عرض مشاركة واحدة
قديم 21-03-2011, 07:18 PM   #1
الجـابـري
قنــاص فعــال
 
الصورة الرمزية الجـابـري
 
قلب الثورة الأنثوية في وجه الديموكراسية الذكورية !

أحياناً يصيب المجتمع حالة تراخي وفتور تجعله غير مكترث بأنّ هناك
من يحاول تمرير الكثير من القناعات المستحدثة مستغلاً هذا الوضع على أحسن مايرام !
بهكذا طريقة حاولت مجموعة من الإناث ومناصريها من الرجال تعديل بعض
مفاهيم المجتمع الذكوري مستغلين حالة الإنصات الذكوري !


ولكن سرعان ما أفاق المجتمع الذكوري من غفوته وأكتشف أن لعبة الكراسي
قد بدأت وأن هناك تغير طفيف حدث في التركيبة الإجتماعية وهو ماجعله يوجه
على وجه السرعة بعقد اجتماع ذكوري طارئ لمناقشة الوضع الراهن
وإيقاف ما أسماه ب المهازل والخروقات والتجاوزات الأنثوية على الأعراف
والتقاليد الإجتماعية

هذا الاجتماع الذي حضره شيخ القبيلة ورئيس الهيئة ورئيس الحزب اليساري الذكوري
والجمعية الوطنية لحماية مدخرات الرجل التاريخية خرج ببيان رسمي :
يجشب ويستنكر هذه التجاوزات ويحذر في الوقت نفسه كل من يسول
لها تفكيرها المساس بحقوق الرجل أو الخروج عن طواعية وأعراف المجتمع
بأنّ مصطلحات الليبرالية والتغريبية والعلمانية والماركسية ستكون من نصيبها
وأننا في الوقت نفسه نؤكد على ضرورة التحلي
بالأخلاق الإجتماعية( السعودية ) مع الإحتفاظ بمكانها في البيت


الغريب جداً أن الثورة الأنثوية هذه وبالرغم من حالة التشفي والهيجان الذكوري
الغير مبرر إلا أنّها على الأقل استطاعت وضع بصمة لها في عالم كان ب الأمس ملكاً
للرجل وللمرأة الأجنبية ؛ هذه الثورة التي قادتها الأفكار والأقلام نتج عنها حالة من
الرضى الأصفر عند الذكورين بعد أن وجدوا أن سلطتهم بدأت ب الإنهيار من الداخل
خصوصاً وأن هناك الكثير من أعضاء الحزب اليساري الذكوري الحاكم قد تخلوا عن
عضويتهم وأسسوا جزباً جديداً أسموه الحزب الوطني الديمقراطي فقد تخلوا هذه المرة
عن مصطلح ( الذكوري ) التعصبي !



أحياناً المجتمع يرفض حدوث تغيير ما وعندما يكون في الأمر الواقع يحاول تلافي
هذا الإستشراء والتمادي بنوع من القيود الوهمية محتمياً بالدين ومستغلاً العادات
والتقاليد في حماية فكرته من أي محاولة لنقاشها بطريقة علمية مناسبة وهو ماجعله
يسلك مسلكاً آخر بعيداً عن لغة الحوار مع أي شيء له علاقة ب المرأة واصفاً
المتحدث ب الليبرالية تارة بالعلمانية والكفرية تارة أخرى !


أعرف جيداً أنّ هناك حدود شرعية لا يمكن للمرأة أو حتى الرجل تجاوزها
ولكن المشكلة التي نعانيها أننا نبقي المرأة على مسافة بعيدة من الحدود الشرعية
بينما نكون نحن الرجال بمحاذات هذه الحدود

مشكلة المجتمع أنه لم يثق بعد في المرأة ؛ وهذا واضح كثيراً في جل أحاديثنا عنها كيف لا
وفكرة أن المرأة ضعيفة عشعشت في رؤوسنا وفي رؤوس نسائنا أيضاً بعد أن تم حشو
عقولهن ب التخويف من الشارع والمجتمع وتصوير المرأة على أنها لقمة سائغة لا تمانع
في إلتهامها من قبل المفترس الرجل !

القضية أرى بأنها أزمة فقد ثقة من جانب الرجل في المرأة ؛ وتحجيم أكبر
من قبل المرأة لدور الرجل في الحياة !

هذه الثقة المفقودة من قبل الرجل جعلته هو من يقود المجتمع الأنثوي والذكوري
على حد سواء محتفظاً بكرسي القيادة الإجتماعية وهو أشبة ماتكون بـ الأنظمة
( الديموكراسية ) العريبة التي بدأت بـ الإندثار رويدأ رويداً !

نحن حقيقة الأمر بحاجه إلى إعادة صياغة وبلورة أفكارنا بطريقة حضارية وواقعية
بعيداً أي محاولة تهميش او تحقير أو إزدراء للطرف الآخر حتى نخرج على الأقل
من فوهة العراك الفكري بـ حل وسط يرضي كل الأطراف المتنازعة
( الرجل _ الانثى _ العادات والتقاليد ) !

في انتظار أرائكم ونقاشاتكم بعيداً عن لعنة الردود المستهلكة
فقط أحتاج إلى أراء تناقش الفكرة !
في انتظاركم
محمد الجابري

التوقيع:
الجـابـري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس