كم اشفق على التحكيم .. كما اشفق على هلالي الذي تجرع مرضهم ..!!
بعيدا عن لغة التقصد والمؤامرة التي أصبحت لغة دارجة ننثرها بين سطورنا تصريحا أو لمزا حين الحاجة .. فالطعن في الذمم بلا دليل واضح لا يخالطه الشك أظنه عبث لا فائدة منه بل هو خطأ نرسخه بأيدينا .. لأن تلك الأخطاء التي نتحدث عنها جزء من اللعبة التي اقلقت الاتحاد الدولي قبل غيره ولعل فكرة الاستعانه بثلاث حكام دليل على ذلك التوجه فاخطاء الحكام ظاهرة عالمية وإن اختلف حجمها وكوارثيتها ..!!
ما أعنيه أن التحدث عن الأخطاء والتهجم على الأشخاص لم تجدي الكرة نفعا .. بل أظنه سبب وركن من أركان تدهوره حتى وصل الى ما وصل إليه .. لأن حروفنا في الغالب تتجه الى الخطأ متجاهلة الأهم السبب الذي أدى الى ذلك .. فلا يمكن أن نعالج خللا أو مرضا ( ما ) إلا بتتبع جوانب القصور لتلافيها ووضع خطط لعلاجها ..!!
وهنا يقع اللوم على الجهة المعنية قبل غيرها لأنها عانت بنفسها قبل غيرها من ذلك الخلال خلال مسيرة المنتخب الأخيرة نحو المشاركة الخامسة في نهائيات كأس العالم .. ومع ذلك لم نجد منها التصحيح الذي تطالب به من الأتحاد الأسيوي .. لأنها سلكت الخندق ذاته الذي نحر التحكيم المحلي .. ويجب أن يدرك قارئ السطور أني هنا لا أنفي التراجع المخيف في مستوى التحكيم المحلي وعلى كافة الأصعدة .. ولكن أحاول أن أضع يدي على الجرح الذي نعاني منه إن أرادت الجهة المعنية أن تخلص مسابقاتنا المحلية من مشنقة تركتها تخنق مكتسبات وجماليات كرتنا المحلية ..!!
فدوري محترف يضبط ايقاعه تحكيم هاوي لن يقدم لنا إلا مزيدا من العك الذي أصبح معولا يهدم ما تسعى الاندية جاهدة لتحقيقــة .. ولا أظن أن هناك عاقل يظن ولو مجرد ظن أن سياسة سباق الأرنب والسلحفاة متكافأة الكفة .. بعيدا عن الرسوم الكرتونية التي قلبت تلك الموازين .. و التي أجبرت من تسمر خلف التلفاز أن يسلم بتساوي الكفتين رغم أن العقل يرفضها جملة وتفصيلا فالبون شاسع لا يمكن قبوله حتى وإن سلم قاصر نظر بصحة ذلك لبراعة أنامل من حبك الرسم والحكاية .. التي جعلت الأرنب يخطط للايقاع بالسلحفاة رغم أن الحقيقة التي نغض الطرف عنها أن الأرنب ليس في حاجة الى تلك الخطط المشبوه حتى يسبق السلحفاة .. وهو ما تحاول لجنة التحكيم والقائمين عليها ترسخه ..!!
وأعني أن التحكيم سلحفاة التطوير .. يواجه أرنب نشيط العدو وهو ما تقوم به الأندية .. وليس للأرنب إلا أن ينتظر تلك السلحفاة أن تواكب حركة الأرنب ومحال أن يكون ذلك هو ما نفعله وتفعله الجهة المعنية ولا خلاص من تلك الدوامة إلا بقرار يعيد الأمور الى نصابها .. بأكمال تلك الحلقة باعلان وأد تلك السلحفاة من كرتنا المحلية وبلا رجعة .. وليس لنا إلا ذلك إن أرادت الجهة المسؤولة أن تخلي ساحتها من حروف نهشت أطراف عملهــا ..!!
وما مباراة الزعيم الأخيرة مع شقيقه الشباب إلا مثال يصور حجم الخلل الذي تعاني منه مسابقاتنا المحلية .. والتي عصفت بالكثير من حقوق الأندية التي هدرت بسبب سياسة التمسك بالسلحفاة رغم أن الحل يسير بل وفي متناول اليد .. فتطوير جزء وترك جزء لن يمنحنا أرض صلبة يمكن أن نعول عليها لمسايرة ما نأمله ونبحث عنه .. ولا أظن الأمر يحتاج الى رحلات مكوكية لتقنع نفسها بحجم الخلل الذي نعاني منه .. لأن الأحتقان الذي طفح لم يكن إلا نتيجة أهمال مد رجليه ..!!
أنا هنا لا ألقي باللوم على الحكم الذي أجبر أن يكون سلحفاة في مركب يتسابق فيه الجميع للوصول الى أعلا درجات الأحترافيــة .. نعم هناك قصور تعاني منه بعض أنديتنا ولكن لن يصل الى قصور تلك السلحفاة التي أصبحت عثرة في وجه طموحات الأندية لأنها تعاني من أهمال لا ذنب لها فيه .. ولكنها مجبرة أن ترضخ صاغرة لذلك الخلل الذي امتهن مبرر الخطأ البشري بلا خطط حقيقية تنتشل التحكيم من وهن ومرض لازمه منذ زمن .. في ظل صمت مطبق من قبل الجهة المسؤولة ..!!
فتوقيع عقود احترافيه على سبيل الأعارة مع عدد من الحكام واعدادهم اعداد حقيقيا من قبل جهات مختصة سوف نجني من خلالها ثمرة نبحث عنها .. أما استراتجية الأيقاف والتشهير بلا تأهيل حقيقي فليس سوى مسكن لألم سوف يعاود مرة أخرى حين ينتهي مفعول المسكن .. لأن الخلل ليس نقص أمانة كما يحاول البعض تعميمه بل تأهيل لم نعرف له طريق ..!!
بكل أمانة اشفق على الحكام كما اشفق على هلالي الذي يتجرع مرضهم .. لأن المريض لن يشفى حين نهرب من مواجهة المرض وعلاجه .. كما أن هلالي ومثله البقية لن تسلم من ذلك المرض ما دام أنه يتحكم في مكتسباتهم .. وليس لنا إلا علاج يقص جذور ذلك الوهن الذي استشرى بلا ذنب من المريض سوى قعقة بلا طحين من قبل الجهة المسؤولة .. وفرق بين خطأ قد يحدث في مباراة وبين رزنامة أخطاء لم نعد ندري أيها أشد مرارة فكلما أتت أختها قلنا مجبرين الله يحلل الحجاج عند ولده واعني أخطاء كوارثية أصبحت تعصف بجماليات كرتنا المحلية ..!!
ولا أدري ما الذي يمنع من ادخال التحكيم ضمن منظومة الأحتراف وهل أصبح تحقيق ذلك أمرا عسير أو رابعا للمستحيلات .. بكل تأكيد أن الأمر لا يعدو سوى قصور وعجلة تسويف لا مبرر لها .. فمدخولات الاتحاد السعودي من حقوق النقل فقط كفيلة بتحقيق تلك المعادلة بدلا من سياسة اللي يبي حكم أجنبي يدفع وكأن الأخطاء الكوارثية لا تقع إلا في مبارتين فقط مهمشة أكثر من ثلاثين مباراة يخوضها كل فريق في معترك المسابقات المحلية ..!!
وأن كان الاتحاد السعودي يظن الأمر فوق قدرته أو مستحيل في عالمه فليس له إذا إلا أن يمنح الأندية حق الاستعانة بالحكم المحترف في كل مباراة يخوضها إن أراد ذلك .. وليس لأنديتنا إلا أن تقتطع جزء من مدخولاتها لبتر ذلك المرض الذي يهدد مكتسباتها .. وينحر أحلامها .. عموما ليس لي الآن من حروف سوى يعيب على الناس والعيب فيهم .. والله من وراء القصد ،،
الظــاهـرة
05-02-2009, 07:57 AM
كم اشفق على التحكيم .. كما اشفق على هلالي الذي تجرع مرضهم ..!!
.
العرض العادي
