عرض مشاركة واحدة
قديم 16-04-2010, 08:10 PM   #1
تشرينْ !
وَدَقٌ تَشّرِيِنِيْ
 
الصورة الرمزية تشرينْ !
 
افتراضي منت ملكيّ, يا إبتسامة دنيتي *



-1-


أُريد أنْ أُمسكَ الضَوء بينَ كفيّا, ابتعدتُ كثيرًا كنتَ ألوذُ بخيبتي, أتجاهل نداءاتِ الأحداث و هي تلوّح ليّ " اُكتُبيني, اُكتبينيّ "
وما شئتُ أنْ أكتبُ شيئًا, لأنّ كلّ ما حدَث لي بسببك كانَ أكبر مِنْ أنْ يُكتب, خِفتُ أنْ أكتبُ كلماتٍ لاتصفّ عظمة هذا الإنقلاب,
خِفتُ أنْ تتشوّه نُدرة حِكايتي معكَ بأحرفٍ مُكررة عقيمة لا تُزيل حُزنًا ولا تُنجب فرحًا
آثرتُ الصمت, والآن صمتي يُملي عليّ رسائليّ و أكتب ..
كنتُ مُتعبة إلى الحدِّ الذي يجعلني أفتحَ صنبور الماء و أُدخل رأسيّ رغبةً أنْ تُخرج كلّ هذه الخُردة من عقليّ الصغير
رغبةً أنْ تجتمع هذه الطُرق المُتشعبة لتُشكّل طريقًا واحدًا بائسًا أو سعيدًا لا يهمّ, المهم أنْ أستقر .
أتيتُ بكلّ الذكريات التي قد تملكُ القدرة على إسعاديّ ولو قليلاً, وعدتُ نفسي كلّ صباح أنْ أجعل يومي هذا ملوّنا
ضاحكًا, بأصوات مرتفعة, و أحاديث عن كلّ الأشياء حتى التافهة
أردتُ لإتساعكَ بيّ أنْ يضيق, أردتُ التُحرر منكَ ليومٍ واحدٍ يمدُّني بِطاقة كيّ لا أسقط
مضيتُ أجريّ, تاركةً ورائي قصّة كاذبة كانتْ تُعنّوِنّ كلّ صفحةٍ فيها بأنيّ " لستُ في قلبكَ " ولا أعنيك
أردتُ لهذا السُخف أنْ ينتهي, حتى لو انتهى معه إحساسيّ, أردتُ لحياتي التيّ سخرّتُها لك أنْ تلتفت إليّ مرّة فأنا الأحقُّ بِها
كانت كومة المآسي تتبعني, حتى حينَ رحلتُ إليك, كانت تتعلق بِعُنقي
تجاهلتُ كلّ الأحلام التي تُشير إليك, ودّعتُ كل الأُمنيات التي تنتظركَ, آثرتُ التخلّص منكَ على البقاء المعطوب, البقاء الوهميّ
الذي كانَ يقودني إلى المرضِ دونَ شُعور, حكوا كثيرًا عنيّ, شخصّوا حالتي بالغُموض و أحالوني إلى الطبّ النفسيّ
ولم يعلموا لو لمرّة أنيّ كنتُ مريضة بك, مريضة بالأيام التي ترتعش و تسقط بيننا فَتفصلنا كثيرًا, مريضة بضميريّ الحيّ
الذي يصرخُ فيني أنّكَ لها و ليسَ لي الحقّ بأيّ جُزءٍ فيك, مريضة بإنسانيتي التي تبكي وتأتيني بأولادك أمام عينيّ
كلّما طغت أنانية حُبيّ لك, مريضة ولم أعرف بعدُ ماذا أُريد كيّ أُخبرهم .. فيحلِّوا عنيّ .




.. هُناكَ بقيّة



التوقيع:
.


قلّ للغيابِ نقصتني; و أنا حضرتُ لِأُكملك *


تشرينْ ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس