مقال رائع لعيسى الجوكم
في الميدان
مابين زعبيل والرياض
مروءة وشماتة.. !!
* أنصت منفعلا .. مندهشا .. لكني أخلع رداء هذا السمع والصمت
وأبسط كفي فإذا هي تغلي على جمرة سيف الحقيقة
ذلك السيف الذي لمع في موقف اهل الفكر والثقافه بعد احداث زعبيل
وأصابه الصدأ بعد تعثر الأزرق اسيوياً
المسافه مابين احداث زعبيل الخليجيه واحداث الرياض الأسيويه
للاصفر والازرق.. مسافة فكر وثقافه
بل هي ابعد من ذلك.. هي مسافة مسئوليه لصناع القرار
في الناديين
لم يشمت الأزرق وخرج مسئوله الأول يعلن مبادرته وتضامنه مع الظلم
والحزن الذي اصاب المعسكر الأصفر بعد المشاركه في بطولات
الانديه الخليجيه.. انه موقف ناضج وعاقل يصب في وأد التعصب
من الوريد الى الوريد.. انه موقف الواثق في قرارته
وعقلية جماهيره ورجاحة فكر منسوبيه
وفي الضفه الأخرى اي بعد تعثر الأسيوي.. صبوات الحرف تخرج
من لثغة شفاخ، لاتعدو كونها شماته في وضح النهار وعقليه لمم تتغير
من ربع قرن.. تعزف على لحن التعصب وتؤججه،
لاتفرق بين الممكن وفن الممكن
ولاتعرف من الدبلوماسيه الا اسمها،
فغرقت هذه العقليه في وحل الشماته بإعلان الأفراح والاحتفالات..
انهم يعيدون عقارب الساعه الى الوراء
لست ممن يسبح في البركه الزرقاء، ولكني اغبطهم لراجحة عقلهم
وسلامة تفكيرهم، واندب حظي وحظ من أحب وعشق في
المكوث "محلك سر" لأكثر من ربع قرن
أشعر انني مكبل بالقيود، كلما مررت من شارع الشماته
تنتابني لحظة خجل جارحه، فما بين يد العون في محطة زعبيل،
وقطع اليد في محطة الرياض،
ابجديات من لغة نثر الملح على الجرح..
وطعن الخنجر من الخلف وتقاطر السيوف على الرأس من اخوة
كنا ننتظر رد الجميل من قبلهم !!
هذا المشهد واكثر يؤرق في عتمة الجهل..
بل هو الجهل المركب وابعد من ذلك
تتفجر في ينابيعه لغة الكراهيه.. وتتمدد في شرايينه موجة التعصب
وتذبح امام الأعين كل المبادئ والقيم
لم ينتبه اولئك المهرولون في شارع الشماته، ان الشمعه
اللتي اضاءت لهم الطريق بعد احداث زعبيل، مازالت مشتعله
تنير درب المحبه لمن اراد السير في فلكها.. تمارس لغة الدفء
لا لغة الجفاء.. من اطفاءها ومن اقتلعها؟ هو الأن يسير
في ركب من تم انقاذه من الغرق في زعبيل
كان يسير في الصحراء عطشان، وسبح في مبادرة ابن مساعد
ليرتوي ماء، بل ويركض في البحر ويغني موالاً
من يقرأ صمت المفجوع في حادثة الرياض، يدرك انه
لايشهق بالكلام الا في محله، وان صمته ليس انحناء..
ولكنه ترفع عن شامتين انقذهم من الغرق
هذا هو الفر ياساده
"مابين زعبيل والرياض"