.
.
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الأدب السعودي الحديث مصطلح لا بد من تحديده تحديداً دقيقاً خوفاً من الاستطراد والشطط
اللذين يعتوران كثيراً من الدرسآت المطولة فيصبح طولهآ أفقياً بدلاً من أن يكون عميقاً
والمقصود بـ الأدب السعودي الأدب الذي ينتمي زمآنياً ومكانياً إلى المملكه العربيه السعوديه
بحدودهآ الحآلية ولذاك هو الأدب الذي بدا مع تأسيس المملكة العربية السعودية سنة 1351هـ
ولا يزال ولذالك هو أدب حديث بالضرورة والمقصود بالسعودية الانتماء إلى المكآن أو هو
الأدب الذي ألفه أديب سعودي سواء كآن هذا الأديب يعيش على أرض المملكة أم كآن يعيش
خآرجهآ في إجآزه أو بعثة علمية والأدب السعودي ككل أداب اللغه العربية فيه الثمين وفيه
الغث وفيه الجيد وفيه الرديء وهذا هو الأمر الطبيعي حتى عند الأديب الواحد لأن الحكم يكون
على النص وليس على صآحبة والأدب السعودي متنوع وقيم ولا يمكننا تجآهله لأي سبب من
الأسبآب لحضوره على السآحة الأدبيـة , نآهيك عن نهضة عمرانية واقتصآدية وثقآفية في
المملكة العربية السعودية .. فل نبحر بـ المدرسـة الأحيآئية ..
* عوامل أزدهآر الأدب السعودي
_ الصحآفة
_ الجآمعآت
_ الروابط والأندية الأدبية
ويتوزع نشآط هذه الأندية على الشكل التآلي
إقآمة المحآضرات والأمسيآت الأدبية ومنآقشتهآ منآقشة جآدة
إصدار الكتب الأدبية المختلفة
إصدار مجلة أدبيـة تهتم بـ الدراسآت النقدية
إصدار المحآضرات التي يقيمهآ ضمن كتبه لتعميم الفآئدة المرجوة منهآ
_ المؤتمرات الأدبية
أعلام المدرسة الإحيآئية في الشعر السعودي الحديث
فـ هؤلاء منهم من يذهب إلى محآكآة القدمآء أكثر من سواه ومنهم من يذهب
إلى التجديد النسبي ولكن مسآحة واحدة تظل تجمع هؤلاء الشعراء في مدرسة واحدة
ومن هؤلاء الشعراء :
1 _ محمد سرور صبآن ( 1 )
رائد من رواد الشعر السعودي الحديث ومن أشهر مؤلفآته .. أدب الحجآز .. والمعرض ..
وله دور كبير في تشجيع الأدب والأدبآء في المملكة العربية السعودية
وفي بعض شعره تتجلى سمآت المدرسة الأحيآئية كـإشراقة الديبآجة
ونصآعة اللفظ والمعنى وهذا يذكرنآ بفحول الشعر العبآسي ومن شعره :
القوم قومك والبنون بنوك
والطآمحون إلى العلا تحميك
إن جد جد الأمر يآ سورية
فهم الذين جنودهم تحميك
وإذا الوغى قد صآح صآئحهآ فلا
تدعو الوغى إلا وقد جآؤوك
وإنمآ نجدهآ في شعره الذاتي الوجداني الذي تتجلى فيه تجربة الشاعر ورؤيتة ورؤاه
ويلمس القارئ هذا الصدق العاطفة وعمق الأحساس مثل قصيدته ( عآطفة النفس )
جل الأسى وتتآبعت زفراتي
ودنآ المشيب فقلت حآن ممآتي
فكرت ألتمس الخلاص بحيلة
أين المفر من القضآء الأتي
يآأيهآ القدر المواتي إنني
بآدي الضنآ هلا ترى نظراتي
2_ محمد بن على السنوسي ( 4 )
السنوسي تأثر بالشعراء الفحول في العصر العباسي كمآ تأثر بشعراء مدرسة الأحياء
كـ البآرودي وشوقي وحآفظ وعزيز أبآظة وسآر على منوالهم وله خمسة دواويـن وهي
( القلائد .. الأغآريد .. الأزاهير .. الينآبيع .. نفحآت الجنوب )
وله كتآب نثري واحد بعنوان ( مع الشعراء )
حآفظ السنوسي على موازين الشعر وبحوره وقوالبه المتوارثة لكنه جدد في بعض موضوعآته
فزاوج بين القديم والمتوارث والجديد والمبتكر فهو شآعر المحآفظة والتجديد معاً ..
ويبين في مكآن أخر أن فنه الشعري يحآكي تجربته الذاتية وأن شعره صورة عن نفسه
وداخله وذلك في أبيآت صدر بهآ ديوانه الأول ( القلائد ) :
هذه ألحآن قلبي
وأغآريد شبآبي
وهي أحلامي وأمآلي
وكأسي وشرابي
وصبآبآتي وأشجآني
وحبي وعذابي
إنهآ صورة نفسي
قد تجلت في كتآبي
وموقفه من شعر الحر
لا العود عودي ولا الأورتآر أوتآري
ولا أغآريدكم شدودي وأطيآري
من أين جئتم بهذا الطير ويحكمو
الريش ريشي ولا المنقآر منقآري
موقفه من شعر التجديد
إن كآن لا بد من فن نجده ... فجددوا في مضآمين وأفكآر
وتميز شعر هذا الشاعر الرائد بسمآت :
* الروح الأسلامية الصآفيه
وهو يمزج الروح الأسلامية بالروح الوطنية الصآفيه فيقول :
من ( الجزيرة ) من أراضي ومن بلدي
تألق " النور " نور الحق والرشـد
وفآض عبر شعوب الأرض مندفقاً
يُحي القلوب ويشفي ثغر كل صدي
* الروح الوطنية البآرزة :
أمتزج الروح الدينية بالروح الوطنية في معظم أشعآره كمآ تصورهآ هذا الأبيآت :
هي الجزيرة فآقبس أيهآ السآري
هدى من البيت أو نوراً من الغآر
واستلهم الرشد من أي ومن سور
مضاءة وأحآديث وأثآر
* صور من الحيآة
شعر السنوسي أنه يذهب في بعض قصآئدة مذهب أبن الرومي في وصف وحيد
المغنية فيصف السوسي إحدى مغنيآت العصر بـ قولـه :
يآكوكب الشرق طآل الليل بالساري
فـ قصريه بألحآن أوتآري
وسلسلي فيه صوتاً ملء نبرته صفو
الندى والشذى والكوثر الجآري
3_ أحمد قنديل ( 12 )
تأثر أحمد قنديل بـ الجمآعتين المهجرية والمصرية وتأثر بأدباء المهجر كـ جبران خليل
ولذالك نجده مجدداً في قصيدته ( البلبل ) ففيهآ من الرمز الشفآف ونجده إحيآئياً في
معظم قصآئدة وخآصة في قصيدته الطويلة ( الزهراء ) التي سمآهآ " ملحمة إسلامية "
وقد أشترك فيهآ المؤتمر الأول لأدبآء السعوديين في مكه المكرمه في سنة 1394هـ 1974 م
وأصدر أحمد بن قنديل عدداً من الدواوين منهآ ( شمعتي تكفي .. أوراقي الصفراء .. اللوحآت ..
القنآديل .. ونقر العصآفير ) وله قصة شعرية بعنوان قآطع الطريق وله " الراعي والمطر "
ومن أعماله النثريـه " الجبل الذي صآر سهلاً " و " كمآ رأيب "
_ أتسمت أعمال أحمد قنديل بـ الشعبية والمرح في كثير منهآ ويستحق أحمد قنديل فعلاً
لقب الأديب البلدي وهو صآحب روح مرحة جداً حتى في شعره الجآد ..
في هذا الشعر على الرغم ممافيه من موسيقى إيحآئية وإيقآع تقليدي ..
وصورة معهودة في قصيدته " الغزاويـة "
قرفآن من هذه الدينآ وشيمتهآ
غدر وهم ونسيآن ومعتكف
فإنهآ مثل مآقد قآل صآحبنآ
ظوظو أفندي إذا جآنآ لهآ يصف
خرسيس نرسيس دنيآ زي قلتهآ
يآشيخ أحمد إخص أنهآ قرف
ووجدنآ قنديل شآعراً وجدانياً غنآئياً مثل قصيدته ( حيآة الحب )
التي يقول فيهآ :
إني لحبك .. للهوى الغالي .. لوجدي ..
لهواك أنت .. وأنت أغلى النآس عندي ..
سأعيش .. أحيآ الحب .. في وصل .. وصد ..
أنآ لن أخونك ..
كيفمآ ضيعتِ عهدي ..
أنآ لا أزالُ .. ولن يزال هواك قصدي ..
عطراً .. يفوح صبآبة .. في كل وقد ..
ووجدنآ أحمد قنديل شآعراً إحيآئياً مثل قصيدته ( غربة الشعر )
دعا الشعر داعيه فأجفل طآئره
وعزت قواقيه وندت خواطره
وشط به المنأى العصي مناله
وغآم محيآه وجنت سرائره
وبآت غريباً في الحيآة غريبة
عليه بمآ يلقي ويجنيه شآعره
ووجدنآ أنه شآعر ذا أسلوب قصصي يستند الي السرد والحكآية والأنطلاق من الموقف
الشعري في مثل قصيدته " الزيآرة الأخيرة " التي يقول فيهآ :
وأتيت بآبك في الضحى
وسألته كـ عوائدي
ولبثت أنتظر الجواب
جرس يرن ولا مجيب
وصدى يطول به العذاب
ففزعت من طول السكون
وتجمع الجيران حولي يسألون
مآذا تريد .. ومن تريد ؟؟
وتنطلق في أفآق رحبة بحرية من خلال نغم عربي أصيل وموسيقى وهذا مآنجده
في مثل قصيدته " دنيآ الحب "
مآعلينآ يآحبيبي بـ الذي قيل علينآ
فالمنى ملك هوانآ والهوى طول يدينآ
زف نور الحسن كونآ طاب أسمآعآ وعينآ
فالزهور البيض مالت نحونآ ترنو إلينآ
والعصآفير تجآرت حلوة الخطو الدنيـآ
وصفوف البط حآمت حولنآ حيث أحتمينآ
وخرير المآء يروي قصة مما روينآ
يآحبيبي
4_ ضياء الدين رجب ( 23 )
ضيآء الدين رجب شآعر رهيف الحس متوهج العاطفة غزير الأتنآج نآصع اللفظ
شريف المعنى متدفق الشعور متوثب الأحساس تنقآد له اللغه وهو فآرس خبير
من فرسآنهآ في المملكة فتمكن منهآ بديعاً ونحواً وصرفاُ وأوزاناً وهو يستمد
صوره وألفاظه في بيئته ومن ديوان الشعر العربي وإن قراءة ديوانه تذكرنآ بالنسق
العالي من الشعر العربي في عصوره الذهبيـة
ويمكننآ أن نتوقف هنآ عند أهم الملامح والسمآت التي يتميز بهآ شعره وهي :
* الصيآغة الإحيآئية :
وهو شآعر واضح الأسلوب متجآنس الكلمآت يختآر اللفآظه أختياراً وديبآجته شبيهه
بديبآجة شعرا ء العصر العبآسي ولذالك هو إحيائي ويتجلى ذلك في معظم شعره خاصة
في شعره الروحي وشعره القومي وقد نظم قصآئده في مناسبات مختلفة فهو يقول مثلاً
في قصيدتة " وحدة القلوب " ( 24 )
أرأيت كيف طوالع الأمآل
موصلة الإقبآل بالإقبآل
في وحدة الآلام ذبنآ فترة
أفلا نذوب بوحدة الأمآل
الله قد جمع القلوب شمآلهآ
لجنوبهآ وجنوبهآ لشمآل
* النزعة الروحية :
ضيآء الدين شآعر أحيائي وإحيائيته تتصل أتصالاً وثيقاً بالقيم الروحية الإسلامية
الي تكآد تهيمن على معظم مآنظم حتى أننا نجد هذا النزعه الروحية في بعض شعره
الغزلي التي تكثر فيه الألفاظ الأسلامية إذا أنه شآعر لا يريد من الحبيبة الا الحب العفيف
لنتخر بعض أبيآت من قصيدة له في الغزل :
قولي بربك ماذا أنت صآنعة
بعدي سرقت عيني عينآك
تذكريه ولو عتباً ولو غضباً
فسوف تسعد هيآمي ذكراك
قولي هنآ كآن من دار الهدى رجل
بادي الهيام عليل ضآحك بآك ( 25 )
* شعر المنآسبآت :
ويزخر شعر ضياء الدين رجب كغيره من شعراء الإحياء بشعر المنآسبآت فهو لم يترك
حادثة في الوطن الا نظم لهآ قصيدة وأشترك فيهآ فحين قآمت الوحده بين سوريا ومصر
نظم فيها قصيدته " وحدة القلوب " ولمآ أصآب الزلزال مدينة أغآدير المغربية أفجعه
هذا الهول فنظم قصيدته " أغآدير " وطلعهآ :
بلغت مداهآ الحآدثآت حيآلهآ ... وجلالهآ الرزء المريع جلالهآ ( 29)
ونرى الشاعر ضياء الدين رجب يتأثر في شعر الرثآء من شعر المنآسبآت فيبكي
عذا الصديق أو ذالك الرجل ولكن بكاءة يرتفع ويتداخل في إحساسآته المرهفة
حين يصآب في ولده حمزه فيخصه بغير قصيدة وينآديه نداء الأب لأبنه نداء تتلمس
فيه تفتت الأكبآد وحرقة الدموع ولوعة الفؤاد وهزيمة الأب الشآعر فلا تطل منآسبة
نحمل للأخرين السعآده الا يتذكر ولده فهو في عيد الفطر المبآرك يبحث عن ولده
الضائع وهو في أول رمضآن المبارك يبحث على من يعينه على الصيآم فلا يجد
" حمزاه " ولا يجد فرحته ولا يجد ولده وصديقه وابن حشآشته ورضآه كمآيقول :
وأهل الشهر كنت أول فرحة
فيه تطآلعني فغبت على المدى
يآفرحة الرمضآن يآبن حشآشتي
يآحمزتي أنت الرضآ أنت الفدى
أي الهنآءة بعد وجهك أجتلي
ولمن أبوح بسر قلبي المقفل
قد كنت تفرح بالحديث معي كما
يرضيك إدنآئي وحسن تقبلي ( 30 )
ومن أهم ملامح المدرسـة الإحيآئية :
* النزعـة الروحيـة والإسـلاميـة الصآفية
ورب ذي قلم أعطى لأمته
مآليس يعطيه فيهآ نهرهآ الجآري
مهآجرون وأنصآر يقودهم
( محمد ) للعلى والمجد في صعد
* الروح الوطنية البآرزه :
لك الود منآ خالصاً لا يشوبه
ريآء ولا يلتآت بالزيف والدعوى
يمجد فيك الفكر ريآن مشرقاً
ويطبر فيك العقل والخلق الأقوى
وعزماً لإنهآض البلاد بهمة
( سعودية ) التصميم ( نجدية ) العزوى ( 38 )
* الصيآغة الإحيآئية :
من لي بشعب نآبه متيقظ
ثبت الجنآن وصآدق العزمآت
من لي بشعب عآلم متنور
يسعى لهدم رذائل العآدات
ملاحظة
طبعاً الموضوع المتواضع هذا هي " مآدة " أدرسهآ بـ الجآمعة .. طبعاً حبيت المآده هذي
وبنفس الوقت جبت فيهآ درجـة كآملة والفضل يعود لله سبحآنه من ثم الدكتور الي مآقصر فيهآ
المآدة ( الأدب السعودي )
أخوكم .. وجه سهآمك BBP
دمتم بخيـرر
.
.
.