عرض مشاركة واحدة
قديم 17-04-2010, 09:07 PM   #6
تشرينْ !
وَدَقٌ تَشّرِيِنِيْ
 
الصورة الرمزية تشرينْ !
 
افتراضي رد: منت ملكيّ, يا إبتسامة دنيتي *



-4-


هم لا يعلمون .
و مع ذلكَ يُؤذنني بحديثهم, يجعلون في قلبيّ جُرحًا غائرًا من أسئلتهم الفارِغة, و اعلم أنيّ بريئة مِنْ كلّ نُقطة سوادٍ نُسبت إليّ بسببك,
بريئة مِنْ كلّ كلمةٍ وجهّت إليّ دونما إلمامٍ تامّ بكل فُصول الحِكاية, وحدهُ الله يعلم كيف أحببتُكَ بِطُهر العالم, وحدهُ الله يعلم
كيف كنتُ أجعل الطريق بيني وبينكَ دُعاء مُبتلّ بِحفنةٍ مَطر, وحدهُ الله يعلم أنيّ مامنعني عنكَ عِرفٌ ولا تقليد ولا عادة, لكنيّ كنتُ
أمنع نفسي لأنّ الله بينَ عينيّ وفي قلبيّ و مِنْ حولي, كنتُ أطلبكَ عِوضًا على صبريّ, كنتُ أُريدكَ في الحياة الأبدية, أُريدكَ في الجنّة
أُريدكَ حيثُ لا يقف بيني وبينكَ ظرفٌ ولا بشر, لم يستوعبني أحد, ولم أُشغل نفسي بالتبرير لأحد, كنتُ واثقة بالله, مُتمسكة بثقتي بنفسي ثُمّ بك,
أتذكركَ تسألنيّ بلا صَوت " خبّريني : هل يدعونك وشأنك ؟
أيمكن أن تصمدي ؟ ماذا ستكون خطوتهم التالية ؟
ماذا تفعلين ؟ أهو ما ينبغي عمله ؟
فيم تفكرين ؟ أتفكرين فيّ ؟
" *
وحدكَ كنتَ تعلم جيدًا مَنْ أنا, و إلى أيّ مَدى يصلُّ عُمق تفكيري, و ماذا تُريد الطِفلة بداخلي, اُعذر طيشي و صِغر سنيّ
اعذر الحياة الصاخبة بداخلي, تلكَ الحياة التي حاولت مرارًا و تكرارًا الخروج و كنتُ أردعها
ولا تخفْ, أعرفُ جيدًا كيف يكون الإنتصار الصامت, أعرفُ كيف أجعلهم يرفعون راياتِهم دونَ أنْ أبتسم, أعرف كيف أعيش وحديّ دونَ أنْ أُهزَم
أنتَ تعرف جيدًا أنيّ " صرت خايف لاتجيني لحظة يذبل فيها قلبيّ " *, لكنيّ سأقف في كلّ مرّة أسقط
لنْ أهتم بِما أسمعه منهم, سأحمل إبتسامتكَ بداخليّ, سأقاوم الحياة بكَ,
يا صاحبيّ إنّكَ بريء, ودائمًا كنتُ أُخبرهم أنّكَ بريء مِنْ كُلِّ حُزنٍ طغى على وجهي, بريءٌ مِنْ كلّ شعورٍ دفعني, بريءُ مِنْ كلّ
وخزةِ ألم في جسدي, بريءٌ مِنْ نبضيّ حينَ يتسارع فأفقِدُ أنفاسي وتخشى عليّ أُميّ, بريءٌ مِنْ أحلامي المُستحيلة, بريءٌ مِنْ أُمنياتي الصعبة
إنّكَ بريءٌ مِنْ الحنين الذي أدمع عينيّ في الطريق المُعبّد بين الرياض والقصيم, بريءٌ مِنْ تُعصبيّ الرياضيّ
قلبيّ هو المُذنب الوحيد, ولا عِقاب يا قلبيّ, أعلمُ أنيّ سأتلقى الكثير بسببكَ, سأُتهم بالكثير, ستصفعني كلماتهم, ستُؤذيني اتهاماتهم
لكنيّ الشامِخة بإنسانيتيّ, العظيمة بضميريّ, المُحاطة بهالةِ بريق مِنْ الصَمت, المَنفيّة في وطنٍ لا يحويّ سِواك
إنيّ يا أبعد الخلق عنيّ أعكسُ طِباعك, أعلم كيف أبقى مُضيئة رُغم شكوكهم, انيّ السحابة نفسها لم يمسسنيّ سَوء
سأبقى بِذاتِ البُعد عنكَ, بل سأمضي لمَدى أبعد, سأترُككَ تعيش حياتكَ كما يجب, سأتركُكَ لأجلهم, لأجلِ أنْ يُخلّدكَ التاريخ
أنتَ الساميّ في نقائِكَ, المُبتلّة رُوحكَ بِماءٍ يُشبهك, إنيّ أرى السَماء تحتمي في عينيكَ و تلتمع ألف نجمة كلّما ابتسمتْ
كُنّ بخير, لأجلهم أولاً ثمّ لأجليّ, كُنّ بخير .. و سأكون مُطمئنة, راضية بنصيبيّ, أدعو الله كلّ ليلة لي و لك .


منت ملكي يا ابتسامة دنيتي و أطهر ذنوبي
منت ملكي يا شروقي في متاهات الليالي
خايفه تصبح غروبي
خايفه لحظة وداعك
منت لي و أدري بضياعك
أدري و انسى و انت تنسى
لي متى و احنا مركب حبنا محتاج مرسى؟
لي متى نقسى علينا مثل ما هالعمر يقسى؟
منت ملكي لي متى أغمض عيوني؟
منت ملكي لي متى تسكت ظنوني ؟
لي متى أسرق دقايق شوفتك و أحيا عليها؟
لي متى تمد لي ايدك و أحلف ما أبيها
كاااااذبة بحلفي حبيبي غصب عني أعرف انك مو نصيبي
منت ملكي بس أحبك...لى متى يا شمس أحبك؟
منت ملكي بس أودك...لى متى يا كلي أودك؟
ما تمنيت أعشقك
صرت مـَاقدر أعتقك
صرت مـَاقدر أفقدك
آه يا أنقى ذنوبي اغفر إحساسٍ جمعنا
أغفر لي ضعفي ترانا مثل ماجينا رجعنا
قالها العالم بصوته منت ملكـــــــي
و الا انت ما تدري بشخص كل ليلة عند بابك واقف مكسور يبكي؟
منـــت ملكـــي قلت لك مليون مره



- النهاية -

التوقيع:
.


قلّ للغيابِ نقصتني; و أنا حضرتُ لِأُكملك *


تشرينْ ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس