بسم الله الرحمن الرحيم
في طريف.. حملة [ نكون أو لا نكون ]..
محافظة طريف التي تقع في منطقة الحدود الشمالية و التي
يقطنها ما يقارب الـ 50 ألفاً ؛ ليس فيها كليات جامعية تخدم
أبناءها و بناتها.
الأمر الذي يجعلهم يضطرون للسفر إلى مختلف مناطق المملكة بل
و إلى الخارج لإكمال دراستهم الجامعية؛ أو أن يتوقف الطموح عند بعضهم
إلى إكمال الثانوية و الالتحاق بعمل ( كالعسكرية ) أو أن يصطف في طابور
البطالة الطويل؛ و ربما تقوده الحاجة إلى المادة إلى الانحراف في سبل
الضلالة - وقانا الله و إياكم منها -.
أقرب كلية، على الشخص أن يسافر لها 150 كيلاً ذاهباً، و إن رغب العودة في
اليوم ذاته فسيكون عليه أن يقطعها من جديد ليصل إلى منزله؛ لذا فهو لن يفعل
ذلك ؛ و عليه إذن أن يعثر على سكن مناسب؛ ربما يجد الغرفة التي يؤجرها بألف
ريال في الشهر مع أربعة آخرين رغم أنها ضيقة.. و لكنها الحاجة..!
و قِلة هم الذين يذهبون إلى تلك المحافظة [ القريبة - نوعاً ما - ] فمن لديه طموح
أكبر - بقليل - عليه أن يسافر 240 كيلاً.
و الطريق في هذه السبل جميعها محفوف بالمخاطر؛ ذلك أن الطريق دولي سريع
كثير الحوادث.. و هنا نقطة الفصل.
فقد فقدت البلدة أبناءها واحداً تلو الآخر؛ ففي كل فترة تفقد ابناً من أبنائها بحادث سير
و هو ذاهب إلى جامعته أو عائد منها.
قبل أشهر فقد أهلها أحد أبنائهم و هو متجه لجامعته؛ و قبل أيام استقبل المشفى
أجساد أربعة منهم قد غاب عنهم الوعي؛ لكنهم كانوا للتو قد فرغوا من اختباراتهم
عائدين لأهليهم؛ لكنها فرحة لم تتم.
و بعيداً عن الذكور..
فالفتيات هن اللاتي يعانين أشد المعاناة؛ و فوقها معاناة مضاعفة لأهليهن في إيصالهن و البحث عن من يتولى شؤونهن بعيداً عنهم؛ فضلاً عن المضايقات
اللاتي يتعرضن لها كونهن يعشن في أماكن لا تحوي ذكوراً من محارمهن.
أهالي المحافظة طالبوا مراراً و تكراراً بافتتاح الكليات في المحافظة و لإسكاتهم فتحت
كلية المجتمع ظناً ممن افتتحها أن الشعب سيكون قنوعاً بهذا الحد المتدني من التعليم
بل و أصبح مسؤولوها يعلنون لها عند الإشارات و كأنها أحد مطاعم الوجبات السريعة
المفتتحة حديثاً و بشكل دعائي غريب على مؤسسة حكومية.
لذا لم تتوقف المطالبات؛ بل و صدرت موافقة على افتتاح كليات؛ لكن التنفيذ لم يحصل..
يا ترى ما هو السبب؟؟
هنا نتوقف..!!
أهالي المحافظة حالياً بدأت حملتهم بشعار [ نكون أو لا نكون ] ؛ و تهدف لأن تعبر عن
رأيها بشكل ساخط هذه المرة على المسؤولين و ليصل صوتهم لمن يهمه الأمر؛ حتى
يُضمن أنه لن يتعرض للكتم الذي حصل سابقاً.
فهل يا ترى تؤتي حملتهم أُكُلها؟
نتمنى ذلك..
و أملي أن يسلط الإعلاميون الضوء على هذه القضية؛ و ينزلوا إلى أهل المحافظة ليسمعوا
منهم و يوصلوا أصواتهم إلى المسؤولين.