بسم الله الرحمن الرحيم
بعد سلسلة من اللقائات القوية التي تخللت في أعماق المعسكر الهلالي المطمئن لعشاقه رغم بعض العوامل
التي لم تساعد على الإستقرار الفني كالغيابات بدواعي وطنية لنجوم الفريق وما قيل عن أسباب وأخرى قد
تضر بالفريق الهلالي ، عاد الازرق لمسقط رأسه وكله أمل أن يجني تلكـ الثمار التي غرسها في إيطاليا والنمسا
بطريقة سليمة و إحترافية ، وكله شوق أن يبادر بنو الأزرق (وأعني اللاعبين) في إشعار الإدارة أن التكاليف الباهظة
التي دُفعت في المعسكر الناجح أنها مستحقة لنجوم يستحقون .
في الجهة الأخرى وحيث هناكـ السواد الأعظم من نجوم الفريق والتي تعول عليهم الإدارة والجماهير الكثير
يستعدوا بهمم عالية لأداء شرف الإنضمام للمنتخب السعودي ، فإستعدوا في معسكرات داخلية وخارجية
مع المدرب الوطني ناصر الجوهر لتمثيل الوطن خير تمثيل ، و بناء أسس وقواعد تخولهم للمنافسة مع منتخبهم
وناديهم بشكل ثابت كمستوى ولياقة بدنية عالية ، فالموسم طويل وشاق للمنتخب والأندية ، والنجم يحتاج
لتلكـ الأسس والقواعد كبداية ليحافظ على النجومية مضموناً لا شكلاً .
الجماهير الهلالية تترقب النجوم في الفريق واللذين لم يحظوا بشرف الإنضمام للمنتخب الوطني بعين واحدة ،
والعين الأخرى على نجومها الدوليين ، لإيمانها أن حلقة الوصل بينهم في الفريق تحتاج إلى فترة ليست بالبسيطة
حتى تكتمل تلكـ الحلقة لتقدم تجانساً في الفريق ، وليواصل النجوم الدوليين تقديم مايرضي المشجع الهلالي
المتشبع جداً بالبطولات ، والذي لا يقبل الخسارة حتى في أحنكـ الظروف ، و للإمانة قدم نجومنا الدوليين مستوى
مقبولاً كبداية في مشوارهم مع الأخضر .
ومع عودة نجومنا الدوليين لزعيمنا الأزرق آبت الظروف أن تفارقنا لإن هناكـ نجمان آخران في الفريق تعول عليهم
الجماهير كثيراً، وتستبشر بهم خيراً لإنهما أيضاً دوليين في منتخباتهم ، فالنجم المحترف ويلهامسون تعرض لإصابة
أضجعت كل من ينتمي للون الأزرق لما يحمله هذا النجم من فوارق فنية تصب في مصلحة فريقه ، وأيضاً النجم
البوليفي رالديس للتو يعود من تمثيل منتخب بلاده والدوري بدأ في فتح أبوابه التي أُغلقت في الموسم الفائت
وكان الهلال فيها البطل الأوحد ببطولتين ثمينة ركنها في أدراجه .
دوري المحترفين يفتتح أبوابه بلقاء لبطل الدوري في آبها حيث هناكـ مع فريقها والظروف تؤرق الهلاليون وتخيفهم
ببداية متعثرة قد يطول تعديل مسارها ، إلا أن المدرب الهلالي كوزمين أبى بمساعدة نجومه في الخروج من المولد
بلاحمص ، وإقتنص فوزاً ثميناً يُحسب له ولإفراد الفريق ، فالثلاثية لم تأتي بمجهودات فردية ، بل هي تلكـ الثمار التي
غٌرست في المعسكر ، مع أن الغياب كان واضح المعالم في الفريق كأسماء إلا أن المستوى كان في الموعد وفق
خطة كوزمين وتميز نجوم الفريق في رسم ملامح البداية .
ثلاث نقاط ثمينة حققها الفريق الأزرق من أمام الفريق الأبهاوي مع حضور جماهيري كثيف آزر الفريق بكل مايمتلكه
من قوة ، وظهور أكثر من نجم في الفريق مما يؤدي لتنافس مشروع بينهم وفق ألية " البقاء للأفضل" ، فاللمرة الأولى
يقود الفريق الثنائي المميز الدوسري والرائع الفريدي الوسط الهلالي في شقه الهجومي ، مما يبشر بعودة الزمن
الجميل في الماضي والذي عُرف بوفرة الوسط الهلالي مع تقارب المستوى الفني لكل من يشغلون المركز ذاته ،
و قدما مستوى لافتاً عوض الفريق غياب نجماه ويلهامسون و التائب .
وبعد حصد الثلاث نقاط من آبها كان الفريق الأزرق على موعد جديد لمواصة زحفه للصدارة منذ البداية مع رائد التحدي
الجريح بين أرضه وجماهيره ، فأعد المدرب الهلالي العدة للفريق الأحمر ووضع إستراتجيته وخطته للقاء مع آمله أن
ينفذ اللاعبون المطلوب منهم ، فلم يخيبوا النجوم مدربهم ، ولم يخيب المدرب واللاعبون ثقة رئيسهم الذي قدم لهم
كل سُبل الراحة ومايحتاجه أي فريق ، و حقق الفريق إنتصاراً بمثابة عيدية لجماهيرهم التي لم تبخل عليهم بالحضور
الكبير الذي زين مدرجات الملعب بجمال رونقهم و بهاء طلتهم .
فأضاف الزعيم ثلاث نقاط أخرى مستوى ونتيجة في بنكه النقطي في دوري المحترفين السعودي والمقدر بست نقاط
بعد الإنتصار الثاني على التوالي ، رغم غياب ويلهامسون عن اللقاء وإنطلاقة التائب للمرة الأولى مع الفريق وإن كان
إحتياطياً وعودة النجم الصويلح للتو من إصابته و بدء مشوار رالديس مع الزعيم و مشاركة ياسر المتدرجة مع الفريق
إلا أن الهلال واصل زحفه المعتاد نحو تحقيق أول دوري للمحترفين بمستوى معقول نوعاً ما ونتيجة مرضية لعشاق
الأزرق ومطمئنه للإدارة التي تتعشم الكثير بنجومها .
أستغرب وصف بعض الإعلاميين والجماهير عن الفريق والتقليل من إنتصاره وكسبه اللقائين بشباكـ نظيفة حتى وإن
كانت من أمام الصاعدين للتو ، فالفريق في بداياته والإستقرار لم يحط ساقيه بعد في الفريق والغيابات متكررة ومع
هذا واصل زحفه للصدارة من البداية ، فالهلال كمستوى يعتبر الأبرز في دوري المحترفين إذا مانظرنا إلى بعض العوامل
المكتسبة في الأندية الأخرى والتي أُفتقدت في نادينا لأسباب وأخرى ، وأعلم السبب الأبرز في االتقليل من هذين
الإنتصارين إن لم يكن السبب الأوحد .
فمشكلة بعض المنتمين للفريق أنهما إلى هذه اللحظة يشعروا أن الهلال هو ذاته منذ أن تأسس وأنه لافوارق فردية
في الأجيال الهلالية ، فالمتأمل أن جُل النقاد بين الفينة والأخرى يتغزلان في زمن الهلال الجميل وأجياله التي حققت
الذهب في مناسبات وأخرى ، ودائماً ما يسيرون حروفهم في مدح الوسط الهلالي وهجومه وبقي أن أذكرهم أن
زمن الثنيان والغشيان والتيماوي وابو اثنين والتمياط وسامي الجابر رحل ولم يبقى ، والكرة في زمنهم تعتمد على
الفردية بشكل أو آخر ، بينما هنا الجماعية فقط .
فالهلال في تلكـ الحقبة الزمنية إمتاز بوسط رائع وهجوم ناري لم يكن في أقرانه من الأندية ، بينما اليوم الكرة السعودية
لم تعد تأبه بالأسماء كخطة في الملعب بقدر إهتمامها بالعطاء الجماعي الذي يصب في مصلحة الفريق ، كما أن الجيل
السابق يزخر بالنجوم أرى اليوم الحال ذاته يتكرر بوفرة الأسماء في جُل المراكز وإن كانت بشكل واضح في الدفاع
والوسط بكلتا شقيه الدفاعي والهجومي ، فلا مجال للمقارنة بين الهلال الماضي والحاضر في مجال الإمتاع كمستوى
فني متميز ، فكِلا الجيلان لهما مايميزهما دون الآخر .
وأعود لأذكر أن الفريق الهلالي الحالي يمتاز بفوارق فنية لاتتوفر في جل الأندية ، والمراكز مطمئنة في الفريق الهلالي
من حراسة المرمى إلى الهجوم ، وإن كانت هناكـ بعض الإمتعاض الجماهيري من المركز المؤرق ألا وهو الظهير الأيمن
وإن كنت أرى أنه لايحتاج لأي إمتعاض ، لإن هناكـ نجمين يشغلان المركز ألا وهما الجيزاني الصاعد للتو ومحمد نامي
وأرى أن المدرب الهلالي ليس بحاجة لعمل تلكـ التغييرات بإحلال نجم وآخر ، وإن كنت أعذره نوعاً ما إذا ماكان لايريد
المغامرة بالجيزاني منذ البدء ولنا في تدرج الفريدي شاهد على ذلكـ .
ومنذ هذه اللحظة يجب على الفريق بمدربه وإدارته إستغلال فترة التوقف ، الإستغلال الأمثل في تجهيز اللاعبين
لياقياً وفنياً ليكتمل عناصرياً مما يساعد على إقتناص الثلاث نقاط لاغير ، فتجهيز المصابين أمر في غاية الأهمية
ومناقشة بعض اللاعبين والشد من آزرهم ليعودوا إلى حيث مستواهم الطبيعي أمراً لايقل أهمية عن التجهيز
لمواصلة الإنتصارات .
رسائل
* على الجماهير الهلالية أن تعي أن ماقدمه الفريق في اللقائين السابقين أمراً في غاية التميز ويدعوا للإطمئنان
على مستوى الفريق .. فالإستقرار لم يتم بصورة متكاملة !!
* محمد الشلهوب نجم لايقل أهمية عن باقي النجوم ودعمه واجبٌ علينا ، كما أن نقده بالطريقة السليمة للإنتقاد
واجبٌ علينا .. وإن كنت أرى أننا سنشاهده حيث نريد !!
* مازال المدرب الهلالي يؤكد أن الكرة السعودية تحتاج إلى الإستقرار الفني ، فما يقدمه مع ناديه يؤكد أنه مُلم
جيد بحاجات الفريق .. رغم مايعانيه ناديه من ظروف خارجة عن الإراده !!
* مع إطلالة بطل الدوري (الزعيم) في دوري المحترفين تأكد مما لايدع مجالاً للشكـ أنه مطلب للقنوات التجاريه
والإعلام بكافة تخصصاته .. إلا أن القناة الرياضية السعودية لا تأبه بعشاق الأزرق!!
* من شاهد الفريق الهلالي في اللقائين السابقين سيبرهن أن تفاريس خسر الأزرق لا العكس .. فالدفاع الهلالي
سيواصل صدارته في سباق الأفضلية كما إعتدنا !!
* الجماهير الهلالية مازالت الرقم الأول في الحضور الجماهيري حتى وإن قيل ما قيل .. فالشمس لاتجب بغربال
ولا أحداً يعلو جماهير الهلال !!
* الحضور الهلالي الكثيف في اللقائات سيعود بالإيجاب على الفريق ، كما أنه سيعود بالنفع على الجمعيات الخيرية
التي أبى الرئيس الهلالي إلا أن يكون لها نصيب من الدخل .. جزاه الجنة !!
* التحكيم السعودي بحاجة إلى (حماية المسؤولين) ، فالمتضررين كُثر والمدلل واحد رغم أنه يسيء لهم في واقعة
تثير الجماهير الرياضية وتضجع الأندية ومسؤوليها إلا جماهير ومسؤولي النادي المدلل !!
* من خبرتي الرياضية المتواضعة إستنتجت أن (مايرضي النادي المدلل) يضجع باقي الأندية ، ومايرضي كل الأندية
يضجع (النادي المدلل) .. مما يؤكد أن سكوتهم ورضائهم يدعوا للشكـ والريبة.. قناة أبو ظبي والتحكيم دلائل !!
النهاية
في البداية .. ملامح النهاية ..!!
فما قُدم في بداية المشوار من مستوى وعناصر يدعونا لقراءة جزئيات النهاية حيث هناكـ الذهب
بمشيئة الله !!
فملامح النهاية ستكون مرضية إذا دعمنا الفريق الدعم الأكمل ، لإن البوادر تدعونا للأمل أن الفريق
الهلالي سيكون غير ، شكلاً ومضموناً ومحتوى !!
تقبلوا تحياتي وفائق إحترامي وتقديري ،،
تركي العتيبي!!
20-09-2008, 04:55 AM
في البداية .. ملامح النهاية ..!!
العرض العادي
