.

.


عَسَى مَنْ لَهُ الإِحْسَانُ يَغْفِرُ زَلَّتي...........ويسترُ أوزاري وما قد تقدما






.
ميــــــرال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-12-2009, 01:09 PM   #6
وَدَقٌ تَشّرِيِنِيْ
 
الصورة الرمزية تشرينْ !
 
افتراضي رد: " كيان " و الحُلم البريء | قصّة



- ميــرال
- هنوفيّ
كَون القُلوب التي تنبض بِصدق دون زيّف تتابعني
........................ يعني أنيّ سوف " أستمر "

+

تشرينْ ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-12-2009, 02:04 PM   #7
وَدَقٌ تَشّرِيِنِيْ
 
الصورة الرمزية تشرينْ !
 
افتراضي -3-


-3-
الفصل الثالث : على كثر السنين اللي عرفتك - ماعرفتك زين ! *



كان بندر يبحث عن ابنه بيعنيه التي لطالما وفتّ كيان لهما ، وسط ذهول هذه الكيان و صدمتها
وسط حيرتها ، أتهرب ؟ أتلملم ما انكسر منها و تنسحب ؟ أتتقدم خطوة وتقتل الثقة و تصفع بندر ؟
أتعانق الطفل ماجد و تبكي ؟ أتنهار أم تتماسك ؟
هربت كيان ، توارت مع الإزدحام قبل أن يلمحها والد ماجد !
وسط فجعية كيان بحلمها و محاولتها الإبتعاد عثرت أخيرا على أخيها الأكبر سلمان
وقبل أن يسألها عن سبب تأخرها دفنت وجهها بصدره و انهارت باكية
كانت تبكي بحرقة كانت شهقاتها مكتومة
كانت تأن ألما !
سلمان من هول الموقف ولأنه لأول مرة يراها هكذا ، ما كان منه إلا أن احتضنها دون أن يسألها عن السبب !


مرّ اليوم الأول لكيان في فيينا دون أن تنطق بكلمة
كانت عيناها تحكي أن ثمة شيء جعلها جسدا بلا روح
ذبلت ملامحها بشكل مُخيف ، قاسي
كانت تشعر بطعم المرارة كلما تذكرت ذاكَ المشهد المزيّف ، المشهد الكاذب الذي دمر حلمها لشدة صدقه !
ماجد كان يقارب الست سنوات !! ، معنى ذلك أنّها مذ لقائها الأول ب بندر كان لغيرها !
معنى ذلك أن الثلاث سنوات تلك كاذبة !
كل ما عاشته كيان كان محضُّ زيف ، حكت الأيام أوهاما خادعة
و تمسكت كيان بأحلام عقيمة لا تنجب الأفراح !
كيان كانت مشتتة ، مقهورة ، خائفة ، بائسة !
هي حتى الآن لم تفهم شيئا بعد
أين هي أم ماجد ؟ لماذا لم ترها معهم ؟ أيعقل أن بندر كاذب ؟
أيمكن أن يكون انجبر لفعل ذلك ؟
من منهما المخطئ ؟ من كان أظلم ؟
هي حتى لم تملك الفرصة لتسأل ماجد ان كان له اخوة أم لا ؟ لم تسأله أين أمه ؟
و من هي ؟
من هي التي حظيت بكل ماتمنته كيان
من هي التي شاركت بندر حياته بدلاً عن كيان ؟
من هي التي كانت طوال تلك السنوات أقرب منها إليه ؟
من هي أم أولاده ؟ .............
كانَ باب الغُرفة يُطرق بِ شدّة لكنّ كيان لم تسمعه لأنّها كانت ترفع صوت " الآي بود " لأعلى درجة
كانت صوت الماجد يصدّح بأُذنيها : " و أثاريّ حُبنا كذبة نسيت العشرة في يومين
زرعت الشوك أنا بنفسي غرست الهمّ ب ايديّا
أنا ماكنت أظن اللي يحب , يحب له شخصين !
على بالي أنا لحالي , حبيبي يموت بس فيّا
"
تنبّهت كيان أخيرًا لمقبض الباب الذي كان يتحرّك و كان خلفه من يحاول فتحه
انتزعت السماعات بسرعة و قمت على عجل نحو المرآة مسحت دمعاتها بِ كفيّها اللتان ترتجفان
و اتجهّت نحو الباب و فتحته -
حنان : وينك انتي ؟ لي أكثر من عشر دقايق عند الباب ماتسمعين ؟
كيان : كنت نايمة !
حنان : أحد ينام هالوقت , كلنا بنطلع الحين لنا ساعة ننتظرك
كيان : طيب طيب جايّه دقايق بس .
عادت كيان بسرعة نحو حقيبتها و أخرجت منها مِعطفًا أسود و شالاً أحمر لفّته حول عنقها و خرجت إليهم .

كانت كيان تسير ولا تشعر بقدميها , لم يكن البرد هو السبب
لكنّها تشعر و كأنّها فزّاعة خالية غُرست بوسط حقل كبير لا انتهاء له
كانت عيناها تحدّق في الأرض ولم تكترث ب فيينا ..
حنان كانت تسير بِ مُحاذاة كيان قبل أنْ تهزّ كتفها بقوّة مُخيفة
كيان : what !!
حنان : شوفيّ من جالس هناك !!
كيان : وييييييين ؟
حنان : on the Green Chair
- و تصفع الحياة كيان مُجددًا , انّه والد ماجد مرّة أُخرى , انّه الشخص الذي تقف الآن كيان هُنا بسببه
انّه ذاته الذيّ كان يُخبرها بالكثير عن هذه المدينة -
تلفّت كيان حولها بسرعة و لفّت الشال حول وجهها كيّ تُخفيّ ملامحها , كانت تبحث عن " ماجد " الصغير
كانت تُريد أنْ تسأله عن امه عن اخوته عن أيّ شيء , مدّت بصرها حتى رأت أُرجوحة خالية وبجانبها أُرجوحة أُخرى
وجدت ماجد عليها , خافت انْ اقتربت منه أنْ يلمحها بندر .. لكنّها اقترتب حتى جلست على الأرجوحة بجواره وتحدّثت إليه بصوت خافت :
كيان : مجوّديّ
- التفت إليها الطفل بإستغراب -
ماجد : انت من ؟
كيان : أنا اللي أعطيتك القُبعة يوم في المطار
ماجد : اييييييييه اللي طاح جوّالك
كيان : مجوّديّ انت عندك خوان ؟
ماجد : لا .. بس عنديّ اخت صغيييرة مرّة اسمها " كيان "
- يا الله , ما هذا ؟ , أهو محضّ حُلم ستستيقظ منه كيان أهو كابوس مُزعج ! أهي الحياة التي تُأرجح كيان ؟
كيان لم تتمالك نفسها و بكّت -
ماجد : ش فيك ليش تبكين ؟ تبين القُبعة أرجّعها لك ؟
كيان : لا مافيني شيء حبيبي , طيب وين ماما ؟
ماجد : هناااااك شوفيها جت جالسه مع بابا
- التفت كيان بُسرعة حتى كادت رقبتها تُكسر , ها هيّ إذن !! هاهيّ " زوجة الغالي "

هيّ ليست متوفاة كما ظنّت كيان , و لم ينفصل بندر عنها
هيّ معه , اسمها لا زال على وثيقة الزواج بجانب اسمه ! -
كان بندر في هذا الوقت يرفع يدّه ملوّحًا لإبنه كيّ يأتي
نهض ماجِد و غادر مُسرعًا نحو والديه تاركًا كيّان تتلاشى في حيرتها ألمًا !

سارت كيان نحو عائلتها بُ خطواتِ يقضمّ الظلام منها , كانت بينها وبين نفسها تُردد :
" مابين دهشتي الأولى بك ، خوفي الأول عليك
و يقظة أحلامي ، عينا الواقع المحدقة ، ثقل خطواتي في الرحيل عنك ،
و التفاتي خلسة كي ألمح إبتسامتك آخر مرة ، و الشال الملتف حول عنقي ،

و يدك التي كانت تمسك ب ياقة قميصك
و يدّك الأُخرى التي كانت تلوّح لإبنك
بين كل هذه الأشياء - في المنتصف تماما - احترقت حكاية ، و انخذلت أنثى تشبهني
"


كم هو مُؤلم أنْ تعلم أنّ الشخص الوحيد الذي كانَ هو الحياة نظرك " ليس لك "
و أنّ كلّ أحلامك التي علّقها عليه , كانت أوهام
و أنّ الغمامة البيضاء التي كانت تظللك فوق رأسك , أصبحت غمامة سوداء تجعل حياتك مُظلمة , قاتمة | قاسية !
تقدّمت كيان نحو والدها
كيان : بابا في إمكانيّة نرجع الرياض بوقت أقرب ؟
والد كيان : ليه ؟ الحين من جايين لفيينا عشانه !!
كيان : أنا تعبانة - والله - وديّ نرجع
والد كيان : سلامتك , فيك شيء ؟
كيان : إرهاق لا أكثر
- والد كيان وعدها بالعودة في أسرع فرصة , ما دامت هذه رغبتها
وفعلاً ها هيّ رحلتهم في اليوم التالي مُباشرة -

كيان كانت تُريد العودة للرياض و حسب , كان هواء فيينا يخنُقها
كانَ صوتها يبكيّ , و كانت تشعر و كأنّ سلسلة تلتف حول عُنقها تُدمي كلماتها
في الطائرة العائدة للرياض لم تُعطي كيان لفيينا حتى - التفاتة -
كانت تُريد أنْ ترحل و تترك قلبها في النمسا
أرادت العودة للرياض دونَ " كيان الساذجة " التي خُدعت في ثقتها سنواتٍ ثلاث و هاهيّ الرابعة تقتل كلّ الأشياء
أرادت أنْ تُفرّغ صدرها من الحنين , من التصديق , من الحُب .. تمامًا كما فَرغَ قلبها من الفرح
أرادت أنْ تعود للرياض ك طفلٍ لا يعرف من الحياة إلا أنّها لُعبة
مزّقت كلّ قُصاصات الوعود التي في جيب أحلامها , ألقت أُمنيتها على قارعة رصيف فيينا
وعادت " كيان " للرياض بلا كيان !



............. يتبع

التوقيع:
.


قلّ للغيابِ نقصتني; و أنا حضرتُ لِأُكملك *


تشرينْ ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-2009, 12:01 AM   #8
قنــاص فعــال
 
الصورة الرمزية ميــــــرال
 
افتراضي رد: -3-

"

أقتباس

مابين دهشتي الأولى بك ، خوفي الأول عليك
و يقظة أحلامي ، عينا الواقع المحدقة ، ثقل خطواتي في الرحيل عنك ،
و التفاتي خلسة كي ألمح إبتسامتك آخر مرة ، و الشال الملتف حول عنقي ،

و يدك التي كانت تمسك ب ياقة قميصك
و يدّك الأُخرى التي كانت تلوّح لإبنك
بين كل هذه الأشياء - في المنتصف تماما - احترقت حكاية ، و انخذلت أنثى تشبهني "



الله يزيدك ويزيديك
روعة تصويرك (ما شاء الله ولاقوة ألا بالله)

أقتباس
كم هو مُؤلم أنْ تعلم أنّ الشخص الوحيد الذي كانَ هو الحياة نظرك " ليس لك "
و أنّ كلّ أحلامك التي علّقها عليه , كانت أوهام
و أنّ الغمامة البيضاء التي كانت تظللك فوق رأسك , أصبحت غمامة سوداء تجعل حياتك مُظلمة , قاتمة | قاسية !



قاسية جدا

تشرين أنتظرك بشغف

التوقيع:
.

.


عَسَى مَنْ لَهُ الإِحْسَانُ يَغْفِرُ زَلَّتي...........ويسترُ أوزاري وما قد تقدما






.
ميــــــرال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-2009, 10:51 PM   #9
( شُرفة الفِكر )
 
الصورة الرمزية باكر يعـود
 
افتراضي رد: " كيان " و الحُلم البريء | قصّة

- مآشآء الله

متآبع لك ِ سيدتي . .

التوقيع:
-
ــــــوكم لله من لطفٍ خفيَ !
باكر يعـود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-12-2009, 09:30 PM   #10
وَدَقٌ تَشّرِيِنِيْ
 
الصورة الرمزية تشرينْ !
 
افتراضي -4-



-4-
الفصل الرابع : صعب السؤال .. ليه نفترق !! *


في النمسا كان بندر يحسُب الأيام ليعود للوطن , وأعنيّ وطنه الخاصّ " كيان "
كانَ يُريد العودة بُسرعة للمدينة التي بقلبها والتي كلّ سكّانها " هو "
لم يكنّ يعلم أنّ أوطاننا تُنكِرُنا حينَ نخذُلها
وأنّ السماء تلفُظنا حينَ نلوّث طُهرنا بِ نقطة زيّف سوداء !
في الرياض كانت كيّان و التي احتفظت بِ خيبتها لنفسها ولم تُخبر أحدًا بما عرفت
أُصيبت بِ كدمة في كلّ جُزء مِنْ جَسد حُلمِها , أُصيبت ب شرخٍ في قلبها الزُجاجيّ
لن يكون الزمن كفيلاً بِ رتقه !
ها هو مَطار الملك خالد يفتح ذراعيه ليستقبل الرحلة العائدة من النمسا
ها هو بندر يُردد بينه و بين نفسه " ما أرقّ الرياض ! "
ها هي قدمه تطأ على أرض و كعادته فعل الشيء ذاته الذيّ يفعله كلما عاد : بحث عن " كيان " !
حاول الإتصال بها لكنّ هاتفها كانَ مُغلق , أحاطت به الدهشة فقد كان يظنّ أنّها ستنتظره بشدّة لينتهي من عمله
قرر تأجيل التحدّث إليها إلى وقت آخر , و انهمك مُنشغلاً مع ماجد و أم ماجد و " كيان " ابنته الصغيرة .
على الجانب الآخر كانت كيان وقد فقدت إبتسامتها , روحها , كرامتها , و جزء كبيرًا من قلبها !
كانت تتذكر أيامها معه , لحظاتها المُشعّة , و حياتها التي كانت تُضيء بوجوده
قررت نسيانه .. اتخذت قرارًا سريعًا و مصيريًّا بأن تشطب اسم بندر من حياتها
أنْ تمحي حياته من حياتها , أنْ تبتعد ليس لأنّها خُذلِتْ .. لكنْ لأنّها لا تُريد إيذاء " مجوّديّ و كيان و والدتهم ! "
بندر و الذي مَضى يومه كلّه محاولاً الإتصال ب كيان دونما فائدة انتابه القلق
جعلته حيرته يعيش أربعة أيام لا يعلم فيها ماذا يفعل ؟ و كيف يعرف أين هيّ ؟
هل سافرت ؟ هل حدث لها شيء ؟
إجبارًا وليس طوعًا جعله قلبه يُرسل لها رسالة قصيرة علّها تُجيب :
" كيانيّ .. كم قاسية هيّ الغُربة بدونكِ يا وطنيّ !! "
حتمًا الرسالة لن تصلّ كيان التي قررت أنْ لا تعود لإستخدام هذا الهاتف الكاذب , المُزيّف , الشرير
مرّ أسبوعين دونَ خبرٍ أو صوت لكيان في حياة بندر ,
حاول الوصول لها مرارًا و تكرارًا حتى تذكّر أنّها تحدثت إليه مرّة من هاتف إحدى قريباتها !!
ولم يتردد في البحث عن الرقم الذي وجده أخيرًا و أجرى اتصاله الخائف :
بندر : ألو .. السلام عليكم
حنين : وعليكم السلام !!
-صمت على الطرف الآخر -
حنين : نعم ! مين معايّ !
بندر وبعد تردد طويل : أبغى أسألك عن كيان ؟
حنين والتي ارتجفت بسماع اسمع ابنة خالتها ! : انت مين ؟؟
بندر : جاوبيني كيان وينها ؟ كيان بخير ؟
حنين : انتي مين طيب ؟ انت بندر ؟!
بندر : ايه
حنين : ايه كيان بخير , ليش تسأل ؟
بندر : طيب وينها ؟ أنا من اسبوعين أحاول ألاقيها ؟
حنين : تبغاني أوصلّ لها شيء ؟
بندر : خبريّها انيّ محتاجها كثير !
حنين : طيب , شيء ثاني بعد ؟
بندر : لا شُكرًا
حنين : عفوًا .. فمان الله
أغلقت حنين الهافت و تاهت في حيرتها قبل أنْ تنهض و تجهّز نفسها لتزور كيان
كيان والتي استغربت من زيارة حنين المُفاجِئة , وسألتها انْ كان ثمّة شيء ؟
حنين : كيان جاوبيني , ش صار مع بندر ؟ ش صار لك انتي ؟
كيان : حنين الله يخليّك , اتركني بحالي ما أبغى أحكي لأحد بهالموضوع
حنين : بس بندر اتصل عليّ !
كيان و بذهول : ايييش ؟ اتصل عليك ؟ كيف ؟ متى رجع ؟ وش يبغى ؟
حنين : انتي قولي لي ش صاااااير ؟
- تنهّدت كيان و حكت لحنين كلّ ما حدث , من أول لقائها ب ماجد حتى عودتها للرياض -
حنين احتفظت بصمتها بُرهة قبل أنْ تسألها : طيب أخذتي قرار ؟
كيان : أخذت قرار و كان الأصعب بحياتي , حنين أنا ما أقدر أخرّب بيت !
أنا عنديّ ضمير .. أنا إنسانة وماوديّ أسبب أذى لأيّ إنسان
خصوصًا إذا كان أحد ما ضرّنيّ بشيء ! أنا تعبانه و هلكت و حياتي بنظريّ انتهت بصدمتي من بندر
لكنْ ما أقدر أنهيّ حياة ناس غيري و أكون أنانية !
حنين : طيب هذا أحسن قرار , وأهم شيء تكونين مقتنعة , بس لازم تعطينه خبر لازم يدري انك عارفه وانك خلاص !
كيان : ما أقدر
حنين : تبين أنا أقوّل له !
كيان : لااا .. خليّه
حنين : حرام عليك تخلينه كذا عطيه خبر بس !
كيان : أنا حرام عليّ ؟ أنا يا حنين !!
و هو مو حرام اللي سوّاه فيني ؟ مو حرام اللي سوّاه في أهله ؟ مو حرام الظلم ؟
قولي لي أنا الظالمة ولا هو ؟ أنا اللي بلا قلب ولا هو ؟ .........
حنين هدأت كيان التي أجهشت في البكاء و حاولت مواستها و التخفيف عنها دونما فائدة ,
طلبت كيان من ابنة خالتها حنين أنْ لا تُجيب بندر إن عاود الإتصال بها و أنْ لاتُعطيه أيّ خبر عنها
وقطعت حنين وعدًا لكيان أنْ لا تُجيبه أبدًا .
كانت كيان كلّ ليلة مُذ انكسرت أحلامها تكتب لبندر رسائل لا تبعثها إليه و تحتفظ بها
كانت تُريد تفريغ نفسها من الشحنات السالبة , و هاهيّ قبل أنْ تنام وكما تفعل دائمًا تكتب :
" إلى صديقيّ , الذي لم يكن يومًا صديقيّ ..
هاهي حياتي غدت نافذة لا يتسرّب منها الضَوء
ها أنا شجرّة صفراء يابسّة أنكرتها الحياة ’ و تخلّت السماء عن سُقياها
لقد كُنت ليّ جوانحي و لكنيّ سقطت
يا سارقًا منيّ حياتي و الحنين , علّمتنيّ أنْ لا أثقّ بأحدٍ سِواك
وهاأنا أتخلى عن ثقتيّ بك , ولم أعدّ أثقّ بأحد !
سيُخبركَ الهواء يومًا أنّك : خذلتني ف اختنقت ! "
حنين لم تفيّ بوعدها , و بعثت لبندر رسالة نصيّة بعد إزعاجاته لها كتبت فيها
" أخ بندر .. كيان بخير و خلاص هي تبي تبدأ حياة جديدة
لو سمحت اطلع من حياتها و حياتنا إذا يهمك انّها ترتاح ! "
لم تُدرك حنين أنّها بفعلها هذا قتلت كلّ الذكريات الجميلة بين بندر و كيان !!
كانَ بندر في طريقه إلى إجتماع مهم , رُبما كان الأهم في إجتماعاته هذه السنة كَ " رجل أعمال "
فتح الرسالة بسرعة و صُعق بما قرأ , لم يُصدق عيناه !
أيُعقل ؟ لكن لماذا ؟ هل أحبّت غيره ؟ هل استطاعت نسيانه ؟ لِمَ لم تخبره ؟
لماذا لم تُقدم له عُذرًا حتى لو كاذبًا ؟ أترحل هكذا دونَ أسباب !
بندر أحسّ بالإهانة , أحسّ أنّ كرامته اُنتُقِصتْ كَ رجل له منصبه و هيبته , غضب كثيرًا
و أحسّ أنّه كَرِه كيان , أنّها مُجرد مُراهقة تافهة تسلّت هذه السنوات وهاهيّ كَ غيرها رحلت باحثة عن غيره !
ظنّ بها ظنّ السُوء , و نسيّ أنّها " كيانه الطاهر " التي لا تُشبههم ,
و بِ دوره هو قرر شطبها من حياته و طيّ صفحتها التي لم تعدّ بيضَاء في نظره !

........ يتبع

التوقيع:
.


قلّ للغيابِ نقصتني; و أنا حضرتُ لِأُكملك *


تشرينْ ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-12-2009, 05:01 AM   #11
قنــاص فعــال
 
الصورة الرمزية ميــــــرال
 
افتراضي رد: " كيان " و الحُلم البريء | قصّة

.



أتوقع راح تجمعهم صدفة


أنتظرك يا الغلا



.

التوقيع:
.

.


عَسَى مَنْ لَهُ الإِحْسَانُ يَغْفِرُ زَلَّتي...........ويسترُ أوزاري وما قد تقدما






.
ميــــــرال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-01-2010, 07:09 PM   #12
وَدَقٌ تَشّرِيِنِيْ
 
الصورة الرمزية تشرينْ !
 
افتراضي -5-




-5-
الفصل الخامس : شرحت ظروفنا للوقت لكن مافهم للشرح ! *



مرّت الأيام . بل مرّت الأشهر !
و " لا جديد عشاق ليلة اتفارقوا .. صاروا بعيد ! "
لم يتغير شيء ولم يحدث شيء ليكسر الركود الذي اعترى كلّ من حياة بندر و كيان
إلا أنّه و بعد مُضيّ أشهر , عادَ زياد !
زياد الذي أنهى دراسته بالخارج أخيرًا .. زياد الذي كانَ يبذل كلّ شيء فقط لأجل ابنة عمته " كيان " !
أراد أنْ يحظى بِشهادة مُشرّفة فقط ليكون رَجُلاً فِيّ عينها , كانَ مُستعد أنْ يُفني أجمل سنين عُمره
فقط لتكون " كيان " في آخر الأمر له .
لم ينتظر , فلقد انتظر سنين حتى تأتي هذه اللحظة التي يعود فيها
أخبر أُمّه عن رغبته بل عن أُمنيته , لم تستغرب والدته من طلبه
إلا أنّها أخبرت زياد أنّ كيان لتوّها أنهت سنتها الجامعية الأولى
وسيكون ذلكَ مُبكرًا عليها !
زياد : ايه بس عادي يمّه ! يعني نطوّل الخطبة نخليّها سنة و نطوّل فترة الملكة و كيان بتكبر !
أم زياد : أنا مابي إلا سعادتك بس أخاف البنت ترفض بحكم انّها صغيرة !
زياد : طيب انتي فهميّ أُمّها انيّ مو مستعجل أبي أتطمّن يمّه بس أبي أتطمّن أخاف تروح منيّ !
ابتسمت أم زياد : طيب يا زياد خير ان شاءالله .

نقلت أم زياد الموضوع على عجل إلى أم كيان التي أبدت تقبّلها للفكرة !
لكنّها طلبت وقتًا حتى تأخذ رأي ابنتها ,
يُطرق باب غُرفة كيان التي كانت تغرق في أحلام يقظتها , وتدخل أُمّها
التي تحدّثت مع ابنتها عن آخر أخبار صديقاتها و عن حياتها
قبل أنْ تُخبر كيان أنّه ثمّة موضوع ستُخبرها به
كيان : هلا يمّه , ش الموضوع ؟
أُم كيان : دريتي ان زياد ولد خالك رجع
كيان : الحمدلله على سلامته
أُم كيان : أم زياد فاتحتني في موضوعك انتي و زياد , ولا تخافين هو مو مستعجل لكن يبي يترك عندك خبر !
كيان : أيّ موضوع !!
أُم كيان : انتي عارفه من زمان ان زياد يبيك ! زياد تقدم لك يا كيان
- ذُهلت كيان و أحسّت أنّ الكون يلتف في رأسها -
كيان : بس يمّه ليييش ! أنا ماأبغى الحيين ما أبغى
أُم كيان : قلت لك مو الحين هو مو مستعجل يبيها بس خطبة لحد ماتكونين مستعدّة !
كيان : لا يمه لا ! الحييين لا !
أُم كيان : كيان فكريّ بعقلك و لاتاخذين قرار سريع استخيري ربّك , راجعي نفسك و تذكري انه مو الحين
بعد سنتين ثلاث سنوات , بتكونين في سنّ مُناسب ! الحين الخطبة بس عشان الناس تدري !
فكريّ يا بنتي فكريّ و اسألي ربّك !
خرجت والدة كيان من غُرفة ابنتها و أغلقت الباب و كأنّما كانت تُغلق كلّ منافذ الأُكسجين إلى جسم كيان
كانت تختنق ولا تستطيع لملمة نفسها و التفكير في شيء مُحدد !
ليس الآن ,
فقد كانت كيان تُعاني من فقد مُفاجئ , كانت لا تزال تعيش في دوامة الصدمة
كانت مُنسلخة من العالم , لا تعيشه ولا تعايش من حولها
لم تكن في وضع يسمح لها بإتخاذ أيّ قرار مصيري في حياتها !


هُناك كان بندر ,
يعقد اجتماعاته لأهم صفقة في حياته العملية حتى الآن , بندر من بعد رحيل كيان من حياته
انهمك في عمله , أصبح ينام ليعمل , يأكل ليعمل , يتحدّث ليعمل
تخلى عن الحياة كما تخلّت عنه كيان ..
كان يُؤلمه أنْ يتذكر كيان في كلّ طريق يعبره , و في كلّ اجتماع يعقِدُه و في كلّ صفقة يربحها و كيان ليست هُنا لتفرح معه !
كان يُريد أنْ ينتزع كيان من نفسه هذه الفترة كيّ يتهيأ لدُخول مُغامرة ماليّة لا يعلم نتائجها
رُغم صِغر سنّ كيان إلا أنّه لا ينسى كيف كان يستشيرها كثيرًا في عمله
وكيف كانَ يشعر أنّها من أولئكَ العباقرة الذين يملكون عقليّة تفوّق سنوات عُمرهم بكثير !
في مكتبه كانت أفكاره بكيان تُغرقه و تأخذه بعيييدًا حيثُ ذلك العالم الذي صنعته له كيان
أحمد : استاذ بندر ! استاذ بندر !!
بندر الذي عادَ من شروده فجأة : نعم !!
أحمد : الإجتماع بدأ من خمس دقايق و ينتظرونك !
نهض بندر مُسرعًا و استعاذ من الشيطان و دخل قاعة الإجتماعات خاليًا من الكيان ...
انتهى الإجتماع دون نتيجة واضحة !
كانَ ثمّة أشخاص مُريبين في ذاكَ الإجتماع هذا ما أحسّ به بندر !
أو أنّه أرهق نفسه كثيرًا و قسى عليها و هو الآن بحاجة لإجازة طوييلة يستعيد فيها ذاته !
ولا شيء غير النمسا سيحتوي شتات بندر و اهتزاز كيانه ,
قطع أعماله التي كانت في وقت مهم و ... عاد ليساااافر !


على الجانب الآخر ,
كان زياد ينتظر الرد بفارغ الصبر , و كيان قررت أنْ تُحكّم عقلها و تُخرج نفسها من حُلكة تغشى أيامها
و تستخير ربّها !
استخارت , رفعت كفيّها إلى ربّها سألته الخير ... وبكت
لم يطمئن قلبها !
لم تشعر أنّه من العدل أنْ تُجرّد نفسها من وفائها الأبيض بهذه السهولة
صحيح أنّ زياد سيمنحها كلّ ماقد تتمناه أُنثى , لكنّها .. لكنّها
لا تتمنى شيئًا سِوى ما سُرِقَ مُنِها !
خشيتْ أنْ توافق و تعيش مع زياد مُتوهِمّةً أنّه بندر , فَ تُخطِئ و تنطق اسم " بندر "
بدلاً من اسمه !
عقدت النيّة على إخبار أُمّها أنّها لا تستطيع الموافقة الآن !
لأنّها الصغيرة عُمرًا التي شاخت بها أحزانها , لأنّها التي تعجز عن مُمارسة الحياة بشكلها الطبيعي ,
لأنّها ..


في النمسا ’
كانَ بندر يُحاول نسيان كلّ ما خسر من هذه الحياة اللاعدالة !
قبل أنْ يصلّه اتصال يُخبره حقًا أنّ " الحياة أقسى من كونها ظاااالمة " !
بندر : آلو .. نعم !
أحمد : مرحبا استاذ بندر .....
بندر : فيه شيء يا أحمد ؟ انت عارف انيّ في إجازة !
أحمد : ايه ......
بندر : تكلّم يا أحمد !
أحمد : استاذ بندر لازم ترجع ... الشركة في الحضيض ! و الكلّ يطالب بحقّه بأسرع وقت
بندر صُعق بل و تصلّبت أطرافه , و تنهّد بقوّة قبل أنْ يُجيب : راجع ان شاءالله , راجع !
عادَ بندر سريعًا , و رأى بعينه حجم خسائره و هاهو يخسر حياته كاااملة !
لم يكُن هُناكَ مَنفذ , و خسر بندر كلّ أملاكه , بل و فوق ذلك كسرت كتفه ديونه
و .. أعلن إفلاسه
بوقتٍ كان بحاجة إلى شيءٍ يجبر كسره .. لكنّه تكسّر أكثر !
و عجز عن تسديد ديونه , ليسقط الحُكم عليه سِجنًا حتى يُسدِّد ماعليه
" مجوّد " الصغير سيفتقد والده كثيرًا , و أم ماجد بكت كثيرًا على زوجها الذي لا تعلم متى سيعود لها ولإبنها و ابنتها !


صباحًا ,
استيقظت كيان لتبدأ يومها بِ كوب حليب دافيء و تتصفح الجرائد كعادتها
لتسقط عينها على خبر " إفلاس رجل الأعمال بندر الكايدي .. والحُكم عليه سجنًا حتى تسديد ديونه ! "
يا الله ! يا الله ! يا الله !
رددتها كيان ثلاثًا , و انقبض قلبها و عضّت أصابعها حتى أجهشت في البكاء
كيف سيحتمل بندر وقع الصَدمة و هو وحيدًا خاليًّا من كلّ شيء !
عاشت كيان يومًا صعبًا أسودًا , فكّرت كثيرًا في بندر الذي بدأ يموت جزءًا جزءًا
شعرت أنّه بحاجتها ولكنّها لا تملك من أمرها شيئًا !
مرّ أُسبوع كامل و كيان لم تذق طعمًا للنوم أو الراحة ولم تأكل حتى !
صباح السبت , تأخرت كيان في نومها كثيرًا و اقتربت منها أُختها حنان لإيقاظها
حنان تهزّ كتف كيان و تحاول إيقاظها دون إجابة !!
حنان : كيان ! كيان ! كيااااان !
نزلت مُسرعة لتُناديّ أُمّها و أخيها الأكبر سلمان الذي حمل أُخته الصغرى و انطلق بها لأقرب مُستشفى
ها هي كيان تنام على سرير لا يُشبه إلا بياضها ,
تُحطيها الأجهزّة , و ثمّة مُغذيّ كان لا يمنحها إلا جزءًا كاذبًا من الحياة !
غابَ بندر عن حياته خلف قُصبانٍ بائسة , و غابت كيان عن حياتها إلى نوم هادئٍ مجهول !

كانت كيان قد كتبت شيئًا مُؤلمًا قبل أنْ تغيب عنّا كان إحدى رسائلها إلى بندر :
" إلى من كانَ لي صديقًا و أقرب الأصدقاء ,
ها أنا أراك ، بذات النظرة ، ذات الخيبة ، ذات التحديق بالأرض ،
ذات الإحساس ، ذات التواري خلف الصمت ، ذات انتزاع الأشياء ،
ذات فتح الأزرار ، ذات الخطوات الثقيلة ، ذات عدم الإكتراث ، ذات الصدمة ،
ذات الذهول ، ذات النهاية ، ذات الإنهزام ، ذات الصوت الخافت ،
ذات اختيار كلمة واحدة ، ذات الرغبة بالرحيل
ها أنا أراك تعيش ذات الأشياء التي عشتها يوما لكن لسبب آخر ! "



+ ما قبل نهاية الفصل الخامس :
خرجتَ من أعماق حياتي ، وتركت بي فراغاً شوهني
فراغاً لا يتسع لغيرك ..
فراغاً كلما تفقدت عمقه أدركت كم كان حجمك بي وحولي كبيراً ! *



........ يتبع

التوقيع:
.


قلّ للغيابِ نقصتني; و أنا حضرتُ لِأُكملك *


تشرينْ ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-2010, 01:43 AM   #13
قنــاص فعــال
 
الصورة الرمزية ميــــــرال
 
افتراضي رد: -5-





-
أقتباس ذُهلت كيان و أحسّت أنّ الكون يلتف في رأسها -



أقتباس كيان
كانت تختنق ولا تستطيع لملمة نفسها و التفكير في شيء مُحدد !
ليس الآن ,
فقد كانت كيان تُعاني من فقد مُفاجئ , كانت لا تزال تعيش في دوامة الصدمة
كانت مُنسلخة من العالم , لا تعيشه ولا تعايش من حولها
لم تكن في وضع يسمح لها بإتخاذ أيّ قرار مصيري في حياتها !





أقتباسعلى الجانب الآخر ,
, لكنّها .. لكنّها
لا تتمنى شيئًا سِوى ما سُرِقَ مُنِها !



فقط أبكيتيني

أتمنى أن تكون نهاية قصة كيان مفرحة ليس كما نسمع دائما

تشرين حفظك المولى

التوقيع:
.

.


عَسَى مَنْ لَهُ الإِحْسَانُ يَغْفِرُ زَلَّتي...........ويسترُ أوزاري وما قد تقدما






.
ميــــــرال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-2010, 04:54 AM   #14
قناص مميــز
 
الصورة الرمزية T.UPDATE
 
افتراضي رد: " كيان " و الحُلم البريء | قصّة




تشرين

حماكِ ربي ع السرد

استمري يآنقيه

T.UPDATE غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-02-2010, 02:26 PM   #15
وَدَقٌ تَشّرِيِنِيْ
 
الصورة الرمزية تشرينْ !
 
افتراضي رد: " كيان " و الحُلم البريء | قصّة

أقتباسغابَ بندر عن حياته خلف قُصبانٍ بائسة , و غابت كيان عن حياتها إلى نوم هادئٍ مجهول !


الفصل السادس - و الأخير -
+ الحيـاة ليست كاملة *


زياد الذي أحب كيان بشدّة , علم بكل ماحدث
علم بكل تفاصيل حياة كيان و حُبّها و تضحيتها
حمل نفسه كَ رجل شهم , و مضى إلى السجن و دفع كفالة بندر كاملة
و في وقت قصير سدد زياد كلّ الديون التي تراكمت على بندر
فقط لأجل " أنْ تعود كيان "
بعد أيام استيقظت كيان و علمت أنّ بندر خرج و عادت حياته لطبيعتها
و باحت لها أُختها بما فعله زياد - بالرغم من أنّ زياد لم يكن يُريد أنْ تعرف كيان بذلك -
وافقت كيان على الزواج من زياد ...

بين يديّ بندر دعوة زواج كيان
كادَ أنْ يُمزّقها قبل أنْ ينتبه " للقبعة " التي على رأس ابنه
ذُهل بندر فقد كانت هذه القبعة له و أهداها لكيان بعد أنْ وقع لها عليها
أمسك ابنه و سأله من أين حصل عليها
فأخبره " ماجد " بكلّ ماحدث في مطار فيينا !

ياااه أدرك بندر مُتأخرًا كم ضحّت كيان لأجله و لأجل عائلته على حساب نفسها
و حبها و قلبها
أدرك أنّها داست على قلبها و مضت , لأجله و لأجل " مجوديّ " و لأجل كيان و لأجل " أُمهم "
أفلتت منه دمعة و هو الرجل الذي لا يبكي
هو الرجل الذي يظنّ الجميع أنّه بندر الصلب , ولا يعلمون أيّ قلبِ رهيف هشّ خلف هذه الملامح
عادت به الذاكرة و تذكرّ براءة كيان و شقاوتها و حبها الشديييييد له رغم فارق السن
تذكرّ صبرها و تعبها , تذكرّ كلمة " سعادتكَ أولاَ ثم سعادتي ! "
تذكر كلمة " إبتسامتك تعني إبتسامتي " !
أدركَ مُتأخرًا أنّ كيان أحبته كما لم يحبه أحدًا من قبل

انتهت الحكاية : بندر أحبّ كيان و كيان أحبته , لكنْ ...... !

تمتّ .




* هذا اعتذاري لكل من قرأ حكايتي هذه
لم أستطع إكمالها لأسباب كُثر لا أرغب بذكرها
لم أستطع إكمالها و لكنيّ أردتُ أنْ أضع النهاية الحقيقية
لم أستطع و كانت أصابعي لا تستجيب ليّ
عُذرًا لما حدث .. و شاكرة لكل من قرأها و انتظر الفصل القادم .

تشرينْ ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:00 PM.

Designed by: BAA
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
SEO by vBSEO 3.6.0
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi