..
- الورقة السـادسة
" لآ تسترجع الكثير مما يقال لك
كي لاتكتشف مساحة الكذب بأقوالهم
ومساحة الغباءبتصديقك لهم "
-أحلام مستغانمي-
" سلطان لـ مهـا , ولـ مهـا لـ سلطـان ! "
هـكذا كـان ارتباطنـا ’ هكـذا كانت لامبالاتك , وكانت تضحيتي !
كنتُ طفلةً صغيرة , لا تعرف عن الحبّ سوى أن تتعلّق بـ لعبة / و تحتضن والدتها قبل المنام !
و كنتَ رجلاً أقُحِمت طفلةُ في عجلة أقدارهـ فجأة / بين يومٍ وليلة ..!
خيوط مصيرنـا التي لم يـُحكم وثاقهـا انحلّت بعد ستّة أعوام .. لم تنحلّ وإنمـا قـُطعت بـ أنامل أقرب النـاس إليّ ..!
كنا قد ارتبطنـا بين عشيّةٍ وضحـاهـا / وهكذا انفصلنا أيضاً !
لـم يكن حبّك يستحق العناء ’ ولم تكن تستحق مني كلّ تلك العواطف التي أغدقتها طيلة ست سنوات غالية من عمري الجميل!!
كنت أعتقد أنك تحبني ’ ليس لشيء سوى أن حبّك أعماني حتى عن رؤية خيانتك وغدرك !!
والآن ’ لست أدري حقـاً أآسفة لـعمري الضائع ؟!
أم حزينة لأن تجربتي كانت فاشلة و مؤلمة لـ حد البكاء !!
أم محطمة أستجدي الحياة القاسية أن ترزقني نسيانك على الأقلّ , فـ ليكن
قدري كريمـاً معي كما كنت كريمـاً إلى حدّ قتلي !!
كنت كريمـاً في إيذائي ’ في إبـادة مشاعري البريئة وقلبي !!
جربت بعـدك الكثير ’ محاولات يائسة لاسترجاع كرامتي المهدورة ,
لمـاذا استحسنت صورتك إلى هذا الحدّ ؟!
لمَ كنت أحبك إلى هـذهـ الدرجة ؟!
لمَ كنت متعلقة بـك ؟!
مغفّلة !!
..
شرعت في إغلاق حذائي ذو الكعب العـالي إستعداداً للذهـاب ’
لـمحت جـُرحاً في سـاقي أثـار جراحي ’ حينهـا تذكرت يوم أن ذهبنـا للعمرة أنـا وهي ’ أمسكنـا ببعضنا كما لو كنّـا جسدين وروحٌ واحدة , وبتـنا نـدعو الله ونحن نلفّ الكعبة الشريفة ’
إلتفتت إليّ وقااالت : " سامحيني " ..
حينهـا , لـم أكـن أنا التي أتحدّث ’ أجبت : " اللهم إني سامحتهـا فـ سامحهـا ! "
بكيت من تحت الغطاء كثيراً ’ وتركت كلّ ماكنت أدعـو الله بهـ
لأبدله بدعوة واحدة ,
ربـِ ارحمني والطف بـي !!
..
ومضيتُ لا ألوي على شيء , مضيت بـ قدميّ أجرّهـا جراً وأتبع الماضين أراهـم يسوقونني إلى الهمّ والحزن وهـم ضاحكون ’
كم هو مؤلـمٌ أن تكون وحيداً !
كنت وحيـدة , بينما يلفّهـا كلّ أحبابي وأوّلهـم \ هو !
لعنتُ بداخلي كلّ تلك العلاقات العائلية الغبية , والتي يفترض فيها أن يضحّي أحدٌ مـا بـ شيء غالٍ جداً ..
لولا أنك لم تكن قريبي لمـا حصل كل هذا , ولما رماني والدك ووالدي في طريقك وهم ضاحكون .. أكرهـ أن يعتقد الآخرون أنهم يرسمون طريقنا وأقدارنا كما نحب !
أشعـر أن حبّك يخنقني , حتى لا تكاد توجـد مساحات للتنفس هنـا !
تملّكتني , تملّـكت قلبي وأحـلامي , وذهبت !
أعـد إلـيّ كل شيء أرجوك ’ إلا أنت , فـ أنـا لا أريـدك !
..
تسلّلت إلـى دواخلي بـ هدوء , أتراهـ كـان هدوء مايسبق العاصفة ؟!
تشرّبت حبـك كمن يحتسي كوب قهوة دافئ في ليلة شديدة البرودة , و بـ ودّهـ ألا ينتهي هذا الشعور أبداً !
كـان قربـك عذاب ’ وبُعـدك لم يكن أحسن حالاً !
كـان بـ ودّي لـو كنت أقوى بـ قليل ’ ليس لأكرهك , ولكن لـ أغسل قلبي منـك , من تعلّقي الشديد بك ,
تعلّقي الذي لم يشفع لـي بإستبقائك !
كنتُ دومـاً ضعيفة , منذ صغري وحقوقي كلهـا مسلوبة .. كنت أتوقع لأجلـك أن أستميت دفاعاً , ولكنني خذلت نفسي وقلبي و ركنتُ في زاويتي أندب حظي العـاثر , وأبكـي كلّ شيء ..!
..
كنت أنتـَ بطل طفولتها , كانت تثرثر بذلك أمامـي كلما سنحت فرصة ,
لمـ أكن لـ أشـكّ ولو للحظة أنـ تلك المشاعر لـم تمت !
هـي حقـاً لـم تمـُت , ولكنهـا أخذت سباتاً شتويـاً , أتى بعدهـ صيف حارق , فـ تضاعفت !
كنـتُ أقرب إليهـا من ظلّـهـا , ولكنني لـم أبح يومـاً بأنني أعشقك !
كنت خجولة دائماً , أكتفي فقط بـ حمرة وجناتي وابتساماتي , ولكنني مغفلة لأن هذا لم يشفع لـي ويفهمهـا بأنك رجـُلي أنـا !
ملـكي أنـا , وحقي المسلوب !
..
كنتَ تكبرني بـ خمسة أعوام , بينما تكبرني هي بـ أربع ..
كانت اختي التي لم تلدهـا أمي , قربهـا كان لذيذاً محببّا للنفس ..
نجتمع في العطـل الصيفية في منزل جدتي ’ وتحتضننا غرفة واحدة ..
كنا نتشاجر كثيرا , نمرح كثيرا , نثرثر كثيراً , ونبتسم دوماً !
كانت كثيرة الترديد : " كم أنتِ محظوظة ’ لا لا | كم هو محظوظ ! " ..
لم يدُر في خـُلدي يومـاً أن تشاركني التفكير فيك .. و تحتضنك أمنياتها كذلك !!
..
كانت نقطة الإختلاف تافهة / ولكنها كانت كفيلة بـ فكّ ارتباطنا على عجـل .. لـ يرتبط بـها في اليوم التالي مباشرةً !
هو يرغب بـ الزواج الآن , و أنـا أرفض هذا .. يـا لـ سذاجتي / استمرّ ارتباطهمـا عـاماً آخر قبل الزواج !!
الآخرون بارعون في الاحتيال / الفرصـة لا تأتي إلا مرة .. أمـا أنـا : فـُرصـِي لم تأتِ أبداً !!
لم يقتلني حبّك / وإنمـا خيانتها .. كانت أختي التي سلبت منّي فرحتي و فستـان آمالي لـ تلبسه وتتزين به ..
كانت أختي التي صدمتني بقولهـا / أنـا التي يحبهـا .. فجّرتها مدوية و سكت بعدهـا كل شيء ..
كنتُ أعتقدُ أنني سـ أصرخُ في وجههـا و أمزّقه بـ أظفاري و أشوّهه .. ولكنّي عوضاً عن ذلك احتضنتُ هاتفهـا و التهمت عيناي رسائلكما الملتهبة ..!
دمّرتُ قلبي ألف مرة خلال لحظةٍ واحدة , كنتُ أدرّبه على أن الصدمة ليست بـ الكمّ وإنما بـ النوع والكيف ..!
بكيتُ حينها كما لم أبكِ يوماً .. لم أكن حزينة لـ حبّك الذي كاد يقتلني , و إنما ضعفي و قدري و حظّي المجحف ..
بكيتُ أقداري التي يرسمهـا ويسيّرهـا / بل ويسرقها منّي الآخرون .. يقذفونهـا عليّ ويمضون ..
لـ احتضنهـا وأسيرُ لا ألوي على شيء .. ولستُ ادري من سـ يأتي بعدُ لـ يسرقها منّي بـ استسلام !!
كانت رايتي دومـاً بيضاء , ترفرفُ واضحة للـعيان .. و هل أعذرهم بعد كلّ هذا في تحطيمي هكذا ؟!
أيعـذرُ سـارق المال السائب في سرقه ؟!
أتراني حقـاً أخطأتُ في تركك والتضحية بك ؟! .. أتراني كريمةً إلى درجة أن سمحتُ لكما بـ تدمير قلبي الصغير والرقص على الحطام ؟!
ذات يوم / عبثتُ في صندوق أوراقي لأجد قرصـاً غنائياً كنتُ قد سرقتهُ من غرفتك حينما تسلّلتُ إليهـا خفية ..
أدرتُ القرص بـ هدوء ..
" مـن تكون إنتـَ تعذّبني \ وأسـامح ؟!
من تكون إنتـَ تخاصمني \ وأصـالح ؟!
إنت واحد بين آلاف العيون , ليش أنـا أرضـى بـ عذابك | من تكون ؟!
يـا اللي قلبك ماعـرف طعـم الهوى !
ماهـوى ولا حبّ " يوم " ولا انكوى !
هـل حيـاتي ’ عنـدك .. و موتي | سوى ! "
..
يرزق الله الصـابرين ..
كنتُ أعتقدُ أن الحياة قد تقف لـ موت أحدهم أو فقدانه , وكنت متيقّنةُ لـ هول صدمتي أن
قلبي سـ يقف يوماً مـا لشدّة حزنه ..
ولكني أحمد الله اني هنا اليوم , و أنني حينما أتذكّرك لا يخفق قلبي و يضطرب كما كان سابقاً !!
ولكنّي حينما أراهـا / أشعر بـ غصّة و ألم .. لستُ نادمة على شيء ولكنّ الخيانة مؤلمة , يصعبُ عليّ أن أمحيها من ذاكرتي وأمضي ..
ارتباطي معك لم يكن وثيقاً , بينما ارتباطي معهـا كان روحيّـاً .. كانت أختي !!
..
أتـُراك كـاذبٌ يـا مجيد ؟!
يقولون / الصدمـة الأولى أشدّ وقعـاً و ألماً وأرسخ في الذاكرهـ !! لا أتوقع هذا ,
لأنني حتى الآن مازلتُ أبكي من فراقك يـا مجيد .. برغم أنك لم تكن صدمتي الأولى ولا اختباري الأول !!
كنتُ أشعر بأن عواطفي ماتت بعد تلك التجربة / ولكنّك أتيت لـ تثبت لي العكس ..
لـ ربّما أتيت لـ تثبت لي أنه مازال بـ استطاعة أحدهم أن يعيد بناء مـا انهدم / لـ يهدمه من جديد بالطريقة التي يحبّ , وعلى أقلّ من مهل !!
أتيتَ لـ تثبت لي أنني مازلت أضعف من أن أحتفظ بـ حقوقي وأدافع عنها و عن قدري ومصيري / وقلبي !
أتيتَ لـ تريني كيف أن نظرتي في العـالم مازالت ساذجة / وأن هنالك أناسٌ قذرون لا يبالون بـ شيء ولا يأبهون لـ من يحبّهم ويهتمّ بهم أبداً !!
كنتَ تتوقع أنني اتّخذتك مضمّداً لـ جراحي الأولى / و دميةً أجرّب عليها ما اذا كان بـ استطاعتي أن أقف على قدماي و أهبُ مشاعري لـ أحد مرة أخرى !!
سعيتُ لـ إسعـاد نفسي و أنت .. و سعيتَ لـ تعاستي !!
كنتَ وهمـاً وخيال .. متجسّدٌ على أرض الواقع !
يااجمل اوهامي واكثرها وجعـاً / لمَ قتلتني ؟!
- يتبع !!
..