عرض مشاركة واحدة
قديم 27-12-2009, 09:30 PM   #10
تشرينْ !
وَدَقٌ تَشّرِيِنِيْ
 
الصورة الرمزية تشرينْ !
 
افتراضي -4-



-4-
الفصل الرابع : صعب السؤال .. ليه نفترق !! *


في النمسا كان بندر يحسُب الأيام ليعود للوطن , وأعنيّ وطنه الخاصّ " كيان "
كانَ يُريد العودة بُسرعة للمدينة التي بقلبها والتي كلّ سكّانها " هو "
لم يكنّ يعلم أنّ أوطاننا تُنكِرُنا حينَ نخذُلها
وأنّ السماء تلفُظنا حينَ نلوّث طُهرنا بِ نقطة زيّف سوداء !
في الرياض كانت كيّان و التي احتفظت بِ خيبتها لنفسها ولم تُخبر أحدًا بما عرفت
أُصيبت بِ كدمة في كلّ جُزء مِنْ جَسد حُلمِها , أُصيبت ب شرخٍ في قلبها الزُجاجيّ
لن يكون الزمن كفيلاً بِ رتقه !
ها هو مَطار الملك خالد يفتح ذراعيه ليستقبل الرحلة العائدة من النمسا
ها هو بندر يُردد بينه و بين نفسه " ما أرقّ الرياض ! "
ها هي قدمه تطأ على أرض و كعادته فعل الشيء ذاته الذيّ يفعله كلما عاد : بحث عن " كيان " !
حاول الإتصال بها لكنّ هاتفها كانَ مُغلق , أحاطت به الدهشة فقد كان يظنّ أنّها ستنتظره بشدّة لينتهي من عمله
قرر تأجيل التحدّث إليها إلى وقت آخر , و انهمك مُنشغلاً مع ماجد و أم ماجد و " كيان " ابنته الصغيرة .
على الجانب الآخر كانت كيان وقد فقدت إبتسامتها , روحها , كرامتها , و جزء كبيرًا من قلبها !
كانت تتذكر أيامها معه , لحظاتها المُشعّة , و حياتها التي كانت تُضيء بوجوده
قررت نسيانه .. اتخذت قرارًا سريعًا و مصيريًّا بأن تشطب اسم بندر من حياتها
أنْ تمحي حياته من حياتها , أنْ تبتعد ليس لأنّها خُذلِتْ .. لكنْ لأنّها لا تُريد إيذاء " مجوّديّ و كيان و والدتهم ! "
بندر و الذي مَضى يومه كلّه محاولاً الإتصال ب كيان دونما فائدة انتابه القلق
جعلته حيرته يعيش أربعة أيام لا يعلم فيها ماذا يفعل ؟ و كيف يعرف أين هيّ ؟
هل سافرت ؟ هل حدث لها شيء ؟
إجبارًا وليس طوعًا جعله قلبه يُرسل لها رسالة قصيرة علّها تُجيب :
" كيانيّ .. كم قاسية هيّ الغُربة بدونكِ يا وطنيّ !! "
حتمًا الرسالة لن تصلّ كيان التي قررت أنْ لا تعود لإستخدام هذا الهاتف الكاذب , المُزيّف , الشرير
مرّ أسبوعين دونَ خبرٍ أو صوت لكيان في حياة بندر ,
حاول الوصول لها مرارًا و تكرارًا حتى تذكّر أنّها تحدثت إليه مرّة من هاتف إحدى قريباتها !!
ولم يتردد في البحث عن الرقم الذي وجده أخيرًا و أجرى اتصاله الخائف :
بندر : ألو .. السلام عليكم
حنين : وعليكم السلام !!
-صمت على الطرف الآخر -
حنين : نعم ! مين معايّ !
بندر وبعد تردد طويل : أبغى أسألك عن كيان ؟
حنين والتي ارتجفت بسماع اسمع ابنة خالتها ! : انت مين ؟؟
بندر : جاوبيني كيان وينها ؟ كيان بخير ؟
حنين : انتي مين طيب ؟ انت بندر ؟!
بندر : ايه
حنين : ايه كيان بخير , ليش تسأل ؟
بندر : طيب وينها ؟ أنا من اسبوعين أحاول ألاقيها ؟
حنين : تبغاني أوصلّ لها شيء ؟
بندر : خبريّها انيّ محتاجها كثير !
حنين : طيب , شيء ثاني بعد ؟
بندر : لا شُكرًا
حنين : عفوًا .. فمان الله
أغلقت حنين الهافت و تاهت في حيرتها قبل أنْ تنهض و تجهّز نفسها لتزور كيان
كيان والتي استغربت من زيارة حنين المُفاجِئة , وسألتها انْ كان ثمّة شيء ؟
حنين : كيان جاوبيني , ش صار مع بندر ؟ ش صار لك انتي ؟
كيان : حنين الله يخليّك , اتركني بحالي ما أبغى أحكي لأحد بهالموضوع
حنين : بس بندر اتصل عليّ !
كيان و بذهول : ايييش ؟ اتصل عليك ؟ كيف ؟ متى رجع ؟ وش يبغى ؟
حنين : انتي قولي لي ش صاااااير ؟
- تنهّدت كيان و حكت لحنين كلّ ما حدث , من أول لقائها ب ماجد حتى عودتها للرياض -
حنين احتفظت بصمتها بُرهة قبل أنْ تسألها : طيب أخذتي قرار ؟
كيان : أخذت قرار و كان الأصعب بحياتي , حنين أنا ما أقدر أخرّب بيت !
أنا عنديّ ضمير .. أنا إنسانة وماوديّ أسبب أذى لأيّ إنسان
خصوصًا إذا كان أحد ما ضرّنيّ بشيء ! أنا تعبانه و هلكت و حياتي بنظريّ انتهت بصدمتي من بندر
لكنْ ما أقدر أنهيّ حياة ناس غيري و أكون أنانية !
حنين : طيب هذا أحسن قرار , وأهم شيء تكونين مقتنعة , بس لازم تعطينه خبر لازم يدري انك عارفه وانك خلاص !
كيان : ما أقدر
حنين : تبين أنا أقوّل له !
كيان : لااا .. خليّه
حنين : حرام عليك تخلينه كذا عطيه خبر بس !
كيان : أنا حرام عليّ ؟ أنا يا حنين !!
و هو مو حرام اللي سوّاه فيني ؟ مو حرام اللي سوّاه في أهله ؟ مو حرام الظلم ؟
قولي لي أنا الظالمة ولا هو ؟ أنا اللي بلا قلب ولا هو ؟ .........
حنين هدأت كيان التي أجهشت في البكاء و حاولت مواستها و التخفيف عنها دونما فائدة ,
طلبت كيان من ابنة خالتها حنين أنْ لا تُجيب بندر إن عاود الإتصال بها و أنْ لاتُعطيه أيّ خبر عنها
وقطعت حنين وعدًا لكيان أنْ لا تُجيبه أبدًا .
كانت كيان كلّ ليلة مُذ انكسرت أحلامها تكتب لبندر رسائل لا تبعثها إليه و تحتفظ بها
كانت تُريد تفريغ نفسها من الشحنات السالبة , و هاهيّ قبل أنْ تنام وكما تفعل دائمًا تكتب :
" إلى صديقيّ , الذي لم يكن يومًا صديقيّ ..
هاهي حياتي غدت نافذة لا يتسرّب منها الضَوء
ها أنا شجرّة صفراء يابسّة أنكرتها الحياة ’ و تخلّت السماء عن سُقياها
لقد كُنت ليّ جوانحي و لكنيّ سقطت
يا سارقًا منيّ حياتي و الحنين , علّمتنيّ أنْ لا أثقّ بأحدٍ سِواك
وهاأنا أتخلى عن ثقتيّ بك , ولم أعدّ أثقّ بأحد !
سيُخبركَ الهواء يومًا أنّك : خذلتني ف اختنقت ! "
حنين لم تفيّ بوعدها , و بعثت لبندر رسالة نصيّة بعد إزعاجاته لها كتبت فيها
" أخ بندر .. كيان بخير و خلاص هي تبي تبدأ حياة جديدة
لو سمحت اطلع من حياتها و حياتنا إذا يهمك انّها ترتاح ! "
لم تُدرك حنين أنّها بفعلها هذا قتلت كلّ الذكريات الجميلة بين بندر و كيان !!
كانَ بندر في طريقه إلى إجتماع مهم , رُبما كان الأهم في إجتماعاته هذه السنة كَ " رجل أعمال "
فتح الرسالة بسرعة و صُعق بما قرأ , لم يُصدق عيناه !
أيُعقل ؟ لكن لماذا ؟ هل أحبّت غيره ؟ هل استطاعت نسيانه ؟ لِمَ لم تخبره ؟
لماذا لم تُقدم له عُذرًا حتى لو كاذبًا ؟ أترحل هكذا دونَ أسباب !
بندر أحسّ بالإهانة , أحسّ أنّ كرامته اُنتُقِصتْ كَ رجل له منصبه و هيبته , غضب كثيرًا
و أحسّ أنّه كَرِه كيان , أنّها مُجرد مُراهقة تافهة تسلّت هذه السنوات وهاهيّ كَ غيرها رحلت باحثة عن غيره !
ظنّ بها ظنّ السُوء , و نسيّ أنّها " كيانه الطاهر " التي لا تُشبههم ,
و بِ دوره هو قرر شطبها من حياته و طيّ صفحتها التي لم تعدّ بيضَاء في نظره !

........ يتبع

التوقيع:
.


قلّ للغيابِ نقصتني; و أنا حضرتُ لِأُكملك *


تشرينْ ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس