عرض مشاركة واحدة
قديم 17-04-2010, 03:06 PM   #5
تشرينْ !
وَدَقٌ تَشّرِيِنِيْ
 
الصورة الرمزية تشرينْ !
 
افتراضي رد: منت ملكيّ, يا إبتسامة دنيتي *





-3-

لستَ ليّ .
هكذا شدّ المستحيل على يديّ و سارَ بيّ ما بين الحياة والموت, الضَوء البعيد الذي أراه منكَ ولا أستطيع وصوله يخنقني
يجعلنيّ أصرخ فيهم حينَ يذكرونكَ أمامي " أكرهه ", أوتظننيّ وأنا التي لم أكره أحدًا يومًا سأكره هوائي و وطنيّ, بعثرتني يا هذا
أصحبتُ أكتبُ و شيءٌ ثقيلُ يجثمُ على صدري, ماذا تعرف أنتَ عن الحِرمان ؟ ماذا تعرف عن الليل الطويل الذي لاينتهي
إلا بصباحٍ مُثقل بالأشياء التي نعملها ولا نُحبها ؟ ماذا تعرف عن مرارة العيش بِلا أمل ؟ ماذا تعرف عن العُزلة ؟
أدركتُ مُتأخرة أنّ البدايات لا تليق بيّ, وأنيّ الرُوح المُعلّقة في النهايات, الناسُ تتركنيّ تِباعا لا يأسفون عليّ, لأنيّ الخالية من الحياة
المُمتلئة بك, الخالية مِن كلّ الأشياء التي تهمهم, الفارغة إلا منك, لم أعلم أنّ الأمور ستؤول إلى أبعد مما تصورت, كُنتَ أُكذّب الوَهن
حتى أصابني منكّ ما أصابني, لا أسف على الحياة لكننيّ أأسف على عظمةِ حُبيّ, أأسفُ على انتظاري السنويّ, أأسف على الضحكاتِ المُضيئة بقدومك
أأسف على جدالي المُستمر مع أُميّ كيّ أنصُر طُهرك, أأسف عليّ !
أأسف على غضبيّ السريع تجاه إخوتي, و صُراخي في وجه أُختي حينَ تسألني عن أشياء كنّا نستمتع بها " غبية انتي مااااا تفهمين !! "
أصبحتُ أفقد أعصابي بسرعة, حذّرني طبيبي مِنْ انهيارٍ عصبيّ باتَ وشيكًا و أتذكرنيّ كيف بكيتُ و رجيتُ أُميّ أنْ لا تُخبر أحدًا
لأنيّ يا هذا أكره الشفقة كثيرًا, و ها أنت تجرّنيّ إليها, يعلمُ الله ما اعتبرتُكَ يومًا خصميّ كما اعتبركَ كلّ مَنْ مرّ بحياتي
كنتُ معكَ ضدهم, كنتُ معكَ ضديّ, و هجرتُ العالم إليكَ, تركتُ كلّ شيءٍ أحببتُه , فعلتُ ما لمْ تفعله أم أولادك التي تلهى كثيرًا بحياتها الإجتماعية و تنسى وجودك,
أنا التي نسيتُ وجود العالم و ذكرتُكَ فقط, كتمتُ غيرتي ولم أستطع ابتلاعها إلا بدمعٍ قاسٍ حينَ رأيتُ ألفًا و مئتا أُنثى يشاركننيّ بك,
يشاركننيّ بكَ " مَظاهر " و هذا ما قتلنيّ, يتحدثنّ عنكَ كثيرًا, ينطقنّ بُحبكَ و هنّ لا يعلمنّ معنى أنْ يُحبكَ قلبٌ وينسى نفسه
تشرّب خديّ دمعاتي المقهورة وأنا أُردد بيني وبينَ نفسي " أنا الأحقّ به , أنا أنا أنا ", أدفنُ نفسي في غُرفتي المُمتلئة بذكرياتك,
وأعلمُ أنيّ لنْ يُشفي غليل غيرتي صورٌ أحتفظ بها في هاتفيّ المحمول, ولا قُصاصاتُ جرائد دسستُها بينَ صفحاتِ كُتبيّ المُبعثرة
أهلكتني و استنزفتْ كلّ مشاعري دونَما فائدة, ما كنتُ يومًا معك ولنْ أكون يومًا مع غيرك, ألا يُؤلمكَ هذا ؟, قتلتني و لازلتُ أتنفس,
و أعلم أنيّ في كلّ مرّة يُسقطونكَ سهوًا في أحاديثهم سأموتُ ألف مرّة, أخبرنيّ كيف أُداري دمعةً ستهربُ منيّ كلّما عبر اسمكَ أماميّ ؟
كيف أُداري انهيارًا تامَّا حينَ تعبر أنتَ بكامل ملامحكِ التي حفظتُها أماميّ ؟ هذا كثيرٌ عليّ, و تعلم أنتَ أنّه كثير ولازلتُ أذكركَ تُخبرنيّ : " ستبكين في كلّ مرة تسمعين اسمي ! "
وأراكَ تأتيّ في كلّ مُناسبة بِكامل شرقيتكَ تجرحُ كلّ شبرٍ في روحيّ بعينيكَ و تمضي, افترقنا لا لِنموت لكنْ ليبقى حُبنا عظيمًا
علمتُ أنّكَ أحببتني, أو بمعنى آخر أدركتَ أنيّ الوحيدة التي تُيّمتْ بك بكاملِ إيجابياتكَ و عيوبك, علمِتَ أننيّ التي سارت خلفكَ
تُخفي عثراتكَ, و تُشتت زلاتكَ, تارّة كُنتُ خلفكَ أحمي ظهركَ, و تارّة أمامكَ أواجه المِدفع و الريّح يقّشع ملامحي
وتارّة بجانبكَ أشدّ مِنْ أزرِ حُجتكَ, كنتُ أقف مُدافعة حتى عنْ أفكاركَ التي لم تكُ ترضيني يومًا, كنتُ أعضّ إبهامي حتى يُدمي
حينَ أراكَ تضرب الحائط بِقهر, كنتُ أُلقي بالشتائم على كلّ شيءٍ يُسبب لكَ غضبًا صغيرًا يُنهيني
كنتُ و كنتُ و كنتُ .. ولا أعلم مَتى سأستمر في تحليقيّ حولكَ بِأجنحةٍ مُمزقة !




.. هُناكَ بقيّة ( مِنْ حُزني الفائض )



تشرينْ ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس