عرض مشاركة واحدة
قديم 18-06-2011, 02:18 PM   #1
تشرينْ !
وَدَقٌ تَشّرِيِنِيْ
 
الصورة الرمزية تشرينْ !
 
افتراضي أسقط إلى الأعلى .









أؤمن أن في صمتِ الكون المقفل
من يصغي لي *



- ماذا بكِ ؟
- أشعر أنيّ أسقط إلى الأعلى !

لا أُريد إخبارهم عن معنى السقوط إلى الأعلى ,لا رغبة ليّ في فتح بابِ الحديث معهم ,كيّ أرسم لهم لوحة
تنقل لهم حِكاية أنْ تصطدم بالسَماء ,أنْ تهوي من الأرض ,إلى الأعلى, وأن تشاهد تساقط خيباتك, و هزائمك الكبيرة ..
هذا يحدث بعد أن تكون مَلِلتَ من كلّ الأدوار العقيمة, مَلِلت كونكَ الإنسان, مَلِلت كونك الطيف, مَلِلت كونكَ الشرير,
لم تعد تفضّل كونك الشجرة, و الظِلّ, و العصافير, و الصورة بأكملها .
مَقيت هذا الكلاكيت ,مُحبط أنْ تنهض في كلّ صباح تقرر مرّة أُخرى أنْ تكون جزءًا من هذا العالم, ثمّ تستلقي في آخر اليوم
تندم أنّكَ اخترت هذا الخيار مجددًا .
لأنيّ ولدتُ على جناح طائر ,أسقطني في وطني ثمّ هاجر و نسيّ معه اسميّ الحقيقي , و عنواني .. و حقيقة من أكون,
لأنيّ اخترت أنْ أتعايش مع هذه الروح المجهولة ,التي لم أتعرف عليها بعد ,سيبدو دائمًا أنْ عينيّ تحدّق للجانب الذي
لا يحدّق إليه أحد ,أنتظر وميضًا على هيئة طائر ,يُخبرني من أنا ,و لِمَ أنا هُنا !
فقدتُ لغتي الأم ,فقدتُ صوتي ,باتت هذه الثرثرة سقيمة ,أتحدث ولا يفهمني أحد ,أثرثر كثيرًا و حينَ أنتهي أجد الجميع
انفضّوا من حولي بيدَ أنيّ كنتُ أحكي بِلغةٍ رمزيّة غير مفهومة ..
لم أعدّ صغيرًا ,اكتشفتُ هذا مُؤخرًا صُدفة ,أستطيع الآن أنْ أُسلّمني إليك ,أستطيع أنْ أُخفيّ الطِفل فيني ,وأظهر أمامك
بصورة أكبر ,أتجاوز دمعتيني ,و أتحدث بِملء عقلي ,أتحدث بملء معرفتي بهذا العالم أجمع ,أبتعد قليلاً عن مولان, و طرزان
لا أعترف لك أننيّ أقضي وقتًا أمام سبونج بوب ,لا أتحدث كعادتي عن آخر حلقة شاهدتها من كونان ..
أتقبّل النقد على أنّ تعصبيّ الرياضي يفقدني الكثير من الأشخاص الذيّن ظنّوا أني بجيحة ,أتقبّل الظلم و أنْ يرموني بما ليس فيّ
أبتسم و أتجاوب بِهدوء " هذا لم يحدث إطلاقًا, وأنا لم أُخطئ, و عليّ الذهاب الآن "
أُنهي حديثي بِنقطة, ذلك أنني أعلم أنيّ لن أجد وقتًا كيّ أُخرج من عزلتي و أكمل حديثًا كنتُ قد بدأته بِلا رغبة .

ما الذي حَدث في شُباط, كيف عبر بسرعة ,ماذا أخذ منيّ ,كان يُخبئ شيئًا خلف ظهره ,حينَ تراجع راحلاً مُبتسمًا ..
مُطمئنًا أنّه تركني بِخير ,مُبعثِرًا شيئًا فيني جعلني أصدّقه بِشدّة !
هذه محاولة فاشلة ,لا تحاول النظر إلى ما خلف حديثيّ, لا تحاول أنْ تفهم شيئًا منيّ ,أنت لن ترى إلا ما أدعيّه
لن ترى حقيقتي يومًا ,إنسان واحد بِحاجة لحبِّ أكبر من هذه المجرّة ,كيّ يرى صورتي كاملة .. ليس الجزء الرماديّ فقط .
أتسلل إلى قلبك بِخفّة , مثل ياسمينة مالت في الخريف ولم يشعر بها فلم تذبل ,أتسلل كيّ أنتزع عينيّ منك, كيّ أُنهيني فيك
أتسوّل منك مقطوعة ,وأنا أحتفظ بسيمفونيات عتيقة ,أتآكل مثل فزاعة يأكل الطير وجهها ,تختفي إحدى عينيها ,وتنظر للعالم
بِنصف روح ,و نِصف إكتراث , و قحط أمل .



كانت ذاكرتي تأكل وجه َ الطفل
كانت تقفز ُ بين الأغصان ،
تلتقط ُ زهرة
تُلقيها في بئر النسيان .. *

البابُ مقفل, أركله بِقدميّ وأسير ,أتناسى حكاية أننيّ أهرب من الأنثى فيّ بِلا فائدة ,أتجاهل كونيّ روحًا عاشقة
لا تجيدُ سرد حِكاية كاملة إلا عن أسطورةٍ في الحُبّ ,أختلق حِكاية عن حيوانات الغابة ,أصلّ إلى البومِ الحكيم
ثمّ أفشل في إتمام حدثٍ واحدٍ منها ,ويغضب منيّ أخيّ
لم يكُن هذا لؤمًا في عينيّ كانَ حُزنًا ..
مع ذلك أنا أتنفس ,ذلك كان أكثر ما يهمنيّ ,علِمتُ أنيّ لن أستمتع ,فقد كانوا هؤلاء الأحياء يعبرون بجانبي
يسألوني عن موتي !
الموت كان الحقيقة التي لم أعرف كيف أُجيب عليها ,لا أعرف طريقًا لأحكي عن تجربة الإنسان الميّت الحيّ !
" الحزين لا ينام ,يسهر ليجد الفرح * " عقليةٍ أعرفها جيدًا ,كانوا جميعهم يحلمونها ,أدركتُ أنها لن تفهم هذه الجملة
و ما الذي أقصده بها ;آثرتُ الصمت ,لعلّ صمتي هذه المرّة يكون إجابةً أوضح لأسئلتهم التي تتكرر كلّ مرّة بِصيغٍ أُخرى !


__ أنْ أموت في الليل, هذه الفكرة ليست سيئة ,في الليل يموت الضَوء ,وأنا كائن من هذه السُلالة .


التوقيع:
.


قلّ للغيابِ نقصتني; و أنا حضرتُ لِأُكملك *


تشرينْ ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس