عرض مشاركة واحدة
قديم 05-03-2008, 03:32 AM   #9
وردة الهلال
قلم المجلس النشيط
 
الصورة الرمزية وردة الهلال
 
افتراضي رد: إن من البياان لسحراا ..!!



أخرج أبو داود وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : ((إن من البيان لسحراً ، وإن من الشعر لحكمة)) ..

ولطالما قلَّبْتُ الطرف في مدلول السحر في البيان .. وتعجبت من ذلك أشد العجب ..

سبحان الله !! عندما تجد الكلام الحسن يأسرك ويأخذك ..بل لربما جعلك تستحسن القبيح وتستقبح الحسن !!
نعم .. إنه سحر البيان ...
قال أحدهم :
إنْ شئتَ قلتَ مِجاجُ النَّحلِ تَمْدَحُهُ ---------------وإنْ تَشأ قلتَ : ذا قَيء الزَّنابيرِ
مدحاً وذماً وما جاوزتَ وصفَهُما ----------------- والقولُ قد يعتريه سوءُ تقديرِ

نعم .. سحر البيان .. يجعلك تقف على اللفظ فتتعجب من معناه ومدلولاته !!

وسأقف معكم بإذن الله تعالى على معنيين ..
سأذكر الأول ، وأحيل الآخر إلى صدى قادم ...

أسألكم : ما تقولن في العور ؟
إن فقد العين مصيبة بلا شك ، لكنها داخلة في دائرة ما يقبح به الإنسان شكلاً ، ولو طفق أحدنا يعدد محاسن العور فلن يستطيع ؛ لأننا نعلم بالمشاهدة والطبع والحسن أن العور صفة نقص ...

ولكن انظروا حينما يصور الشاعر الأمر من زاوية أخرى .. يقول أحدهم :
ما ضرَّ من أهواه عينٌ أصبحتْ ----------مقلوعةً لمحاسنٍ متزايدة
لولا ازداء العالمين بأسرهم ---------------ما ظلَّ ينظرهم بعين واحدة !!

نعم .. يقول : بأنه لما فاق حسنُه وظهر جماله على غيره ، ما ضره أن يكون أعور !! ، ولأجل ما كَمُلَ من أوصافه ازدرى الناس واستحقرهم فكان ينظرهم بعين واحدة ؛ لكماله عليهم لا لنقص فيه ...

إنه سحر البيان ، ومن الشعراء غاوون .. نعوذ بالله من الغاوين ..


___________________


حكي أن بعض الملوك طلع يوما إلى قصره يتفرج فلاحت منه التفاتة فرأى امرأة - على سطح دار إلى جانب قصره - لم ير الراؤون أحسن منها، فالتفت إلى بعض جواريه فقال لها: لمن هذه؟ فقالت: يا مولاي، هذه زوجة غلامك فيروز. فنزل الملك وقد خامره حبها وشغف بها، فاستدعى فيروز وقال له: خذ هذا الكتاب وامض به إلى البلد الفلانية، وائتني بالجواب. فأخذ فيروز الكتاب وتوجه إلى منزله، فوضع الكتاب تحت رأسه.

فلما أصبح ودع أهله وسار طالبا لحاجة الملك، ولم يعلم بما قد دبره الملك.

ثم إنه لما توجه فيروز قام الملك مسرعا وتوجه مختفيا. إلى دار فيروز، فقرع الباب قرعا خفيفا، قالت امرأة فيروز: من بالباب؟ قال: أنا الملك سيد زوجك. ففتحت له فدخل وجلس، فقالت له: أرى مولانا اليوم عندنا. فقال: جئت زائرا. فقالت: أعوذ بالله من هذه الزيارة، وما أظن فيها خيرا. فقال لها: ويحك! إنني أنا الملك سيد زوجك وما أظنك عرفتني. فقالت: يا مولاي، لقد علمت أنك الملك ولكن سبقتك الأوائل في قولهم:

سأترك ماءكم من غير ورد

وذاك لكثرة الوراد فيه

إذا سقط الذباب على طعام

رفعت يدي ونفسي تشتهيه

وتجتنب الأسود ورود ماء

إذا كان الكلاب ولغن فيه

ويرتجع الكريم خميصَ بطن

ولا يرضى مساهمة السفيه


وما أحسن يا مولاي قول الشاعر:

قل للذي شفه الغرام بنا

وصاحب الغدر غير مصحوب

والله لا قال قائل أبدا

قد أكل الليث فضلة الذيب

ثم قالت: أيها الملك، تأتي إلى موضع منه شرب كلبك تشرب منه.

فاستحيا الملك من كلامها وخرج وتركها، فنسي نعله في الدار. هذا ما كان من الملك.

وأما فيروز فإنه لما خرج وسار تفقد الكتاب فلم يجده معه فتذكر أنه نسيه تحت فراشه، فرجع إلى داره، فوافق وصوله عقب خروج الملك من داره، فوجد نعل الملك في الدار، فطاش عقله وعلم أن الملك لم يرسله في هذه السفرة إلا لأمر يفعله. فسكت ولم يبد كلاما، وأخذ الكتاب وسار إلى حاجة الملك فقضاها. ثم عاد إليه فأنعم عليه بمائة دينار. فمضى فيروز إلى زوجته فسلم عليها وقال لها: قومي إلى زيارة بيت أبيك.

قالت: وما ذاك؟ قال: إن الملك أنعم علينا وأريد أن تظهري لأهلك ذلك. قالت حبا وكرامة، ثم قامت من ساعتها إلى بيت أبيها، ففرحوا بها وبما جاءت به معها. فأقامت عند أهلها عدة أشهر، فلم يذكرها زوجها ولا ألم بها. فأتى إليه أخوها وقال له: يا فيروز، إما أن تخبرنا بسبب غضبك وإما أن تحاكمنا إلى الملك. فقال: إن شئتم الحكم فافعلوا، فما تركت لها علي حقا. فطلبوه إلى الحكم، فأتى معهم، وكان القاضي إذ ذاك عند الملك جالسا إلى جانبه. فقال أخو الصبية:

أيد الله مولانا قاضي القضاة، إني أجّرت هذا الغلام بستانا سالم الحيطان ببئر ماء معين عامرة وأشجار مثمرة، فأكل ثمره وهدم حيطانه وأخرب بئره. فالتفت القاضي إلى فيروز وقال له: ما تقول يا غلام؟ فقال فيروز: أيها القاضي، قد استلمت هذا البستان وسلمته إليه أحسن ما كان. فقال القاضي: هل سلم إليك البستان كما كان؟ قال: نعم، ولكن أريد منه السبب لرده. قال القاضي: ما قولك؟ قال: والله يا مولاي ما رددت البستان كراهية فيه، وإنما جئت يوما من الأيام فوجدت فيه أثر الأسد فخفت أن يغتالني، فحرّمت دخول البستان إكراما للأسد. وكان الملك متكئا فاستوى جالسا وقال: يا فيروز، ارجع إلى بستانك آمنا مطمئنا، فوالله إن الأسد دخل البستان ولم يؤثر فيه أثرا ولا التمس منه ورقا ولا ثمرا ولا شيئا ولم يلبث فيه غير لحظة يسيرة وخرج من غير بأس، والله ما رأيت مثل بستانك ولا أشد احترازا من حيطانه على شجره. فرجع فيروز إلى داره ورد زوجته ولم يعلم القاضي ولا غيره بشيء من ذلك.


تحسون القاضي مثل الأطرش بالزفه؟

___________

المتبجح بكونه حسوداً
اجتمع ثلاثه رجال فقال احدهم لصاحبه ما بلغ من حسدك

قال ما اشتهيت ان افعل بأحد خيراً قط
فقال الثاني انك رجل صالح أنا مااشتهيت ان يفعل لاحد خيراً قط.
فقال الثالث مافي بالارض افضل منكما انا مااشتهيت ان يفعل بي احدا خيرا قط.

مالها دخل بس اعجبتني

_______________


أكتـفي بهذا القـدر.. والعذر والسموحه

التوقيع:
_ŴάrĎάн


وردة الهلال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس