القرار الذي أتخذه وزير الصحة الدكتور حمد المانع لجهة معاقبة موظف الاستقبال في مستشفى النساء والولادة في مدينة الملك فهد الطبية بالرياض على خلفية عدم استقبال المستشفى لحالة ولادة مبكرة في ظروف طارئة لزوجة المذيع والإعلامي بقناة المجد محمد المقرن بسبب عدم توفر حاضنة للطفل من قبيل ذر الرماد في العيون والهروب من شلل تام للنظام الصحي.

مقال الزميل الإعلامي وقصته شاهد على رداءة النظام الصحي برمته في بلادنا رغم مايضخ فيه من دعم مادي لايتوقف بيد أنه يتعرض للهدر نتيجة قصور في الرؤية والتخطيط والإدارة في ظل تصاعد الشكوى المريرة من قبل قطاعات واسعة من المواطنين تعكسها بشكل يومي وسائل الإعلام المحلية فضلاً عن مايلحظه المتابع والقريب من تخبط في هذا الشأن.

حين نقرأ بيان معالي الوزير والتوجيه بعقاب موظف الاستقبال بالنقل من وظيفته والمطالبة بالتحقيق معه نعتقد أننا قرأنا البيان خطأ أو أن على العين قذى حال من الرؤية الصحيحة..!!. كيف يمكن لموظف استقبال أن يُحدث هذا الضرر الجسيم في الجسم الطبي العليل؟!. هل كان القرار قرار موظف الاستقبال أم أنه كبش فداء؟. أين مسؤولية المشرف على قسم الطوارئ وإدارتها وطبيب أو طبيبة الطوارئ بل أين تقع مسؤولية مدير عام المدينة الطبية التي توصف بأنها تخصصية لذلك أقفلت أبوابها عن الحالات التي تترفع عن معالجتها (!!) بحجة أن المستشفيات العامة تستطيع علاجها ثم تعجز هي عن قبول الحالات الدقيقة والتخصصية؟!!.

لم نقرأ في بيان وزير الصحة إشارة لا من قريب أو بعيد للتحقيق في تفصيلات الحادثة ومحاسبة إدارة المدينة الطبية التي تجاوزت ميزانيتها مليار ومائة مليون ريال ولم نسمع بالتحقيق مع إدارة مستشفى النساء والولادة بالمدينة والذي يوصف بأنه تخصصي كيف يحدث لديه نقص في حاضنات الأطفال ؟!.. ثم نتساءل كيف للوزير أن يعاقب موظفاً صغيراً بمرتبة موظف استقبال؟، أين إدارته إذا كان القصور يبدأ وينتهي عند هذا الموظف؟!!. لماذا لم تعاقبه إدارته وانتظرت قراراً يصدره الوزير؟!!.

في مقال الزميل الإعلامي وقصة معاناة زوجته أطراف أخرى لم يتطرق لها بيان معالي وزير الصحة أو أنه غض الطرف عنها..!. لم نقرأ في البيان قراراً بعقاب المستشفيات الخاصة التي رفضت قبول الحالة رغم أن وزارة الصحة أعلنت منذ نحو عام أنها أبرمت اتفاق مع المستشفيات الخاصة بقبول الحالات الإسعافية لحالات الولادة المعقدة ثم تتكفل الوزارة بدفع تكاليفها.. لماذا يامعالي الوزير لم تصدروا أمراً بعقاب تلك المستشفيات إن كان هناك ثمة إتفاق جرى الإخلال به؟!.. أم أن تلك مجرد تصريحات صحافية تعيدونها اليوم في بيان عقاب موظف الاستقبال الذي يدل على أزمة إدارة خانقة آن أوان حلها.

بقي أن نذكر أن أزمة الحاضنات بدأت تتفاقم والمستشفيات الحكومية تقول لا طاقة استيعابية متوافرة والمستشفيات الخاصة تطلب الدفع أولاً والضحية جنين لم ير النور بعد ربما من الأفضل أن يبقى في حضن رحم أمه الدافئ حتى تجد وزارة الصحة خطة طوارئ عاجلة لمعاقبة جميع موظفي الاستقبال الذين حالوا دون خروج الأجنة من بطون أمهاتهم..!!