من هذه الأبيات التي أنشد بها أحد القوميين العرب ومن يسمى بالقروي رافعاً شعار العروبة في شعره
سأبدأ حديثي عن قوميتنا العربية ،،
من العبارات التي طالما تتردد على مسامعنا عبارة الإسلام في ضعف شديد والصحيح أن تلكـ العبارة خاطئة
بكل ماتعنيه الكلمة من معنى ،،
فالصحيح والغير قابل للجدل أن الإسلام قوي والضعف لايصيب سوى الأمة الإسلامية التي نحن شبابها
وسر قوتها ،،
هنا سأتطرق لإحد أسباب ضعف الأمة الإسلامية التي تجري عليها سنن الخالق من الضعف والقوة
بقدر قربها وبعدها من شروط التمكين والنصر التي أخبرنا الله عنها ،،
أما الإسلام فهو محفوظ منصور بوعد الله عز وجل الذي تكفل بحفظه قال عز من قائل : ( إنا نحن نزلنا
الذكر وإنا له لحافظون )
وأخبر الله تعالى بنشر دينه من خلال التمكين لعبادة المؤمنين قال تعالى : ( إنا لننصر رسلنا والذين
آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد )
وقال خير البشر رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم : (إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها،
وإن إمتي سيبلغ ملكها مازوي لي منها)
وقال صلى الله عليه وسلم : (ليبلغن هذا الأمر مابلغ الليل والنهار ولايتركـ الله بيت مدر ولاوبر إلا أدخله
الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل ، عزاً يعز الله به الإسلام ، وذلاً يذل الله به الكفر)
من ماورد أعلاه دلالات واضحة المعاني لاتقبل الجدال والنقاش أن الضعف لايختص بالإسلام وإنما
يختص بأهله فقط ،،
بالرجوع لمحور حديثنا عن القومية العربية نجد أنها من الأسباب الرئيسية في ضعف الأمة الإسلامية
وصنفها أهل الإختصاص أنها من الاسباب الداخلية ،،
فالقومية العربية للإسف الشديد سببت الفرقة والإختلاف بين المسلمين وهي من الدروس العظيمة
والعبر الخطيرة ،،
التي يمكن أن يعقلها العاقلون ويستفيد منها المستفيدون ، والتفرق والإختلاف بسبب القومية العربية
يعتبر خطر أصاب هذه الأمة ،،
ويعتبر سبب رئيسي في النكبات التي حلت بالمسلمين في العصرين القديم والحديث وعظمت به
البلوى واشتد الكرب به في هذا العصر خاصة ،،
حيث أضحى المسلمون بسبب تفرقهم وتقسيمهم شيعاً وأحزاباً وكل حزب يستشيط فرحةً بما لديه
على الرغم من تحذير الكتاب والسنة لهم على ذلكـ ،،
قال تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين
قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرةٍ من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم
آياته لعلكم تهتدون)
وقال تعالى : ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء)
وبالعودة لبداية الإختلاف نجد أنه بدأ في أواخر العهد الراشد وظهر جلياً وبارزاً في أواخر الدولة الأموية
بين الأسرة السفيانية (نسبة إلى أبو سفيان) والمروانية (نسبة إلى مروان عبدالحكم) وبين العرب والموالي ،،
وإزدادت الخلافات آنذاكـ مع ظهور نعرات الإفتخار بالجنس العربي وإحتقار الأجناس الأخرى وظهر مايقابلها حركة
تسمى حركة الشعوبية وأطلقت على محتقري العرب من يصغرون شأنهم ،،
والحركة الشعوبية تعني التعصب ضد العرب وبدأها من دخلوا في الدين الإسلامي وهم يحقدون عليه من
اليهود والنصارى والمجوس،،
ورد البعض من العرب بالتعصب للعرب مما حمل بسببه روح التفرقة بين المسلمين وإستغلت الحركة الادب
واللغة والشعر العربي والتأليف والمفاخرة والمفاضلة بين العرب والعجم ،،
وبوادر تلكـ الحركة بدأت في العصر الأموي وظهرت بشكل جلي في العصر العباسي وفي الأندلس نشأت
تركيبة إجتماعية وعرقية خاصة هي سبب نشوب الفتن والإضطرابات ،،
كانت الحركة تؤجج الفتن حيث كان هناكـ عرب وبربر وأسبان وإنقسم العرب آنذاكـ إلى قيسية ويمانية
مع شدة التنافس بين العرب والبربر ،،
إنظروا أحبتي ماذا نتج من تلكـ التفرقة وكيف الصليبيين إستفادوا من تحزب المسلمين :
بعد أن بلغ العداء والتنافس بين المسلمين شدته أصبح المسلم يستعين بالصليبيين على أخيه والأمثلة
كثيرة ومنها ماحدث بين محمد بن الأحمر وابن هود ،،
حيث استعان محمد بن الاحمر بالاسبان على خصمه وعندها تنازل ابن هود بدوره عن ثلاثين من قلاع
المسلمين للإسبان رغبةً في مساندتهم له على ابن الاحمر ،،
والدولة العثمانية سقطت وتفككت أوصال العالم الإسلامي بسبب ظهور القوميات الطورانية والعربية
بتحفيز من اليهود والصليبيين لبث الفرقة بين المسلمين ،،
وهذا هو أحد أهم أسباب سقوط الدولة العثمانية بعد سقوط آل عثمان على يد جمعية الاتحاد والترقي
وسادتها يهود الدونما ،،
والقوميات العربية ظهرت بشكل واسع في أنحاء البلاد الإسلامية بأمر ساطع الحصري وهو رجل أعجمي
لايتكلم العربية الفصحى ويضمر عداء شديد للإسلام لتربيته الصهيونية ،،
فقد نجح في نشر فكرة القومية بمفهومها العلماني الإلحادي المعادي للإسلام بين العرب وبسببه
خسر العرب جزء كبير من أرضهم ،،
وساحت في بلادهم المحتل اليهودي الذي درعه الغرب بأحدث الأسلحة والمعارف وكل خبيث أخلاقي
حتى أنهم أصبحوا دويلة بين العرب ،،
يقول أحد القوميين :
يامسلمون ويانصارى دينكم
.............................دين العروبة واحد لا إثنان
والتفرق والقومية والحزبية لها صور منها دعوات الأحزاب الشيوعية العربية والتي تمجد حتى بعد سقوطها
ومن الدعوات الضالة الأحزاب القومية العربية والأحزاب البعثية ،،
والحزب البعثي إشتهر منه مؤسسه السوري المسيحي : ميشيل عفلق وصلاح البيطار وجلال السيد
وعبدالحليم خدام وحافظ الأسد وصدام حسين ،،
يقول أحدهم:
آمنت بالبعث رباً لاشريكـ له
.............................وبالعروبة مذهباً ماله ثانِ
ويقولوا هاتفين :
البعث ديني والعروبة مذهبي
بعد تلكـ النظرة البسيطة عن تاريخ القومية العربية وأهدافها إتضح جلياً أن ماحدث ويحدث في بلادنا الإسلامية
اليوم من تعنت الغرب وعنجيتهم لم يكن ليكون ،،
لم يكن ليكون لو لم يتغنوا بالعروبة ويدافعوا عن سبيلها وكلنا نترفع عن تلكـ الأبيات الشركية والتي وضعت
لتوضيح الصورة والهدف من القومية العربية ،،
حتى أنهم تغنوا بأن البعث رباً والعروبة مذهباً والرب هو الله لا شريكـ له ومع هذا بحزبيتهم البعثية وقوميتهم
العربية خالفوا الواقع جملةً وتفصيلاً ،،
ويالوقاحتهم أصبحوا المسلمين والنصارى إخواناً بدين العروبة ولادين في الحياة حقاً غير الإسلام ومع هذا
أصبحت العروبة ديناً في قاموسهم ،،
في تاريخنا الحالي القومية العربية هي ذاتها والضعف في الأمة الإسلامية بسببها وليس السبب وحيداً
ولكن يعتبر واضحاً ،،
العراق ، الشيشان ، أفغانستان وشتى البلاد الإسلامية لم تكن لتحتل لو أن الأمة الإسلامية لم تقسم
وتتحزب في صور وأشكال مختلفة ،،
حتى أختصر الحديث أختمه بـ :
تباً للقومية العربية .. أضعفت الأمة الإسلامية
تقبلوا تحياتي وفائق إحترامي وتقديري ،،
تركي العتيبي!!
"مصافحة أولى لرواد المجلس "
05-06-2008, 03:48 AM
تباً للقومية العربية .. أضعفت الأمة الإسلامية ..!!
...
العرض العادي
