إلى كل صاحب ضمير..احذر الحمير..
يقول اوكتافيو باث: (إن الدعابة تجعل أي شيء تمسه قابلا لأكثر من تأويل)..
دعونا نبحر في عالم الخيال الممزوج بالدعابة..
ولنتخيل أن الحمير(أكرمكم الله)تقدمت إلى الأمم المتحدة لتشتكي من ظلم الإنسان لها..
حينها يجب أن لا نستغرب ذلك فهي تحمل من الأسباب ما يجعل الأمم المتحدة تقف صفاً معها بحثاً عن حقوق الحمير المسلوبة منها من قبل الإنسان..
ومن هذه الأسباب التي سترفعها إلى الأمم المتحدة:
أولاً:
لطالما تم تصنيف الإنسان على أنه مخلوق راقي تربع عرش التميز عن بقيه الكائنات الحية..
وكانت مهمة إعمارالأرض مهمة قائمه بالإنسان نفسه ككائن يحمل من العقل ما يكفيه لإعمار الأرض..
ومع مرور العصور والأزمان اختلف الحال حتى انه أصبح الكائنالوحيدالمدمرللكرةالأرضية..
وبمقارنه بسيطة يصبح الحمارأحق من الإنسان فإن لم يعمر الأرض فهو لن يخربها أيضا..
ثانياً:
لم نرى يوماً من الحمير أنها ذات ميول عدوانيه ولم يعرف الحقد مكاناً في قلبه..
ولم نرى يوماً أن أحد الحمير قام بقتل حمار آخر حتى أنه من النادر أن يختصم مع حمارته..
ولم نسمع يوماً أنها قامت بحروبحماريه أو إباداتجماعية أو اغتصاباتفرديه أو ضرباتهمجيه تشمئز من وقع هولها البرية..
وبالطبع سمعة البشر معروفه وإبداعاتهم غير مسبوقة في إشعالالحروب وأساليب القتلوالتعذيب وكل ما هو في الشر عجيب غريب..
ثالثاً:
من أكثر الأسباب التي سببت للحمير اضطهاد من الصغير قبل الكبير والطويل بعد القصير هو ما يتردد (إن أنكر الأصوات لصوت الحمير)..
من جهة أخرى نجد أن البشر لم يحفظوا شرف هذا التميز للحمار وحده بل قاموا بمجاراته ومسابقته في شيء هو من أكثر ما يميز هذا الكائن المضطهد..
وها نحن ما إن نفتح قناة للنهيق..عفواً للغناءوالتصفيق ستسمع ما يجعلك تنام ولا تفيقأصواتاً تجعلك تهتف ما أعقل الحمير وما أحلى النهيق..
رابعاً:
ولعل أهم ما يميز الإنسان منذ بدء الخليقة هو أنه عرف الحياء فانبرى يخصف على سوأته بدءاً من ورقه التوت وهي صفه ميزته عن باقي الكائنات الحية..
إلا أنك اليوم تجد من بني الإنسان من لو قارنت ما فوقه من ثياب بما فوقالحمار من سرج لتربع الحمار عرش الحشمةوالوقار وكان للإنسان تاج يغطيه من العار..
ولعل من أبرز اعتراضات الحمير التي قدمها هو ما جاء في البند الذي عبر فيه عن استيائهواستغرابه..
فقد قال إن الإنسان تعمد أن يقلده ويأخذ بعض عاداته..
إلا أنه كان في غاية الغرابة فيما اختاره من عادات الحميرليقلده فالمتعارف عليه أن الإنسان يختار أفضل ما لدى الآخر ليأخذه قدوه له..
لكن ما اختاره الإنسان من أسباب في البندين الثالثوالرابع هي بنود يشعر الحمار بالخجل منها ويحاول التخلص من اعتياده عليها بطريقه أو بأخرى..
وبإشارة منهم إلى انه كان من الأولى بمن يحاول أن يجاري الحمير بصفاتها أن يأخذأحسن ما لديه في دأبه على العملومسالمته لبني جنسه وحتى في أنه لم يكن قادراً على إعمار الأرض فإنه ليس بمخربها أيضاً..
فكيف سنرد نحن أصحاب النهي والعقول على اعتراض أصدقائنا الحمير؟!
ملاحظه:
اعتذر أشد الاعتذار عن هذا التشبيه الخارج عن نطاق الأدب..
ولكن عندما نتحدث بمنطقيه وواقعيه لوجدنا انه تشبيه حقيقي..
كل الشكر لكم ودمتم بود..