انســــان
عدد الضغطات : 18,550
الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم
عدد الضغطات : 13,050(انسان) الجمعية الخيرية لرعاية الايتام
عدد الضغطات : 18,677استمع إلى القرآن الكريم
عدد الضغطات : 9,862

   
العودة   شبكة القناص - الموقع الرسمي للاعب ياسر القحطاني > المنتديات العامة > المجلــــــس > منصة تتويج المجلس
   

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-02-2011, 12:21 AM   #1
. . : زعيم القناصين : . .
 
الصورة الرمزية GivenChy
 
Exclamation { .. لا شيءَ يستحقّ !!

..




إنه الخامس والعشرون من الشهر ..
مرّ عـامٌ وأنـا مازلت في كلّ أحد أجرّ قدماي وانا بكامل زينتي أعرج على محل الزهور
وأبتاع من أبي أحمد باقتك التي تحب .. وأذهب لـ حديقتنا المجاورة , وأنتظرك !!
مرّ عـامٌ وأنـا لا كلل ولا ملل .. وعد الحرّ دين عليه , وأنـا قطعتُ وعـداً لستُ أدري حقاً أهو لك ’
أم لـ قلبي كي لا ينهااااار !!
مرّ عـامٌ وأنـا على ذات المقعد أرقب المارّين وأدقّق في وجوههم علّك تكون هنا لـ تفاجئني
بالمجيء ولـ تغلق عيناي بـ كلتا يديك : " شوفي مين هنا ! "
وحينما ينتصف القمر في السماء , أضع باقتي اليتيمة الذابلة / ولستُ أدري أكـان ذبولها السريع كي تخبرني أن انتظاري قاتل , وأنها اختارت أن ترحل بإختيارهـا قبل أن يقتلهـا عمداً وعن سبق إصرار وترصّد !!
" صباح الخير ياأبو أحمد "
" صباح الخير ياابنتي .. وضعتُ لكِ الباقة هنـا على يمين الطاولة ! "
ابتسمتُ ممتنّة لـ هذا العجوز , و نظرّ إلي مطوّلاً ..
" لـِ من هذهـ الباقة ياعزيزتي ؟! أرجو ألا تعتبرين مسئلتي تدخّلاً .. أنا بائع زهور كما تعلمين ويمرّ عليّ
الكثير من النـاس .. لكنّك الوحيدة التي أصبحت أعرف موعد حضورهـا كلّ أحد ..
وكأنهُ واجب ! "
تردّدت كثيراً قبل أن أجيب .. احتضنتُ بـاقتي بل عصرتها بـ كلتا يديّ

" إنهـا .. إنهـا لـ روح عمتّي الغالية .. "

نظرَ إليّ مجدداً .. ابتسم ثم تمتم " إنهـا لـ الغياب ياابنتي .. الغائبون لا يعودون .. لا شيء يستحقّ العنـاء !
انتظارهـم يحرقنا من الداخل ويقتات من أعمارنا بـ بطء .. ونحن بحاجةٍ إلى تلـك الأيـام الضائعة ! "

تلك الليلة / ذهبت إلى بـاتريسيا .. طرقتُ الباب حاملةً باقتي بيدي /
" مـا إجـا ؟! فوتي دخيل الله شو معزّبة حالك !! "

رميتُ باقتي على الصوفا , واحتضنتُ وجهي بكلتا يديّ وبكيت .. كما لم أبكِ يوماً !!
لو تعلم كم أغدقتُ دموعي هدراً ..!
أتعلم ؟!
تلك الليلة مارستُ جنوناً لم أمارسه مطلقاً .. منذ أن عرفتك !
دخّنتُ سيجارة ..!
نعم .. أعطتني إيـاها باتريسيا صديقة السوء كما كنت تسميهـا ..
كانوا جميعهم أصدقاء سوء لأنهم نصحوني عنك كثيراً .. ولكنّي كنتُ مغفّلة لم أصدقهم ..!
" مايشوف إلا القلب !! "
دخّنت وبكيت وضحكت كثيراً .. انتظارك المميت أصابني بـ هيستيريا , كان أوجـُهـا تلك الليلة !!
" أشعر بأنني أموت في اليوم ألف مرّة .. أتفهمين مـا أعني ياباتريسيا ؟!
إنني أشعـل شمعاتي على غير هـُدى .. لـ من لا يعود ولـن يعود !!
إنني يائسة , محطّمة .. أشعر بأنه سرق حتى الهـواء الذي أتنفّسه .. إنني أختنق !!
أتفهمين مـا أعنيه ؟! "
كنت أصرخ كـ المجنونة .. و أدخّن السيجارة كمـا لو كانت تلك الأخيرة !!
" الأنثى ملعونة , والرجـال حقيرون .. أرأيتِ كيف أن الملعون لا يهمّه شيء !! يفعل أي شيء وعلى غير
هـُدى ..!
كفاكِ جنونـاً يـا صديقتي .. قلبك لا يستحقّ كل هـذا ..
الرجال لا يستحقّون كلّ هذا العناء !! "
لـ أجلك يـا قاتلي .. أيقنتُ بعد كل هذهـ السنين أنك سرقتَ أجمل سنين عمري ..

والنتيجة / لا شيء يستحق !!




* واقعية - بـ تصرّف ..











..

GivenChy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-2011, 12:23 AM   #2
. . : زعيم القناصين : . .
 
الصورة الرمزية GivenChy
 
Exclamation رد: { .. لا شيءَ يستحقّ !!

..



- الورقة الأولى :
" إذا أحببتُ أحدا من أعماق قلبي
كتمت عن الناس اسمه
لأن في إعلانه شيء منالخيانة " !
*
أوسكار وايد



مفتونةُ أنـا بـ كلّ كُـتّاب العـالم , و مفتونٌ أنتَ بـ كلّ نساء العـالم !!
أدوّن كلّ مايعجبني في كتيّب مالبث أن أصبح مجلّداً , و ألوّن بـ " الهـايلايتر" جميع الحروف , و أضعُ نجوم الأفضلية
في كل مكان ..
تدوّن أنت كلّ مايعجبك في النسـاء فـي قلبي , أكـاد أسمع صرير القلـم في داخلي , تكتب أنت بـ حماس
كـ طفل صغير يثقب الورقة مرّات عدّة متيقّنـاً أنه لن يشوّههـا .. وأن هـذا الفعـل سبيلٌ لـ تصبح الورقة جميلة والكلمات
مقروءة بشكل واضح !!
شوّهتَ قلـبي يـا مجيد .. !
..
لم تكن قـَدراً اخترته , وإنمـا قدرٌ حمـَلـَته حقائبي في إحدى أسفـاري عنوة ..!
تقصّ عليّ حكايات المسـاء , و نوقدُ النـار سويّة لـ ندفأ بهـا في الليالي الباردة ..
راحلون نحن يـا صغيري .. كنتَ معـي ولكنّي لم أتيقّن أني لم أكن سوى محطة عبور نقلتْك للضفّة الاخرى
حيث هي !!
ليست وحدهـا , حيث الكثير إن صحّ التعبير !!
مهووسةٌ أنـا بك .. و مهووسٌ أنتَ بـ كلّ أنثى / ليست أنـا !!
..
طرقتَ الباب عليّ بـ هدوء تلك الليلة .. كنت أشعر بـ صوتك مخنوقـاً حينما هاتفتني ..
" قولي لي يـا ماما وش اسوي ؟! "
كنتُ كلّ شيء .. الأم والأخت والصديقة ..
صندوق الأسرار , المرشدة الاجتماعية , و الأمان !!
كنتُ أمـانكَ الذي أضعته يـا مجيد .. كنت هـالتك التي طوّقتك بـ ألف حجاب ! كيف نزعتهـا و مضيت ؟!
..
حينمـا التقينـا / لـم أكن تلك الفتـاة ذات الشعر الكستنائي المتموّج ذات العينين الكبيرة , حلم كلّ الفتيان !
ولم تكن أنت ذاك الرجـل الفاتن عريض المنكبين ..
كنتَ طفلاً , وأنـا أمٌ عقيم ..!
أتيتَ لـ تحتضنُك سنوات الشقـاء , و قـَدَري المجحف !
أتيتَ كـ لا شيء , وغـادرتَ كـ كلّ شيء ..!
أتيتَ لـ فؤادي عابر سبيل أتعبتهُ حقائبه الثقيلة " الفارغة " , ماكان يريدُ سوى كرم الضيافة , وحضنـاً دافئاً
وذراعاً يتوسّد عليهـا وينام بهدوء .. على تمتمات صوتٍ حنون !!
كنتَ تقصّ عليّ حكاياك بـ جنون , تحرّك يديك وترفع حاجبيك حماساً
" ووووو .. و بس !! "
رحلتَ يـا عابر , بعد أن ملأت الفؤاد حزنـاً و حنيين !
..
جمعنـا خواء واحد !!
كنتُ أنـا , العائدة من قصّة حب فاشلة ذات طرف واحد , أتّكئ على جدار النسيان عنوة وألتصق به بغية أن يمنحني
من اسمه نصيب ..
وكنتَ أنت , المراهق الذي عاش عنفوان الحبّ الأول , أو بالأصح / اختبار العواطف الأول , مع ابنة عمه التي تكبرهـ
بـ عامين ’ والتي لم تلقهِ بالاً !
كنتَ دائم الحديث عنهـا , وأنـا قليلة الحديثِ عنه !!
لـ ربما لأنني لم أكن أَحسن ترجمة ألمي إلى كلمات , أشعر بأنها سـ تحرق أوراقي !
و لـ ربما كنتَ أنتَ متباهياً بـ شبابك / و لـ نقـُل رجولتك !
" لما رحنـا الشاليه كانت واقفة جنب المسبح , مدري كيف طاحت فيه والمشكلة ماتعرف تسبح ,
تخيلي طلّعتها انا !! تغرّقت محفظتي واوراقي .. بس كلّه لـ عيون نورة ! "



- يتبع !


..

GivenChy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-2011, 12:26 AM   #3
. . : زعيم القناصين : . .
 
الصورة الرمزية O X Y G E N
 
Exclamation لاشيء !







- الورقة الأولى :
" إذا أحببتُ أحدا من أعماق قلبي
كتمت عن الناس اسمه
لأن في إعلانه شيء منالخيانة " !
* أوسكار وايد



صحيح , الحُب كـ السر لايصح إفشاءه
فـَ عمق العلاقه تتوطّد في الأنفاس ,
نعم لاشيء يستحق !
ولكن نسعى جاهدين لإدارك أن مانفعله ماهوَ إلا معقول !
جوانب تُسيء لعيني فيض الدموع .. ولكن لانسيان معه
كتبتيني فـَ هلكتي روحي
عادت للخلف فقطفت من الأرض الجدباء ورده قد ذبُلت اوراقها
ولكم غصنها رُغم الميلان لم يمُتْ !
هنا شيء يقول لاشيء يستحق فقد تعود ليالي الأنس
اطفال صِغار تمثلو في حكاية أجمل وأعمق من قيس وليلى , ولكن ظِلو في هذه الحياة
كل شيء يختلف يتبلور يصبح ميّتِ رغم غفوته فقط في القلب !
اقدارنا مُجحفه تُمارس حنين وامنيات تيتمّت في مقبرة نهاية مطاف ,
وظللنا صامتين لانستطيع ترجمة ألمنا بِ الصوت , فقط ( + كِتابته


جيـفا , لاتطولين بِ الورقه الثانيه , أبي أبكي مثل ماحكيتيني
تُشبهين حكِاية ( احببتك اكثر مما ينبغي ) *




O X Y G E N غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-2011, 12:52 AM   #4
. . : زعيم القناصين : . .
 
الصورة الرمزية GivenChy
 
Exclamation رد: { .. لا شيءَ يستحقّ !!

..



- الورقة الثـانية
" الغـائبون دائماً على خطأ ! "
– مثل فرنسي -


مشكلتك الكبرى يامجيد أنك لم تحسن التعـامل معي كما يجب !
الاعتقاد بأنني كاذبة و " لعـّابة " كـان مترسّخاً بداخلك , وله جذور !!
في الأيـام الأولى لـ رحيلك / راجعتُ نفسي مئات المرّات , فكّرتُ كثيراً في أيـامنا معاً لـ علّي أجدُ
في تعاملي وتصرفاتي مايُعيب .. لم أجد شيئاً يـا مجيد !!
تعبتُ حتى أيقنتُ أن الذين يغيبون فجأة وبدون مقدمـات ليس لشيء , بل لأنهم أدركوا أنهم لا يستحقون كلّ هذا العطـاء , وكلّ هذا الحبّ اللا محدود ..
لـ ربّما أدركتَ يـا مجيد أنك عاجزٌ عن كلّ شيء إلا جرحي , والرحيل !!
لـ ربّمـا تحقّقتَ أنك لا تستحقّ شيئاً البتّة , و لأنك مللتَ من محاولاتك المستميتة كي أكرهـك , غـادرتَ فجأة !!
لا أدري حقاً , الغائبون يتركون لنا مساحاتٍ شاسعة لـ التأويل , يتركون خلفهم مئات الأسئلة المتعطّشة لـ خيط جواب ..
ولا نجـِد !!


..

يقولون / اللحظات الأولى هي الارسخ في الذاكرة .. وأقول أنـا / لا شيء يرسخ في ذاكرتي البالية أبداً !
أشعر بأن خلاياي الرمادية تعطّلت , أصابها الخرف , عجـِزت !
تتذكّر أخطائي برغم أنك الوحيد الذي يسمّيهـا أخطاءاً , وأتذكّر منك كلّ شيء جميل / بـرُغم نُـدرته !
" تصدق يـا مجيد , أحاول أتذكر لحظة تلاقينا .. و كيف عرفتك ؟! احيان احسه حلم ! "
" احلى شيء في الدنيا الأحلام يـا ميما ! "
لم تخبرني وقتها أن الاحلام مجرّد نشوات فرح وقتية , تصحو من نومك فجأة لـ تكتشف أنها غادرتك
كما أتتك , فجأة !
ذات يوم / بعـدما أسدل الستار عنّـا , حلمتُ بك ..
قمت ُ من نومي مفزوعة , و لأنني أتذكر أن حلمي بك / إشارة لـ شيءٍ عنك , أدرتُ الهاتف بسرعة ,
ولكن حينما وصلتُ لـ الرقم الأخير , تذكرت أننا لم نعد سوية ً!
ولـ ربّما ماتت تلك الإشارات منذ ابتعدتُ عنك و لم تعد صادقة !
أقفلتُ نقطة التواصل اليتيمة / عنوة .. و رفعتُ كفيّ لأدعو خالقي أن تكون بخير !




- يتبع !







..

GivenChy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-2011, 01:06 AM   #5
. . : زعيم القناصين : . .
 
الصورة الرمزية O X Y G E N
 
Exclamation





- الورقة الثـانية
" الغـائبون دائماً على خطأ ! "
– مثل فرنسي -



الغائبون أوشكو على فرّط بقائهم فأنتهت ذارت الأوكسجين العابثه في مُحيط اضلعهم
مابينَ شهيقٍ وزفير يتلون الأرق !

هنا شيء أستوقفني كثير بل تعمقّ بذاتي حتى أبقاني على الأرض مُرتخيه
لم أستطع تناول حبات الدواء لـِ معاودة نشاطي مُجددآ
جرح × رحيل !
تتبعثر في الطريق فلاشيء يستحق البقاء على خُزعبلة حرف كاذب من الغِياب
المُحيط بذاكرتنا وهو لمْ يكن في الحُسبان
وقظة الألم تشعرني انّ لاجميل سِوى الدُعاء ..

هكذا نحن عندما تشتد احلامنا في المنام نفزع من غرقنا
ونعود لـِ من هُم نشوة الفرح , ونتذكر اننا في ( نهاية )


جيـفا , انتظر الورقه الثالثه مُكتظه

O X Y G E N غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-2011, 01:34 PM   #6
. . : زعيم القناصين : . .
 
الصورة الرمزية GivenChy
 
Exclamation رد: { .. لا شيءَ يستحقّ !!

..


- الورقة الثالثة
" بـ رغم كل المارين في شوارع ذاكرتي , إلا أنك أكثر الباقين بي ..
وأكثر المستعمرين لـأبنيتي المتهالكة حد السقوط ..
أتعلم !
يعجبني ذلك كثيراً ..
ويعجبني تمسك خلايا ذاكرتي بكرغم تعبها من وجودك ..
أخبرك سراً :
أين لي بالـ رحيل منك | وأنا الأكثر خيانةً لعهدي بـ نسيانك !"
...............................

أتصدّق يـا مجيد ؟!
أنني كنتُ الجنس الوحيد الذي ارتبطتَ معه بـ علاقةٍ مرّت بـ مراحلك جميعها ..
من طفولتك / لـ مراهقتك / لـ رجولتك !
كنتُ الأنثى الوحيدة التي إلتزمتَ معهـا / ستّ سنوات .. لستُ أدري أكان إلتزاماً منك أم أنني انا التي لم أكن أستطيع الابتعاد !
بعد كلّ خلافٍ بسيطٍ بيننا / لا .. بعد كلّ اختفاءٍ منك : أنا التي أحرث الأرض وأستجدي المارّين وأبحث في وجوههم عن تفاصيلك / و أجدك .. لـ نعود مرة أخرى , و تظلّ تبحث عن طاقيّة الإخفاء خاصتك !
بعد أن رحلت , وتركتَ لي جسداً و خواء : شعرتُ بأنني كنتُ افرضُ نفسي فرضـاً ..!
" أنـا ماابي اكون مثل صويلح يـا ميما ! "
" يعني كيف صويلح ؟! "
" صويلح هذا يجلس على دكة الاحتياط / يخلّونه وقت الحاجة ! "

..

الأماني كثيرة , كـ رمل البحر .. أرأيت كيف أنه بـ مجرّد مـا تصافحه الريـاح يعدو مسرعاً ؟!
" يا الله .. أتمنى لو إني رجال ! "
" رجال مرة وحدة ؟! "
" لأن الرجـل يملك أحقية نسب الابن له .. "
" ههههههههههههه .. احيان احس إنك غريبة يـا ميما وافكارك مثلك بعد ! "
ليتني كنتُ رجلاً يـا مجيد .. طوال عمرك كنت فضولياً إلا في تلك اللحظة .. لو بسّ سألتني !
لـ كنتُ أجبتك / لـ كي أنسبك إليّ , خوفـاً من لحظة فراقٍ كـ هذهـ !
لـ يبقى اسمي خلف اسمك / حمايةً لك و ذكرى ! ..
لـ تكون من حقّي / بـ صفةٍ شخصية .. ألاحقك كيفما أشاء ومتى أشاء ..!
تُغضبني وتختفي , ولكنك تعوووود ..
يـا ابني الذي لـم ينجبه رحمي / ليتني كنتُ رجلاً !

..

كنتُ أعرف غيرك / وكنتَ تعلمُ ذلك حتماً ..
انا التي كنت أؤمن بـ التعارف مابين الجنسين , بـ شرطِ أن يكون مغلّفاً بـ الاحترام والمودّة .. تعارفٌ لا أكثر ولا أقل !
كان " عمر " المشترك بيننا / ذو الـسابعة والعشرين ربيعاً , يغبطك بـ شدة / لـ أنني احبّك !
تصوّر يـا مجيد أنه شعر بـ ذلك , برغم أن هذا الأمر لا يعنيه ولا يخصّه إطلاقاً .. فـ كيف بك أنت ؟!
و لأن عمر كان دنيئاً –اكتشفتُ ذلك لاحقاً- كان يذلّني بـك / وانتَ لا تعلم !
حتى كانت المفاجأة , الصاعقة التي أدركتُ عندهـا بأن البشر ليسوا بمـا يـُظهِرون لكـ / بـل بمـا يـُكِنّوون !!
بحثتُ عنك كثيراً وقتها , كنتُ قلقةً جداً عليك | صدقني , ولأنني أعلم بأن عمر سـ يجدك وقتما يريد , سارعتُ لمهاتفتك وكتبتُ الرسائل إليك أطلب منك أن تهاتفني في أسرع وقتٍ ممكن !
" ماادري كيف أشرح لك اياها يامجيد .. بس بصراحه انا مصدومة مرة ولاني خايفة عليك لازم اخبّرك ..
عمر / تخيّل وش يبي ؟!
عمر يبيك لـ نفسه يـا مجيد !!!! "
قطعتُ علاقتي بـ عمر في تلك اللحظة , لم أعد أعرف عنه أي شيء .. و انقطع عنّي مجيد أيضاً .. لستُ أدري
أهناك رابطٌ مابين تلك اللحظتين أم لا ..!
” جميلك هـذا ماراح أنساهـ طول عمري يـا ميما ! "
عدتَ فجأة بعد غياب , رأيتكَ فـ اختلطَ بداخلي كلّ شيء , واعتصر مخّي جميع كلمات العالم لأبني لك جملةً بسيطة / لكنك عاجلتني بـ القول : " جعلي أشوف يومي فيك ! "
لـ تموت كلماتي , وأدتهـا يامجيد .. طيب أنا كنت بس بـ اقول / وحشتني !
حتى هذهـ اللحظة / لستُ ادري مـا الكارثة التي كانت تستدعي أن تتمنى موتي يـا صغيري !
حقـاً / لستُ ادري !
معك / أيقنتُ بأنّ كل مـا افعله وأقوله خطأً فادحاً لا يقبل التبرير , أنتَ محقّ / حبّك كان أكبر خطـأ ارتكبته في حياتي ..
لا , الحبّ لا يُرتكب .. كنتُ قد كتبتُ على غلاف كتابك /
" مااخترت أنـا أحبّك .. مـا احدٍ يحبّ اللي يبي ..
دخلت قلبي بـ الغصب .. يـا حبّي المـُرّ / العذب ..
ليت الهوى وإنتَ / كذب !! "
أتـُرى لـو عـاد بنا الزمان , أكنتُ سـ أختارك عابر سبيل في طريقي يـا مجيد ؟!



- يتبع !



GivenChy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-2011, 01:53 PM   #7
مشرفة قسم alQnas Messenger
 
الصورة الرمزية ـحُمرة آلورد
 
افتراضي رد: { .. لا شيءَ يستحقّ !!



تَناثرتْ أورَاقُكِ عَلى رَصيفْ ذاكَ
الحَنينْ وَ اسْرَعتُ لِ تجميعَها كَيِّ
لاَ تَذهبُ بَعيِيداً .. فَ لَمَّا قَرأتُ
حَرُفُكِ وأحْسسْتُ بِ إحسَاسُكِ
شَعرتُ بِ إنْنَيِّ ( وَردةٌ ذابلة )
بل .. كَ الطَفلَة المُشردَّة تنتظرُ أحَداً
لِ يعتِنيِّ بِهَا ، كَان انتظارُكِ مُؤلِمْ وحَنِينُكِ مُبهمْ
وكُنتِ تَزرعِينْ الحُبْ ولكنَّكِ تحصُدِينْ مِنْهُ كُرهَاً
وَ ألمَاً ينصّفُ قَلبُكِ إلَى نصفينْ ـــــ عَلاَماتْ الحُزنْ
واليأسْ بَدأت تُسيطرُ عَليكِ أصبحتِ يَائِسَة مِنْ كُل
شيء ، وجعلتِيِّ مَقولتكِ المُعتادَة ( لاشيءْ يَستَحُق ) !
فَ أنتِ بذلكَ لا تُجيدينْ تَرتيبْ حَروُفْ الأملْ ، أتعلمِينْ
لِماذاَ ،، لأنَّكِ لمْ تتَغلبَيِّ عَلى مَاهوُ كُلْ شَيءٍ بَاهتْ ــــ
جلبتِ لِكِ الذبوُلْ ، أحسسْتُ بِ أنِّكِ مُنهَكة مِنْ هذاَ
، " الغيَابْ والانتظِارْ " لايَسعكِ قوُلْ سِوى ( أنا يَائِسَة ــ !
لَا أريدُكِ هَكَذا يَ غَاليَة ــــ فَ أنا أنتظرُ + أوراقُكِ الأخرى المُحمَّلة
بِ * الأملْ والفَرحْ ,..

ـحُمرة آلورد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-2011, 05:37 PM   #8
. . : زعيم القناصين : . .
 
الصورة الرمزية O X Y G E N
 
Exclamation



- الورقة الثالثة
" بـ رغم كل المارين في شوارع ذاكرتي , إلا أنك أكثر الباقين بي ..
وأكثر المستعمرين لـأبنيتي المتهالكة حد السقوط ..
أتعلم !
يعجبني ذلك كثيراً ..
ويعجبني تمسك خلايا ذاكرتي بكرغم تعبها من وجودك ..
أخبرك سراً :
أين لي بالـ رحيل منك | وأنا الأكثر خيانةً لعهدي بـ نسيانك !"




أكثرهم عُبورآ في قواميس ذاكرتي , ( محدٍ يبقى مع اللي يبيه ) *
شتانْ مابين الإثنين وحِبال الصوت مُشرنقه وحنين لـِ الست سنوات !
هنا شيء لايستحق غفوه وإنما تذكُر اشياء باتت في رصيف الامُنيات
فـَ أندلق عليها الماء وغرقت كالطوفان !
يـَ مجيد هي تُخاطب بالألم |


O X Y G E N غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-2011, 05:38 PM   #9
قنــاص فعــال
 
الصورة الرمزية عاشق الهلال23
 
افتراضي رد: { .. لا شيءَ يستحقّ !!

يعطيك العافيه وما قصرت

التوقيع: Possession of our hearts love you, love you,
Yasser


عاشق الهلال23 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-02-2011, 02:24 AM   #10
. . : زعيم القناصين : . .
 
الصورة الرمزية GivenChy
 
Exclamation رد: { .. لا شيءَ يستحقّ !!

..

- الورقة الرابعة
" أحتاج أن أخلع صوتك من ذاكرتي ..
أحتاجُ ألف ينبوعٍ يتفجـّر أسفلَ وجعي حتّـى أغتسـِل منك !
أحتاجُ صيحةً كـُبرى لـ أنزِع روحـكَ من صـدري !
وأنـا أوقـِنُ بأنه يلزمـُني الكثيييير من الاحتضارات حتى أعيشَ لحظةً بـ دونك !
وأدركُ أيضاً أن رحيلـك سـ يـُكلّفني شقاءَ الدُنيـا , والذاكرة ! "
- محمد العقيلي -


لستُ صاحبةَ روئ ولا تستهويني رواية الأحلام وتفسيرهـا , ولكنني كنتُ أحلم بك ليلة لـ تقصّ عليّ أمراً ما حدث لك في الليلة التي تليهـا !
" مجيد / قوول وش صاير معـاك ؟! "
" بسم الله .. ماصار شي ! "
" بيبي لا تكذب .. اكيد صار شيء معاك امس , او اللي قبله ! "
" قلت لك مافي ..
اوهـ .. اوكي / امس ابوي اكتشف اني اكلّم بنات و زعل مني كثير ..!
أول مرة اشوف ابوي تدمع عيونه .. ماتصوّرت انه ممكن يكون خايف عليّ لهـالدرجه ! "
حينهـا / تذكرتُ دموع أخي الوحيـد حينمـا قرأ –مصادفةً- احدى رسائلك الالكترونية في جهـازي المحمول ..
لكَ أن تتخيل يـا صغيري مقدار الدهشة التي علَت وجهه , و الصدمة التي بدت على محيّـاهـ حينما اختتمتَ رسالتكَ
بقولك / I miss you too !!
دعـاني لـ غرفته ذات صبـاحٍ بـاردٍ متجهّم ..
" اغلقي الباب خلفك اذا سمحتِ "
لم أكن أعهـدُ منه كلّ تلك الجديّة !!
افتتح حديثه قائلاً / حلمت فيك امس .. حلم مُخيف .. حلمت كأني أشوف
حولك ثعبان ملتفّ عليك .. وانتِ كنتِ تصارخين ومو قادرة تتخلصين منّه !!
إنهـا المرة الأولى التي يحادثني فيها اخي بـ تلك الطريقة .. أخي الذي تعلو محيّاهـ ابتسامة صفـاء وحبّ .. لم أكن أعلم أن هذا الحـُلُم ماهو إلا استدراجٌ لمـا بعد ذلك ..
تلوّن وجهـي بألوان الطيف كلّهـا حينمـا سألني عنك .. ومن تكون ؟! ومـا صلتُك بي اصلاً !
لأجلك / ولأجلي .. أنكرتُ أن تكون تلك الرسائل خاصّتي .. بل بكيتُ .. لم يكن ذلك تمثيلاً / بكيتُ لانني أكذب يـامجيد .. لانني اضطررت إلى هذا , لم أكن أريدُ لـ صرحي أن ينهدم ..
حادثني مطوّلا , لستُ أدري عن ماذا كان يتحدث , كنت أبكي لأنهم كادوا أن يبعدوكَ عنّي يـا مجيد !
يـا لـِ سذاجتي .. ماذا فعلتَ بي بـ ربّك / يـا ولد ؟!
" بنت / انتِ لا يكون معلّقة عصفور ازرق على كتفي ! "
لا يـا صغيري .. لقد علّقتُ قلبي !

..

متغلغلٌ أنت في أعماقي يـا طفلي .. أشعر بـ وجودك في كلّ خليةٍ من خلاياي .. ملتصقٌ بي طيفك وليس أنت !
" فاجعة الفراق لا يخفّفها إلا الذكريـات .. مقطع صوتيّ و إطار صورةٍ مزيّن بالورود كفيلٌ بـ تخفيف وطأة الحزن و لوعة الحنين !"
وكأنني لم أصدق ماتفوّهت به أستاذة علم النفس , سارعتُ الى الاحتفاظ بـ صوَرِك التي بلغت العشرين , و طلبتُ منك أن
تسجّلَ لي مقطعاً صوتياً ..!
" قول أي شيء يامجيد .. لك دقيقة كاملة ! "
لو طلبتَ منّي الآن عدّ أنفاسك في تلك الدقيقة لم أعجز عن ذلك !
أكـان حديثهـا في ذلك اليوم و انصياعي للأمر بلا تفكير إشارة من إشارات القدر ؟!
كلمـا عصفت بي ريـاح الحنين , أغلقتُ باب غرفتي و قذفت بـ نفسي على فراشي , و سكن كلّ شيء إلا صوتك !
صوتك لا يشفيني ولا يُدميني يـا صغيري / إنه يبقيني على حافّة الوجع و لوعة الانتظار , يثير فيّ الرغبة في البكاء بـ صمت .. يشعل بركان الحنين يـا مجيد ..
ألم تشعر أستاذتي يومـا بـ هكذا شعور ؟!
ألا تعلم أن ماتفوّهت به يجعلنا مكبّلين بـأصفاد الشوق والحنين .. معلّقين إلى مشنقة الـموت البطيء !
يقول واسيني الأعرج : " كلّ إلتفاتة هي محاولة يائسة للبقاء ! "
وأنـا أقول / كلّ حروفك التي أسمعهـا كل ليلة كـ فرض : هي اليأس بـ ذاته !




- يتبع !!


* على حسب الـمتابعة !! = |









..

GivenChy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-02-2011, 02:32 AM   #11
. . : زعيم القناصين : . .
 
الصورة الرمزية O X Y G E N
 
Exclamation

اوهـ .. اوكي / امس ابوي اكتشف اني اكلّم بنات و زعل مني كثير ..!
أول مرة اشوف ابوي تدمع عيونه .. ماتصوّرت انه ممكن يكون خايف عليّ لهـالدرجه ! "




كالحكاية التي إنتهت وبكى عليها تمُوز ولم أنساها حقيقه ولدت أكثر في احشائي تذكُرها
لاشيء يستحق ياميما ماقاله مجيد للعُزلة النفسيه !
هوَ أدرك شحوب وجهه في المواجهه لكنك تطرقتي لحُلم أخافه جدآ

أنا مُتابعه لـِ كل اوراقك وبشغف أكبر إستمري في الإكمال
تلذذت عيني بالبكاء لإنك كثيرآ تحكين ماسأة سكنت صناديقي تحتَ الغِطاء
مُخبئه عنهم



O X Y G E N غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-02-2011, 05:32 AM   #12
قِطّعَةُ سُكّرْ سَمَاوِيِهْ
 
الصورة الرمزية TAMA
 
قلب أكملي


,

سألتك اليوم اذ كانو الرجال متشابهون ؟ام نحن الاناث نرى الشبه
بِ عين الألم ..؟
قلتي لي متشابهون و كثييييييير

أعلم ان هذه الحقيقه تستفزهم
فَ اشد وطأة من كلمه أحبك ع الرجل
قول انثاه له انه لا يشبه احد ..ولا رجل سواه ,

موهووم






TAMA غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-02-2011, 01:17 PM   #13
مشرفة قسم alQnas Messenger
 
الصورة الرمزية ـحُمرة آلورد
 
افتراضي رد: { .. لا شيءَ يستحقّ !!





فَإنَّ ( الأحلاَمْ ) حَتَى وإنَّ كاَنَ
لَها وَاقعْ ، تَبقَى .. أحلا اا م ــ

، انتظرُ سَاعِيِّ البريدْ يجلبُ ليِّ
" ورقتُكِ "

ـحُمرة آلورد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-02-2011, 02:15 PM   #14
. . : زعيم القناصين : . .
 
افتراضي رد: { .. لا شيءَ يستحقّ !!

.

.

.


لوعات الفراق والحنين
تجعل مننا باحثين عنهم، لنرمي أثقالا أرهقت صدورنا ..
لكن أينهم بعدما يأخذون منا كل شيء ؟
ليس لنا من الأمر غير/ كتابة وتنفيس لبعض الألم !

لا يعني كل هذا بأننا ضعفاء بهذا القدر ..
بل هي محاولة، ليتسنى لهم أن يعلموا كيف كانوا، كيف صاروا وكيف أصبحنا بعدهم !

نادرًا ، بل قد يكون محال أن تنتهي حياة إنسان من أجل بشر
لكن معقول جدًا أن تتوقف الآمال والأنظار والاستيعاب/ وكل شيء عقلاني
.. تحت وطأة رحيل أحدهم !

ذلك البرواز، تلك التسجيلات وتلك الذكرى التي لا تمحى
قد تكون معينة على مجاراة بعض الحنين .. لكنها حتمًا لن تأتي بهم في غفلة !

ليتهم يعلمون
.. ماذا عملوا !


،،


قد لا تحمل اضافتي شيئًا ..
لكنها ستصل .. فأوراقك مختومة بشيءٍ حفظته

.. جيفينشي
واصلي فنحن متابعين




صاخـب !

..

التوقيع:
ضعفُ الذاكرة: مرضٌ مُحزِن
وقوة الذاكرة: حزنٌ مُمرِض!
__ أحمد
|
صاحــ السمو ــب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-02-2011, 03:06 PM   #15
. . : زعيم القناصين : . .
 
الصورة الرمزية GivenChy
 
Exclamation رد: { .. لا شيءَ يستحقّ !!

..

- الورقة الخامسة
" لمّاعَالباب..حبيبي بـنتودّع ..
بيكون الضوْ .. بعدوعمْـيطلع،
بـأوقف اطلّع فيك ..
و ما بقدر حاكيك /:
بخافنتودّع،!
و تفل و ما ترجع ! "
-باتريسيا-



أحب الغنـاء كثيراً , و باتريسيا كذلك ..
صديقتي واختي التي لم تلدهـا أمي .. باتريسيا لم تكن من ذات الديانة ولا من ذات الجنس واللون , ولكنني كنت احبها كثيراً وأجد فيها من الطيبة الكثير مايسمح لي أن أغضّ النظر عن جميع سلبياتهـا ..
باتي / كما أحبّ أن اسميها دائما , جمعني بهـا القدر في إحدى رحلاتنا الصيفية .. أصبحت علاقتنا عميقة جداً وتواصلنا يكاد يكون بـ شكلٍ يوميّ ..
عرفتهـا فتاةً مرحة , لا مبالية , تعيش لـ يومها فقط , تعشق الأطفال , والزهور , وتكرهـ القطط !
باتي كانت هي صلتي بـ العالم القويّ , وهي منشّطاتي التي أتجرّعها لحظة خمول , و هي مسكني الروحي حينما تحتاج روحي إلى سند !

انتقلت للعيش في الرياض بعد معرفتنا بـ ثلاث سنوات , و كم كانت فرحتي بهـا كبيرة .. والدهـا / المهندس الميكانيكيّ , كان قد وجد فرصة عمل أفضل هنـا , وبعيداً عن النزاعات العائلية منذ أن رحل والدهـ , حزم أمتعته هو وعائلته الى موطني !
أصبحنا نتقابل كثيراً , و بـ حكم أنهـا من عائلةٍ تختلف عاداتها وتقاليدهـا عن عاداتنا بشكل كليّ , كانت لا تغيب عن زيارتي كثيراً../
منهـا عرفتُ بأن الطيبة وحسن الخلق والتعامل ليست مقتصرةً علينا نحن فـ حسب .. وأن اختلاف الديانات والمنشأ لا يعني بالضرورة أن نكون نحن أيضاً على اختلاف .. القلوب تتآلف مع بعضهـا بشكل كبير !
بـ اختصار / أصبحت باتي أختي , وأصبحتُ أنا أيضاً فرداً من أفراد عائلتهم المكونة من أمهـا وأبيها وأخيهـا الأصغر ..
باتي تكرهـ الحب , والضعف , و تمقت الدموع التي تنحدر لحظات الحنين ..
ترى أن الرجال لعنة السماء المرسلة الى الاناث , واختبار الله لـ مدى الصبر وقوة التحمل ..!
باتي تعذر الرجال في خياناتهم لأن النساء مغفلات : والقانون لا يحمي المغفلين ..
ترى في الرجال اصدقاء حذرون / لا محبّون غادرون !
لذا / فـ هي تفضل أن تكون متشعبة العلاقات , لا أن تعلّق قلبها في من لا يستحق !
بـرغم قـُربي الشديد بهـا , إلا أن حياتها العاطفية كانت تبدو مبهمة و غير واضحة المعالم !
و بـ رغم تلك الرسائل الخفيّة التي تكمن في ثنايا اندفاعهـا الشديد و عدوانيتها تجاهـ الرجال , الا أنني لم ألقِ بالاً لـذلك ..
" إنتِ أصلاً وش يعرّفك بالحب !! " ..

سافرنـا إلـى بلدهـا الأم سويّةَ هذا الصيف .. كانت تبدو سعيدةً جداً , اذكر أنها دسّت في جيب معطفي ورقةً كبيرة و همست /
" هـيدا الجدول تبعنـا .. ماخليت إلك وقت فاضي ! "
طرقتُ الباب عليهـا ذلك المسـاء , وعيناي تبحثـان عن تاريخ اليوم المدوّن في تلك الورقة ..
" يوم الثلاثـاء .. السـاعة السادسة مساءاً : جولة في السوليدير ..
بـاتي تأخرَت ! "
كنتُ قد أخطرتُ والديّ بأن عليّ الذهاب برفقتهـا لـ تساعدني في شراء بعض الحاجيات من المحلات المجاورة ..
طرقتُ الباب ثلاث مرّات , وعندمـا لم أجد ردّاً دلفتُ إلـى داخل المنزل بـ هدوء ..
لم يكن منزلهم فـارهـاً , بـل كان عبارةً عن شقّةٍ صغيرة في عمـارةٍ تكتظّ بـ السكان , وبرغم ذلك الا ان الهدوء القـاتل يخنق المكـان !
" بـاتي ..
بـاااااااااااااااتي !! "
لم يكن هنالك من أحد .. الإنـارة خافتة و الجوّ سـاكن ..
ثمّة ضوءٍ صغير ينبعث من الغرفة الداخلية ..
مشيتُ بـ هدوء مـُحاولةً تتبّع اتجاهـ الضوء , شعرتُ كما لو أنني متسلّلة !!
كـانت هنـاك , خافضة الرأس , اوراقٌ كثيرة متساقطة يمنةً ويسرة , صندوقُ مزخرفُ صغير , و صوتُ بكـاءٍ خافت !
" باااااتي .. تصيحين ؟! "

..

أستطيع الآن أن أقول / لا توجد فتـاة قوية !
جميعنّ يتظاهرن بـذلك , مع اختلاف درجة الإتقان ومدى تأثرهـا بالموقف !
باتي / مسكّني الروحي و بلسمي , أصبحت تحتاج إلى بلسم الآن , ذلك الجدار الشامخ يكاد يوشك على السقوط !
لـ لحظة / شعرتُ بأنني أنانيةٌ جداً , إذ أني كنتُ أتّكـئ على جدارٍ متهالك , كان يحاول أن يسندني بـ رغم تصدعاته التي انهارت فجأة ..!
كـانت تحبّه جداً , و هو كذلك .. لا لن أزعم هذا , هي تقول / او إن صحّ التعبير : تدّعي !
أرأيت يـا مجيد ؟! لوّثتَ نظرتي بـ الرجال جميعهم !!
دعـُوهـ للتجنيد قبل أربعة أعوام .. ثمّ للجبهة , بكتْ كثيراً وهو كذلك , وعـدهـا بـ البقاءِ على اتصـال ..
كـان يرسلُ الرسـائل في كلّ شهـر .. ثمّ كل شهرين ..
مرّت أربعة أشهرٍ لم يرسـل لهـا شيئاً ..
عـادت مجموعةٌ منهـم كانوا قـد أُعفوا من التجنيد إلـى ديارهم .. ذهبت مع أولئك المستقبلين تتفحّص الوجوهـ علّهـا تجدهـ
بينهم ويفاجأهـا بـ المجيء بعد انقطـاع .. ولكنـهـا عـادت مكسورة الجناح وفي يدهـا ورقةُ يتيمة ..
" عزيزتي بـاتووو / أعلم أن مـا سـ أقوله سـ يكون وقعهُ قاسياً جداً عليكِ ولكنني مضطرٌ حقاً إلى ذلك ..
أرجوك سـامحيني , لـعلّ حبّي الشديد لكِ يشفع لي في الابتعاد ..
أتمنى لك التوفيق في حياتك بعيداً عنّي .. لن أستطيع ربطكِ أكثر , أشعر بأنني أظلمكِ كثيراً معي !
لـ أجلِ مـاضينا معـاً / سامحيني .. أحبك كثيراً
كوني بخير !! "

تحبّون السيطرة في كلّ شيء , في الحبّ وفي الفراق .. كم تعشقون تحديد المصير بـ أنفسكم !
تركتْهـُ باااتي , و تناست أنه كـان هنا يوماً مـا .. لـ تُفاجئ بـ اعلان خبر زفافهِ قبل فترة ..!
أليس الأمر مضحكـاً و مبكيـاً / و سـاذج !!
لم نتطرّق لـ الأمر بعدهـا أبداً .. عرفتُ بأن وراء كلّ قنـاعٍ قويٍ صـارم / قلبٌ مكسور يحاول أن يلملم شتاته
بـ إظهـار مالا يعكس حالتهُ الصحيحة ..!
و أيقنتُ بأننا جميعاً –بإختلاف قدراتنا و قوّتنا الداخلية- تحاصرنـا لحظات حنينٍ قاتلة تدفعنـا لـ نفض الغبار عن صناديق
ذكرياتهم ورسائلهم , واوجاعنا .. نغسلهـا بـ الدموع و مانلبثُ أن نعيدهـا لـ مكانهـا بـ هدوء .. حتى يحين موعدُ الغسيل التالي !!
لا نستطيع التخلّي عنهـا ولا ندري لمَ نختارُ أن نُدمي أنفسنا بأيدينا ..!
تفتحُ أبواب عـالمهـا القديم لـ نعيشهُ بـ تفاصيلهـ / بدون وجودهـم .. نضحك ونبكي وكأننا في ذات الأماكن في الوقت نفسه ..
نتحسّس حضورهـم بأيدينـا , و نداعب تفاصيلهـم ونكاد نلتهمهم بأعيننا , نُشبع رغباتنا في الخيال لأن الواقع ظلّ يأبى ذلك / حتى غيّبـَهـم عنـا .. بإختيارهم !!
ننفضُ الغبـار عنهـا , نجدّدهـا , و ندّعي بعد هذا كلّه أننـا سـ ننسى و نمضي ..!
كيف لنـا أن ننسى .. انها تحاصرنـا كـ سـِوار معصم !!

تبّـاً لـكم !!




- يتبع !!

GivenChy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:36 PM.

Designed by: BAA
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
SEO by vBSEO 3.6.0
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi