انســــان
عدد الضغطات : 18,572
الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم
عدد الضغطات : 13,068(انسان) الجمعية الخيرية لرعاية الايتام
عدد الضغطات : 18,718استمع إلى القرآن الكريم
عدد الضغطات : 9,884

   
العودة   شبكة القناص - الموقع الرسمي للاعب ياسر القحطاني > المنتديات العامة > المجلــــــس
   

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-06-2006, 03:54 PM   #1
قلم المجلس الذهبي
 
الصورة الرمزية ريميه نشميه
 
افتراضي الين اليوم وانا اتخيل لقانا كيف (صار) و (تم)

لقاء الوداع




مطار روما .. الساعة الثانية والنصف ظهراً..
في انتظار الإعلان عن الرحلة المتوجهة للديار السعودية ..
كنّا ــ وكالعادة ــ خمسة (أبي ، أمي ، أنا ، وأخواي) ، لم يكن أبي ليذهب معنا .. صاحبنا فقط لإيصالنا وتوديعنا.



في المطار..
إيطالي يبدو في الثلاثين من عمره ، معه زوجته الإيطالية ، وطفلان أحدهما أبيض ، والثاني أسمر بملامح أفريقية .
الأسمر كان يبكي ، بكى كثيراً ، ولم أكن أرى سبباً يستحق بكاءه (هكذا هم الصغار) .
في الحقيقة استغربت وجود هذا الأسمر مع أبوين أبيضين (لست عنصرية) ،
لكن التركيب لم يكن متوافقاً ، ربما أبنهم بالتبني (من يعلم) ؟!!



بعد مدة ، مازلنا على أرض المطار ، والجموع السعودية في ازدياد ، يتبين عليهم أنهم سياح أنهوا رحلتهم المحكومة ببروتوكولات غريبة تحدث عنها (عبد الرحمن بن مساعد) في قصيدته (العادة جرت) .



أراه ..
في وسط الزحام ، لم يكن سائحاً ..
يتزعم أسرته (والدته ، أخته ، أخواه) ..
كان طويلاً بسمرة عربية أخاذة ، وشعره مجعد ، يرتدي بنطالاً بلون الحليب ، وقميصاً بلون الحليب أيضاً ، منقشاً بخطوط عسلية .



أعلن عن الرحلة ، وفتحت أبواب الطائرة ..
توجهت الجموع السعودية (بما في ذلك نحن) إلى الطائرة يصاحبنا أبي ،
و (هــو) يصحب أسرته خلفنا .
نأخذ أماكننا في الطائرة ..
يطبع أبي القُبل على جباهنا .. وبأصوات حزينة نتبادل جمل الوداع التقليدية ..



يقبل ومن خلفه أسرته ، مقاعدهم خلف مقاعدنا مباشرة ..
و (هــو) يجلس خلفي مباشرة ..
أقلعت الطائرة .. تبدو الرحلة سعيدة ..



ينهض من مقعده الخلفي ــ بحركة غريبة ــ ثم يقف ، وكأنه ينظر لشيء ما ،
أردت الالتفات للخلف " إلى أين يصوب نظره" لا شيء أمامي يستحق المشاهدة ..
بعد دقيقتين قُتِل فيها فضولي يجلس .. (كان الموقف غريباً جداً )


بعد ساعات يعلن الكابتن عن قرب الهبوط ، نرتدي عباءتنا السوداء بانتظار الهبوط ...




في مطار جده ، الازدحام خانق ، ننزل لنصعد الطائرة الأخرى القاصدة العاصمة ..
- بانتظار الصعود للطائرة ، مازال ذاك الإيطالي مصاحباً لنا ــ والد الفتيين الأبيض والأسمر ــ
كان (فتاي الأسمر) يتحدث معه ، بلغة إيطالية متقنه ، لم أستغرب إتقانه الإيطالية ، فهو ــ وكما علمت من والدي ــ عاش مع أسرته ما يربو عن الثمان عشرة سنة في إيطاليا .
( مؤكدٌ أنه يسأله عن سر ذلك الصغير الأسمر) هكذا كان تفكيري ..




في الطائرة المتوجهة للرياض ..
تغيرت مقاعدنا .. لم يعد خلقي مباشرة ، أصبحت (أنــا) خلفه بعدةِ مقاعد




(كاشفة الوجه) أنظر لفتاتين وشاب استلطفوا بعضهم فأخذوا يتبادلون الإبتسامات ثم الكلمات (تافهون)..




مرة أخرى يقف ..
هذه المرة نظر للخلف ..
التقت أعيننا للمرة الأولى ..
بقيت جامدة ..
وبعد مدة .. أستوعبت ما حدث ..
غطيت وجهي بكفيّ ..
بقي ينظر إليّ .. ثم عاود الجلوس ..



مطار الرياض .. محطتنا الأخيرة ..
لم أعد أراه بين تلك الجموع ..
جلست بجوار والدته ..
ظننته سيأتي ليتحدث معها .. لكنه لم يأتِ
ايقنت أن لقاء أعيننا ونحن محلقون .. كان لقاء وداع ..



لا أعلم ما السر وراء ذاك الإنجذاب الآسر ..
ربما هو قلبي الذي اعتاد التعلق بالسراب ..













تنبأني حاستي السادسة بأنه ثمة لقاء قريب .. أتمنى أن يكون قريباً جداً ..

التوقيع:
{ .. حتى إشعار آخر ..!
ريميه نشميه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:50 PM.

Designed by: BAA
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
SEO by vBSEO 3.6.0
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi