حزن يعم المشاعر ..مقتل 345 حاجا إ ثر تدافع شديد وتكدس وسقوط الأمتعة خلال رمي الجمرات
التعجل في الرمي يجدد مأساة الحج


شهدت منطقة الجمرات أمس وفاة 345 وإصابة 289، وأعلنت غرفة عمليات القيادة المشتركة على جسر الجمرات أمس حالة الطوارئ القصوى في ثاني أيام التشريق، وذلك بعد أن شهد جسر الجمرات كثافة بشرية عالية حيث وصلت إلى أعلى معدلتها، وأطلقت الشاشات الإلكترونية في جسر الجمرات علامات التوقف والتحذير معلنة حالة الخطورة، واستعانت غرفة القيادة والمشتركة بقوة احتياطية لتنظيم وإدارة الحشود البشرية المتوافدة بكثافة إلى جسر الجمرات والمنطقة المحيطة به.
وسيطر رجال الأمن أمس على مدخل جسر الجمرات أثناء توجه الحجاج للرمي للمتعجلين في رمي الجمرات الثلاث ثاني أيام التشريق الذي يشهد سنويا تعجّل حجاج بيت الله الحرام قبل مغيب الشمس.
وأنقذت القوات الأمنية الجسر من كارثة دموية، وذلك بعد أن رصدت كاميرات غرفة القيادة والسيطرة تحرك أفواج من الحجاج غير النظامين الذين يحملون أمتعهم وحقائبهم خارجين عن برامج التفويج التي أعدتها وزارة الحج، وتدخل رجال الأمن بفرض طوق أمني على كامل الجسر للحد من دخول الحقائب أو الأمتعة فيما اتخذت غرفة التفويج في بداية الجسر قرارا سريعا بإيقاف التفويج من الشوارع المؤدية إلى الجسر.
وعزا مصدر في وزارة الحج سبب الكثافة البشرية إلى جسر الجمرات بتسرب عدد من الحجاج خرجوا عن برامج التفويج، وبيّن أن الأجواء ساعدت على خروج الحجاج من مخيماتهم مبكرا والتوجه عبر الطرق المؤدية إلى جسر الجمرات رغم الرسائل الإلكترونية التي بثها مركز القيادة للحجاج داخل مخيماتهم.
وباشرت فرق أمانة العاصمة المقدسة في إزالة مخلفات الحجاج التي أدت إلى عرقلة حركة الحجاج إلى الجسر، ورفع نحو ألفي عامل من أمانة العاصمة المقدسة نحو 10 أطنان من الشنط والأحذية والشمسيات التي كان يحملها الحجاج أثناء توجههم إلى جسر الجمرات رغم الجهود الكبيرة من قبل رجال الأمن لمنع دخولهم إلى الجسر، وأعلنت حالة الطوارئ القصوى خاصة بعد أن شهد التدافع الشديد، تم حينها إيقاف التفويج من مدخل الجسر.
وتم انتشار نحو 15 ألف رجل أمن على الطرق المؤدية إلى جسر الجمرات، لمنع تدفق الحجاج إلى الجسر الذي بلغ ذروته عند الساعة الواحدة والنصف من ظهر أمس.
وشهد جسر الجمرات أمس زحاما شديدا وكان عدد كبير من الحجاج قد حملوا أمتعهم وأدى ذلك إلى عرقلة الحركة في مدخل الجسر، وتدخلت الجهات الأمنية والخدمية في عملية رفع المخلفات وإيقاف التفويج نحو الساعة، واستؤنف بعد ذلك التفويج بعد أن رفعت فرق أمانة العاصمة مخلفات الحجاج.
وباشرت الفرق الطبية بإشراف وزير الصحة الذي وجد أمس في جسر الجمرات، بمشاركة 24 فرقة إسعافية، وتمت معالجة المصابين من أثر الزحام.
وقال الدكتور حمد المانع وزير الصحة إن جميع الفرق الميدانية وجدت في الموقع وعالجت جميع الحالات ميدانيا. وبيّن وزير الصحة أنه تم إعلان حالة الطوارئ القصوى في جميع المستشفيات وتمت معالجة المصابين في مستشفى قريب من الجسر فيما تم نقل المتوفين إلى مجمع المعيصم. وكان حجاج بيت الله الحرام قد رموا أمس الجمرات الثلاث، حيث تعجّل نحو 80 في المائة منهم.