عاشق منتخب الأرجنتين لدرجـــــة خطيرة .. الشاعر سعد علوش: جمهور الشعر بلا فكر ويبســـــــطهم شــعبان عبدالرحيــم
بقصيدته ورأيه، ذلك هو الشاعر الكويتي سعد علوش، الذي جاء بتجربة شعرية مختلفة، استطاع من خلالها أن يغير بوصلة الشعر باتجاهه، منتزعاً الإعجاب من شريحة كبيرة..
«الرياضية» استضافت هذا الشاعر للحديث حول تجربته وحول نظرته للشعر وللساحة بشكل عام، فكانت آراؤه كالعادة جريئة وتتسم بالشفافية.. تحدث عن (شاعر المليون) واتهم هذا البرنامج بأنه دمر الشعراء والذوق العام، وتحدث عن الحرب الباردة بينه وبين الشاعر ياسر التويجري، كما كشف في سياق إجاباته عن قصة ديوانه الذي أضاعته شركة الإنتاج، وعن اتهام البعض له أن من يكتب قصائده هو شقيقه الشاعر عبدالله علوش.. المزيد من التفاصيل خلال نص الحوار التالي:
ـ أجلت الحوار ساعتين لاستكمال مباراة كرة قدم كنت تخوضها.. لذلك وبما أننا في صحيفة رياضية متخصصة سأطلق عنان الأسئلة من هذه الزاوية، وأقول حدثنا عن علاقتك بكرة القدم؟
علاقة بلاي ستيشن (قالها ضاحكاً)، ثم أضاف قائلاً: أنا عاشق لمنتخب الأرجنتين لدرجة خطيرة، وأحزن كثيراً وأكتئب حينما يخرجون من كأس العالم، وليس هناك سبب مقنع للحب الزائد عن حده، لأنني لست مراهقا، ولكن أحياناً بعض الأشياء تنجرف إليها دون سبب واضح.
ـ وهل لديك الشجاعة لتكشف عن ميولك الرياضية.. وأي فريق تشجع؟
جداً، أنا لا أشجع ناديا بل أشجع منتخباً وهو منتخب الأرجنتين، وبعيداً عن الأندية أحب اللاعبين ياسر القحطاني ومحمد نور وأستمتع بلعبهما.
ـ ولكن هذه إجابة دبلوماسية وحيادية.. ألا ترى ذلك؟
أنا لست سعودياً حتى أتعرض للعتب من قبل الجمهور حينما أقول إنني أحب الاتحاد أو الهلال أو النصر، ولكن هذه وجهة نظري وأنا مقتنع بها.
ـ إذاً دعنا ندخل لكرة الشعر.. قلت لقصيدتك أثر بالغ على شعراء جيلك وأنهم تأثروا بها.. هل هذا ثقة أم غرور؟
الله.. هذه الكرة التي أجيدها، ومن ثم أنا لم أقل ذلك إلاّ بعد أن قالوها، بمعنى أنني لم أصحُ من النوم وأذهب لكي أصرح أن لقصيدتي أثراً بالغا على شعراء جيلي، بل إن هناك شعراء كباراً ونقاداً هم من قالوا ذلك، ومن ثم رددتها أنا خلفهم بعد أن وعيت جداً لحجم ومكانه قصيدتي وأثرها، وهذا بالعكس ليس غرورا بل ثقة (وأما بنعمة ربك فحدث).
ـ وما دليلك على أثر قصيدتك على شعراء جيلك.. أي شاعر قادر على أن يخرج ويقول مثل هذا الكلام.. نريد دليلا؟
هناك شعراء كثيرون قالوا هذا الكلام وهو أكبر دليل، وأنت في تصريح صحفي نشرته لشاعر علم من شعراء الساحة استثنى تجربتي من بين تجارب الشعراء الشباب، كل هذا دليل.. ألا يكفي!
ـ جميل أن تأتي لنا الآراء من الآخرين، ولكن تصديرك أنت لهذا الرأي ربما يؤخذ من المتلقي على سبيل الغرور.. وهذا ما أقصد؟
حينما صدرت هذا الأمر للمتلقي ثق تماماً أنني فكرت جيداً في ردة فعله وكيف ستكون.. ودرستها بشكل متقن، فهناك شعراء يكذبون على المتلقي بحجة الدبلوماسية، فحينما تقول له أنت أفضل شاعر يرد بالنفي وأن القمة تتسع للجميع وهو بداخله يقول لا أنا أفضل شاعر، لماذا لا يكون شجاعاً وصريحاً ويقولها، ربما هكذا يغذي روح المنافسة ويعمل أثرا إيجابيا، أما الأثر السلبي فهو أن تعمم وتكون ضبابيا ورماديا وتقول كلنا جيدون ومتميزون، وهذا غير صحيح، فهناك شاعر مبدع وشاعر مبتكر وشاعر تقليدي وشاعر يقلد شاعرا وشاعر مهرج وشاعر للمراهقين والأطفال، مشكلتنا عدم الصراحة والتعميم، ونقوم بجمع عشرين شاعراً ونقول كلهم نجوم.. وللمعلومية النجاح ليس دليل الإبداع والشاعرية، فهناك كثير أشياء ناجحة وهي تافهة ولكن في نهاية المطاف لكل ساقط لاقط.
ـ أنت عددت فئات من الشعراء أنا لا يهمني منهم سوى المبدعين ولو طلبت منك نسبة المبدعين في ساحة الشعر كم ستمنحهم؟
ربما يختلف الإبداع من منظوري عن منظور الآخرين، فمن منظوري أن الإبداع 3 في المئة فقط.
ـ ولكن هذه نسبة ضئيلة جداً وقد تكون مبحطة.. ألا ترى ذلك؟
هذا الواقع، رغم أنني كنت أتمنى لو كانوا أكثر لكي أفرح وأتحفز، ولكنهم قليلون.. ماذا أفعل!
ـ لا أود أن أظهرك بمظهر المغرور ولكن هناك سؤال يتطلب مني الزج به هنا، وهو هل أنت من الـ 3 في المئة أم لا؟
نعم، وأنا منذ أن خرجت للإعلام وهذه إجاباتي وهم يفسرون صراحتي ومصارحتي مع النفس بالغرور والثقة بالنفس غرور وهذا شأنهم ولا يعنيني، ولكن كنت أتمنى من المتلقي لو أدرك أننا أعلم بشعراء الساحة منه ونعرف الشاعر المبدع من غيره ونعرف أن هذا الشاعر أقل من ذاك وأن هذا الشاعر سرق فكرة شاعر آخر، ونعرف أن هذا الشاعر يكرر نفسه وذاك يقلد آخر، لأن هذه لعبتنا، ولكن المتلقي بمجرد ما يخرج شاعر بالتلفزيون قالوا أفضل شاعر، أي أنهم يقيسون الأفضلية بعدد مرات الظهور.
ـ وهل هذا ما دفعك لكي تصف أن الشاعر الشعبي وصل إلى مرحلة التكرار حد القرف؟
صحيح الشعر مكرر لدرجة مقرفة ومملة، والقنوات الشعرية لعبت على هذا الوتر حتى دفعت الناس إلى الملل من الشعر والشعراء سواء كانوا جيدين أو سيئين، في السابق كنا نتابع فقط برنامج (البادية) كل يوم أحد الآن 24 ساعة شعر، وصاحب القناة يريد مسجات، لذلك لا يغلقها في الليل لأنها ليست قناة حكومية، لذلك يبحث عن مادة شعرية ولا يجد سوى الشعراء (المهّبل) الجاهزين على مدار الساعة، فتأثر الذوق العام بهؤلاء (المهّبل)، فالحسبة بسيطة جداً، فقلة الأدب والمال دخلا في كل شيء، الذين عملوا برنامج (ستار أكاديمي) لم يسحبوا سوى المراهقين، بعد (شاعر المليون) جاء (مزاين الإبل) وتحول إلى قبائل وأصبحنا نشاهد سيارات في الشوارع مكتوب عليها رموز للقبائل، علماً أن الرسول صلى الله عليه وسلم قبل 1400 سنة قال (دعوها فإنها منتنة)، ولكن للأسف (شاعر المليون) و(المزاين) أعاداها.
ـ الشيء بالشيء يذكر.. وأنت قلت ذات مرة إن برنامج (شاعر المليون) مضر بالشعر.. كيف؟
أين الإيجابية في (شاعر المليون)، المذيع والمذيعة واللجنة والشعراء جاءت إليهم مبالغ كبيرة، ولكن الشعر لم يستفد شيئاً ولم يضف له شيء، بل بالعكس أصبح الشعر معلبا وتحول إلى قبائل وساهم في تخريب الذوق العام، جمهور الشعر الآن تحول إلى مراهقين وابتعد الجمهور الواعي والناضج ولم يعد يحضر الأمسيات.
ـ أيضاً قلت إن هذا البرنامج من المستحيل أن يخّرج شاعرا عظيما، ما يحدث الآن أن بعض الشعراء المعروفين وأصحاب التجارب الطويلة في الساحة يشاركون فيه.. بماذا تفسر ذلك؟
(شاعر المليون) لم يأتِ بشاعر مبتدئ وقام بتمرينه وصقله من خلال المنافسة، لا بالعكس يأتون بالشعراء الأقوياء (ويطردهم بعد)! وينجّح شعراء ضعفاء، هناك نكسات كبيرة لهذا البرنامج خصوصاً النسخة الثانية وأنا أول شاعر أنتقد هذا البرنامج قبل أن يبدأ وصرحت بذلك وثبت الآن كلامي، حينما يدخل شاعر للبرنامج ويقوم بمدحه وشتم كل من يهاجمه اللي هم أمثالي فجأة يخرجونه من المسابقة، تخيل ماذا سيكون موقفه! هذا لم يضرني ولم يأخذ من جمهوري ولم يستفد من البرنامج ولكنه خسر مصداقيته.
ـ تهاجم هذه البرامج وأنت قررت المشاركة في مسابقة (شاعر الإسلام).. هل هذا تناقض؟
لا.. من قال إنني قررت.. ولكن هناك رغبة من قبل القائمين على هذا البرنامج بمشاركتي لأن قصائدي تتناسب مع توجه البرنامج، ولأنني شاعر وخيّال، والمسابقة تقوم على الشعر والفروسية والرماية، والمسجات لوجه الله سبحانه وتعالى، لأن دخلها يذهب لجمعيات خيرية، لذلك قلت سأفكر في الأمر وأطرح بموقعي استفتاء إذا وافق جمهوري أن أشارك في (شاعر الإسلام) فعلت وإذا لم يوافق امتنعت.
ـ ديوانك الصوتي تأخر بذريعة أنك تود أن تكتشف أخطاء من سبقوك على هذه الخطوة.. كل هذه المدة ولم تكتشف الأخطاء يا سعد؟
لا بالعكس أنا سجلت الديوان وسلمته الشركة المنتجة ويحتوي على عشرين قصيدة، الشركة ضيعّت النسخة.. تخيل ذلك!
ـ هذه سابقة تحدث لأول مرة.. هل يعقل أن تضيّع شركة إنتاج ديوان شاعر بعد تسجيله.. ربما هناك خلف الكواليس بعض الأسرار؟
لا توجد أسرار على الإطلاق، الديوان سلمته وانتقل من شخص بالشركة إلى شخص آخر حتى ضاع ولم يتم العثور عليه، بعد ذلك طلبوا مني إعادة تسجيله مرة أخرى فرفضت.
ـ (أقاطعه).. وهل سبب الرفض احتجاج على الضياع أم ماذا؟
لأن الشعر بالنسبة لي مزاجية، الآن لدي 50 قصيدة جديدة لم يسمعها أحد، وبإمكاني تسجيل عدد كبير من القصائد ولكنني رفضت، فالاستديوهات من أكره الأماكن التي أذهب إليها، لأنها تخص الفنانين، وأنا وهم لا نتوافق.
ـ أنتم كشعراء الآن أخذتم دور الفنانين وأصبح الكل يغني ويشيل قصيدته.. ما ردك؟
سلم لي على هؤلاء الذين حولوا الشعر إلى غناء وشلات وطرب، الشعر الآن قصيدة للقبيلة وأخرى تشلها عندها ستصبح نجما ولك جمهور، الجمهور الآن ليس جمهور فكر، ولو أحضرت لهم شعبان عبدالرحيم لفرحوا وأصبحوا في قمة الانبساط، وبالرغم من ذلك أنا سعيد أن هناك فئة تقرأ بنضج ووعي.
ـ شخصية الشعر الشعبي حسب إجاباتك البعيدة عن التفاؤل أجد أنها شخصية شوهت وتوسخت.. أليس كذلك؟
لم تشوه وتتسخ بشكل كبير، وللمعلومية ولاة الأمر في الخليج حينما يدعمون الشعر وبرامج الشعر مثل (شاعر المليون) وغيره نيتهم طيبة، ولكن التخطيط غير سليم، فحينما تنتج برنامجا للشعر الخليجي وتنتجه مذيعة غير خليجية ويشرف عليه شخص بعيد كل البعد عن الشعر وأهله وفجأة يجد نفسه أمام برنامج للشعر,كيف ينجح! بعد ذلك جاء المقلدون (شاعر الشعراء) و(شاعر الجمهور) وغيرهما سلسلة من الفشل الذريع والانهيار، وهذه البرامج محسومة سلفاً.
ـ وهل الشعر وصل إلى هذه الدرجة التي يدر من خلالها ذهباً؟
سمعت أحدهم يتحدث في التلفزيون عن السحر، وقال هناك سحر جديد وهو الإعلام، الإعلام يبهر ويزين الأشياء، والشعر أصبح هو الموز الآن، لذلك تحول الجميع إلى شعراء، بينما في السابق تجلس سنوات حتى تسمع عن شاعر جيد، وصلنا لدرجة أننا نذهب إلى مجلس نجد الكل شعراء وربما تشك في نفسك أنك لست شاعراً.
ـ وهل هذا يجعلك تخجل في بعض المواقف أن يقال عنك شاعر شعبي؟
أحياناً تحزن أن لك زملاء وفئة مثل هذه النوعية بالشعر، كنت أتمنى لو كان الشعر أصعب وعملية الدخول إليه بالغة الصعوبة.. ولكن ربما هذا قدرنا كشعراء.
ـ لو وضعنا في يدك القرار لترتيب الساحة الشعبية وإعادة تنظيمها.. ما الإجراءات التي ستفعلها؟
أولاً أغلق برنامج (شاعر المليون)، وثانياً أمنع أي مهرجان مسابقات، وإذا أردت أن أنظم مهرجانا أنظم مهرجانا دون مسجات sms ، يا أخي تخيل أن هذه المسابقات يقوم بدعم وتقييم الشعراء أشخاص لا يعرفون الشعر، والمضحك أن فئة من الناس تجتمع لكي تدعم شاعرها بمبالغ مالية للتصويت، كيف يصبح شاعرا، هذا يتم التفاخر به وهم يدعمونه بمبالغ مالية لكي يفوز!
ـ صنفت نفسك ضمن الشعراء النخبويين.. الألقاب يا صديقي تمنح ولا تؤخذ، ولكنك تود أن تأخذها.. دافع عن ذلك.. ماذا تقول؟
أولاً الحمد لله على هذه الألقاب، ثانياً هناك من منحها لي، وبعض الألقاب أخذتها كما تقول (ليش زعلانين)!
ـ كيف تأخذها من نفسك.. الأجمل أن يطلق اللقب أو يأتي التصنيف من المتلقي وليس منك؟
أنت تسأل وأنت تعرف تماماً أنها جاءت لي من الآخرين، ومع ذلك أقول لك إنني أنا جمهور نفسي وأستمتع بشعري وقد أمنح نفسي بعض الألقاب والتصنيفات.
ـ أتذكر أنك قلت لي إنك تسجل بعض قصائدك وتصفق لها وكأنها لأحد غيرك.. هل هذا صحيح؟
نعم صحيح، أقوم بتسجيل بعض قصائد بالبلوتوث وأستمع لها وحينما يعجبني بيت منها أصفق وأقول (الله)، كم هي رائعة كمية الأحاسيس التي كانت بهذه القصائد، لأنك أحياناً تشعر أنك (جلف).
ـ هذا الموضوع يا سعد قد يفسر على أنك مريض نفسياً.. ألا تخشى من هذه التفسرات؟
الأمر عادي جداً، وأنا مريض نفسي طالما هم يرون أن استمتاعي بقصائدي وتصفيقي لشعري مرض نفسي، وضع ذلك مانشيت عريض (أنا مريض نفسياً).. الناس تبحث عمن يكذب عليها، يا أخي أنا أثق بنفسي أنني شاعر مبدع (ليش يزعلون يعني)!
ـ قلت إن شعراء الفصحى أفضل بكثير من شعراء العامية.. هذا الرأي خرج منك وأنت محسوب على ساحة العامية.. بماذا تفسر ذلك؟
الشعراء الأوائل مثل أبو فراس الحمداني والمتنبي، وشعراء العصر الحديث مثل نزار قباني ومحمود درويش، هؤلاء بالفعل أفضل بكثير من شعراء العامية، وحقيقة هؤلاء حفزوني لكتابة الشعر الفصحيح وبالفعل شرعت في ذلك، ولكن أكتب القصيدة النثرية، لأن العمودي أشعر أنه مغلق ويحتاج نحويات أنا لا أملكها.
ـ قلت إنك تفصل بين الشاعر وشخصيته ولو ربطت شخصية الشاعر بتجربته لما قرأت لأغلب الشعر، وهذا فسر على أنه اتهام مبطن ينال من سلوكيات الشعراء.. ماذا تقول؟
من وجهة نظري أنه يجب على الشاعر أن يفعل ما يقوله، فحينما يصدر الشاعر فضيلة للمتلقي على الأقل يجب أن يمتلكها أو على الأقل يمتلك نصف هذه الفضيلة، ولكن الأمر المحزن أنك تصدر هذه الفضيلة كشاعر وتملك عكسها.
ـ القرآن الكريم أخبرنا عن الشعراء أنهم يقولون ما لا يفعلون، وهذا ديدن البعض منهم.. ماذا تقول؟
صحيح وهذا واقع، ولكن هناك استثناء القرآن الكريم قال: يقولون ما لا يفعلون، ولكنه استثنى بالقول إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات، لذلك يجب على الشاعر أن يكون ضمن هذا الاستثناء، على الشعراء أن يصدروا رسالة نبيلة وأن تنبع هذه الرسالة من أفعالهم وتصرفاتهم وسلوكياتهم، دعهم يجعلون أبناءهم يفخرون بهم بعد عشرين عاماً حينما يكبرون، بدلاً من أن يقولوا كان آباؤنا مراهقين يقولون كانوا أصحاب رسالة شعرية نبيلة!
ـ القصيدة الحرة لا تعترف بها وتعتبرها مجرد كلام مرتب.. الغريب أنك تكتبها رغم ذلك؟
نزار قباني هو من قال عنها إنها مجرد كلام مرتب.
ـ (أقاطعه).. أنا أريد رأيك وفكرك وقناعتك أنت وليس نزار.. ماذا تقول؟
أنا أحب الشعر عموماً في كل حالاته، ويزعجني أولئك الذين يخرجون ويستهزئون أو يقللون من القصيدة الحديثة (الحرة ـ التفعيلة)، لأن المرء عدو ما يجهل، فإذا جهلت شيئا لا تشتمه، لأن له رموزه وشعراءه وإبداعه، وتعلم أنه أصعب من القصيدة العمودية.
ـ قلت في بداية حوارنا إن لديك مجموعة كبيرة من القصائد لم تنشرها.. سأربط ذلك بقول سابق لك وهو أنك تكتب في أسبوع أكثر من خمس قصائد.. المسألة ليست بالكم بل بالكيف.. ألا ترى ذلك؟
لا لم أقل في الأسبوع بل قلت في الشهر أحياناً أكتب خمس قصائد، وأحياناً قصيدة، المهم أنني أكتب ولا أتذكر أنني توقفت عن كتابة القصيدة، فكل يوم يخرج بيت أو بيتان وأحياناً قصيدة، في النهاية هي مواهب والله سبحانه وتعالى يوزعها على البشر، والقصيدة تحتاج إلى لياقة ذهنية وهذه اللياقة لا تتوفر عند كل الشعراء.
ـ وأنت تمتلك هذه اللياقة الذهنية؟
الحمد لله إلى الآن أمتلكها، ولكن قد يأتي اليوم الذي أفقد من خلاله لياقتي، ولكن تذكر أن نزار قباني مات وهو لا يزال يكتب قصائد إبداعية وكم ديوان لديه، ولكن نحن في الخليج لدينا ظروف مختلفة، فحينما يصل الشاعر سن الثلاثين يقل إنتاجه وقد يبتعد.
ـ كتبت القوافي الصعبة ومن ثم غيرتها بحجة أن هناك من قام بتقليدك، بالرغم من أنهم يقولون إنك في الأصل تقلد الشاعر سعد بن جدلان.. ما رأيك؟
حينما كتبت القوافي الصعبة كان ذلك في بداياتي الشعرية، ودائماً البداية ما تشهد نوعاً من التحدي وإثبات الوجود، هذه مرحلة وانتهت، كونك شاعرا تستطيع إثبات وجودك وقادر على الكتابة على القوافي الصعبة وقادر على الابتكار، هي مرحلة وانتهت.
ـ ولكنك ترفض مقارنتك بالشاعر سعد بن جدلان؟
ربما سابقاً كنت أقارن بالشاعر سعد بن جدلان، ولكن الآن أنا لا أقارن به إطلاقاً.
ـ كيف يعني؟
يعني أجيال جداً مختلفة، مع أنه تربطني بالشاعر سعد بن جدلان علاقة قوية وحدث بيني وبينه ردية، ولكن في النهاية يبقى ابن جدلان مدرسة شعرية مستقلة بعيدة عن أي شاعر.
ـ أيضاً هناك من ردد أن شقيقك الشاعر عبدالله علوش هو من يكتب لك.. كيف تعاملت مع هذه الأقاويل؟
هذه قمة السذاجة، قالوا إنني تلبست ابن جدلان، بذريعة أننا كلنا نكتب قوافي صعبة، وأسماؤنا متشابهة، وبعدها قالوا بكل سذاجة إن شقيقي عبدالله هو من يكتب لي، ومن أين لبعدالله هذه القدرة الكبيرة التي تخوله ليكتب لي ويكتب لنفسه، عبدالله في النهاية هو أستاذي وهو من علمني أبجديات الشعر، وعلمني كيف أطور القصيدة وأدين له بالكثير.
ـ شفافيتك وصراحتك تغريني للزج بالسؤال التالي: ماذا بشأن الحرب الباردة وغير المعلنة بينك وبين الشاعر ياسر التويجري؟
لا بالعكس، ولم أقابل ياسر التويجري في حياتي سوى مرة وأحدة وهو أخ عزيز، ولا توجد بيننا أي حروب.
ـ (أقاطعه).. ليس بالضرورة أن تقابله لكي تقوم الحروب، هناك حروب غير معلنة وتدار من خلف الكواليس، أريد ردا يشفي فضول السؤال.. ماذا تقول؟
أصلاً ما بيني وبين ياسر التويجري أي منافسة لكي تحدث بيننا حرب، صحيح أننا جيل واحد ولكننا أشكال شعرية مختلفة تماماً، الأمر الآخر قبل مدة قصيرة أرسل لي التويجري رسالة إعجاب وأنا أشكره عليها.
ـ أخيراً موقعك الإلكتروني أعلنت قبل فترة أنك قمت بطرد مديره السابق لسوء تعامله مع الزوار، وهذه لأول مرة تحدث في مواقع الشعر.. ما القصة بالضبط؟
كل ما في الأمر أنه للأسف الشديد قام بسرقة الزوار باسمي، فتخيل أنه أخذ من جمهوري مبالغ مالية بحجة تطوير الموقع حيث أخبرهم أنني لا أهتم بالموقع وقد أغلقه، واستطاع أن يأخذ من محبيّ مبالغ مالية لكيلا يقفل الموقع، وهذا فيلم هندي قام به ذلك الشخص واستغل محبة الناس لي واستنزف جيوبهم.
[[ تعليقي ]] !
تبقى كبير ياسعد !
والله حوار أكثر من رائع !
ويكفي إنك المرعب !
سعد علوش !
أول الشعراء !
*
*
18-03-2008, 10:21 PM
سعد علوش / عاشق الأرجنتين :: (( لقاء مع الرياضية )) !
سعد علوش
..
..
العرض العادي
