الامن اللبناني يشدد الحراسة على موقع استجواب القادة الامنيين

ذكرت مصادر قضائية أن القادة الامنيين اللبنانيين السابقين الاربعة المعتقلين في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري خضعوا للاستجواب من قبل احد القضاة امس الجمعة. وكان القادة الامنيون الاربعة وهم العميد مصطفى حمدان رئيس الحرس الجمهوري واللواء الركن جميل السيد المدير العام السابق للامن العام واللواء علي الحاج المدير العام السابق لقوى الامن الداخلي والعميد ريمون عازار المدير السابق لمخابرات الجيش اللبناني اعتقلوا يوم الثلاثاء الماضي ومثلوا مع محاميهم أمام القاضي امس الجمعة. وقالت المصادر إن القادة الاربعة مثلوا أمام المحكمة العليا وهم مكبلون في بداية جلسة لاستجوابهم مع قاضي التحقيق إلياس عيد وجرى استجوابهم طوال اليوم.
وتم إبعاد الصحفيين من المنطقة التي جرى فيها استجواب القادة الاربعة وفرضت إجراءات أمن مشددة. وعقب الانتهاء من الاستجواب سيقوم القاضي بدراسة الادلة ويقرر ما إذا كان الاربعة ستوجه إليهم تهمة جنائية وإلى أي حد ستجرى محاكمتهم. وقادة المعتقلون هم حلفاء مقربون من الرئيس اللبناني المؤيد لسوريا أميل لحود. وقال ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال الحريري التابعة للامم المتحدة أمس الأول إن لحود غير مشتبه فيه وأن الرئيس تعهد بالبقاء في منصبه. ووصف المدعي العام الالماني عملية القبض على الاشخاص الاربعة بأنها خطوة هامة للغاية .
بات موقع رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود على المحك بعد ان اصبح القادة الامنيون المقربون منه مشتبها بهم في اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري، وهو ما يضع كذلك سوريا الداعمة للحود امام مأزق جدي وفق سياسيين ومحللين،وقال النائب الياس عطا الله من الاكثرية النيابية المعارضة للحود ولهيمنة سوريا على لبنان اذا خرجنا عن الشكليات الاجرائية فقد اصبح لحود في وضع ميؤوس منه .
واضاف : لن يتجرأ اي طرف لبناني على الدفاع عنه او مساندته حتى وان كان حليفه سابقا، فالمشتبه به جميعهم كانوا تحت امرته .
من ناحية اخرى يؤكد قائد حركة اليسار الديمقراطي ان الفرصة باتت سانحة لرسم ملامح مستقبل لبنان عبر مسار سياسي جديد . ويقول : على معارضي لحود البحث في الصيغة المؤاتية للوضع الجديد . اما النائب العماد ميشال عون، الذي كان يمانع المساس بموقع الرئاسة الاولى، فاتخذ موقفا اكثر تحفظا بدون ان ينفي الصعوبات التي يواجهها لحود.
ورأت صحيفة السفير ان الحملة الاستعراضية التي رافقت احتجاز المسؤولين الامنيين الاربعة كشفت شهية الفريق السياسي الخصم للحود الى تناوله هو قبل غيره ،واضافت بدأ هذا الفريق حملة سياسية واعلامية تستند الى وقائع معطيات التحقيق بغية توفير ادانة سياسية كاملة للحود والعمل على اطاحته وبالتحديد قبل الوصول الى المحاكمة . وكانت اول شظايا التطورات التي شهدتها بيروت الخميس قد اصابت فورا العلاقات بين رئاسة الجمهورية والحكومة وانعكست ردود فعل متناقضة على مطالب اللجنة الدولية.