عرض مشاركة واحدة
قديم 04-08-2012, 09:57 PM   #4
عاشقه الزعيــم
قنــاص فعــال
 
افتراضي رد: ✿ « [شيخ الرياضيين] مسيرة عطاء وإنجازات






عمالقة الهلال يدينون لرمز ناديهم الأول في تألقهم



كان عمالقة الهلال بداية بالمهاجم الشهير مبارك عبدالكريم، ولاعب الوسط سلطان بن مناحي، والمدافع صالح النعيمة، والعديد من النجوم ينسبون تألقهم بعد توفيق الله الى الدعم الذي يحظون به من مؤسس ناديهم الشيخ عبدالرحمن بن سعيد، وكثير منهم لا ينسى مواقفه معهم، من حيث تذليل الصعاب، ليس فقط في الملعب وليلة المباريات والمعسكرات، انما في امورهم الخاصة، وكثيرا ما كان يوفر لهم المسكن والالتزامات المالية؛ لايمانه ان توفير الاجواء المناسبة كفيل بدفع اللاعبين الى الابداع، ومعظمهم كان يذهب اليه في منزل لرد الثناء له من خلال الزيارة والسلام عليه، وكثير منهم اصيب بنوبة بكاء حادة عندما بلغه نبأ وفاته يرحمه الله.

علي فودة: أنهى تسجيل «العمدة» في الهلال خلال مكالمة هاتفية

ستعرض عضو مجلس إدارة نادي أحد والرئيس الأسبق علي فودة بعض ذكرياته مع "شيخ الرياضيين" عبد الرحمن بن سعيد وقال: "من المواقف التي لا تنسى لهذا الرجل الكبير انه عام 1973 اتصل في منتصف الليل وطلب مني الحضور والاجتماع بتواجد الأمير هذلول بن عبد العزيز ورئيس الهلال آنذاك الأمير عبد الله بن ناصر رحمه الله لنقل خدمات المدافع عبد الله فودة "العمدة" من أحد الى الهلال وكان في ذلك الوقت من أفضل اللاعبين على مستوى الخليج، وفي صباح اليوم التالي تم تسجيل العمدة رسمياً للهلال، ومن ينكر فضل هذا الرجل على الرياضة السعودية والهلال خصوصاً فهو جاحد، ومن المواقف التي لا تنسى واعرفه جيداً أنه كان ينهي أمور الهلال ويحضر المباريات والتدريبات وهو مريض.
وتابع قائلا: "مآثر عبد الرحمن بن سعيد كثيرة جداً فهو يعتبر العمود الفقري للهلال عندما كان في عافيته وله الفضل في نقل النادي في فترة وجيزة لعصر البطولات عدا عن اتصافه بالذكاء والولاء وحب الكيان، وكان إداريا محنكا وشرفيا مؤثرا وشخصية كبيرة، له كلمته وله هيبته ومكانته، أسس الهلال فصعد به إلى قمة الكرة الآسيوية". وقال فودة: "ما يقلل من صدمة رحيل الوالد الحنون عبد الرحمن بن سعيد هو انتقاله إلى دار الحق في يوم فضيل وشهر عظيم، وهو الرجل الذي يعتبر صرحا من صروح الرياضة السعودية عامة ونادي الهلال خصوصاً".
وطالب علي فودة بالتنسيق مع أبناء شيخ الرياضيين عبد الرحمن بن سعيد رحمه الله الاستفادة من ثروته "التاريخية" على مدار أكثر من سبعين سنة ماضية. وقال: "بحكم علاقتي بالراحل طيب الله ثراه عبد الرحمن بن سعيد، كان لي شرف الاطلاع على مكتبته في منزلة، والتي اعتبرها مكتبة عالمية تضم مخزونا علميا كبيرا وتاريخ الحركة الرياضية بالسعودية منذ بدايته ومدونة بالتاريخ ومسجلة بمذكراته".
وتابع فودة: "ما شاهدته في مكتبة ابن سعيد يعتبر من الخيال، إذ تضم المكتبة آلاف الكتب والمذكرات العلمية والتاريخية والرياضية، تعتبر كنزا وثروة تاريخية". وآمل من أبنائه الاستفادة مما تضمه المكتبة من تدوين والدهم على مدار سنوات رياضية خدم فيها الحركة الرياضية بكل جد واجتهاد.


أبراهيم اليوسف

- كنت اتابع الهلال منذ ان كان عمري 13 عاما في التدريبات والمباريات وتحديدا في عام 1386ه، وحضرت لرغبتي في التدريب مع الاشبال وبالفعل اديت التدريب وكان ابو مساعد حاضرا وعندما انتهيت طلب مني ان اسجل خصوصا انه شاهدني في مركز الحراسة وقال لي: "نحتاج لهذا المركز كثيرا". بدأت مطلع التسعينيات الهجرية وكنت اشارك في جميع الدرجات الاشبال والدرجة الثانية والاول وانا من اللاعبين الذين شاركوا في جميع الدرجات، اما تسجيلي فلم يكن بمقابل مادي بل بالمجان لحبي للهلال ورغبة اللعب له. لعل من الامور الجميلة التي كان ابومساعد "رحمة الله" يقوم بها هو مشاركتنا في التدريبات، اذ انه يلبس حذاء الكرة ويقوم بتدريبنا في الحراسة وكان ذلك عام 1388ه.


مبارك عبدالكريم

الحمد لله على كل حال، وأحسن الله عزاءنا وعزاءكم جميعاً فوفاة رفيق دربي ابن سعيد خسارة لكل الرياضيين لما له من تاريخ كبير صنعه بجهده وصبره وحنكته وحسن أخلاقه . علاقتي بابن سعيد بدأت عندما كنت ألعب في أهلي الرياض ثم لعبت معه في الأولمبي من أول يوم للتأسيس عام 1377ه ومنذ ذلك التاريخ وأنا وابن سعيد أخوان وعلاقتنا قوية جمعنا حب الهلال ولا زال حتى بعد مماته . قصة التأسيس كما هو معروف حدث خلاف بين الشبابيين فخرج ابن سعيد وأسس الأولمبي ، وكنت معه من أول يوم ، وعانى كثيراً حيث صرف الكثير من الأموال فكان يدفع للاعبين حتى لا يذهبوا للعب مع فرق أُخرى ، والمشكلة التي كانت تواجه الأندية في تلك الأيام أنه لم يكن هناك تسجيل بل كان اللاعب يتدرب معك اليوم ومن الغد تجده يلعب مع الخصم ضدك، أيضاً كانت الرياضة محاربة وشيء غريب على المجتمع، و كان الكل يحارب وجودها وجاهد ابن سعيد حتى صمد بفريق الشباب ثم بالهلال وأسس نهضة رياضية حقيقة صراحة في منطقة ترفض كل جديد، حتى أننا أرغمنا على ارتداء السراويل الطويلة وكان المطاوعة يحضرون لنا في التدريبات وينصحوننا .

أبرز المواقف كنت اذهب بسيارة ابن سعيد وأحضر الثلج ونضعه في برميل فلم يكن هناك ترامس، وأما مطعم الصومالي فكان في منطقة قريبة من قصر الحكم وكنا نتعشى فيه بشكل يومي ونسجل الحساب على ابن سعيد الذي يحضر للتسديد من وقت إلى آخر، وكان هذا العشاء من الاشياء التي أثرت إيجابياً في نفوس اللاعبين وجعلتهم يتمسكون بالبقاء مع ابن سعيد كونهم وجدوا منه الكرم والوفاء والصدق في زمان صعب من النواحي المادية فأي إغراء من نادٍ آخر كان سيجعلهم ينسحبون من الهلال.

كان رحمه الله لا يحب السهر في غير وقت المباريات فكان ينام مبكراً بعد صلاة العشاء مباشرة ، كان محباً للقراءة والكتابة والتدوين، وكان يكتب كل صغيرة وكبيرة بخط يده ، كان محباً لكل الألعاب ويعامل اللاعبين كأبناء من كل الألعاب، كان متواصلاً مع الرياضيين بمختلف أطيافهم صغيراً وكبيراً ، كان سخياً كريماً مع كل من يلجأ له والحمد لله فهو ممن ينطبق عليهم الحديث إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له، فالراحل كان صاحب صدقة وجاه يحب خدمة الناس ومنفعتهم والعمل على قضاء حوائجهم وذلك لم يكن مخصصا للرياضيين فقط بل لكل من يطرق منزله الذي لم أزره يوماً منذ ثلاثين عاما ووجدته خالياً من الهلاليين وغيرهم من الرعيل الأول والأجيال الجديدة، ابن سعيد لا استطيع أن أعطيه حقه فأعماله ومنهجه لا يتكرر.


ناجي عبدالمطلوب

ابدى النجم الهلالي السابق ناجي عبدالمطلوب احد ابرز لاعبي الهلال والمنتخب في التسعينات حزنه الشديد لوفاة المغفور عبدالرحمن بن سعيد رحمه الله وهو الذي كان له دور كبير في انتقاله من الثغر بجدة الى الهلال بالرياض عام 1393 وقال: "انتقالي كان بطلب من قبل الامير عبدالله الفيصل الذي احب عبدالرحمن بن سعيد كرياضي وعاشق للهلال وكان آنذاك متواجدا في جدة ووافقت فورا لأن ارتدي شعار الهلال وسعادتي لا توصف وانا التقي عبدالرحمن بن سعيد الاب والاخ الحنون وكان رئيس النادي في ذلك الوقت الشيخ فيصل الشهيل بحكم تواجد بن سعيد في جدة، وكان يمنحنى مبلغ 200 ريال كل اسبوع وانا لاعب وعمري لا يتجاوز 18 عاما، وكنت اعمل في السلك العسكري بمبلغ 750 ريالا شهريا وكان هذا المبلغ من بن سعيد له الاثر الكبير في نفسي وبمثابة رزق لي، ووطدت علاقتي مع الشيخ عبدالرحمن رحمه الله حتى توفاه الله ولن انسى عندما ضمني ابنه فهد خلال مراسم الدفن واشعرني بانني أخ له وسيظل بن سعيد الرجل الرياضي الذي جمع محبة الناس من خلال تعامله باخلاقه وحبه للرياضة والرياضيين

واسأل الله العلي القدير ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وذكراه ستبقى خالده في قلوبنا ان شاء الله.



عبدالوهاب صبان

وصف رئيس الوحدة السابق عبدالوهاب صبان وفاة شيخ الرياضيين ومؤسس الهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد ب"الخسارة" الكبيرة، وقال صبان في حديث خاص ل"دنيا الرياضة": "ماذا عساني أن أقول عن الشيخ عبدالرحمن بن سعيد؟ أعلم جيداً بأن حديثي لن يوفيه حقه أبداً، ومن الظلم أن أكتفي بتصريح أو حوار للحديث عن أبي مساعد، هو شخصية من الصعب أن تتكرر، شخصية وهبت عمرها ومالها وصحتها في سبيل خدمة الرياضة السعودية وحُب كرة القدم، وعلاقتي مع أخي وصديقي الشيخ عبدالرحمن بن سعيد بدأت قبل أكثر من ربع قرن إبان رئاستي الوحدة، فالفقيد كان له دور ريادي في المنطقة الغربية من خلال نادي الأهلي قبل أن ينتقل إلى المنطقة الوسطى ويبدأ رحلته مع الشباب والهلال، في تلك الأيام لاتوجد إعانة من اتحاد القدم بل أن الرئيس وحده من يصرف على ناديه، وابن سعيد لم يُقصر مع الهلال إطلاقاً، لم يبخل بماله على ناديه أبداً بالرغم من أن المال في ذلك الوقت كانت له قيمة تفوقه قيمته في وقتنا الحالي، ابن سعيد كان مُعلماً لنا وقدوة استفدنا منها كثيراً، كل خطوة له في ذلك الوقت كانت بمثابة الدرس الجديد الذي نتعلم منه أمور عدة ونخرج من خلاله بفوائد جمة".

وواصل رئيس الوحدة عبدالوهاب صبان حديثه عن الشيخ عبدالرحمن بن سعيد بقوله: "فكره واع، إذ كان يُثبت لنا يوماً بعد يوم أنه شخصية مُلمة بجميع الأمور الرياضية، كان رحمة الله عليه مُحباً للرياضة والرياضيين، التعصب منبوذ عنده ولا مكان له في قلبه أبداً، كان يحرص على مُناقشتي في شؤون الوحدة كما أنه يتطرق خلال أحاديثه معي لمشاكل بقية الأندية، والتقيت به عدة مرات ولم أجد منه إلا الحب والتقدير، في كل مرة كان حُبي له يزداد عن المرة السابقة، فهو يُجبر من يجلس معه على محبته وتقديره ومعزته وذلك بسمو أخلاقه، علاقته مع الناس أكثر من رائعة لذلك كسب محبتهم التي وضحت في مرضه وبعد وفاته".

ووصف عبدالوهاب صبان الشيخ عبدالرحمن بن سعيد بالموسوعة التاريخية المُتنقله بقوله: " لديه تاريخ الرياضة السعودية بأكملها منذ أكثر من 60 عاماً، فهو أشبه بالموسوعة التاريخية المُتنقله، عند لقائي معه في قطر مؤخراً أثناء تكريمنا من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تذكرنا سوياً الماضي وخرجت من لقائي معه بأحداث تاريخية عدة، وبالمناسبة لا أعلم ماسبب تأخر إصدار كتابه عن تاريخ الرياضة السعودية إذ أبلغني في المرة الأخيرة التي التقينا فيها سوياً أن الكتاب بات جاهزاً وسيُطبع قريباً!".

واستعاد عبدالوهاب صبان ذكرياته مع ابن سعيد إبان رئاسته للوحدة بقوله: " أتذكر بأن الشيخ عبدالرحمن بن سعيد رحمة الله عليه لم يتدخل بتاتاً في صفقة انتقال اللاعب أحمد النيفاوي من الوحدة في الهلال، ولم يُجر أي اتصال معي لطلب انتقال اللاعب، بل أن اللاعب هو من حضر إلي وأبدى رغبته في الانتقال إلى الهلال ووافقت على الفور، حتى أنني أتذكر بأن رئيس النصر في ذلك الوقت الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمة الله عليه أجرى مكالمة هاتفية معي وطلب خدمات اللاعب بيد أنني أخبرته برغبة النيفاوي في ارتداء شعار الهلال".



فهد الحريشي

لم يكن الشيخ عبدالرحمن بن سعيد رئيس للهلال كفريق كرة قدم فقط ، بل كان محباً للهلال في كل ألعابه ودرجاته، في هذا الجزء يتحدث ل"دنيا الرياضة" قائد فريق الهلال للكرة الطائرة السابق فهد الحريشي الذي أكد لنا أنه لن ينسى ثلاثة مواقف جمعته مع الرمز الهلالي الراحل، عندما كان الشيخ -رحمه الله- رئيساً للهلال في 1412 كنت ارتدي الرقم 9 في بدايتي مع فريق درجة الشباب فكان يلقبني بسامي الطائرة ، وهذا من أفضل الألقاب إلى قلبي، وكنت في بداياتي وكان سامي الجابر اسماً بارزاً بسرعة الصاروخ وكون قاعدة جماهيرية غفيرة ، ومنذ تلك التسمية والكل يلقبني بما لقبني به الشيخ الذي كان يحضر تدريبات كل الألعاب ويهتم بكل الدرجات.

وفي موقف آخر وصله عن طريق أحد الإخوة – لا أعرفه حتى اليوم – أن فهد الحريشي يعاني من ظروف مادية وكنت أدرس في الجامعة فاتصل بي عن طريق النادي وطلب مني الحضور إلى منزله وأعطاني شيكا من أجل أن أحل مشكلتي فرحمه الله كان سخياً وكريماً وسيظهر غيري ليذكر لكم ولغيركم عن كرمه ومواقفه .

الموقف الثالث كنت مدرباً لفريق درجة الشباب وحققنا بطولة الدوري واتصلنا به وطلبنا زيارته وإهداء الكأس له ، فرحب بنا واستقبلنا في منزله بالعمارية، وألقى على اللاعبين كلمة مؤثرة ومشجعة من رجل بحجم قامته وقيمته وتركت آثراً كبيراً في نفوس اللاعبين الصغار وقتها ووزع على الجميع مبالغ مادية تشجيعاً منه فكانت من أبرز المكافآت التي تلقوها في حياتهم ومن هؤلاء اللاعبين على ما أذكر نواف البخيت والوقيان وبقية أفراد جيلهم.


غازي كيال

مهما تكلمت عنه يرحمه الله فهو يمتلك صفات من النادر توافرها في أي شخص آخر، لقد فقدنا شخصية رياضية كبيرة لها بصمات لا تنسى على الرياضة، ليس فقط في الرياض انما حتى في الغربية ومختلف المناطق السعودية، وكانت له اسهامات كبيرة في دعم كثير من الاندية، وهو شخصية محترمة جدا، ولم اذكر في مسيرتي التحكيمية والرياضية التي عاصرت من خلالها هذا الرجل ان اعترض على قرار أي حكم او شخص. لابد من اطلاق اسمه على احد الملاعب الرياضية، ليس من المعقول ان يذهب جهده هباء، لابد ان نتذكره ونذكره دائما لانه شخص خدم الرياضة بجهده ووقته وماله، وله دور مهم في البناء الرياضي السعودي سابقا وقبل وفاته بفترة قصيرة، واملنا في الامير نواف بن فيصل ان يسمي احد الملاعب باسمه.

اعده انموذجا وقدوة لكل الرياضيين، وهو رجل قيادة من الطراز الاول، وله في قلبي مكانة كبيرة، واي انسان لابد ان يتذكره بكل خير، يتمتع بذكاء كبير وتعالي راق وعلاقات كبيرة مع الجميع، لم يسئ لأي شخص رياضيا او غيره، كانت تصريحاته عقلانية وعباراته جميلة، ولم اذكر ان اشتكى منه أي شخص على الرغم من التنافس الكبير بين الاندية، ولكن هذا التنافس دائما يتركه ابن سعيد فقط داخل الملعب، اما خارجه فهو الشخص الذي يتمتع بعلاقات واسعة مع المسؤولين والحكام واللاعبين، وحتى الجماهير، لا استطيع الا ان اقول انه شخصية اجتماعية من الطراز الاول وكان يقدر كل رياضي ويحب جميع الرياضيين، واقولها بكل امانة انا من المعجبين به يرحمه الله.

ادرت مباريات كثيرة ولم اشاهده ينتقص من قيمة حكم او ينال منه، لا يشتم ولا ينشغل بالاخرين، كل همه مصلحة فريقه، كان يتقبل الهزيمة بصدر رحب مثلما هو يتقبل الفوز، نحن في الرياضة السعودية نبحث عن مثل هذا الانموذج النادر. لا أقول إلا رحم الله الفقيد، فهو موسوعة رياضية كبيرة، ولديه تاريخ مهم عن الحركة الرياضية السعودية، ويحتفظ بذكريات ومواقف واحداث ربما لا تتوفر لدى أي مؤرخ رياضي، انه رمز رياضي كبير، لا يمكن ان ننصفه ما لم يطلق اسمه على احد الملاعب الرياضية تقديرا لخدمته لرياضة بلده.



عبدالله فودة


عبّر نجم الهلال وقائده والمنتخب السعودي في التسعينيات الهجرية عبدالله فودة وهو أحد الذين عاصروا الشيخ عبدالرحمن بن سعيد منذ ما يقارب الثلاثين سنة عن بالغ حزنه وقال: "وفاته خسارة كبيرة للوسط الرياضي بشكل عام لما عرف عنه من حب وتقدير لكل من يعمل معه بالوسط الرياضي، وكانت علاقتنا والتي امتدت طوال ما يقارب ثلاثين عاما مثالا للحب والولاء وهو الذي ساهم بشكل كبير في نجوميتي ونقلني من أحد للهلال في فترة قصيرة، وهو الذي له إسهامات كثيرة في الرياضة السعودية والهلال على مدار سبعين سنة وعودة الهلال للبطولات وامتداده بعد ذلك كانت بفضل الله ثم بفضله "يرحمه الله". واضاف: "رحيل الوالد عبدالرحمن بن سعيد خسارة كبيرة فهذا الرجل أكن له بعد الله عز وجل الفضل الكبير خلال مشواري الرياضي، وكان أستاذي وموجهي الأول انا وجميع زملائي في تلك الفترة بالهلال، فهو علمنا معنى الولاء والمحبة للكيان ومبادئه، وبذل الكثير من صحته وماله للهلال والرياضة السعودية، وتعلمت منه دروسا كثيرة لازلت استفيد منها، وكان رحمه الله رياضيا محنكا فكنت أستفيد من توجيهاته وخبرته السابقة فهو شخص عظيم وسيفقده الوسط الرياضي وآمل من إدارة الهلال أو الرئاسة العامة لرعاية الشباب تسمية أحد الملاعب باسمه رحمه الله تقديرا له ولجهوده التي بذلها طوال السنين الماضية والتي امتدت لأكثر من ستين عاما في خدمة الرياضة والرياضيين في جميع المناطق".


فواز المسعد



عاشرت الفقيد يرحمه الله أكثر من 40 عاماً لم انقطع عن مجلسه فقد كان كريماً مضيافاً محبا للجميع من يحضر مجلسه للمرة الأولى يعاود الزيارة أكثر من مرة، نظراً لما يلمسه من الفقيد من كرم وأحتفاءً وما يسمع من حديث عن تاريخ الرياضة السعودية، الموثق بالأرقام والتواريخ بعيداً عن المهاترات، وكلمة حق أقولها خلال زياراتي المستمرة التي كانت بشكل يومي عندما كان منزله في البديعة وزياراتي الأسبوعية عندما انتقل إلى قصره في العمارية لم اسمع من الشيخ إي كلمة تخدش الحياء، أو تسيء الآخرين، فقد كان جل حديثه عن الرياضة والتاريخ فقط وكان مجلسه مفتوحا ليس فقط للهلالين بل لجميع الرياضيين ففي كل يوم يحضر له رياضي من مناطق المملكة يسأله عن ترايخ ناديه أو عن معلومة تاريخية فيجد عند الجواب ويستمتع الحاضرين بسرد التاريخ الجميل ومافي من صعوبات وأحداث غريبة جداً ومن هنا فأن الأحاديث التي تدار في مجلسه جلها عن التاريخ والأحداث الرياضية والمعاناة التي واجهتها الرياضية السعودية وما فيها من مواقف طريفة
خلال عملي في إدارة الهلال من خلال ثلاث إدارات وتكليفي برئاسة النادي فقد كان موجهاً للجميع يعطي الرأي ولا يفرضه ولا يتدخل في أمور النادي فقط يقدم الرأي والمشورة وقد كانا حريصين على أخذ رأيه في إي موضوع لاننا نعلم أن همه الأول مصلحة الهلال وقد كان حريصا على تسجيل المواهب وساهم في دفع تكاليف العديد من اللاعبين من دون البحث عن الإعلام فقد كان شرطه الأول ان لا يعلن تكفله في اتمام الصفقة في وسائل الإعلام وكنا نحقق رغبته يرحمه الله


أحمد المصيبيح

لمؤسس الراحل كتب عنه الكثير وأجمعوا على أن شخصيته الفريدة تتميز بصفات عديدة، أهمها الصدق في التعامل وتجنب الإساءة للغير، وبالنسبة لناديه فهو حريص على أن (يلّم) الشمل ولا يفرقه، فكم من حادثة مرت من أمامه وعالجها بحكمته وكم من خلاف كبير نشب بين أعضاء الشرف والإدارات والنجوم وبحكمته احتوى الأمور وعالجها حتى جعل لذلك (منهجا) يعمل به الهلاليون حالياً وهو احتواء الخلاف داخل البيت مع البعد نهائياً عن نشر الغسيل وهذا هو أبرز أسرار (زعامة) ناديه الذي أسسه وجعل له قاعدة صلبة تضمن له (الزعامة) سنين طويلة!

وطالما أن الحديث عن شيخ الرياضيين ومكارم أخلاقه رحمه الله فإني ومن خلال هذا المنبر الحر سأبوح بأحد الأسرار التي رفض الإعلان عنها في حياته عندما كلفني رئيس تحرير هذه الجريدة الأستاذ تركي السديري أنا ورفيق الدرب الزميل فهد الدوس بتقديم شيك يحمل مبلغاً كبيراً (للراحل) مقابل المادة التاريخية التي كان يقدمها للزميل فهد الدوس أسبوعياً وتحكي عن الحركة الرياضية في المملكة وكان ذلك قبل 15 عاماً عندما استقبلنا يرحمه الله استقبالا لن أنساه وما إن أخبرناه بهدفنا من الزيارة غضب جداً ولكنه استدرك، وقال بالحرف الواحد هذه اللفتة ليست غريبة على الأستاذ تركي السديري إلا أنني والحديث (للراحل) لا آخذ مقابلا على تقديم المعلومة ورصد التاريخ وتقديراً لكم سأقبل المكافأة وبدوركم (حولوها) للجمعيات الخيرية..!

وبعدها أدركنا أنا وزميلي فهد أن هذه الشخصية النبيلة المتميزة يندر وجودها فقد مات يرحمه الله مرفوع الرأس يُعطي ولا يأخذ يقدم الخير بصمت، وبعض اللاعبين القدامى والإداريين لديهم أمثلة كثيرة حول ذلك الأمر، والمهم في هذا اليوم أن يفخر أبناء ابن سعيد وبناته وأحفاده بوالدهم الراحل الذي ترك لهم تاريخاً مشرفاً لا يضاهى وذكريات سيفتخرون بها طويلاً، ويكفي أولاً وأخيراً أنه (مات) ولم يمدّ يده لأحد....!!!
رسالة:

لتخليد ذكرى الراحل فلابد أن يبادر أبناؤه في تخصيص مناسبة سنوية أو جائزة تحمل اسمه، فابن سعيد شخصية نادرة وتستحق التخليد والتكريم ولا أعتقد أنني سأفوق أبناءه في الوفاء لوالدهم عبدالرحمن بن سعيد أسكنه الله فسيح جناته.



خلف ملفي


في مواقف معينة يصعب أن تبدأ الموضوع بما يلائم الحدث، ولذا أرجو المعذرة سلفا، وأقول إن والدي المحترم الشيخ عبدالرحمن بن سعيد مؤسس ناديي الشباب والهلال وأحد أبرز رواد الحركة الرياضية السعودية - رحمه الله وأسكنه الجنة - غادر الدنيا وبحاجة إلى الدعاء بأن يثبته العزيز الغفور الرحيم عند السؤال.

مشهد مهيب وأنا أصل جامع الملك خالد بأم الحمام مع رفع أذان العصر، وفي الطرق المجاورة لا تكاد تجد مكانا للسيارة وفي داخل المسجد لم يبق إلا صفوفا قليلة امتلأت قبل الإقامة وكثيرون صلوا خارج المسجد الذي يتسع لأكثر من ألفين مصل، مع الإشارة إلى وجود موتى آخرين رحمهم الله وجميع موتى المسلمين بواسع رحمته.

وفي المقبرة الجميع يرددون: "فقدنا والدنا.. والد الجميع - رحمه الله".

والدي (المحترم) منذ اللحظة الأولى التي تشرفت بلقائه في بداية مشواري الرياضي أشعرني ببشاشته وأبوته أنه يحترم الإعلاميين ويحتضن الرياضيين ويمنحهم كل مايملك لفائدة المجتمع متى تيقن من مصداقية وإخلاص الشخص المقابل.

نغيب عنه طويلا بسبب مشاغل الدنيا ومع ذلك يبادلنا بقبول الاعتذار قبل أن ننطق كلمة واحدة، وفي كل مرة أزوره ولو بعد حين أجده قدم الجديد من تدوينه في دفاتره الفخمة ذات الألوان المتعددة قديمها وجديدها، يدون بالطريقة ذاتها وعلى الهوامش، ولذا كان أكثر ما يغضبه حينما يسمع في برامج تلفزيونية من يغالط التاريخ، أو حينما ينقل إليه أحد بأن الصحيفة الفلانية أو الناقد الفلاني كتب معلومة مغلوطة، وذات يوم وهو على فراش المرض في المستشفى أصر على مداخلة تلفزيونية لتصحيح المعلومات التاريخية الخاطئة ولم يسيء لأي من الضيوف؛ بل طلب فقط تصحيح الخطأ.

وفي زيارة خاصة مع تنامي انتشار التعامل بالحاسب الآلي اقترحت عليه أن يحفظ وثائقه النادرة على جهاز الحاسب الآلي وفي دسكات، فالشباب المبدعون كثر، فقال لي: "استقطبت شبابا أثق فيهم لكن يبدو أنهم تعبوا أو تكسلوا"، وتحدثت معه حول كنزه التاريخي في صناديق قديمة لا أحد يستطيع زحزحتها وتحتاج جهدا كبيرا، وأنه لابد أن يصبر على الشباب ويقوي عزيمتهم.

زودني ببعض الوثائق للاطلاع ونسخ بعضها كوني في ذلك الوقت كنت أنشر في صحيفة الرياضية السجل الذهبي وأستند إلى معلومات لديه ومعومات لدى اتحاد القدم.

ديدنه الصدق وأكثر مايضايقه الكذب أو ما يؤدي إلى كره الآخرين، يحث دائما على سمات الرياضة ويحذر كثيرا من التراجع أو عدم تطبيق اللوائح، ينشد العدل ويحب كثيرا الصرحاء والجريئين، كان يحدثني كثيرا عن إعلاميين بارزين يحبهم على اختلاف ميولهم لصدقهم وتواصلهم الصادق، وكان يعتذر كثيرا عن اللقاءات الإعلامية خشية التحريف، ومع ذلك كان ينكوي بنار (المفبركين)، أسر لي ببعضها رافضا الرد عليهم.

يصنع الخير ولا يرد محتاجا، وفي بعض الحالات يتعرف أكثر عن حالة المحتاج وخصوصا اللاعبين ولاسيما القدامى، ويرفض نشرها أو الحديث عنها جعلها الله في ميزان حسناته. على الجانب الرياضي بالتأكيد سيكون لإدارة الهلال الحالية وبتأييد من أعضاء الشرف وفاء خاص بوضع اسمه على أهم مرافق النادي، وأقترح أيضا إقامة دورة رمضانية سنوية للفئات السنية تحمل اسمه بجوائز ثمينة. رحمك الله يا والدي المحترم وأسكنك الجنة وأغدق عليك بشفاعة نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم.




عاشقه الزعيــم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس