![](http://www.f9wl.com/vb/picture.php?albumid=4&pictureid=17)
الإهداء :
إلى أُميّ .
إلى الحُلم الذيّ تجاوز حدود المدينة الغائمة .. فاختفى
إلى الطائر النمساويّ الجريح ,
و إلى أُميّ مرّة أُخرى .
قبل أنْ ينفض الخريف أوراقهُ عن أكتاف أشجاره
قبل أنْ تُجيد الشفاه الصمت الطويل المُؤلم
قبل أنْ يصمّ الواقع أُذنيّ الحنين بِ صرخاته المُفاجأة .. خُلقِتْ " كيان "
ألقمها الزمن فُتات فرحٍ استطاعت أنْ تتجاوز به مرحلة عُمريّة مريرة
روحها تحمل فجوة لم تُرتق حتى الآن , إلا أنّ الجانب الأيسر من أضلُعها
يُنجِب حركة طائشة تحمل الكثير .
الشكل الخارجيّ لـ " كيان " لم يكُنْ يوحي أنّها عاشت ملحمة بطولية أليمة
كانت هيّ فيها العدو , و الصديق , و المهزوم , و المُنتصر
اعتادت " كيان " أنْ ترتدي قياسًا أكبر مِنْ قياسها , تمامًا كما هيّ أحلامها فضّفاضة عليها
هُنا سأحكيّ .. ليس عنيّ ولا عن إحدى صديقاتي , بل عَنْ " كيان " .
-1-
الفصل الأول : القلب الطيّب يموت مرة واحدة فَقَطْ *
خلف باب غُرفتها كانت " كيان " تقف مُحاولة إلصاق صورة تعنيها كثيرًا
اختارت لها الباب مكانًا كيّ تراها كلمّا همّت بالخروج و مواجهة العالم الخارجيّ الذي لا تنتميّ إليه
كانت تحاول تثبيت الأطراف قبل أنْ يُفتح الباب بقوّة و يرتطم بوجه كيان ..
كيّان : أأأأأأأيّ !!
حنان : بسم الله , خييير واقفه عند الباب وش تسوين ؟
كيّان : مافيه شيء اسمه تستأذنين قبل ماتفتحين كذا !! بغت عينيّ تروح منّك
حنان : وأنا وش درّانيّ ان فيه ناس توقف ورا البيبان كنهم جنّ بسم الله علينا !
خرجت حنان من الغُرفة قبل أنْ تنتبه للصورة التي كانت كيان تعلّقها
" حنان " هيّ الاُخت التي تكبُر كيان بسنتين , لكنّ الإختلاف بينهم كانَ كبيرًا فلا ترابط أبدًا بين الأفكار أو طريقة الحياة
لكنْ رُغم هذا كانت حنان قريبة جدًا من كيان و كانت صندوق أسرارها و شريكتها في المُغامرات التي لا تُحسب عواقبها .
كيان لم تكنْ تعلم أنّ الإقتراب من أكبر أحلامنا , يُؤذينا
و أنّ الأماني حينَ ترحل , لا يجب علينا أنْ نتبعها
و أننا سوف نسقط إذا عاودنا الطيران بِ جناحٍ مُمزّق
و أننا .. أننا فيّ كلّ مرّة نحاول التخلّص مِنْ بعض الوجوه
تبقى ولا .. ترحل !
....... يتبع