أخبر الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» الاتحاد الأسترالي وبقية الاتحادات التي خسرت حق تنظيم كأس العالم ٢٠٢٢ أمام الاتحاد القطري، بنسيان الحصول على تعويضات مادية إذا ما تم تغيير موعد إقامة البطولة من شهري يونيه ويوليو إلى شهر نوفمبر من نفس العام بسبب درجات الحرارة المرتفعة في المنطقة العربية.

الاتحاد الأسترالي طالب تعويض يصل لـ ٤٣ مليون دولار أسترالي ما يعادل الـ ٢٥ مليون جنيه إسترليني في أول تفاعل منهم تجاه التصريحات التي أكد فيها رئيس الفيفا "جوزيف بلاتر" بأن هناك اجتماعات مع الأندية الأوروبية لترحيل المونديال إلى شهر نوفمبر من عام ٢٠٢٢.

وحصل الملف الأسترالي على صوت واحد فقط من اللجنة التنفيذية للفيفا قبل عامين رغم الجهد الذي بذله "فرانك لوي" في الأشراف عليه وتمويله من المال العام، ولهذا السبب قام بتقديم دعوة للهيئة الحاكمة للعبة للحصول على تعويض عادل ومنصف للملف الأسترالي بعد التأكد من اتجاه الفيفا نحو تغيير الموعد القانوني للبطولة من الصيف إلى الشتاء، فقد استثمرت أستراليا الملايين من أجل هيبة الوطن ولتقديم العطاءات للحدث الصيفي وفي النهاية تم منحه لدولة ستغيير من الموعد الأساسي للبطولة!.

متحدث باسم الفيفا قال أنه لا توجد أي فرصة لحصول أستراليا على تعويض مادي من الفيفا والأمر نفسه يخص مقدمي الملفات الخاسرة مثل "الولايات المتحدة الأميركية، اليابان وكوريا الجنوبية".

وقال أمين عام الاتحاد الدولي "جيروم فالكي" أثناء تواجده في بوينس آيرس الأسبوع الماضي لحضور اجتماع اللجنة الأولمبية لتحديد الفائز بحق تنظيم أولمبياد ٢٠٢٠ "لا لا لا لن يتم تعويض أي شخص خسر حق تنظيم كأس العالم ٢٠٢٢ أو أي اتحاد أو الرعاة المتضررين".

ومن المفهوم أن القناة التلفزيونية الأميركية الشهيرة "فوكس" ستنفق حوالي ٦٣٠ مليون دولار لأخذ حقوق بث كأس العالم ٢٠٢٢، لكن المسؤولين عليها يشعرون بقلق كبير إزاء الآثار المترتبة على تغيير موعد البطولة إلى الشتاء من أجل تجنب درجات الحرارة الحارقة في الصيف والتي تصل في قطر لـ ٥٠ درجة مئوية، وهذا الاقتراح أثار كذلك رد فعل غاضب من الدوري الإنجليزي الممتاز وعدد كبير من الدوريات الكبرى في أوروبا.

ويقول المسؤول الاسترالي "لوي" في حديثه لجارديان "ما أخشاه هو أن الفيفا قد يزيد الوضع سوءاً بتغيير موعد المونديال فهذا القرار هام ومثير للجدل بالنسبة للأمم التي قدمت عطاءات كبيرة في ملفاتها لطلب تنظيم كأس العالم ٢٠٢٢ طبقاً لقواعد الفيفا الخاصة والتي تنص على إقامة البطولة بين شهري يونيه ويوليو، وتغيير التواريخ بمثابة تغيير لقواعد المسابقة، إذا حدث ذلك فينبغي دفع تعويضات لتلك الدول التي استثمرت ملايين كثيرة على حساب هيبة الوطن في تقديم العطاءات من أجل الحدث الصيفي".



وشدد لوي في حديثه "إذا قرر الفيفا نقل موعد البطولة إلى الشتاء في قطر، فينبغي وضع عملية شفافة لدراسة التأثير الذي سيطول جميع البطولات وطريقة تطويرها للاتفاق على تعويضات مناسبة للمتضررين".

من جانبه برر بلاتر موقف الفيفا بكلمات أثار بها غضب الاتحادات أكثر وأكثر حين قال "منافسو قطر على حق استضافة كأس العالم وقعوا على نفس الوثائق بالضبط كما فعلت قطر، وأؤكد أن الجدول الزمني لكأس العالم في شهري يونيه ويوليو لم يكونا إلا اتفاق من حيث المبدأ، ولا يوجد شيء يقول أنه يجب إقامة البطولة في تلك الأشهر، إنه ليس شرطاً لا غنى عنه، لا وجود لأي مستند يحتم استضافة كأس العالم في يونيه ويوليو".

ورغم ما قاله بلاتر إلا أن عبارة "من حيث المبدأ" لم تظهر في الواقع سواء في الوثائق أو في أي شيء من هذا القبيل أثناء عملية التوقيع على العقود لدخول المنافسة على حق تنظيم المونديال.

وطالب لوي في نهاية حديثه "يجب اتخاذ قرار بشأن إذا ما كان تحويل كأس العالم إلى الشتاء خطوة دعت إليها كبير المسؤولين الطبيين في الفيفا بسبب الأخطار التي تشكلها درجات الحرارة القصوى في قطر، ويجب أن يرأس لجنة الاخلاقيات "مايكل جارسيا" التحقيق، إن الفيفا لديه فرصة الآن لإجراء تحقيق أفضل في هذا الوضع السيء قبل الشروع في وضع نهج منظم".

وأتم قائلاً "من الأفضل أن يكون هناك عملية مستقلة تأخذ مجراها الطبيعي، وإجراء تقييم واضح حول العواقب التي ستطول الجداول، والفيفا عليه أن يدافع عن فكرة اللعب النظيف التي ينادي بها، بتطبيق هذا المبدأ على القرارات التي يتخذها في الأشهر المقبل".


* وتستمر بقالة الفيفا بالتخبط ..! *

...... ......