عرض مشاركة واحدة
قديم 29-05-2008, 05:52 AM   #2
سمــاء
قنــاص تقنــي
 
الصورة الرمزية سمــاء
 
افتراضي رد: إنّـي المشنُوقُ أعـلاهُ .... - أحمــد مطـــر ..

سَاخِطٌ هُوَ !

مُنْذٌ أَنْ تَرَاقصَت بسَاطَة تعَابيرِه عَلى مَسْمَعِي

وكمَا يًقَال ..

الأذْنُ تَعشَقٌ قَبْلَ العَينِ أَحْيَانَا !

مِنْ بِلادْ الرّافِدَين

يَحمِلُ هَوجَاء إلْتِقَاء النّهرِينْ

وَ هَمَجِيّة حَرْفِ ..
وَمجَزَرَةَ احْتِدَام الطّائِفَتيْن !

..

كَمَا لَمْ يٌفْعَلْ بأَحَدٍ مِن قَبْل
وكمَا لا يَلِيق إلا بِه
يَطِيب لِي بتَسْمِتٍه " المَنْفِي "
شَاعِرُ وَأدِيبًُ وصَاحِب قَضِيّةٍ
..













- لِـ وَهْلَة مَعَه:

بَتَرَ الْوَالِيْ لِسَانِي !
عِنْدَمَا غَنّيْتٌ شِعْرِي
دَونَ أَن أَطْلٌبَ تَرخِيصَاً بتَرْدِيد الأغَانِي
بَتَر الوَالِي يَدِي
لَمّا رَآنِي فِي كتَابَاتِي أَرْسَلتُ أَغَانِيّ إلَى كلّ مكَانْ
وَضَعَ الوَالِي عَلَى رِجْلِي قَيْدَاً
إذْ رَآنِي بيْنَ كلّ النّاسِ أمْشِي دونَ " كَفّي " وَلسَانِي"
صَامِتَاً أَشْكُو هَوَانِي
أَمَرَ الوَالِي بِإِعْدَامِي
عِنْدمَا لَمْ أصَفّق عِنْدمَا مرّ
وَلَم أهتِف !
ولَم أَبْرَح مكَانِي !








..

أَحمَـد

كَالمَطِر كَان غَزْيرَاً

أَلقَى بحبّاتْ ألْمَاسِه عَلى مِظلّة حمرَاءَ حَائِرَة

تَتَخَبّط تَحتَ عَظِيْم شِعرَه

وَ جَمِيل فِكرَه

وفصَاحِة لسَانِه
فَتَخْتَبِئ تَحتَ مَاقَد يَسَمّى ‘وَطَنَاً , أمّاً , بِلاداً مَغًصٌوبَة ..
ذٌلّ وانكِسَارَ
صَاحِبَ تِلكَ الفِكرَة البَعِيدَة !
..
وَقَد قَالوا:
إن كَان " أحمَد شَوقِي " أمِير الشّعرَاء .. فَإنّ " أحمَد مطَر " هوَ ملكهم !
















- قَلِيلٌ عَنه:

وٌلِد فِي مَطْلَع الخَمْسِينيّاتْ فِي قَرْيَة ‘ التّنُومَة ’ إحْدَى نَوَاحِي شَطّ العَرَبْ
وَعَاشَ فيهَا مرحلَة طفولته قَبل أَن تنتَقل أسْرَته.
- فِي سِنّ الرّابعَة عَشْرَة .. وُلِد الشّعْر .. ووَجَد مًتنَفّسَاً لَه بَيْن يَدَيّ ‘ أَحْمَد الفَتَى
انْطَوَت قصَائِده الأولَى تَحْتَ ظلّ ‘ الغَزَلْ والرّومَانسيّة
لَكنْ .. سرعَان مَاتكشّفت لَه خفَاياَ الصّرَاع الأزَليّ بَين السّلطَة والشّعبْ
فَأَلقى بنفسه فِي مرحلَة مبكّرة من عمرِه فِي دَائرة النّار , حَيث لَم تطَاوعْه نَفسه عَلى الصّمت
وَلا عَلَى ارْتدَاء ثِيَاب العُرْس فِي المَأتَم , فَدخَل المعتَرَك السّيَاسي مِن خلال مشَاركَاته فِي الإحتفَالات العَامّه
بإلقَاء قصَائده مِن عَلى المنصّة , وكَانت هَذه القصَائد فِي بدَايَاتها طَويلَة قَد تصل إلى المئَة بيَت
مَشحونة بالتّحريضْ وتَتمحوَر حول موقف الموَاطن من سلطَة لاتَتركه ليَعيش !
- ولَم يكن لَمثل هّذا الشّخص .. أَنْ يَترَك سَدَى , فَاضطّر ‘آسِفَاً’إلَى تَرك أَرضِ رَبَى فيهَا وسمَاءٍ خَلِق بَين يَديهَا
متوَجهَا إلى ‘ الكوَيت ’ هَاربَاُ من مطَاردَة السّلطَة.



- وَقَليل مِنه:


* قِلّة أدَبْ
قَرَأتُ فِي القرآن: " تَبّت يدَا أبِي لَهَبْ "
فَاَعلَنَت وَسَائِل الإذْعَانْ !
" إْنّ السّكوتَ مِن ذَهَبْ "
أحْبَبتٌ فَقْرِي .. لَمْ أَزَلْ أتلُو " وَتَبْ "
" مَاأغنَى عَنْه مَاله ومَاكَسَبْ "
فَـ صٌودِرَت حنْجرتِي بجَرْم " قِلّة الأدَبْ "
وصُودِر القرآن !!
لأَنّه حَرّضنِي عَلَى الشّغَب.



* انْحنَاء السّمبلَة
أنَا من ترَاب ومَاء
خُذوا حذْرَكم أيّهَا السّابِلَة
خَطَأكم عَلَى جثّتِي نَازلَة
وَصَمتِي سَخَاء
لأَنّ الترَاب صَميم البَقَاء
وَان الخطَى زَائلة
ولَكن إذَا مَاحبستم بصَدرِي الهوَاء
سَلوا الأرضَ عَن مَبدأ الزلزَلة
سَلوا عَن جنونِي ضَمير الشّتَاء
أَنَا الغَيمَة المثقَلَة
إذَا أجهشت بالبكَاء
فَإن الصّوَاعق فِي دمعهَا مرسلَة
أجل إننّي أنحنِي فَاشهدوا ذلّتي البَاسلة
فَلا تَنحنِي الشّمس إلا لتَبلغ قَلب السّمَاء
وَلا تَنحنِي السّمبلة
إذَا لَم تكن مثْقَلة
وَلكنها سَاعة الانحنَاء
توَاري بذور البَقاء
فَتخفِي برَحم الثّرى ‘ ثَورة مقبلَة
أَجل إننّي أنحنِي تَحت سَيف العنَاء
ولَكن صَمتِي هو الجَلجلَة
وذلّ انحنَائِي هوَ الكبريَاء
لأنّي أبَالغ في الانحنَاء
لَكَي أزرَع القنبلَة !



..


تَأتِي قصَائِدَة كـ دِفْء الصّندَل القَانِي

تَارّة !

وتَارّة كـ برودَةِ مَعدَنِ يَبْرق عَلى نَحْرِ صَبيّةِ ‘ فَاتنَة

عَادَةً .. لا أًغرَم بمَا قَد يقَالْ مِن ‘ شَعرْ

" أَحمَد مَطَر " .. كَانَ الأسْبَقْ !

بمَا قَاله ..
وَقدْ قَال:

( جَسَّ الطبيبُ خافقي
وقالَ لي: هَلْ ها هُنا الأَلم ْ؟
قلتُ له: نَعَمْ
فَشَقَّ بالمِشرَطِ جيبَ مِعْطفي
وأخْرجَ القَلَمْ!
هَزَّ الطبيبُ رأسَهُ.. وَمالَ وابتَسَمْ
وَقالَ لي: ليسَ سِوى قَلَمْ
فَقلتُ: لا يا سيّدي
هذا يَدٌ.. وَفمْ
رَصاصةٌ.. وَدَمْ
وَتُهمَةٌ سافِرَةٌ.. تَمشي بلا قَدَمْ )

.................... وَمَازَال يُطْربنَي !





سمــاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس