البرتغال و اليورو .. أي حظوظ للمنتخب البرتغالي ؟
تنتظر الجماهير البرتغالية بشغف كبير كأس أمم أوروبا القادمة في أوكرانيا و بولندا .. تنتظرها لسببين رئيسيين .. الأول هو تواجد البرتغال في المجموعة الحديدية إلى جانب ألمانيا و هولندا و الدانمارك .. و الثاني هو الأمل في تحقيق لقب قاري أول في تاريخ المنتخب البرتغالي .. و الحكاية هنا لن تكون سهلة أبدا على أبناء باولو بينتو و حاملي لواء البرتغال في التحدي الأوروبي .. لكننا سنحاول أن نقدم لكم نظرة تفاؤلية بنسبة قليلة حول حظوظ المنتخب البرتغالي في هذه البطولة ..
نقاط القوة .. التاريخ و التشكيلة و الخصوم ..
يمتلك المنتخب البرتغالي نقاط قوة ربما تساهم في جعله يتفوق على خصومه في المجموعة الثانية لليورو 2012 .. أولى هذه النقاط هي التاريخ الذي يقف إلى جانب البرتغال في المشاركات الأوروبية .. فالمنتخب البرتغالي شارك في كأس أمم أوروبا 5 مرات و لم يسبق له أن خرج من الدور الأول للبطولة .. فسنة 1984 في فرنسا، تأهل المنتخب البرتغالي لأول مرة إلى كأس أمم أوروبا و استطاع التأهل للدور نصف النهائي حيث خسر أمام البلد المنظم فرنسا بهدفين لثلاثة بعد الشوطين الإضافيين و بهدف قاتل لبلاتيني في الدقيقة 119 .. و أحرزت فرنسا اللقب بفوزها على إسبانيا في النهائي .. و سنة 1996 في إنجلترا، تأهل المنتخب البرتغالي للمرة الثانية و جاء في مجموعة ضمت كرواتيا و الدانمارك و تركيا .. و تأهل المنتخب البرتغالي كأول المجموعة للدور ربع النهائي حيث خسر من المنتخب التشيكي بهدف لصفر سجله بوبورسكي في الدقيقة 53 .. و وصلت التشيك بعد ذلك لنهائي البطولة و خسرته أمام ألمانيا .. أما سنة 2000 في البطولة التي نظمتها بلجيكا و هولندا بشكل مشترك، فقد تواجد المنتخب البرتغالي في مجموعة قوية ضمت منتخبات ألمانيا و إنجلترا و رومانيا .. و تأهل المنتخب البرتغالي كأول المجموعة برصيد 9 نقاط كاملة .. ليصل المنتخب البرتغالي إلى نصف النهائي و يخسره أمام فرنسا بنتيجة هدفين لهدف بعد الشوطين الإضافيين و بهدف ذهبي من أقدام زين الدين زيدان في الدقيقة 117 .. و لتصل بعد ذلك فرنسا للنهائي و تحرز اللقب على حساب إيطاليا .. و في بطولة 2004 التي نظمتها البرتغال، وصل المنتخب البرتغالي للنهائي و خسره أمام المنتخب اليوناني بنتيجة هدف لصفر .. و كان المنتخب البرتغالي قد تأهل كأول المجموعة أمام المنتخب اليوناني و منتخبي روسيا و إسبانيا .. و في البطولة الأخيرة التي نظمت مشاركة بين سويسرا و النمسا سنة 2008 فقد تأهل أول مجموعته التي ضمت سويسرا البلد المنظم و تركيا و التشيك .. و خسر في الدور ربع النهائي أمام ألمانيا بنتيجة 3 – 2 و التي وصلت بعد ذلك للنهائي و خسرته أمام إسبانيا بهدف لصفر ..
و تعتبر التشكيلة التي يتوفر عليها المنتخب البرتغالي أحد أقوى نقاط قوته .. فتوفر البرتغال على لاعبين عالميين أمثال كريستيانو رونالدو و ناني و داني و كواريسما قد يجعل المنتخب البرتغالي يظهر كأحد أبرز المرشحين للفوز باللقب الأوروبي .. و لا يمكن التحدث بالتفصيل على التشكيلة البرتغالية لليورو القادم إلا بعد إعلانها رسميا من طرف المدرب البرتغالي باولو بينتو لكن يمكن التكهن بأسماء بارزة لن تخلو منها تشكيلة البرتغال في البطولة الأوروبية .. أول هذه الأسماء هو الكابتن كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد الإسباني .. يعتبر رونالدو أبرز لاعبي التشكيلة البرتغالية و يعتمد عليه باولو بينتو كثيرا ليصنع الفارق و يحقق الانتصارات للمنتخب .. هداف قوي و نجح في أن يكون أحد أبرز لاعبي العالم و يمتلك شعبية كبيرة .. أما ثاني أبرز الأسماء فهو ناني أحد نجوم مانشستر يونايتد و الذي يعتبر الذراع الأيمن للمنتخب البرتغالي و سيكون له دور كبير في تحقيق المنتخب لنتائج جيدة في البطولة الأوروبية .. جواو موتينهو لاعب بورتو هو أيضا أحد أبرز أسماء المنتخب البرتغالي في خط الوسط و يبني عليه المنتخب الكثير من الآمال خاصة مع ظهوره المتميز في كل مباراة .. دفاعيا، هناك بيبي لاعب ريال مدريد الإسباني و برونو آلفيش لاعب زينيت سانت بيترسبورغ الروسي كأبرز إسمين في التشكيلة البرتغالية .. أما هجوميا فيبقى هيلدر بوستيغا لاعب سرقسطة الإسباني كأفضل قلب هجوم برتغالي إلى جانب هوغو آلميدا لاعب بيسيكتاش التركي .. و رغم أنني أعيب على باولو بينتو اهتمامه الكبير باللاعبين البرتغاليين المحترفين و تناسيه المفرط للاعبين في الدوري البرتغالي الممتاز حيث لا تتعدى نسبة المشاركة في المنتخب من اللاعبين المحليين 25 في المئة ..
المنتخب البرتغالي قد يستفيد أيضا من الهالة الإعلامية المرتبطة بخصومه في المجموعة الثانية .. فالمنتخب الألماني المعروف بقوته في البطولات الأوروبية يعتبر واحدا من أقوى المنتخبات العالمية و مرشح قوي للفوز بالبطولة .. و المنتخب الهولندي هو وصيف بطل العالم و يمتلك خبرة مميزة في البطولات الأوروبية و هو أيضا أحد المرشحين للفوز باللقب .. و المنتخب الدانماركي يعرفه البرتغاليون جيدا فقد نجح في الفوز على البرتغال و التأهل مباشرة لليورو و إجبار المنتخب البرتغالي على لعب الملحق .. قد تبدو هذه النقاط لا تصب في مصلحة المنتخب البرتغالي لكن معروف في كرة القدم أن الفريق الأقل ضغوطا يكون الأكثر خطورة ..
من كل هذا، يمكنني أن ألخص نقاط قوة المنتخب البرتغالي التي قد تساعده على تجاوز مجموعته الحديدية في :
- تاريخه القوي في مشاركاته الأوروبية بحيث لم يسبق و أن خرج من الدور الأول ..
- تشكيلته القوية و لاعبوه المميزون و ذوي الصيت العالمي ..
- الضغوط القليلة على المنتخب بالمقارنة مع منتخبات المجموعة ..
و من النقاط القوية التي يمكن أن نضعها أيضا في مصلحة المنتخب البرتغالي هي المواجهات المباشرة بينه و بين أطراف مجموعته .. فباستثناء المنتخب الألماني، يتفوق المنتخب البرتغالي على باقي أطراف المجموعة في المواجهات المباشرة .. و هنا أضع بين أيديكم جدولا لكل المواجهات المباشرة بين منتخبات المجموعة الثانية و المنتخب البرتغالي :
نقاط الضعف : التاريخ و التشكيلة و الخصوم ..
قد يبدو غريبا أن أستعمل نفس نقاط قوة المنتخب البرتغالي كنقاط ضعفه .. لكن لا غرابة في ذلك إذا علمنا أن ما يجعل المنتخب البرتغالي قويا هو نفسه الذي قد يجعله ضعيفا .. فرغم قوة المنتخب البرتغالي في المشاركات الأوروبية إلا أنه لم يشارك سوى في 5 بطولات من أصل 13 بطولة .. أي أنه لم يستطع التأهل لثماني بطولات أخرى .. و هذا قد يعني نقصا في التجربة قد تستفيد منه خصوم المنتخب البرتغالي بما أنهم جميعا أكثر مشاركة منه : فالمنتخب الألماني شارك 10 مرات في النهائيات و المنتخب الهولندي شارك 8 مرات في النهائيات و المنتخب الدانماركي شارك 7 مرات في النهائيات .. كما أن المنتخبات الثلاثة المنافسة للبرتغال قد عرفت طعم التتويج الأوروبي سابقا مما يجعلها أكثر دراية منه بالطريق إلى اللقب .. فالمنتخب الألماني يحمل اللقب الأوروبي ثلاث مرات ( أعوام 1972 و 1980 و 1996 ) و المنتخب الهولندي يحمل لقب عام 1988 و المنتخب الدانماركي هو بطل عام 1992 ..
أما التشكيلة البرتغالية فهي أيضا لا تخلو من نقاط ضعف و لعل أبرزها يتمثل في مركز رأس الحربة و مركز قلب الدفاع و مركز الارتكاز و مركز حراسة المرمى .. فرغم النجومية التي تشع من التشكيلة البرتغالية، تبقى هذه المراكز الحساسة نقاط ضعف كبيرة و مؤثرة على المنتخب البرتغالي لم يستطع المدرب باولو بينتو إيجاد حل لها حتى الآن و لعله يعرف تمام المعرفة أن المنتخبات المنافسة تعرف لاعبي البرتغال جيدا و يعرفون التشكيلة التي لعب بها باولو بينتو طيلة العامين الماضيين بحيث لم يظهر لنا أي رغبة منه في التغيير أو حتى تطوير تشكيلة المنتخب لتضم لاعبين تألقوا خلال هذا الموسم و يستحقون التواجد في المنتخب البرتغالي ..
و من هذا، ألخص نقاط ضعف المنتخب البرتغالي و التي قد تؤثر سلبا على حظوظه في بطولة أوروبا في ما يلي :
- الخبرة القليلة في النهائيات مقارنة بالخصوم ..
- اعتماد المدرب على نفس اللاعبين طيلة السنتين الماضيتين ..
- المعرفة التامة التي يمتلكها الخصوم بأساليب لعب كل اللاعبين البرتغاليين ..
حظوظ المنتخب البرتغالي ..
هذه الفقرة من الفقرات التي لا يمكن الحديث عنها بدون بداية البطولة و معرفة التشكيلة المعلنة لكل منتخب و رؤية الاحتمالات الواردة في تواجد أي لاعب أو غياب آخر .. لهذا فجل ما يمكننا فعله هنا هو تقديم افتراضات قد تنال جزء من الصحة و قد لا تنبعث منها أي مصداقية، خاصة إذا ارتبطت بالمشاعر و العاطفة .. و لكن إجمالا، فالمجموعة يعترف الجميع بقوتها و صعوبتها و تبدو لكل الأطراف صعبة و ممكنة في نفس الوقت .. لأن الخطأ الواحد في إحدى مبارياتها قد يعني نهاية المشوار .. لكن لندرس حظوظ المنتخب البرتغالي وفق الجدول الزمني المعلن للمباريات : المنتخب البرتغالي سيواجه أولا ألمانيا و ستكون هذه المباراة هي مفتاح التأهل للدور القادم لكليهما و لن يتأهل على الأغلب من سيسقط منهزما في هذه المباراة .. أما المباراة الثانية فهي أمام الدانمارك .. و المنتخب الدانماركي واجه البرتغال مرتين في التصفيات المؤهلة لهذه البطولة مما يعني أنهما يعرفان بعضهما جيدا جدا و لا يمكن الجزم بهوية المنتصر إلا بمتابعة المباراة و انتظار نهايتها .. و لكن من وجهة نظري الفائز فيها سيكون من حقق نتيجة أفضل في المباراة الأولى .. أما المباراة الأخيرة عن هذه المجموعة فهي أمام هولندا و ستكون الفرصة الأخيرة للتأهل في حال لم ينجح أحد المنتخبين في ضمان بطاقة العبور و ستكون حساباتها وحيدة لا تدخل ضمن حسابات المجموعة ..
المساندة الجماهيرية .. معنا و ضدنا ..
المنتخب البرتغالي سيجري مبارياته في أوكرانيا .. و يمكننا القول أنه في السنوات الأخيرة كانت هناك عداوة و كره كبيران يحملهما الجمهور الأوكراني للكرة البرتغالية .. حيث نجح سبورتينغ لشبونة في إخراج ميتاليست خاركيف من دور ربع نهائي الدوري الأوروبي .. كما نجح برتغاليو بيسيكتاش التركي في إخراج دينامو كييف من دور المجموعات لنفس المسابقة .. و كان سبورتينغ براغا قد أخرج دينامو كييف من الدور ربع النهائي لنفس المسابقة الموسم الماضي .. و تلقى شاختار دونيتسك هزيمتين هذا الموسم ذهابا و إيابا في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا أمام بورتو .. و هذا قد يجعل المساندة الجماهيرية للمنتخب البرتغالي من أبناء أوكرانيا تقترب إلى الانعدام إلا أن شعبية كريستيانو رونالدو و بيبي و كوينتراو لاعبي ريال مدريد قد تساهم في الرفع قليلا من نسبة مشجعي المنتخب البرتغالي في أوكرانيا .. لكن، في المقابل، معروف أن المنتخب الألماني و لاعبيه يتوفرون على شعبية كبيرة في شرق أوروبا .. و رغم ذلك، قد تؤثر العلاقات المكهربة في الأيام الأخيرة بين ألمانيا و أوكرانيا في تشجيع الأوكرانيين للمنتخب الألماني مما سيجعل ذلك يصب لا محالة في مصلحة المنتخب البرتغالي .. و نتحدث عن الجماهير الأوكرانية لأن بعد المسافة بين البرتغال و أوكرانيا قد يحرم الكثيرين من السفر لمساندة المنتخب البرتغالي هناك ..
الفرصة سانحة للفوز باللقب ..
في الختام، أرغب في أن أوضح أن البرتغال يمتلك فرصة ذهبية للفوز باللقب الأوروبي هذه السنة .. فأن تكون في مجموعة تضم مرشحين للقب لا يعني فقط صعوبة المهمة بل يعني أيضا أنك لو نجحت في تجاوز المجموعة فستكون قد أزحت أحد المرشحين أو هما معا و بالتالي تزيد من نسبة حظوظك في الفوز بالبطولة .. و لو نجح المنتخب البرتغالي في إزاحة ألمانيا أو هولندا فسيلعب باقي أدوار البطولة و هو يعرف أن إسبانيا هي أقوى الخصوم المتبقين و قد يكون النهائي كبيرا بملاقاة الإسبان ..
البرتغال = متعة + فرجــة 