نحن السعوديون ..." عاطفيون " !!!
تدور عجلة الزمان وتستمر وقائع الأيام فتأتي المناسبات القومية تلو الأخرى وتأتي معها نسائم العفو والسلام فتشمل المذنب بنسيم نفحاتها وكريم عطاياها ..
ومما لا شك فيه بأننا أمة ضمن تلك الأمم التي لها هيبتها ومكانتها ..
أمتنا لها عاداتها وتقاليدها ولها سنفونيتها وطابعها الخاص التي تتميز به عن غيرها فهي أمة الرحمة والعطف والعفو ..
وحين تحين مناسبات سعيدة على هذه الأمة كمناسبة عيد الأضحى المبارك فإن مشاعر التراحم والتسامح تأخذ مأخذها تعبيرا" عما في دواخلنا من الفرح والسرور بهذه المناسبة الإسلامية العظيمة ..
ما دفعني إلى هذا هو ما صدر عن سلطان الرياضة من قرارات العفو والصفح التي عمت رياضي الوطن برفع الإيقافات عن البعض و تنقية صحائف البعض الآخر من البطاقات الملونة التي باتت مصدر قلق لإدارات الأندية وأجهزتها الإدارية و الفنية ..
ولعل الأمر المهم في ذلك القرار ومربط الفرس هو رفع إيقاف لاعب الهلال والمنتخب السعودي خالد عزيز الذي أوقف بعد خروجه لسويعات من معسكر المنتخب الذي كان يستعد لخوض نزال ودي ليأتي قرار إيقاف عزيز بنفس صيغة ومدة من سبقه بعام بتهمة تزوير العقود ..
تلك روايات مضت .. وتلك وقائع أشبعها إعلامنا الرياضي بالتحقيق والتمحيص عن المذنب وعلى من يقع عليه اللوم !!
ولست هنا بصدد إشعال فتيل الأحداث الساخنة التي أضحت حديث الشارع الرياضي صباح مساء ..
أنا وغيري ممن ينتمي إلى الوسط الرياضي نقدر كل ما يصدر من قرارات من قيادتنا الرياضية مؤمنين بأن ذلك يصب في مصلحة الرياضة السعودية للسعي قدما" نحو الأمجاد العالمية ..
ولكني لست كغيري من أولئك العاطفيين والمتعاطفين حيال رفع الإيقافات والعفو عن من أذنب .. فالمخطئ يجب أن يأخذ جزاءه كائنا" من كان ..
نعم أخطأ عزيز مع تحفظي بمقدار العقوبة التي لقيها وأخطأ من قبله مرات وكرات الكابتن محمد نور بمخالفات هي أشنع من أن يصدر بحقها عقوبة الإيقاف ..
وما دمنا سنغفر لكل مذنب زلته فإن مسلسل الإيقافات سيتواصل وستطول بنا القائمة مستقبلا" إذا كان المذنب متيقنا" بأن باب العفو مفتوح وأنه ومهما كان جرمه فإن عقابه لن يناله كاملا" وهذا ذنبنا أننا " عاطفيون " ..
ولكي نكون صارمين في قراراتنا وعقوباتنا يجب أن نذهب إلى ما ذهب إليه الإيطاليون في قضية " السيدة العجوز " حينما لم تأخذهم عاطفة العفو رغم تحقيق منتخبهم لأغلى البطولات " كأس العالم " ولكن ذلك لم يغير في الأمر شيئا" فبقي " اليوفي " في ذيل ترتيب أندية الدرجة الثانية بحسم العديد من النقاط من رصيده .. وليكون عبرة لجميع الأندية الإيطالية ..
أخشى أن يأتي البعض في يوم من الأيام بكارثة أطم من هروب عزيز وتزوير نور إلى قضية لا تغتفر ونحصد حينها نتاج العفو بفقدان هيبتنا وأمجادنا ..
نعم تنقصنا الصرامة وتأخذنا دوما" العاطفة لأنه قدرنا أننا نحن السعوديون " عاطفيون " !!!
كل عام وأنتم بخير ... وعيدكم مبارك ،،،،،