أعلن مانشستر سيتي فوزه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز عن جدارة واستحقاق (بفارق الأهداف) بعد فوزه الصعب على ضيفه كوينز بارك رينجرز في الوقت القاتل من المباراة التي اقيمت على ملعب طيران الاتحاد في الجولة الأخيرة من الدوري الإنجليزي.
تقدم السيتي بهدف جميل حمل توقيع الظهير الأرجنتيني "زاباليتا" بعد استغلاله خطأ الحارس الذي تقدم بشكل خاطيء من مرماه، لكن كوينز استطاع تعديل النتيجة بهدف من خطأ دفاعي قاتل سجله سيسيه ببداية الشوط الثاني، وفي مفاجأة كبيرة استطاع كوينز إضافة الهدف الثاني وضمان البقاء في البريميرليج لكن في أخر خمس دقائق من المباراة سجل دجيكو هدف التعديل من رأسية إثر ركلة ركنية نفذها دافيد سيلفا ثم أحرز أجويرو الثالث بعد اختراق من الجهة اليسرى ليصوب بيسراه كرة قوية في الزاوية الضيقة ليعلن عن الفوز.
واستطاع السيتي فعل المستحيل بتجريد اليونايتد للمرة الأولى في التاريخ من لقب الدوري في أقل من خمس دقائق.
العُمق مُغلق
دأب مانشستر سيتي طيلة فترة استحواذه وسيطرته الشاملة على التصويب بعيد المدى في الحصة الأولى من المباراة، ففي أول 15 دقيقة حاول يحيى توريه بتسديدة من خارج منطقة الجزاء مرت جوار القائم الأيسر بعيدة، وكرر أجويرو نفس المحاولة لكن تصويبته كانت أبعد من 25 ياردة ومَرت جوار القائم الأيمن بياردتين تقريباً.
وواصل أصحاب الضيافة استحواذهم الكبير على الكرة في منطقة الوسط بفضل يحيى توريه وجاريث باري وسمير نصري، وقابل المدرب الويلزي "مارك هيوز" هذه العملية التكتيكية بتكتل دفاعي كبير لاجبار خصمه على مواصلة التصويب من خارج منطقة الجزاء فحارسه باتريك كيني يُجيد التعامل مع التصويبات بعيدة المدى.
تميز كوينز في مسألة غلق العمق على كارلوس تيفيز ودافيد سيلفا وسيرخيو أجويرو، لكن السيتي لم يكف عن المحاولة ومنح مانشيني حرية التحرك لأطرافه "كليشيه وزاباليتا" لمساندة الهجوم ومحاولة الاختراق من الطرفين الأيمن والأيسر.
وتمكن دافيد سيلفا في الدقيقة 18 اختراق الجهة اليسرى من منطقة جزاء كوينز بفضل سرعته ومهارته العالية لكن الحارس باتريك كيني كان بالمرصاد لتصويبة النجم الإسباني التي ذهبت في الزاوية الضيقة.
ولاحت الفرصة الأولى لأبناء غرب لندن عند الدقيقة 23 بواسطة ركلة حرة مباشرة نفذها الفرنسي "جبريل سيسيه" من مسافة 24 ياردة ذهبت في منتصف المرمى سهلة على الحارس الإنجليزي جو هارت.
تواصل التألق الكبير لكوينز بارك في غلق عمقه الدفاعي بعد تعرض نجم مانشستر سيتي في الآونة الأخيرة "يحيى توريه" لإصابة مُفاجئة دفعت مانشيني لتحضير نايجل دي يونج ليحل محله في خط الوسط.
ليعود مانشستر سيتي مرة أخرى للمحاولة من خارج منطقة الجزاء بتصويبة يسارية بعيدة المدى من دافيد سيلفا في الدقيقة 33 عبرت جوار القائم الأيسر بقليل.
وبعد دقائق قليلة نجح الثنائي "دافيد سيلفا ويحيى توريه" حين مالا على الرواق الأيمن لمنطقة جزاء كوينز في تمرير كرة بينية حاسمة للمتقدم لتأدية الدور الهجومي "زاباليتا" ليجد الأخير نفسه داخل المنطقة في شبه انفراد بعد ثلاث تمريرات سريعة ومتقنة بين سيلفا وتوريه، ومن تحت القدم أطلق زاباليتا تصويبة مفاجئة تعذر على الحارس الأيرلندي "كيني" ابعادها لركنية حيث فكر الحارس في الامساك بالكرة لتخترق قبضتيه وتذهب في القائم الأيمن ثم تعانق الشباك وسط فرحة عارمة لأنصار السيتي الذين قد علموا بعد مرور 21 دقيقة من انطلاقة المباراة.
الهدف الأول لزاباليتا في الدوري الإنجليزي هذا الموسم اشعل حماسة مواطنه "أجويرو" الذي أطلق تصويبة قوية في الدقيقة 43 لكنها ذهبت في منتصف المرمى وافتقدت التركيز اللازم لمعانقة الشباك في إحدى الزوايا.
تقلبات
اُضطر مانشيني لسحب المصاب (يحيى توريه) في الدقيقة 45 بعد ضمانه هدف التقدم الذي صنعه النجم الإفواري لزاباليتا، ليستعين بنايجل دي يونج الذي لعب كبديل في مباراة نيوكاسل السابقة والتي كان أحد نجومها، وانتهى الشوط الأول بهذه النتيجة الرائعة للسيتي والتي تضعها على منصة التتويج كبطل للدوري الإنجليزي الممتاز.
لكن الفرنسي "جابريل سيسيه" أحد أفضل صفقات شتاء البريميرليج هذا الموسم بعد انتقاله من لاتسيو وَجه صفعة وصعقة قوية لعشاق السيتيزنس بعد ثلاث دقائق على بدء الشوط الثاني باستغلال ناجح للخطأ الفادح الذي سقط به المدافع الدولي الإنجليزي "ليسكوت" في اعادة الكرة للحارس جو هارت ليصوب كرة مباشرة وصاروخية في المرمى السماوي ليعلن عن التعادل 1/1 في الدقيقة 48.
وتصعبت المباراة على كوينز بارك في الدقيقة 55 حين قرر الحكم مايك دين اشهار البطاقة الحمراء المباشرة في وجه نجم وسط دفاع الفريق اللندني ولاعب السيتي الأسبق "جوي بارتون" عندما اعتدى على كارلوس تيفيز على خط الـ18 لمنقطة جزاء السيتي، وبعد اشهار البطاقة الحمراء عاد ليعتدي على سيرخيو أجويرو على حدود منطقة جزاء كوينز، وربما يلقى اللاعب عقوبة قاسية من الاتحاد الإنجليزي فيما بعد بالايقاف لتصرفاته غريبة الأطوار.
وعَمل المدرب مارك هيوز على اعادة الانضباط لخط دفاعه بحسب مهاجمه الأول "جابريل سيسيه" والدفع بالمدافع الفرنسي "آرمن تراوري" المنتقل بداية الموسم من آرسنال في الدقيقة 59.
وكاد مانشستر سيتي يستغل النقص العددي لكوينز في العديد من المحاولات لكن الحارس "كيني" انقذ فريقه وصحح الخطأ الذي اقترفه في نهاية الشوط الأول، بتصديات رائعة لتصويبات تيفيز وسمير نصري ودافيد سيلفا، ولحاقه لأحد الكرات من على خط المرمى في الدقيقة 60.
إلى أن جاءت المفاجأة الكبرى في الدقيقة 66 عندما انطلق آرمن تراوري من على الرواق الأيسر بسرعته القياسية مستغلاً الاندفاع غير المحسوب لزباليتا وبقية عناصر دفاع مانشستر سيتي، ليمرر عرضية نموذجية من وضع الحركة ذهبت داخل منطقة الجزاء نموذجية للاعب الأسكتلندي "جامي مايكي" الذي ضربها برأسية قوية وصعبة في الشباك ليعلن عن قدم التقدم، ليصيب عشاق السيتي بالذهول التام، ويشعل مدرجات جماهير مانشستر يونايتد في ملعب الضوء أمام سندرلاند.
غيرة أجويرو
بعد هدف كوينز الثاني عاش السيتيزنس صدمة كبيرة مدتها 10 دقائق حيث لم يستطع الفريق تهديد مرمى كوينز سوى في الدقيقة 77 حين حول أجويرو عرضية من الجهة اليسرى لدجيكو لكن الحارس المتألق عاد لينقذ فريقه من هدف أخر مُحقق، ليتأزم وضع السيتي مع مرور الوقت.
ورغم نزول ماريو بالوتيلي الذي غاب منذ الجولة الـ33 عن مانشستر سيتي بداعي الإيقاف والعقوبة الداخلية من المدرب مانشيني إلا أن شيئاً لم يتغير إلا في الوقت الضائع من المباراة حين تمكن تمكن دجيكو من إحراز هدف التعديل في الدقيقة 92 برأسية صاروخية من ركنية دافيد سيلفا قبل فرصة مؤكدة لتسجيل بالوتيلي لهدف التعديل في الدقيقة 91 عندما حّول عرضية من ركنية برأسه لكن الحارس الأيرلندي واصل تألقه وتصدى للكرة من مكان قريب جداً.
وفي الوقت القاتل من المباراة أكد أجويرو غيرته من زاباليتا -صاحب الهدف الأول- وشدد على رغبته في انجاح موسمه الأول في البريميرليج مع السيتي بتسجيل هدف الفوز القاتل في الدقيقة 94 بعد اختراق ممتاز من على الجهة اليمنى مستغلاً ضعف تايو تايو ليراوغ ويصوب بكل قوة في الزاوية الضيقة للحارس كيني الذي لم يستطع منع مرور الكرة ومنع فوز السيتي بلقب البريميرليج ومنع انهمار الدموع من عيون عشاق اليونايتد على ملعب النور، ومنع أنصار السيتي من الاحتفال والصراخ والهبوط إلى أرض الملعب للاحتفال مع اللاعبين الذين حققوا الإنجاز الكبير.
وهكذا فاز نادي مانشستر سيتي المملوك للشيخ منصور بن زايد آل نهيان بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2012/2011 لأول مرة في تاريخ المسمى الجديد البطولة (البريميرليج منذ عام 1992)، وأي لقب، فهو الأروع والأجمل في تاريخ المسابقة بعد منافسة محتدمة إلى الدقيقة الأخيرة من الموسم، ليعانق النادي الذي أنفق أكثر من 150 مليون جنيه إسترليني الصيف الماضي بطولته الأولى هذا الموسم ويخرج اليونايتد جاره وعدوه اللدود بدون أي ألقاب.
وودع السيتي أربع بطولات هذا الموسم بداية من دور مجموعات أبطال أوروبا أمام نابولي الإيطالي وخسر كأس كارلينج أمام ليفربول وصولاً بخروجه من كأس الاتحاد الإنجليزي أمام مانشستر يونايتد وتوديعه للدوري الأوروبي أمام سبورتينج لشبونة.
لكنه وضع حداً لهذه الحالة بنجاحه في الفوز بلقب الدوري الإنجليزي ليتوج بلقب الدوري للمرة الثالثة في تاريخه وبصعوبة جمة.
13-05-2012, 08:53 PM
الستي يصعد للقمر .. ق1 .. الستي بطلاً لدوري الأكبر ..
العرض الشجري
