من أوعز لأخصائي العلاج الطبيعي بإنهاء التمياط ؟

إمـرأة عـجـوز تـشـخـص الأسـبـاب لـلـدكـتـور الـسـويـدي

كيف هرب الزهراني .. والبكيري وحمدان من المدرجات ؟

عضو شرف بدأ المفاوضات مع ( رودا ) فهرب الرئيس !

طـرد زيـدان فـصـنـع أمـجـاد فـرنـسـا

هـل أخـذ نـواف أكـثـر مـمـا يـسـتـحـق ؟




حكاية كل إنجاز تبدأ بحلم .. وهذا الحلم يعتمد على الأمل ، والأمل يمكن له أن يصبح وهما حين يكون حلمك كبيرا ، وحين يكون من حولك لا يتجاهلون حلمك فقط ، بل ويهدمونه ، يبتعد الحلم عن الواقع ويقترب من الوهم .
هل يضير لاعب أن يحلم بأن يكون الأفضل على مستوى العالم ؟
وقبل الإجابة على هذا السؤال .. لماذا نسخر من أبنائنا حين تصبح أحلامهم كبيرة .. ولماذا يقال لهم : (يا أخي أحلم على قدك) ؟؟
وما هو حجمنا ، وهل هذا المثل هو من يجعل الآخر ينتصر علينا ويتفوق علينا .. أم الآخر (الغرب) في حقيقة الأمر أفضل منا ، وإن صدقنا هذا ، ألا يعني أننا عرقيون أو نازيون في حقيقة أمرنا .
هنا سألقي الضوء على حكاية نواف التي بدأت من الحلم ، وأظنها متجهة للوهم .. لماذا نواف التمياط ؟
ليس لأنه نواف ، بل لأنه نموذج للاعب كان يحلم بأن يكون الأفضل ، فوضعت له كل العراقيل بسبب إيمان البعض بالمثل ( يا أخي أحلم على قدك) .. وربما هناك نماذج أخرى في مجالات أخرى بالطب بالهندسة بالفلك بالفيزياء بالكيمياء ... إلخ ، أقول ربما لأني أعرف حكاية شخص أسمه (مسعر المسعر) قدم دراسة مشروع هو وخبير من الغرب يفوقه بالعمر والخبرة ما يقارب عشرين عاما ، وكانت الدراستين متطابقتين في حدود 95% ، ومع هذا يقال له (يا أخي أحلم على قدك ولن تصبح خبيرا) .


ولماذا نواف ؟


كتب (الزهراني) إن الإعلام يبالغ في تضخيم اللاعب ، وتبعه (البكيري) ليقول من هو نواف ليسلط عليه الضوء ، وكتب من يرى نفسه أنه ناقد يفقه في خفايا كرة القدم (علي حمدان) إن نواف لاعب عادي ، فيما كتب رئيس تحرير مجلة (فوتبول انتيرناشيونال) الهولندية (مارتجيك كرابندام) والذي ذهب من هولندا إلى بلجيكا ليلتقي بنواف التمياط : (إنه قمة في التواضع وشدني تركيزه في كافة النقاط ، عندما تحدثت معه .. أيقنت جدية هذا اللاعب .. إن كان لاعبو ريال مدريد يبهرون الجماهير داخل الملعب فإن زيدان آسيا يبهرك أيضا خارج الملعب ، ولولا إصابته في عام 2000م لكان في الدوري الأوربي منذ 3 سنوات) .. وكان قد شاهد شريط نواف التسويقي .
ويقول المدرب الهولندي (أي دي أديموس) وهو المسئول عن حضور رونالدو لهولندا : (عندما أتابع نواف من دكه الاحتياط أشعر بأنه يغرد كالطير داخل المجموعة ، ودائما ما يفاجئك بتمريرة لم تكن تتوقعها ، إن مكانه الطبيعي في أعتا الفرق الأوربية ، ولكن أفضل أن يبدأ من هولندا ، مع تقديري لفريق مثل رودا ، التمياط لاعب يملك كل المواصفات التي تأهله بأن يكون أحد لاعبي إجاكس ، فهو نحيل وسريع البديهة وتختزن قدرات فنية رفيعة يتمناها أي مدرب ، سأعود مع بداية الموسم للهلال مع علمي أن عقده مع النادي سينتهي خلال فترة الصيف وكلي أمل أن أراه في أول تمرين ، ولكن إن رحل فهو بفنه وقدراته ملك الجميع) .
هل علينا أن نصدق (الزهراني) عاشق للأهلي ، و(البكيري) مرافق البلوي في طيارته الخاصة ، و (علي حمدان) الذي يرى أن الجمال أزرق وأصفر ، أم رئيس التحرير الهولندي الذي لا يشجع الهلال والمدرب ذو السمعة الكبيرة في هولندا والذي رفض تدريب المنتخب الهولندي إلا بشروطه ، هو أيضا المدرب الذي أحضر رونالدو لهولندا ولم يبلغ عمر اللاعب 18 عاما ، وتنبأ له مستقبلا باهرا .
أحيانا حين يهرب البعض من المدرجات ليمارسوا التنظير حول الرياضة ، هم لا يزرعون التعصب فقط ، بل ويحطمون نماذج كان من المفترض أن نجعلها تتصدر ، ليحتذ بها من قبل النشء ، يشوهون نماذج كانت تنقل صورة مغايرة عن مجتمعنا الذي بدأ الكثير يتهمه بالإرهاب ، ولكن هكذا هو الجهل والمثل يقتلان الأحلام ويرددان (يا أخي أحلم على قدك) .


نواف الإنسان


كان التعاون بين الرياضة والجمعيات الخيرة لا تتم إلا من خلال دعوات موجهة من قبل الجمعيات للنجوم ثم تختفي ، إلى أن جاء نواف التمياط ليعمل متطوعا في هذا المجال ، وليسخر نجوميته من أجل هذا العمل ، وكان يرى أن الرياضي لا بد أن يندمج في المجتمع ، وأن يقوم بدوره الذي لا ينتهي عند حدود الملعب ، فيما بعد تبعه نادي الهلال لهذه الفكرة وأصبح يعد وقتا للتعاون مع هذه الجمعية ، ثم آتى المنتخب ليتبع الركب ، وكانت هذه الخطوة تسجل له كأول لاعب سخر شهرته وأمكاناته لهذا العمل الإنساني .
عشاقه يرون ما يقوم به نواف عملا جبارا ، ويحولونه لأسطورة ، البعض الآخر يرى أن ما يقوم به نواف محاولة لتلميع الصورة .. فيما الأطفال المعاقون في الجمعية الخيرية بالرياض كتبوا الأولاد والبنات شهادة وكل منهم كتب بلون مختلف اسمه.. وكانت الشهادة عبارة عن تمنيات بالشفاء .. يقول نواف عن هذه الهدية : (جعلتني أعرف من هو المعاق الحقيقي، ليس المعاق من فقد إحدى حواسه أو شل.. المعاق هو من لا يستطيع أن يحب).
وبين العاشق والغاضب والأطفال بدت الصورة متطرفة جدا ، وكاتب هذه السطور ألتقى باللاعب النموذج عدت لقاءت لمحاولة اكتشافه ، نواف نزق ككل مبدع ، عصبي أحيانا ، لديه حساسية من الإعلام والنقد كالمجتمع لدينا ، يتعلم بشكل سريع ، وأحلامه أنهكته كثيرا ، أحيانا يتحول لداعية في سفراته .. وفي كل الأحايين ينقل صورة جميلة عن المجتمع السعودي ، قد يلتبس الأمر على البعض بين الثقة والغرور ، فيتهمه .. بعبارة أوضح نواف اللاعب والمواطن والإنسان له عيوبه القليلة وإجابياته الكثيرة ، هو باختصار نموذج للاعب الذي نتمناه ، على الأقل إلى أن يأتِ نموذج أفضل منه للنشء .


بداية حلم


قبل إصابة نواف ، وفي آسيا 2000م كان نواف قد برز كنجم قادر على منافسة الجميع ودخل في تحد كبير بين لاعبين من اليابان وكوريا والصين كأفضل لاعب في آسيا لعام 2000م ، حقق الانتصار على منافسيه وكان الياباني (نانامي) انتقل لعدة أندية أوربية والكوري (دونغ لي) يلعب في ألمانيا ، اللذان حلا خلف نواف قد ذهبا ليحترفا في أوربا ، فيما عاد نواف ليكمل مشواره .
في نصف نهائي كأس ولي العهد ، سقط نواف على أرض الملعب وقد قطع الرباط الصليبي في ركبته ، اتهم محمد نور في إصابته ، واتهم الملعب أيضا .. وكان يمكن أن تطال التهمة الجمهور فكل شيء يحتمل في الرياضة لدينا ، لكن أحدا لم ينتبه أن لاعبي المنتخب لم يجدوا راحة ليلتقطوا أنفاسهم منذ 3 سنوات .
يخرجوا من النادي ليدخلوا للمنتخب ومن المنتخب للنادي ، وهكذا إلى أن سقط المحارب نواف منهكا بسبب سوء التنظيم لدينا ، هذا التنظيم الذي أكل لاعبي المنتخب الواحد تلو الآخر ، فبعده سقط طلال المشعل منهكا أيضا .
بدا حلم نواف قد انتهى أو هكذا ظن الكثير .


2001 نواف يعيد حلمه


آلية الاحتراف تطحن كل شيء ، وكل شيء لا يستمر واللاعب المحترف يمكن استخدامه ثم رميه مثل أي منتج آخر من منتجات مجتمع الاستهلاك ، لفظه النادي فتبرع عضو شرف بتكاليف العملية .. بدا نواف وحيدا في السويد ، المدهش أنه حين كان تحت مشرط الطبيب داخل غرفة العمليات ، كانوا ينادون على اسمه في شرق الأرض أنه أفضل لاعب لآسيا .. فيما بعد قال طبيبه : إن وقت العملية المتزامن مع ما حقق من إنجاز الوقت الأمثل لرفع معنويات المريض .. أنه محظوظ) .
الماديون يحيلون الأمور لأشياء ملموسة ، وحين لا يجدون تفسيرا يقولون محظوظ ، فيما العجوز التي تمنى عمر بن الخطاب رضي الله عنه إيمانها تقول : (ما في شي يضيع عند الله) .
انتقل نواف إلى فرنسا ليتابع تأهيله ، وكانت إدارة الهلال من بعيد تتابع ما يحدث ولم يتحدثوا عن تجديد العقد ، كان نواف يرى أن هذا الأمر من حقهم ليتأكدوا ، كان يقولها وفي فمه غصة ، ولم يكن يلام ، ولا حتى إدارة النادي فهي تريد حفظ حقوقها .
فيما بعد عاد نواف من فرنسا ومعه عقدين ، عقد من نادي (باريس سان جرمان) بمليوني دولار ، وعقد من نادي (لونز) الفرنسي وبنفس القيمة .. فوقع النادي معه بمليون دولار .
تم تقطيرها عليه على ثلاث دفعات ، أخرها قبل مباراة الهلال مع الاتحاد في دور الأربعة الموسم الماضي أي قبل نهاية عقده بأشهر .


عقد رودا وموت أمل


قبل كأس العالم أرسل نادي رودا فاكسا يخاطب به نادي الهلال ، قدم عرضا مغريا بالنسبة للاعب آسيوي أو أفريقي سيحط رحاله في أوربا أو عند بوابة الشهرة العالمية (أندية هولندا) التي تعيش على استقدام اللاعبين ثم بيعهم بأسعار تتراوح بين 12 إلى 15 مليون دولار .
وكان مع العقد عرض مغري للنادي أيضا ، وهو في حال بيع اللاعب لأي نادي من حق نادي الهلال أن يحصل على 25% من العقد ، رد نادي الهلال بأنه لا مانع في التفاوض .. كذلك مرتب شهري للاعب نواف التمياط حوالي 90 ألف دولار .
وصل وفد رودا الهولندي المكون من المدير الفني (فن فروش) ، المدير المالي (ميشيلز) ، مدير العقود (فيرديكر) ، مراسل جريدة (التليغراف) الهولندية ، مراسل جريدة (لينبورد) .. وكان في استقابلهم بالمطار سائق عضو مجلس الإدارة فقط .
طلب رئيس النادي الأمير سعود بن تركي ، من عضو الشرف ورئيس النادي الحال الأمير عبدالله بن مساعد أن يتفاوض مع الوفد ، لكنه تركهم ورحل ولم يعرف أحد مع من يتفاوض .
رحل الوفد الذي حضر ، والذي جاء لمقر "الرياضية" وحاولنا تصوير (فانيلة) شعار الفريق التي سيرتديها نواف في المؤتمر الصحفي بعد توقيع العقد .
فيما بعد رد نادي الهلال ، واشترط 4 ملايين دولار .. وهذا الأمر يثير الدهشة .
الأندية الأوربية ترى أن مجرد الرد على الخطاب والموافقة على التفاوض أن المسألة لن تتعدى سوى تحديد تاريخ بداية العقد ، وربما يكون هناك إضافة مائة ألف دولار قد تصل إلى خمسمائة ألف إن أصر النادي ، لكن إدارة الهلال في ذاك الوقت لا تعرف من الاحتراف كمفهوم أي شيء .
يقول المدير المالي لنادي رودا : إننا قد بدأنا في تسويق اللاعب على أندية أوربا ، وأن اللاعب لن يبق أكثر من 6 أشهر ، لأن راتبه مكلف بالنسبة لنا كفريق ، وأن قيمة العقد كانت قرض من البنك .
ومات الأمل بأن يلعب نواف في أوربا ، وبدا حلمه مستحيلا .


نواف أخذ أكثر مما يستحق


بدأت تخرج في نهاية هذا الموسم مقارنات ما الذي استفاده النادي من التمياط ، بل هناك من أعلن أن نواف كلف النادي أكثر ولم يستفد منه .. وكان يغلق المشهد على لعبه للمباريات .. وأنه لا يستطيع اللعب ولم يشارك في الإنجازات .. وأمور كثيرة لا أحد يعرف كيف خرجت كل هذه المقارنات ، ولم يسأل أحد ، لماذا يجدد مع الثنيان فيما الثنيان منذ سنوات انتهى ولم يعد يفيد النادي .
قال أحدهم أننا حين نحسب الوقت الذي لعبه نواف سنجد أنه أغلى لاعب ، وأنه أخذ أكثر مما يستحق ، ولا أعرف كيف تم حساب هذا الأمر وكيف كلف النادي أكثر مما استفاد منه النادي .
وطالما الأمور المادية تهم الجميع ، دفع الهلال لنواف عقدا بقيمة مليون دولار ، وحقق نواف مع الهلال خلال هذا العقد بطولة كأس الكؤوس الآسيوية في قطر 2002م ، حقق كأس دوري خادم الحرمين الشريفين ، ولم يكن وقتها استلم باقي عقده الذي وقعه مع الهلال ، حقق كأس ولي العهد هذا الموسم .. بعد كأس العالم لعب مع الهلال نهائي كأس آسيا مع سامسنغ فيما جل لاعبي الهلال المشاركين مع المنتخب لم يشاركوا وكان السبب الإصابة .. فلماذا تم السؤال عن إصابة نواف فقط .. لا أحد يجيب ؟
هذا على مستوى البطولة .. على المستوى المادي جاء عقد للهلال من نادي رودا بما يقارب الخمسة ملايين دولار ، وإن أصدرت الإدارة بيانا تؤكد به أن العقد مليونين فقط ، فالبيان لم يتحدث عن النسبة 25% التي سيأخذها في حال بيعها ، وتجاهل التعقيب أن أندية هولندا تتعامل مع اللاعبين بهذه الطريقة تحضرهم ثم يتم تسويقهم إلى الأندية الكبيرة كما حدث لرونالدو على سبيل المثال .
هذا على المستوى المادي .. على المستوى الإنساني إن كان أحد يهتم بهذا ، قام بزيارة الجمعيات الخيرية 122 مرة خلال الثلاث سنوات ، ليس باسم نواف فقط ، بل باسم لاعب نادي الهلال كما كان ينشر في أخبار الصحف .


نواف وأزمة الأخلاص


في هذا الموسم بدأت الأمور مختلفة قليلا ، نواف سينتهي عقده ، والإصابة تعاوده من جديد ، والتصاريح غامضة ، وتثير بلبلة كبيرة ، خرج فرناندو في تصريح أشبه ما يكون بإعلان عن نهاية اللاعب نواف التمياط ، حين زعم أن لديه إصابة مزمنة وليس له أمل ، فيما بعد قيل إن الصحف كلها فهمت تصريح أخصائي العلاج الطبيعي بشكل خاطئ ، وأن الإصابة في الغضروف .. ووضع هذا التصريح سؤالا حادا .. من وراء هذا التصريح .. هل الإدارة أوعزت للإخصائي حتى لا يقترب أي نادي من اللاعب وتبدأ المساومة على لاعب لتجدد معه بشروطها هي .. أم أن أغلب الصحف التي نشرت الخبر المتطابق هي من فهمت تصريح (فرناندو) خطأ ؟
ترك السؤال معلقا لا أحد يجيب عليه ..
فيما بعد أعلنت الإدارة أنها تنتظر الكشف الطبي قبل أن تجدد العقد مع نواف ، لتحفظ حقوقها وهذا حق مشروع ، بعد ذلك خرج البيان من الهلال إن نواف لا يحتاج لعملية وإن التأهيل كان خاطئا .. وأكد الطبيب في بلجيكا أن نسبة عودة اللاعب بلا عملية تتجاوز 80% .
ثم بدأت التصاريح تخرج ، الهلال يجدد مع نواف بلميون .. ثم بلميون ونصف ، ثم بمليونين .. وكانت إدارة الهلال تكذب كل الأرقام .



مكالمة هاتفية مع رئيس الهلال


تذكرت أول خلاف حدث بين الأمير عبدالله بن مساعد وبيني حول مقالين أثارا حفيظة إدارة الهلال ، وأننا خلال النقاش أكد رئيس النادي ، أن الكاتب الغربي يروق له لأنه يقوم بواجبه كما يجب ، فهو يأخذ معلوماته من مصادرها ، حملت كل هذه الأسئلة وهاتفت الأمير عبدالله بن مساعد رئيس نادي الهلال ، لأستقي المعلومات من الأمير ، فأكتب مقالا يروق له .
سألته عن العقد ، وعما خرج من تصاريح ، وتكذيب .. وهل قدم الهلال عقدا ، وما هي قيمة العقد .. هل الهلال سيجدد مع اللاعب بشروط محددة ، وما هي الشروط .؟
كل هذه الأسئلة تمت معلقة بين الرياض وسويسرا .. وكل ما قاله الأمير عبدالله بن مساعد أنه يحب نواف وسيقف معه ، وأنه لو جاء عرضا لنواف من أي نادي أوربي سأوافق عليه ، وإن كان أقل بكثير من أي عقد سيقدم وقالها بصريح العبارة (لو دفع نادي أوربي مليون ، ودفع أي نادي سعودي أو خليجي أو عربي خمسة ملايين ، سأوافق على انتقاله لأوربا) .
فيما بعد استدرك ليؤكد إن قرار انتقال نواف التمياط ليس بيدي وحدي وأنه عليّ أن أستشير أعضاء الشرف ، لكني سأقف بقوة لأحاول أن ينتقل .
عن عقده وما الذي سيقدمه النادي ، لم يصرح بشيء ، ولا هو قدم معلومات ، ولا أنا سأصبح كاتبا غربيا أروق له ، ومع هذا عليّ أن أؤكد إن هذا الغموض في الأمر وتلك التصاريح التي تخرج وإن كانت غير صحيحة إلا أنها توسع الفجوة ، ولا تساعد على الحلول ، ولا المسألة مرتبطة بالاحتراف .


بعيدا عن نواف .. في اتجاه النموذج


إن أي مجتمع لا يمكن له العيش بلا نماذج لتكون قدوة للنشء في أي مجال ، كذلك لا يمكن للمجتمع أن يصنع نماذج من الوهم أو خيالية لأن النشء لن تصدق هذا .. واللاعب أي لاعب لا يمكن له أن يكون نموذجا وسفيرا لوطنه بدون أن يكون منضبطا ومثال لأن يحتذ به ..
هل كان نواف نموذجا .. هل عدم احترافه في الخارج جريمة في حق النشء ..؟
ومن خذل نواف .. هو أم نحن ؟
قبل أن نجيب لا بد من قصة الياباني (ناكاتا) لتساعدنا في الإجابة ولنعرف من خذل من ؟
عرض رئيس نادي (فروجيا) الإيطالي (الكسندرو داوقشي) على نادي اللاعب الياباني (ناكاتا) 400 ألف دولار مقابل انتقال اللاعب إلى ناديه .. لكن اللاعب انتقل في نهاية المطاف بمبلغ 6 ملايين دولار .. كيف اقنع اليابانيون الرئيس برفع هذا السعر ؟
الرئيس (الكسندرو) يؤكد أن رجل أعمال ياباني جاء لرفع سعر اللاعب ، وبحوزته تفويض لعمل إعلانات في ملعب النادي من شركة (متسيوبيشي) للصناعة الثقيلة ، وشركة (تويوتا) و شركة (توشيبا) بالإضافة إلى عقد تلفزيوني لنقل مباريات نادي (فروجيا) .. وكل هذا بقيمة 17 مليون دولا ، مقابل رفع قيمة اللاعب .. واتفقوا على 6 ملايين دولار .
اليابانيون يؤكدون أن زرع لاعب في ناد أوربي يستحق بذل جهد كبير ، فنجاح اللاعب يعني دعاية كبيرة وسمعه جيدة لليابان ، ناهيك عن وجود نموذج يحتذى به بالنسبة للناشئين ، وهكذا نطور الرياضة ، وفي نهاية الأمر نحن سنعلن عن منتجاتنا وسندفع المال من أجل الملصقات .. فلماذا لا نصنع شيئا للوطن ؟
(ناكاتا) نجح في الاختبار وذهب إلى نادي (روما) بعقد خيالي (25) مليون دولار ، وأصبح قدوة للنشء في اليابان .


وماذا بعد ؟


قد لا يروق للبعض الحديث عن نواف ، لأنهم يرونه في النهاية هلالي ، وأنا لم أكتب عن نواف كشخص ، بل عن النموذج .. لهذا سأبتعد عن نواف ، ولاقترب من زيدان ، هذا اللاعب الذي انتظر طويلا في مطار الجزائر ليشارك مع منتخب بلاده للشباب ، لكن أحدا لم يستقبله ولا أحد انتبه له ، ولم يكترث له أحد .
عاد زيدان لفرنسا ، ولعب لفرنسا وصنع أمجاده وأمجاد فرنسا .
بعد كل هذا أصبحنا نصرخ ، إنه عربي .. ولكن لم يسأل أي منا من خذل زيدان ، ولا من خذل نواف ولا من القادم الذي سنخذله .
هذا على مستوى الرياضة .. على المستويات الأخرى وفي العلوم الأخرى النماذج كثيرة ومحزنة .
يقول أحد الكتاب الهلاليين للأسف (نواف سرطان لابد أن نستأصله من الفريق) .. هكذا بوضوح وبلا مواربة قالها .
لم أقل شيئا .. ولكن أنتظر نموذجا آخر ستموت أحلامه وأماله وسأكتب عنه .. صديقي يقول : علينا أن نتقبل الوضع كما هو .. (فلا شيء تخبئه الأيام)

يـــابعــدهـــم يانــوافــ ;)

م ن ق و ل