انســــان
عدد الضغطات : 18,571
الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم
عدد الضغطات : 13,067(انسان) الجمعية الخيرية لرعاية الايتام
عدد الضغطات : 18,717استمع إلى القرآن الكريم
عدد الضغطات : 9,883

   
العودة   شبكة القناص - الموقع الرسمي للاعب ياسر القحطاني > المنتديات العامة > المجلــــــس
   

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-08-2006, 05:21 AM   #1
قناص جديد
 
افتراضي ..........أنا و ياهـ .........

.
.

.
.
ابتدأنا من هناك,في الحارة القديمة التي كانت شاهدةً على أحلام الطفولة,و براءة القلوب و طهـرهـا,المنزل الطيني القديم الذي نختبيء به هـرباً من الإمساك بنا عندما نلعب-الغميمة-,و الذي كان كثيراً ما يحتضن بكائي,
عندما كان يبحث عني و لا يجدني يوقن أنني هناك يأتي كالنسيم ليمسح بيديه الطاهرتين تلك الدموع التي فاضت بها عينيّ ابنة الجيران..لتخرج كلماته المعتادة- عرفت إنك هنا- و حرف الراء الذي كان نُطقه يشكّل له عقدة كان كثيراً ما ينطقه من أجل ضحكة تلك الطفلة.

.
.


.
.
و في المساء خوفاً من البيت الطيني الذي كان مهجوراً تحتضننا أزقة الشوارع القديمة لنلعب بها و ينهرنا المارة لما سببناه لهم من زحام,فنطرق رؤوسنا إذعاناً لهم بينما ترتسم الابتسامة على شفاهنا ليقيننا بأن ذلك الإطراق لن يستمر إلا لثوان..
و من البائع المتجول في الحارة القديمة كنا نتشارك بالبليلة و اليغمش,لنجلس على عتبة أحد البيوت و نتقاسمها..كنتُ الوحيدة من بنات الحارة التي لا يستطيع أحد الاقتراب منها,لأنها دائماً بصحبته..

.
.
.

كبرنا و أصبح الفراق أمراً حتمياً فتوجه هو إلى المدرسة التي تقبع في الحارة المجاورة..و ذهبت أنا إلى المدرسة التي احتضنتها حارتنا ..حاولنا الاعتراض فأنّى لنا الفراق؟؟
و لكن كل المحاولات باءت مكسورة..
وعدني قائلاً سأمرك يومياً بعد الانصراف لنتجاذب أطراف الحديث و نقصّر المسافات..أشرقت شمس الأمل في عيون الطفلة الباكية فقوبلت بالابتسامة الساحرة لصاحب الملامح السمراء..
حيناً كنتُ أنتظره إن تأخر ليصل إليّ لاهثاً ..و حيناً آخر أجده جالساً في مكاننا المعتاد..لنمضي برفقة بعضنا البعض..
نعود لمنازلنا المتجاورة فنقذف بالحقائب في فناء منازلنا,و نمضي لمنزلنا الطيني الذي احتضن ذكرياتنا,و ضحكات الطفولة..
.
.
.
ذات يومٍ ألمّ به مرض,جاء يطرق باب منزلنا يخبرني بعدم قدرته على الذهاب.تجمّعت الدموع في عيني,لا أعلم لماذا؟؟على الفور ألحق جملته- لا تخافين إن طلعتِ من المدرسة بتلقيني في مكاننا اللي دايم-بخبره السابق,ابتسامة خفيفة رسمت على الشفاه.!و كان في الموعد.


.
.
.
مر العام و أتى الآخر و نحن هكذا لم نتغيّـر..

.
.

و بينما كنتُ أنتظره ذات يوم,تأخر فهد و طال الانتظار,فإذا بفهد يلوّح لي بيديه مبشراً لي بقدومه..ذهبتُ إليه راكضة لعلي أكفيه عناء الخطوات المتبقية..لتفصل بين طفولتنا و أحلامنا تلك الثواني
.
.
.
.
.
فكانت تلك السيارة خيرُ شاهد على نهاية طفولتنا,و تشييع أحلامها, و مازالت دماءه تحرق الوجنات,




لعلها ترقى لذائقتكم

بقــلم..
حُـلُـمٌ تهـ/ـاوى؛؛

التوقيع:
لم تعد الأيام كما كانت
حُـلُـمٌ تهـ/ـاوى؛؛ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:57 AM.

Designed by: BAA
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
SEO by vBSEO 3.6.0
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi