ولدتُ فيها
وَ لم أفقس بعد !
حتى الآن أبحث عن ثُقب في بيضتي لأنفذ منه إلى الخارج
إلى المتنفس ..
بيضتي تحوي جُدراً سوداء
عفواً ..
جدرٌ لا أعرف لونها
فالدنيا ظلماء !
في كل يوم تضيق
تصغر
تصغر
تصغر
تخنقني ..!
أضحت معها الدنيا بلا لون
أضحى المكان قاتماً
وَ الصراخ همسٌ يرتجي !
أخبرني تلك الليلة
أن البيض ليس له ثقوب !
وَ أنّ مِعولي بجانبي .. و هو كفيل بـ تهشيم جُدرانه !
: وَ لكن .. حتى المعول لا أجده !
: لماذا ؟ ..هل بحثت عنه ؟
: بالتأكيد
: حقاً ؟
: أجل .. وَ لم أقف أمامك الآن ؟!
: حسنٌ .. اخلُق مِعولاً !
: !!!
: هه .. أرأيت ؟
أحياناً يستنفر الإنسان طاقاته الفكرية في التذمّر ..
بدلاً من ذلك علينا أن نفكّر في التغيير للأفضل
وَ أول ما نبدأ به هو التفكير نفسه !
: كيف هذا ؟
: طريقة التفكير كفيلة بأن تُغيّر إنساناً .. بل شعباً بأكمله
إذا كنت عازماً على تغيير حياتك حقاً ,فهذا تغيير بحدّ ذاته !
التغيير يا سيّدي ليس صعباً !
هو يكمن في أشياء كثيرة
في مأكلك .. ملبسك .. حديثك
وَ حتى في مِشيتك !
: مثلُ ماذا ؟
: ؤه آسف ..! لستُ أنا من يُجيب على هذا السؤال
: من ؟
: نفسك ! .. لقد أرهقها روتينك سنينَ طويلة .. وَ طال بها الأمد على حالٍ واحدة ..
أليس من حقها أن تُسأل ؟
دعها تُجيبك وَ تصبّ جُعبة حديثها في أذنيك ..
علّك تعقل !
.. الروتين سلاح قاتل !
أجل .. فتّاك ضد العمل و النجاح
يخنق بـ هدووووء
وَ يتّهم الظروف في مسرح الجريمة !
الظروف ليست عدواً يا صاح !
الظروف إن عاملناها بـ لطف .. أصبحت صديقة لنا !
كل ما علينا فعله هو تقبّلها بـ عيوبها و التكيّف معها
وَ بعيداً بعيداً جداً عن التذمّر !
فـ نحن لم نسمع بأحد بكى على حاله .. فـ انصاع له الحال طائعاً !
لكنّنا سمعنا بـ عظيم لا يعرف ما الروتين !
الروتين و التذمر
وجهان لـ قاتل واحد !
* أعتذر .. قصير جداً و الوقت لا يُسعف !