كثيراً ماكنت أسبح في أفكاري وأتسأل عن كثير من الأمور
وكثيراً ماكنت أفكر في حال المجتمع السعودي وأسباب تصنيف المملكه
من دول العالم الثالث رغم أهميتها الإقتصاديه وأهميتها كمركز ديني للمسلمين
فعرفت أن المشكله فينا نحن كشعب لانستطيع تقبل الحداثه كما هي
بل نظل متمسكين بتراثنا القديم وإعتباره شئ مقدس لايمس إطلاقاً
متناسين أن من صنعوا ذلك التراث هم أبائنا وأجدادنا وفق ظروفهم في ذلك الوقت
ويجب ألا ننسى أنهم بشر فهم غير معصومين من الخطأ ولهم أخطأهم أيضا
ومع مرور الوقت نبدأ بالتخلي عن قناعاتنا المقدسه وننزل قليلاً من برجنا العاجي لنرى الأمور بوضوح أكثر
ونرى العالم قد سبقنا بضع خطوات إلى الأمام في جميع المجالات ونحاول اللحاق بالركب
في محاولة إصلاح متأخره لمجتمعنا وإذا بنا قد أصبحنا في المؤخره
والأدهى والأمر أن رفضنا لتلك الأمور يكون بسبب الدين كما يزعم البعض
فكثيراً مأعترض بعض أفراد المجتمع على بعض الأمور التطوريه معللين ومدللين إعتراضاتهم بالدين
ومستدلين على ذلك بأيات من القران الكريم فالأيات بنصوصها صحيحه ومقدسه
ولكن التفسير وهو من قبل البشر ربما يكون صحيحاً وربما يجانبه الصواب
وكــــلـــــنا يــــعــــلـــــم
أن عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) لم ينفذ حد السرقه في عام الرماده , ولم يوزع أرض السواد على الفاتحين
ولم يمنح المؤلفه قلوبهم سهمهم من الزكاة , مخالفاً بذلك ظاهراً نصوصاً واضحه وصريحه وردت في هذه المسائل
في القرأن الكريم وسنه نبيه عليه الصلاة والسلام
وبرر العلماء ذلك بأن سياقها الذي كانت تأخذ معناها منه غير موجود وبالتالي فلا مجال للتطبيق ( وهذا مجرد مثال )
وللإستزاده من هذه الأمثله أتمنى الرجوع لكتب التاريخ
المشكله التي نعاني منها حتى اليوم هي أن فقهاء العصور اللاحقه لعصور الإزدهار قد أغفلوا المبدأ الذي يقف وراء كل تشريع
وكل فقه ألا وهو " مصلحة الجماعه "
وأنصرفوا إلى الإنشغال بالنصوص على إعتبار أنها غايه بحد ذاتها , نعم النصوص غايه بحد ذاتها في الأمور التعبديه
ولكنها تشريع لمصلحه في المعاملات والعقوبات وهذا مالم يحاولوا تطبيقه
ومادعاني إلى قول ذلك
هو ظهور البعض وإستدلالهم بأيات من القران الكريم لمحاولة رفض بعض الأمور أو المقترحات
رغم أنه لايوجد نص صريح قرأني على ذلك "مثل ماحدث مع الدكتور أل زلفه وإقتراحه " مجرد مثال
بل أن البعض قد زاد في ذلك وبدأ بالتكفير وإطلاق الإتهامات من العلمانيه والليبراليه والإلحاد على الدكتور أل زلفه
حتى صل ببعضهم إلى التكفير والعياذ بالله وتناسوا الموضوع الأساسي
ورغم أنه لايوجد نص قرأني صريح يرفض مادعى إليه أل زلفه والأمر متروك للقياس على مأعتقد
أنا لست هنا بصدد المطالبه بقيادة المرأه للسياره ولكني أستغرب من التقسيم الحاصل للمجتمع
من ناحية تقبلهم للمواضيع الحساسه بعض الشئ
(ونحن من خلق تلك الحساسيه )
فالغالب أن أفراد المجتمع يتبعون المثل القائل
" إن لم تكن معي فأنت ضدي "
ولا خيار ثالث مطروح بينهما
وفي الأونه الأخيره حدثت بعض الأخطاء من بعض رجال الهيئه
وطرح الموضوع للنقاش في كثير من المواقع والمنتديات وفي المجالس
وقد أطلعت على كثير من تلك المواضيع والردود
ولكن لاجديد فقد إنقسم المشاركون إلى قسمين حسب تصنيف الناس بعضهم البعض
فقد أهملوا القضيه الأساسيه وهي أخطاء بعض رجال الهيئه ومحاولة علاجها
وتفرغوا لإتهام بعضهم البعض
فمن إسلامي متشدد إلى علماني يدعو للتحرر والفسوق
فالوسطيه غائبه تماماً عن تقسيمات المجتمع السعودي
وفهم ومناقشة المواضيع يعتمد أساساً على إلى أي إتجاه أو تيار ينتمي صاحب الموضوع
كما حدث مع الدكتور غازي القصيبي عندما دعا إلى عمل المرأه في الأسواق
فتفرغ الكثير من أبناء المجتمع بالهجوم على الوزير غازي القصيبي
وإتهامه بالفسوق والدعوه إلى الفجور والعلمانيه وبعضهم تجرأ على الله وكفره الدكتور كما كفر من سبقه
رغم أنه لايوجد نص صريح من القرأن الكريم على تحريم عمل المرأه
ولكن الرافضين لذلك كان يقيسون الأمر حسب وجهة نظرهم الشخصيه
إذا فالأمر خاضع للقياس وقابل للنقاش من أبناء المجتمع
فلايحق لأي كان إتخاذ القرار عن المتضررين من هذه القضيه لمجرد أنهم لايرغبون بذلك
( وأكرر للمره الثانيه إنني أورد الموضوع كمثال فقط )
لماذا يوجد البعض متطرفون بأحكامهم في الحكم على الأمور
أليس من الأجدى والأصلح لنا وللمجتمع التفرغ للأمور المهمه في حياتنا
بدلاً من محاربة بعضنا البعض وتبادل الإتهامات
لماذا يوجد فينا من ينظر لأي إنجاز تكنولجي أو تقني على أنه محاربة لنا من قبل الغرب
ولماذا يحاولون التأثير على أجيال المستقبل القادمه وزرع فكرة أن الغرب
لايعمل أي شئ إلا لكي يدمرنا ويدمر ديننا
لماذا يوجد فينا متشائمون كثر
فهم متشائمون من أي عمليه تقنيه أو فكريه أو تكنلوجيه تأتي من قبل الغرب
ويزعمون أنها لم تأتي إلا لتدميرنا وتدمير الإسلام وشبابه
ويستدلون على الأيه
" ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم "
حتى ظللنا متأخرين كثيراً عن الغرب في شتى المجالات بسبب الخوف الا مبرر لوجوده
فهم يريدون إقناعنا بأن الغرب يسعى لتدميرنا بشتى الطرق والوسائل
فهل هذا يعقل ؟
أعتقد أن هذا مأدى بنا إلى ذلك
فنحن قد سمحنا للبعض ممن يدعون العلم الشرعي في تأخيرنا عن ركب التطور والحضاره لأسباب
غير واضحه وتظل مبهمه بالنسبه لنا
أما الأمور الواضحه شرعياً فأعتقد أنه لإختلاف عليها إطلاقاً
أعتقد أنه يجب علينا ألا ندع المجال واسع ومفتوح ليتحدث كل من شاء عن الدين
وخاصه في هذه الأمور , ويجب علينا محاولة تأصيل الوسطيه في أبنائنا من الأجيال القادمه
والحكم بحياديه ومصداقيه على مختلف الأمور دون النظر إلى سفاسف الأمور
ففينا الأن من يحرص على النظر والتعمق في الهوامش دون النظر إلى مصالح المجتمع
وهذا بإعتقادي الشخصي من أهم الأسباب اللتي أدت إلى تخلفنا
فحتى الرسول الكريم قال " أنتم أعلم بأمور دنياكم "
فهل الجاهليه مازالت موجوده فينا حتى الأن ؟
ومالحل من وجهة نظرك عزيزي القارئ أو القارئه لهذه المشكله ؟
06-06-2007, 05:04 AM
الجاهليه هل هي موجوده حتى الأن ؟؟
العرض العادي
