ان الكتابة عن شخصية اجتماعية ولها حضورها الاجتماعي والثقافي والرياضي صعب جداً كوني لا املك ادوات الكتابة او الحديث عنها وانما فقط القراءة عن هذه الشخصية او الاستماع لما يقال عن هذه الشخصية وهذا ما استطيع ان افعله. ولكن عندما تكون هذه الشخصية المدرسة التي تنطلق منها الى الحياة العملية والمهنية والأخلاقية وتتعلم منها اصول التعامل مع الاخرين ومع الكبير والصغير والغني والفقير وتأخذ بيدك تجاه الطرق المثلى في التعامل والاحترام والكرم وحب الناس وعدم التكبر على أيا كان فهنا تكون قد استفدت من دراستك في المدرسة او جلوسك مع هذه الشخصية. ولكن ان تكون هذه المدرسة او الشخصية هو (والدك) فأنت محظوظ بأن من الله عليك بهكذا اب وأبي هو عبدالرحمن بن سعيد الذي علمني كل شئ في هذه الحياة فقد علمني حب الوطن ومليكي و علمني حب المشايخ والعلماء وحب المثقفين وغرس فيني حب الهلال. والدي (رحمه الله علية) لم يكن مجرد اب بل كان صديق وأخ وجميع من يتعامل معه يحبه بتواضعه وكرمه ولكنني أحببت كل شئ فيه فهو يعيش بداخلي وبجوارحي. عاش (رحمه الله علية) وهو عاشق لهلاله ولا يفرق بين احد من مشجعيه أبدا ولا يفضل أحدا من رؤساءه على الاخر فمن يرأس الهلال يقف معه ويسانده بما يستطيع عمله ولا يبخل على هلاله بأي شئ كان حتى لو كان على حساب صحته. فجميع اعضاء الشرف يحبهم ويودهم ولا يقطع فيهم وجميع اللاعبين يعتبرهم أبناءه فلا يتردد بنصحهم وحثهم على المثابرة والجهد وفي المقام الاول حثهم على الدراسة وتكملة التحصيل العلمي، وايضا العاملين في النادي يعاملهم كأبناءه ولا يفرق بينهم. فمنذ صغره وهو متيم بالكتابة فمنذ تأسيس الشباب ومن ثم الهلال وهو يكتب ويحفظ الاوراق الى ان توفاه الله فإن لم يجد ورقة يكتب فيها كتب علي راحه يده حتى لاينسى واذا ذهب للبيت كتبها في الاوراق، فقد حفظ عدد اهداف الهلال وهدافينه وعدد المباريات والبطولات والملاعب والحكام واللاعبين الذين مثلو الهلال والفريق المقابل وعدد الكروت لكل لاعب، وحفظ أيضاً الاوراق الرسمية والمخاطبات مع الجهات ذات العلاقة سواء قبل تسجيل الأندية في المنطقة الوسطى او بعدها. فقد كان (رحمه الله) موسوعه تاريخية استفاد منها الكثير من الرياضيين ولكنه احتفظ أيضاً بالكثير من المعلومات. لايمكن لهذه الأسطر التي كتبتها تعبر ولو جزء بسيط من شخصية هذا الرجل العملاق، فيكفي عندما حظر رؤساء النادي وعلى مدى التاريخ لتكريمه يرفض ويقول تكريمي هو اذا أخذ الهلال بطولة فهذا هو تكريمي. فهد بن عبدالرحمن بن سعيد يقول مؤسس نادي الهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد في بداية حديثه التاريخي لصحيفة الرياض: جاءت إنطلاقة الدوري الممتاز لأول مرة في عام ١٣٩٥ه بعد تصنيف الأندية الممتازة الثمانية وكانت: الهلال، الأهلي، النصر، الاتحاد، الشباب، الوحدة، اليمامة (الرياض حالياً)، القادسية وبدأت مبارياتها فلعب الهلال أول لقاء أمام القادسية عصر يوم الخميس الموافق ١١/٧/١٣٩٥ه وانتهى لصالح الهلال بنتيجة (٤/٢) بواسطة لاعبيه غازي سعيد وبشير الغول «رحمهما الله» وسمير سلطان وسلطان بن نصيب وأدارها الحكم الدولي غازي كيال واستمرت مباريات الفرق الممتازة حتى الأسبوع الرابع من الدوي ولعب فيه الهلال ضد الشباب عصر يوم الخميس ٣/١١/١٣٩٥ه بملعب الصايغ وانتهى هلالياً بهدفين لمرزوق سعيد ومحسن بخيت وتوقف الدوري بعدها وكان الهلال متقدماً على الفرق برصيد سبع نقاط تلاه الأهلى والنصر بست نقاط لكلاهما. ولم يكتب لهذا الدوري الاستمرار فقد ألغي بسبب ضيق الوقت لقرب الامتحانات الطلابية واستعدادات الأندية لكأس جلالة الملك وتحضيرات منتخب المملكة المشكل حديثاً لدورة الخليج الرابعة بقطر في ربيع الأول لعام ١٣٩٦ه فضلاً عن وفاة جلالة الملك فيصل «رحمه الله» في عام ١٣٩٥ه إذ أجل أولاً ثم ألغي نهائياً. الهلال عاد بقوة وأعيد الدوري الممتاز مرة أخرى وبقوة بمشاركة الأندية الثمانية المصنفة ضمن فرق الدوري الممتاز وبدأت منافساته مع آخر أسبوع من شهر ذي الحجة لعام ١٣٩٦ه وبالتحديد عصر الخميس الموافق ٢٥/١٢/١٣٩٦ه. ضربة البداية لشمروخ كانت أول مباراة الهلال في أول دوري ممتاز أمام الرياض عصر الجمعة ٢٦/١٢/١٣٩٦ه ويومها فاز الهلال بهدف أحرزه نجمه الراحل عبدالرحمن قصاب الملقب ب (شمروخ). المباراة الثانية للهلال ضد الاتحاد يوم الجمعة ٣/١/١٣٩٧ه وانتهت لصالح العميد (٣/٢) وكان الهلال متقدماً في النتيجة إلا أن الاتحاد سجل ثلاثة أهداف في آخر (١٧) دقيقة من عمر المباراة نتيجة أخطاء فادحة وقع فيها ثلاثة من لاعبينا. المباراة الثالثة للهلال كانت مع أهلي جدة يوم ١٠/١/١٣٩٧ه وتعادل الفريقان بدون أهداف وضمت تشكيلة الهلال لهذه المباراة: إبراهيم اليوسف في الحراسة، عبدالرحمن الفحيل، غازي سعيد (رحمه الله)، بشير الغول (رحمه الله)، عبدالله فودة (العمدة) عبدالله العمار، مرزوق سعيد، فهد الحبشي، سمير سلطان، ناصر الشايع، ناجي، فهودي، سلطان النصيب، علي بافقيه. المباراة الرابعة للهلال جرت في الرياض يوم الخميس ٢٣/١/١٣٩٧ه أمام القادسية وانتهت (٢/١) للهلال سجلهما ناجي عبدالمطلوب. المباراة الخامسة أقيمت يوم الجمعة ٢/٢/١٣٩٧ه وانتهت بخسارة هلالية أمام الوحدة بهدف سجله لاعبها سعود الحربي. المباراة السادسة جرت يوم الخميس ٨/٢/١٣٩٧ه وجمعت الهلال بالشباب وانتهت لصالح الهلال بهدف خطفه هدافه سلطان بن النصيب. المباراة السابعة وهي المحطة التاريخية في تاريخ نادي الهلال مع الدوري الأول إذ جمعته بغريمه التقليدي نادي النصر بملعب الملز عصر يوم الجمعة الموافق ٧/٣/١٣٩٧ه وانتهت بتعادل مثير شهد ستة أهداف من الطرفين وكان أروع لقاء جمع الفريقين العملاقين وأعظم مباراة تقام في تاريخ ملعب الملز بين فريقين محليين وقد تعادلا (٣/٣). سجل النصر هدفين في الشوط الأول ثم أحرز الهلال هدفين.. وعاد النصر ليضيف هدفاً ثالثاً. وقبل نهاية المباراة بثوان معدودة سجل الهلال هدف التعادل الثالث. وشهدت هذه المباراة تشغيل لوحة وساعة الملعب لأول مرة في تاريخها أول اسم للاعب سجل فيها كان لاعب النصر محمد سعد العبدلي تلاه فهد الحبشي ثم سمير سلطان وعبدالرحمن بشير (رحمه الله) الذين أحرزوا أهداف الهلال الثلاثة في حين سجل أهداف النصر الثلاثة محمد سعد. المباراة الثامنة وهي الأولى للهلال في الدور الثاني وجرت في ملعب الملز يوم السبت ٢٢/٣/١٣٩٧ه وطرفها الآخر نادي الاتحاد وانتهت (٢/صفر) للهلال سجلهما سلطان النصيب وعبدالله فودة (العمدة). المباراة التاسعة بالملز يوم ٢٧/٣/١٣٩٧ه أمام الأهلي وانتهت لمصلحة الهلال (٣/٢) بواسطة لاعبيه العمدة وبشير الغول (رحمه الله) من ضربة جزاء وسمير سلطان. في حين أحرز هدفي الأهلي عبدالرزاق أبو داود من ضربة جزاء وفؤاد رزق من تمريرة خاطئة تلقاها من أحد لاعبي الهلال. المباراة العاشرة جمعت الهلال بالقادسية في الدمام يوم ٣/٤/١٣٩٧ه وحسمها الهلال بنتيجة (٤/١) عن طريق سلطان النصيب وناجي بواقع هدفين لكل منهما. المباراة الحادية عشرة أقيمت يوم الجمعة ٦/٤/١٣٩٧ه بين الهلال والوحدة وانتهت هلالية بهدف واحد سجله وجهه الواعد فهد العبدالواحد (فهودي) الذي أشركه مدربه جورج سميث في الشوط الثاني بديلاً لزميله ناجي عبدالمطلوب. المباراة الثانية عشرة يوم الاثنين ٩/٤/١٣٩٧ه بين الهلال والرياض وانتهت بالتعادل بهدف لمثله سجل للهلال سمير سلطان وللرياض سعد الصانع. المباراة الثالثة عشرة يوم الخميس ١٢/٤/١٣٩٧ه وجمعت الهلال بالشباب وانتهت هلالية بهدف أحرزة عبدالله فودة العمدة وأدارها الحكم الدولي عبدالرحمن الموزان الذي منح فهودي أول إنذار يتلقاه بعد تمثيله الهلال وأنذر الموزان كذلك لاعب الشباب خالد الفوزان. وبهذه النتيجة حصل الهلال على (١٩) نقطة بانتظار نتيجة مباراة النصر والأهلي يوم الجمعة ١٣/٤/١٣٩٧ه وكان رصيد الأهلي (١٥) نقطة والنصر (١٤) نقطة ولو تعادل الفريقان ضمن الهلال بطولة أول دوري وبالفعل حسم النصر نتيحة المباراة لصالحة بهدفين للاشيء سجلهما ماجد عبدالله وخالد التركي. وشهدت هذه المباراة الحادثة الشهيرة حينما خطف مهاجم الأهلي أمين دابو الكارت من يد الحكم الدولي عبدالرحمن الدهام وأعاده اللاعبون في حادثة هي الأولى في ملاعبنا يقوم لاعب بسحب الكرت من يد الحكم ويرفض إعادته إليه. وفي ضوء فوز النصر على الأهلي توجه الهلال بطلاً لأول دوري ممتاز في تاريخ الرياضة السعودية قبل نهاية مشواره بأسبوع إذ تبقى له جولة واحدة - المباراة الرابعة عشرة - أمام غريمه التقليدي النصر وخاضها الهلال مساء الجمعة الموافق ١٢/٥/١٣٩٧ه وأدارها الحكم الدولي عبدالرحمن الدهام وتقدم فيها النصر عن طريق ماجد عبدالله ورد سمير سلطان بهدف التعادل للهلال الذي رفع رصيده النهائي إلى (٢٠) نقطة مقابل (١٧) نقطة للنصر. ترك رائد الحركة التأسيسية للرياضة في المنطقة الوسطى ومؤسس الشباب والهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد (رحمه الله) أثراً ما زال التاريخ الرياضي يسطره بحروف من نور، فهو مؤسس.. ورائد.. وقائد.. ومؤرخ.. وشخصية رياضية قل الزمان أن يجود بمثلها في الفكر النير والعطاء السخي والحنكة الإدارية واستشراف المستقبل. كان رحمه الله وهذه معلومة تاريخية تذكر لأول مرة آخر من بقي على قيد الحياة من أول جيل كروي زاول كرة القدم في مدينة الرياض قبل (٦٧) عاماً.. آنذاك لم يكن قد تجاوز ال ١٩ من عمره لاعباً في صفوف فريق الموظفين الذي كان أفراده يتجمعون في ملعب ترابي بالملز قريباً من ملعب الصايغ الحالي عصر كل جمعة من عام ١٣٦٥ه. وبعد عامين من ذلك التاريخ ساهم (أبو مساعد) في تأسيس نادي الشباب وتولى دفة رئاسته في سن ال ٢١ لنبوغه الإداري وذكائه الحاد وثقته الكبيرة بقدراته القيادية التي أهلته لتبوؤ هذه المنصب لمدة عشر سنوات متالية كأول رئيس لشيخ الأندية برغم وجود شخصيات شبابية أكبر منه سناً مثل الشيخ صالح ظفران والشيخ عبدالحميد مشخص ومحمد أحمد صايغ ومحمد إبراهيم مكي «رحمهم الله جميعاً». واكتسب فقيدنا الغالي من هذه التجربة القيادية الطويلة والممارسة الإدارية الشيء الكثير مما أهله وشجعه بعدها ليقوم - منفرداً - بتأسيس أعظم أندية المملكة وأكثرها اليوم بطولات وانجازات ضخمة وألقاباً غير مسبوقة على الساحتين المحلية والخارجية.. نادي القرن الآسيوي وزعيم الأندية السعودية - الهلال - حين ترأسه في سن ال ٣١ وقاده بعزيمته الفولاذية وقوة شكيمته وحنكته الإدارية إلى طي المسافة - التاريخية - واختصار الزمن عندما حقق هلاله أمام فرسان مكة المكرمة والكرة السعودية العريقة - الوحدة - أول بطولة محلية على مستوى المملكة بعد مضي أربعة أعوام فقط على قيام النادي الأزرق بلاعبين مؤثرين ونجوم على مستوى رفيع جذبهم (شيخ الرياضيين) من مكة المكرمة والطائف وجدة والرياض بذهنيته الواعية وسخاء يده وقدرته العجيبة في الاقناع. بعد البطولة الهلالية الأولى - قبل خمسين عاما - ظهر أعداء النجاح وبدأ معها (أو مساعد) رحلة التحدي الحقيقي في مواجهة شرورهم والتصدي لمكائدهم إذ حاولوا إغراء أبرز نجومه بالانتقال وسعوا لوضع العراقيل في طريق تقدم ناديه - البطل الجديد - ولم يكن معه في الساحة الزرقاء آنذاك أعضاء شرف ولا دعم مادي غير ما كان يتحصل عليه من والده الشيخ سعد بن سعيد (رحمه الله) أو من مرتبات وظيفته المرموقة في ديوان جلالة الملك سعود «طيب الله ثراه». صبر (مؤسس الهلال) على كيد أعداء ناديه الذين بلغ بهم الأمر السعي لدى والده لاقناعه بترك الساحة الرياضية وتشويه صورته ومكانته الاجتماعية بين أهالي الرياض في وسط مجتمع - نجدي - محافظ كان في ذلك الوقت يمقت المنتسبين للأندية الرياضية وينبذ العاملين في حقلها. فشل الأب في اقناع ابنه الأكبر بهجر عالم الكرة.. وبعدما لمس قوة تعلقه بالهلال قال لمن حوله مقولته الشهيرة: «اللي بيبشرني أن ولدي عبدالرحمن ترك الكورة.. أبعطيه سيارة شفر»!! رحم الله الاثنين رحمة واسعة.. شهدت السنوات العشر المتتالية التي قضاها "شيخ الرياضيين" عبدالرحمن بن سعيد "رحمه الله بين عامي67 -1377ه في خدمه "شيخ الاندية" مؤسسًا .. ورئيسًا ..ولاعبًا.. ومدربًا قبل قيامه بتأسيس نادي الهلال .. أحداث تاريخية - مفصلية - كادت ان تعصف بمسيرة الشباب وتلغي اسمه إلى الأبد بعدما اخذ شأنه يعلو بمسماه الأول ( شباب الرياض ) ثم أضيفت إليه كلمه (البلدي )حين سمحت له بلديه الرياض بمزاولة تدريباته على ملعبها المزروع في الملز شريطة أن يحمل اسمها ليصبح اسمه (شباب الرياض البلدي ) وكان أمين بلدية الرياض آنذاك الأمير فهد الفيصل الفرحان (رحمه الله) الذي حرص على دعم (شيخ الاندية)بهذا الملعب ، باعتباره أقدم أندية العاصمة . أما أول تلك الأحداث العصيبة التي مر بها الشباب في تاريخه كما أكد لي مؤسسه ورئيسه في تلك الحقبة المرحوم عبدالرحمن بن سعيد.. تجميد نشاطه لبضعة أشهر في النصف الأول من عقد السبعينيات الهجرية حينما أدى تأسيسه إلى جذب لاعبين وشخصيات مرموقة من فريق الموظفين – المنافس - وإغرائهم بالانتقال إلى صفوف الشباب وكان من أبرزهم الشيخ عبد الحميد مشخص والشيخ عبدالله بن احمد ( رحمهما الله ) وجاء قرار التجميد من سلطة عليا بتأثير مباشر من بعض شخصيات فريق الموظفين الذين كانوا يتبؤون مناصب قيادية في عدد من المصالح الحكومية .. جاء ( ارحم ) من قرار الإلغاء كما ذكر لي "ابو مساعد " رحمه الله ليضمن بقاء اسم فريق الشباب حيا على الساحة الرياضية بدلًا من (حل ) النادي وتسريح لاعبيه بهدف التحاقهم بفريق الموظفين الذي بدأت تضعف قدراته أمام تطور الشباب واستقطابه النجوم من المنطقة الغربية بدعم مادي من " ابن سعيد " وكان هناك مبرر آخر للتخلص من الشباب وهو الاكتفاء بفريق واحد في مدينه الرياض والقصد (الموظفين) باعتباره الأقدم ولو تم ذلك لأصبح الشباب – اليوم- نسيا منسيا وأثرا بعد عين !! غير أن (أبو مساعد )رحمه الله بفطنته وذكائه الحاد ادرك ما يحاك ضد شبابه فسعى بحكم عمله المرموق في ديوان جلالة الملك سعود (رحمه الله) وقدراته القيادية إلى إقناع المسؤولين بجدوى استمرار الشباب في الساحة الرياضية بدلا من تجميده ليكون عاملا مساندا في النهوض بمستوى الكرة المحلية من خلال منافسته لفريق الموظفين .. وتكللت مساعيه بالنجاح بعد اشهر من الصبر والمثابرة ليلغي القرار فعادت الحياة لتدب في جسد الشباب من جديد والفضل في ذلك –بعد الله- يعود إلى دهاء وحكمة المرحوم "عبد الرحمن بن سعيد" في التعامل مع هذا الموقف الشبابي العصيب ليتجاوز مأزقه بحنكة إدارية وثبات في الموقف مدعمة بإصرار وعزيمه على تحقيق هدفه المنشود كانت تلك العقود السبعة الماضية شاهداً على ما قدمه الرمز الكبير من تضحيات كبرى وخدمات جليلة لوطنه وماتركه من بصمات محفورة في الذاكرة الرياضية . عميد المؤرخين (أبو مساعد) في جانب من شخصيته المثيرة للجدل والإعجاب ونتناول عبر هذه الأسطر الوفائية من أعمال شيخنا الجليل ورمزنا الخالد وقائدنا الفذ عبدالرحمن بن سعيد (غفر الله له) سخاءه الإنساني ولمساته الحانية في حياته بأعمال خيرية ومواقف نبيلة بما عُرف من كرم وعطاء بلا حدود نتذكر منها قبل نحو نصف قرن قيامه بتخصيص مرتبات شهرية في حدود (200)ريال للاعبين القادمين من خارج مدينة الرياض بجانب مساعدته بعض اللاعبين المحتاجين فيقف معهم وهناك من اللاعبين من اعتزل ومع ذلك استمر في مد يد العون والمساعدة المادية له اعرفهم شخصيا وأكدوا لي ذلك في مقابلات سابقة معهم نشرتها جريده "الرياض" . كما حول (ابو مساعد) بيوته في حي الظهيرة و شارع آل سويلم وعليشة والناصرية والبديعة وأخيرا مزرعته – الرحمانية – في العمارية ..الى ملتقى للرياضيين واستراحة مشرعة أبوابها يوميا أمام الجميع وبلغ كرمه (رحمه الله)أن خصص كل محصول تمور مزرعته هدايا يوزعها بسخاء على كل زواره من الأصدقاء والمحبين والفقراء .. كان يضعها في (كراتين) عند بوابة الخروج من المجلس ليأخذ كل زائر ما شاء من أنواع التمور المختلفة بعد ما قطع الرمز الراحل على نفسه عهدا ألا يبيع ثمار مزرعته وهذا السخاء بلا شك يدل على طيبة وقيم هذا الرجل النبيلة وحبه لمشاركه الآخرين في زاده اليومي . وثمة موقف آخر عايشته على الطبيعة وينم عن مبادرات (ابن سعيد)الانسانيه وشهامته تجاه لاعبي الاندية الاخرى بما فيها المنافس التقليدي –النصر- حينما اجرى قائد النصر سعد الجوهر(رحمه الله)عملية بتر لرجله وعاش وضعاً نفسياً صعباً في ظل تجاهل النصراويين لزيارته وهو يعيش في احلك ظروفه الصحية وهو ايضا (الجمجمة الذهبية ) الذي خدم الفريق الاصفر عقدين من الزمن وساهم في صنع أول انجازاته .. وفي ظل الازمة النفسية والاجتماعية الحالكة التي عاشها النجم الرا حل بادر (شيخ الرياضيين) كعادته بلفتة انسانية تنم عن قيم وخلق وأدب وشهامة (أبي مساعد)حينما انتصر على ظروفه الصحية وزار كابتن النصر الكبير بالمستشفى العسكري فكانت هذه الزيارة اشبه بالبلسم الشافي الذي اعاد التوازن النفسي والمعنوي للجوهر سيما وان (عبدالرحمن بن سعيد) دس في يد سعد (رحمهما الله ) مساعدة مادية وهو يودعه وكنت برفقته في صورة وفائية ولمسة عرفانية من الرمز الراحل الذي ثمن جهود كل من قدم خدم للحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى بصدق واخلاص و الكابتن النصراوي سعد الجوهر احد هؤلاء النجوم الكبار واللاعبين المخلصين بما عُرف عنه من مستوى رفيع واخلاق عالية اشاد بها (ابو مساعد) واثنى على اخلاصه . نجم شبابي ولاعب دولي شهير دولي في التسعينيات الهجرية مر العام الماضي بظروف مادية صعبة للغاية وسبق ل "الرياض" ان طرحت حالته وحاجته للمساعدة .. وفي مطلع هذا العام برفقة الصديق- المشجع الهلالي - خالد الزلال بزياره (شيخ الرياضيين) بمزرعته في العمارية وشكا له حاله ونقل له معاناته المعيشية والحياتية فتفاعل معه الرمز الراحل وقدم له (ابو مساعد) مبلغاً من المال كما هو ديدنه في كثير من المواقف الانسانية التي تدل على اتساع قلبه الكبير واياديه البيضاء التي امتدت الى الكثير من المحتاجين والفقراء سواء كانوا من الرياضيين او غيرهم الزمن الجميل لمؤسس نادي الهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد –غفر الله له - هذه القامة الرياضة العملاقة التي قدمت تضحيات جسيمة وعطاءات بارزة و إسهامات خالدة حتى نهضت الرياضة في المنطقة الوسطى قبل نحو ستة عقود ونتناول جانبا من جوانب علاقاته الاجتماعية الرياضية إذ كان ( شيخ الرياضيين ) القاسم المشترك في تكريس مفهوم المودة وتعميق أواصر المحبة والألفة والترابط بين رؤساء الأمس الرياضي ف ابو مساعد حظي بتقدير متناهٍ من رائد الحركة الرياضية الأول الأمير عبدالله الفيصل ( رحمه الله ) الذي كان يقدر الرمز الهلالي الكبير لعدة اعتبارات يأتي في مقدمتها إسهاماته البارزة بإقامة مشروعه الرياضي في العاصمة -الرياض- وأمانته التي اشتهر بها شيخنا الراحل وغيرته على شباب وطنه فضلا عن محبة الجميع له وتقديرهم لمكانته وعطائه السخي للرياضة والرياضيين . ف ابو عبدالله الصايغ رئيس اهلي الرياض وعبدالله بن احمد رئيس شباب الرياض في حقبه الثمانينات الهجريه (رحمهما الله) وغيرهم من الرموز في المنطقه الوسطى وخارجها كانوا يقدرون دور وعطاء (ابو مساعد) ويعتبرونه قدوة لهم في تعاملاته وأخلاقياته ومواقفه المشرفة . لقد غرس رائد الحركة التأسيسية للرياضة في الوسطى قيم التواصل والمودة الصادقة بين الرموز الكبار في تلك الفترة وكانوا يتفقون على أن الرياضة ميدان لتهذيب النفوس وغرس القيم الأخلاقية العالية فعلاقة الرموز سواء بالمنطقة الوسطى اوغيرها مع عبدالرحمن بن سعيد كانت السمه البارزة في تلك الأيام الخوالي هكذا كانت رياضة المملكة في ذلك "الزمن الجميل" الذي لم يشهد صراعا وحربا إعلاميا وتجاوزات تتنافي مع قيم الدين والأخلاق هكذا كان نهج وفلسفة (شيخ الرياضيين) بعكس ما نشاهده في وقتنا الحاضر من مهاترات وتراشق لفضي وتجاوزات خطيرة بين بعض إداريي أندية اليوم . في المقابل جسد (أبو مساعد) أبلغ صور نكران الذات بتواضعه الجم وثقته الكبيرة بنفسه وإدارته الناجحة إذا لم يكن يحرص على (الترزز) في المناسبات البطولية ولم يكن يتقدم لاعبيه في المنصة لاستلام كأس البطولة وهو الرئيس والمؤسس والداعم الوحيد آنذاك بعكس ما نرى اليوم من بعض الرؤساء الذين يتسابقون الصعود الى درجات منصة التتويج بحثا عن الفلاشات والأضواء الإعلامية بل ان بعضهم يهدون السيارات الفارهة من أجل كيل المديح والثناء عليهم !! لقد كان "ابن سعيد" يتوارى عن الإعلام وبريقه السحري مفضلا العمل بصمت الى ان أقام مشروعه التاريخي المتمثل بتأسيس رياضة العاصمة وأيضا الانتصارات الذهبية الخالدة التي قاد "أبو مساعد"هلال الثمانينيات لتحقيقها منها على سبيل المثال والاستدلال كأس جلالة الملك لعام 1381 ه أمام الوحدة وكأس الملك 1384 ه أمام الإتحاد وكأس سمو ولي العهد في نفس الموسم أمام الوحدة وبحكم اهتماماتي التاريخية الرياضية شاهدت العديد من الصور النادرة التي تضم إداريي ونجوم "هلال الثمانينيات" وهم يحتفلون بانجازاتهم الذهبية من خلال صور تاريخية مع كؤوس تلك البطولات الثلاث .. وفي غمرة ذلك بحثت وخاب مسعاي حين لم أجد لقطة تذكارية واحدة للمرحوم عبدالرحمن بن سعيد مع كأس جلالة الملك او كأس سمو ولي العهد وذاك لأنه يؤمن "رحمه الله" بأن هذا الإنجاز ثمرة جهود مشتركة من جهة .. وتدل على نكران الذات و قيم التواضع والبساطة التي جبل عليها فقيدنا الغالي من جهة اخرى. هكذا كان "ابو مساعد" بعفويته وطيبته وسعة أفقه وكرمه وتفانيه .. شخصيات متعددة الجوانب في سلوك رجل واحد شكل شخصية استثنائية بالفعل ..قياديا ..واجتماعيا ..وإنسانيا .. وأخلاقيا .. وتربويا ..اتفق الجميع على محبته( رحمه الله ) وأخيرًا ليس آخرًا مهما تحدثنا عن هذة القامة العملاقة فلا نوفيه حقه ولا نستطيع رصد وتدوين وسرد اسهاماته الشمولية في الأعمال الإنسانية والعطاءات الاجتماعية والخدمات الرياضية فحظي بتكريم خالد من الوالد القائد الملك عبدالله بن عبدالعزيز (رعاة الله) الذي ثمن تضحيات وخدمات ابن سعيد عندما كرمه مع رؤساء" قلعة الكؤوس" في الاحتفالية الأهلاوية الكبرى 2009 وفي هذة اللفتة التقديرية الكريمة أنصاف وتجسيد وقيم وفائية لإسهامات رجالات الوطن الكبار الذين خلد التاريخ أسماؤهم بمداد الفخر والمرحوم عبدالرحمن بن سعيد واحدا منهم .
فهد بن عبدالرحمن بن سعيد