كان اسما على مسمى لكن الخمر قتله
أسطورة الكرة الفارس جورج بيست يترجل
ترجل فارس كرة القدم الشهير جورج بيست حيث اسمه الأخير يعني باللغة العربي (الأفضل) عن جواد الملاعب وبهذا تخسر كرة القدم نجما أسطوريا حقق لموطنه الأصل ايرلندا الشمالية وفريق مانشسيتر يونايتد شهرة عالمية منذ ستينيات القرن الفائت، ونعت لندن اليوم جورج بيست الذي توفي في مستشفى كرومويل بعد صراع طويل مع المرض. وكان بيست صاحب المقولة الشهيرة التي لخص فيها حياته "لقد أنفقت الكثير من المال على المشروب والنساء والسيارات السريعة، أما الباقي فقد بذرته تبذيرا" اعتزل الملاعب عام 1972، ولم يكد قد بلغ ألـ 26 عاما من العمر. وكان بيست لم يتم ألـ 17 عاما حين خاض أول مبارياته المحترفة في العام 1963 . كان بيست اسما على مسمى وكان الأفضل ، ونهايته هذه الأكثر حزنا وخسارة واتشاحا بالسواد لملاعب كرة القدم، وهي نهاية مأساوية لأكثر اللاعبين موهبة في الملاعب البريطانية.
وكانت الحالة الصحية للأسطورة بيست تدهورت بسبب الإدمان على الكحول بشكل كبير، وتحديدا عام 2000 عندما اصيب بالتهاب في كبده وخضع لعملية زرع كبد جديد في 30 تموز (يوليو) عام 2002 ومنعه الاطباء من تناول الكحول لكن اللاعب المشاكس لم يأبه بتحذيراتهم وادمن على الكحول مجددا.
وادخل بست المستشفى مجددا في الاول من تشرين الاول (اكتوبر) الماضي بسبب اصابته بالتهاب رئوي وكان يصارع الموت لكن حالته الصحية تحسنت تدريجيا من دون ان يغادر المستشفى قبل ان تتدهور بشكل كبير قبل نحو اسبوع ثم وافته المنية اليوم الجمعة.
صورة مركبة تظهر مراحل مختلفة في حياة الأسطورة جورج بيست
وكان بيست من ابرز اللاعبين الذين أنجبتهم الملاعب البريطانية ان لم يكن افضلهم وشكل الى جانب بوبي تشارلتون والاسكتلندي دينيس لو ثلاثيا مرعبا قاد مانشستر الى احراز كأس ابطال الاندية الاوروبية عام 1968 على حساب بنفيكا البرتغالي. وكان بست انتقل الى صفوف مانشستر عام 1963 وبقي في صفوفه حتى عام 1974.
وأصيب بيست (59 عاما) بنزيف داخلي ليلة الأربعاء ولكنه "أثبت أنه مقاتل حقيقي بتشبثه بالحياة منذ ذلك الوقت" حسب تعبير طبيبه، وزار بيست أفراد عائلته وأصدقاؤه في مستشفى كرومويل حيث يتلقى العلاج منذ ثمانية أسابيع بسبب عدوى رئوية.
وكان الطبيب المشرف على علاجه البروفيسور روجر ويليامز قد قال يوم الخميس انه لم يطرأ تحسن على صحة بيست، بل زاد وضعه سوءا, وأنه يتوقع وفاته قبل ظهر يوم الجمعة، واضاف البروفيسور ويليامز "لقد تجمعنا جميعا حوله، أطباؤه وأفراد عائلته، دون أن نستطيع عمل شيء، انه وضع مزعج. لقد تحدثت الى أفراد عائلته وهم يتفهمون الوضع".
وقال رئيس نادي بورتسموث ميلان مانداريتش، وهو صديق لبيست:" ليس الوضع سهلا لأفراد عائلته. ابنه كالوم يحبه، وكلهم أناس جيدون مثل جورج. من المؤسف ان الذين لا يعرفون جورج لا يدركون أي رجل عظيم هو".
ومنذ أن تم زرع كبد لبيست جعلته العلاجات التي كان عليه تناولها معرضا للعدوى بسهولة، وكانت الأمور تبدو ايجابية في بداية الأسبوع، وقد استعاد بيست وعيه، ولكن حالته عادت الى التردي في الساعة الثانية من فجر يوم الأربعاء.
وكان بيست قد ساهم في فوز مانتشستر يونايتد بكأس أوروبا عام 1968، حيث كان أول فوز لنادي بريطاني بذلك الكأس، وأصبح بيست "لاعب العام" في تلك السنة، لقد استحوذ أسلوبه في اللعب على المشجعين في أنحاء العالم، ولكن نمط حياته دفعه في النهاية الى الادمان على الكحول وأدى الى افلاسه.
وفي تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية كانت قالت "عندما يعمد الصحفيون الرياضيون الى اختيار افضل لاعبي كرة القدم في التاريخ، لا يذكرون من اللاعبين البريطانيين سوى واحد: جورج بيست.، فهو يعتبر بالنسبة للكثيرين ثاني افضل لاعب في التاريخ بعد البرازيلي بيليه، رغم قصر حياته الكروية التي دمرها ادمانه على الكحول.
كان بيست شريبا نهما، وقد اجريت له عام 2002 عملية لاستبدال كبده التالف وعد اثرها على ترك الشرب ولكنه سرعان ما اخلف وعده وعاد الى معاقرة الكاس. وكانت عملية استبدال الكبد التي خضع بيست لها قد اثارت لغطا في بريطانيا حول ما اذا كان يصح اجراء هذا النوع من العمليات للمدمنين، كما حذر طبيبه المعالج من النتائج الكارثية التي قد تنجم عن عودته الى شرب الكحول.
ولم تخل حياة اسطورة مانشستر يونايتد من المتاعب مع القانون، فقد سجن عام 2004 لقيادته سيارته وهو ثمل. كما أنه كان طلق زوجته اليكس في العام ذاته.
ولكن جورج بيست، الذي ودع الحياة اليوم لن يذكر لمواهبه الكروية الفذة فقط، فقد جمع حسن الصورة مع موهبة كبيرة وشخصية جذابة ليصبح في اواخر الستينات واوائل السبعينات نجما رياضيا واجتماعيا قل نظيره، ولكن مشكلته كانت انه حين اصبح في سن مبكرة نسبيا نجما عالميا، لم يعد مستعدا للتعامل مع الشهرة.
حس تهديفي
لقطة أرشيفية لبيست وهو يراوغ البرازيلي بيليه
وكتب المحرر الرياضي في وكالة الصحافة الفرنسية زياد رعد التقرير الآتي حول وفاة النجم الكروي: لم يشارك الايرلندي الشمالي جورج بست الذي وافته المنية اليوم الجمعة في اي من بطولات كأس العالم لكرة القدم لكنه يعتبر من افضل اللاعبين الذين انجبتهم الملاعب العالمية ومنهم من اعتبر انه لو قدر له خوض غمار اكبر تظاهرة رياضية في العالم لكان نافس الاسطورتين البرازيلي بيليه والارجنتيني دييغو ارماندوا مارادونا شهرة.
لكن بست يبقى افضل لاعب انجبته الملاعب البريطانية على الاطلاق والاكثر شهرة بين نظرائه نظرا للرصيد الشعبي الهائل والاداء الرائع الذي ميزه عن سائر اترابه.وكان بست الذي الذي قضى معظم مسيرته في صفوف مانشستر يونايتد الانكليزي (1963-1974) قبل ان ينتقل بين عدة اندية محلية واجنبية، يتمتع بموهبة فنية رائعة وبحس تهديفي كبير، لكن على الرغم من ذلك فانه لم يتمكن من قيادة منتخب بلاده ايرلندا الشمالية الى نهائيات كأس العالم ولو مرة واحدة خلال مسيرته علما بانها شاركت ثلاث مرات اعوام 1958 عندما كان جورج في الثانية عشرة من عمره، وفي عامي 1982 و1986 بعد اعتزاله اللعب.
لكن ما فشل في تحقيقه لمنتخب بلاده، نجح في ان ينجزه في صفوف مانشستر يونايتد الذي كتب في صفوفه اروع الصفحات في مسيرته الشخصية وتاريخ النادي الانكليزي الشمالي العريق.
وشكل بست مع الثنائي الشهير الاسكلتندي دينيس لو والانكليزي بوبي تشارلتون ثلاثيا خطيرا نجح في قيادة "الشياطين الحمر" وهو لقب مانشستر يونايتد الى احراز اول لقب اوروبي في تاريخ النادي وكان على حساب بنفيكا البرتغالي ونجمه الشهير اوزيبيو بفوزهم عليه 4-1 في مباراة تاريخية كان مسرحها ملعب ويمبلي الشهير وكان نصيب بست هدفا وتشارلتون هدفين وبالتحديد في 29 ايار/مايو عام 1968.
واطلق على فريق مانشستر في ذلك الوقت لقب فريق الاحلام بقيادة المدرب الفذ مات با**ي احد الناجين من حادثة الطائرة التي كانت تقل لاعبي مانشستر يونايتد من بلغراد الى مانشستر وتحطمت لدى اقلاعها من مطار ميونيخ في 6 شباط/فبراير عام 1958.
وساهم الفوز وتألق بست خلال هذه البطولة في ان يتوج افضل لاعب اوروبي في الجائزة السنوية التي تمنحها مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية المتخصصة في كرة القدم لافضل لاعب في البطولات المحلية. وبات بست معبود الجماهير حتى ان شهرته تخطت في بعض الاحيان شهرة فريق "البيتلز" الانكليزي الذائع الصيت في تلك الفترة في الشمال الانكليزي، وقد اوكل اللاعب الى ثلاثة اشخاص مهمة الاهتمام بالرسائل الشخصية التي كان يتلقاها من المعجبين ومحاولة الرد عليها.
جورج بيست وزوجته أليكس
وتحدثت تقارير عن تلقيه نحو 10 الاف رسالة في الأسبوع الواحد وهو رقم كبير جدا في تلك الفترة. لكن مسيرته بدأت تتخذ منعطفا خطيرا عندما بدأ الادمان على الكحول بشكل كبير ومعاشرة النساء. وبدات مشاكل بست الصحية عام 2000 عندما اصيب بالتهاب في كبده واضطر الى استئصاله وكانت حياته في خطر. ثم دخل مرة جديدة المستشفى في شباط/فبراير عام 2001 بالتهاب حاد في الدم.
ثم خضع بست لعملية زرع كبد جديد في 30 تموز/يوليو عام 2002 ومنعه الاطباء من تناول الكحول لكن اللاعب المشاكس لم يأبه بتحذيراتهم وادمن الكحول مجددا ما دفع زوجته التي كانت تصغره ب26 عاما الى تركه. وطرأ تدهور حاد على صحته عندما ادخل الى احد مستشفيات لندن في 3 تشرين الاول/اكتوبر الماضي لاصابته بالتهاب حاد في كبده.
وذكرت مصادر طبية بان بست دخل في غيبوبة اثر نزيف داخلي حاد وقال مستشاره الطبي بانه يصارع الموت في حين اشارت زوجته اليكس بست بان حالته الصحية تدهورت بشكل كبير. اما مدير اعمال اللاعب فيل هيوز فقال: "دخل جورج المستشفى وهو يعاني من التهاب حاد في كبده لكن الالتهاب اصاب اعضاء اخرى في جسده وهو يعاني من نزيف داخلي وفي اسوأ حالة ممكنة".
لكن بست نجح مرة اخرى في الخروج من ازمته الحادة ولم يعد في حاجة الى جهاز تنفس اصطناعي وزال الخطر نسبيا على حياته، لكنه تعرض لانتكاسة حادة دخل على اثرها غرفة العناية الفائقة قبل ايام من دون ان يتمكن هذه المرة من ابعاد شبح الموت عنه قبل ان يلفظ انفاسه الاخيرة اليوم الجمعة.
المــصـدر 
25-11-2005, 10:59 PM
أسطورة الكرة الفارس جورج بيست يترجل
العرض العادي
