- عبد العزيز الوطبان -
في اللقاء المثير بين فريقي التعاون والنصر خرج بعض المتابعين بانطباع غريب عجيب وهو أنه من الممكن أن تكون قد شاهدت المباراة وتابعتها بكل حواسك، وفي الأخير يظهر وكأنك لم ترها نتيجة ما قرأته وما سمعته بعد المباراة من تظلِّم النصراويين! لن أقول أن ما حصل في الدقيقة الأخيرة من المباراة حين سجل التعاون هدف التعادل أمر صائب، ولكن ما أعرفه في مقاييس العدل والموازنة والإنصاف أن التعاون هو المتضرّر الأكبر؛ فضربة جزاء واضحة وصريحة كانت كفيلة بإنهاء المباراة لو كان الحكم يملك شجاعة واحتسبها، ومساعد حكم يتغاضى عن تسللات صريحة على النصر نتج منها هدف ثان، وعلى ما يبدو أن (صرعة) التحكيم هذا العام هي التغاضي عن تسللات لصالح النصر كما حصل قبلها مع الفتح، ناهيك عن الضرب الذي تعرض له لاعبو التعاون وخرج على أثره اللاعب المؤثر (بدر الخميِّس) وسط مباركة من حكم اللقاء، وبعد كل هذا (يتظلم) الإخوة في النصر من التحكيم! ففي هذه المباراة خرج النصر بنقطة غالية وثمينة غير مستحقة اختطفها من فم الأسد فريق التعاون الذي فعل كل شيء في المباراة ولم يكن ينقصه إلا حكماً منصفاً يرى بعين الحياد وينفخ العدل في صافرته التي ظهرت وكأنها (إكسسوار) يكمل هيئة (الحكم) في حال كان الحق مع التعاون، فخسر السكري نقطتين؛ لتقدم تلك المباراة استقراءً متوقعاً لما سيكون عليه هذا الدوري الذي لم يتخلص بعد من عقبته الكؤود والدائمة التي ستظل شبحاً يطارد الأندية، وسيكون للنادي الأعلى (صوتٌ) والأكثر تواجداً في الساحة الإعلامية الحظ الأوفر في الاستفادة من هبات وأعطيات الحكام!.
هل نقول عاد الهلال؟
كان السيد جريتس جريئاً وهو يخرج الغنّام والدوسري ويزج بالفريدي وياسر بداية شوط المباراة الثاني، ليلعب بمحور دفاعي واحد، وبمهاجمين صريحين؛ فنتج عن ذلك خمسة أهداف وضاع مثلها، وقدّم الهلال شوطاً هلاليّاً هجوميّاً مثاليّاً لم يكدره إلا الخروج الخاطئ الثاني للحارس حسن الذي نتج عنه فض عذرية الشباك الزرقاء، وقبله قرارات حكم اللقاء الغريبة؛ بهذا التغيير أعاد السيد جريتس شيئاً من الهيبة الهلالية الهجومية التي افتقدناها نهاية الموسم الرياضي المنصرم وبداية هذا الموسم، وطمأن الجميع على أن الهلال بكتيبة نجومه قادر على صياغة الهوية الهلالية المعروفة، بشرط توظيف هؤلاء النجوم بشكل صحيح، وتنبيههم لتلافي بعض الأخطاء التي غالباً ما تتكرر!
عاقبوا المتسبب
قبل سنوات خسر الهلال من الحزم في الرس فنزل مجموعة من الصبية وعبثوا في المُعشّب، وتم معاقبة الهلال على الفور بنقل مباراة له خارج أرضه قبل أن يصل الفريق إلى الرياض، وحجة اللجنة أنهم يحملون شعار الهلال، رغم أن الفائز هو من يحتفل عادة ولكن هكذا أرادت اللجنة أو أُريد لها - فسمعاً وطاعة - وفي مباراة التعاون والنصر قذف الجمهور النصراوي (مفرقعات) أكثر من مرة كادت إحداها أن تلحق الضرر بالمدير الفني للفريق وذلك ابتهاجاً بتسجيل النصر لهدفه الثاني، ولاشك أن الضرر الحاصل في قذف تلك (المفرقعات) أشد من عبث صبية في مُعشّب بعد نهاية مباراة، وعليه فيجب أن تضرب اللجنة بيد من حديد على هذه التصرفات؛ لتثبت أنها تقف على مسافة واحدة مع الأندية كافة؛ ولئلا تتمادى الجماهير؛ فيحصل ما لا يحمد عقباه، وعندها لا بكاء ينفع ولا محاباة تفيد!.
بقايا حتى
- في كل مرة تأتي الحجج الدامغة بخبر شعبية الهلال الطاغية، فجمهور الهلال - ولا ريب - أكثر من جماهير الفرق مجتمعة بالأرقام والإحصائيات التي تقوم بها الشركات لمعرفة حال السوق الذي تسعى لأن تدخله على بينة.
- الاستفتاء الأخير لشركة أبسوس استبعد من هم دون الخامسة عشرة، ووفق ما أراه وأسمعه فنسبة من يشجع الهلال بين هذه الفئة العمرية يتجاوز الثمانين بالمائة، فأقول للثائرين والمتأزمين، ادعوا بسلامة استبعاد هذه الفئة!
- هناك نوعية من الأخطاء التحكيمية لا تؤثر بشكل مباشر على المباراة، لكن لها أثر مستقبلي كبير على الفريق، ومن هذه الأخطاء بطاقتا هوساوي وويلي الغريبتان. وعلى هذا الحال قد يجد الفريق الهلالي نفسه وقد فقد معظم أفراده عندما يشتد التنافس خاصة وأن جدولة الدوري قد جعلت الهلال يلتقي مع منافسيه تباعًا!
- من رحمة الله بعباده الحكام ولجنتهم أن الهلال يتفوق على الخصم رغم أخطاء الحكام الكارثية، فيسلم الحكم لأن أخطاءه تُسجل وتُصَبُّ في خانة الأخطاء غير المؤثرة!!
- يعتقد بعض النقاد أن الأندية سبب رئيس في عدم تطور المدربين الوطنيين، وذلك لعدم منحهم فرصاً كافية، لكن ما سمعته من أحد المدربين الوطنيين عن تمنيه عدم تطور الهلال، جعلني أجد العذر لأنديتنا؛ وإلا فكيف تغامر الأندية في التعاقد مع أمثال هذا المدرب وهذه عقليته التي لا تعرف أن ارتفاع مستوى المنافس ينعكس إيجاباً على فريقه؟!
- لاعب النصر المحترف سابقاً حسام غالي أعتقد أنه سيلاقي الدلال نفسه الذي وجده في الدوري السعودي فمارس بعضاً من سلوكياته فكان الوقف بانتظاره! ولسان حاله (الله! هو الضرب ممنوع؟!)
- محيسن الجمعان قال في معرض تحليله (أنا مدري وش أقولك؟) طيب من اللي يدري يا محيسن؟!
- يريدون أن يسلبوا التعاون نقاطه وفي الوقت نفسه تحميل جماهيره جناية جماهير النصر!
- آخر بطولة حققها ذلك الفريق على مستوى الفريق الأول كانت قبل ثلاثة عشر عاماً وبهدف غير شرعي.
- لا ألوم الإعلام الأصفر بمسارعته في وضع جدول دوري زين قبل انتهاء الجولة الثانية، والتباهي بصدارة النصر؛ لعلمهم أنها فرصة يندر تكرارها, والحياة فرص!.
آخر حتى:
أعظم الشعراء وأعظم الفلاسفة من بلغ درجة الطفل في جعل حكمه على الدنيا من الشعور لا من الفكر..
( في الوقت الأصلي )
الاتحاد هو المسؤول!!
- محمد الشهري -
عندما تُترك الأمور عرضة للعبث بيد كل من هبّ ودبّ.. فمن الطبيعي أن يحدث الخلط والاجتراء والتعدّي السافر على الحقوق الثابتة بأيّة طريقة أبسطها البحث عن الإثارة الرخيصة عن طريق التلاعب بالحقائق وتسويق وترويج الأكاذيب والأراجيف تحت أيّ ذريعة ممكنة.
ولأننا نعيش مرحلة تجاوز الطرح فيها مفهوم الانفتاح المسؤول والمقنّن، إلى (منحدر الانفلات) غير المسؤول الذي لا يفرّق بين الممكن وفنه، وبين الممارسات الصبيانية.. مما أوجد واقعاً أكثر انفلاتاً في الاستمراء والتمادي في العبثث والتلاعب، وذلك في ظل انعدام الضوابط التي تحد من هذه الفوضى المتنامية(؟!).
الكثيرون قبلي كتبوا وتحدثوا طويلاً عن ضرورة وضع الأمور في نصابها من قِبل الجهات المعنية باتحاد الكرة حول مسألة توثيق واعتماد منجزات أنديتنا، وعدم تركها كما لو كانت (وكالة من غير بواب) باعتباره المسؤول عن كل شأن يتعلّق بهذه الأندية وأنشطتها، كبر ذلك الشأن أو صغر.
هذا فضلاً عن كونه المسؤول الأوحد والمرجعية الأم عن تزويد كلٍّ من الاتحادين الدولي والقاري أو أي جهة أخرى بالأرقام والوثائق الصحيحة والدقيقة التي لا مجال حولها للتلاعب والعبث كما يحدث الآن، أياً كانت الأغراض.
ذلك أنه في سبيل لفت الأنظار والبحث عن الإثارة.. أضحى من السهل على أي مطبوعة (فاشلة) تسهيل مهمة هذا أو ذاك من مراهقيها ممن لم تتجاوز مؤهلاته وخبراته الإعلامية والميدانية سنة أولى (حواري) لممارسة العبث في منجزات كبير الأندية الآسيوية، كامتداد للعبث في مسائل أخرى كالجماهيرية والأحقيقة في نيل لقب نادي القرن.. رغم أن هذه الحقائق غير قابلة أصلاً لأي جدل من أي نوع، لو كانت الأمور محكومة وخاضعة حتى للحد الأدنى من النظام والضبط والربط.
فهل يتحرك اتحادنا للنهوض بهذه المهمة الضرورة أم أنه لا يرى حاجة لها(؟؟!!).
العجاج الأصفر؟!
استمرأ النصراويون مسألة اختلاق الزوابع والجدليات والضجيج، وإثارتها إعلامياً، سواء كان ذلك بقصد فرض قناعاتهم التي لا يراها سواهم، أو كان في سبيل السعي للانتقاص من نجاحات الآخرين ومحاولة تشويهها، ولا سيما في ظل اتضاح تعهدهم مهمة محاربتها ورفضها لمجرّد المحاربة والرفض، أو كان بغرض اتخاذها وسيلة للظهور(!!).
ذلك أنهم (هدانا الله وإياهم) ظلوا أكثر تمسكاً بإحداث (عجة) مفتعلة كلما حقق الهلال تحديداً واحدة من أولياته التي انطلقت ولم تتوقف، ولن تتوقف (إن شاء الله) طالما أن مسيريه ظلوا أكثر تمسكاً بنهجهم القائم على مبدأ حق الجميع في الكسب وتحقيق التطلعات المشاعة والمتاحة بعيداً عن أساليب (الدس) وإثارة الزوابع.
افتعلوا (عجة) حول عدد ونوعيات البطولات لكل نادٍ رغم أنها لا تحتاج إلى شيء من هذا.. ثم افتعلوا أخرى حول لقب نادي القرن الآسيوي مع علمهم الأكيد أن أحقيقة الهلال بالحصول عليه أوضح من الشمس في رابعة النهار.. وها هم يفتعلون (عجتهم) المستحدثة حول الجماهيرية(؟!!).
ولأنّ المثل المصري يقول (الكذب مالوش رجلين)، ولأن هؤلاء الإخوة يعتمدون بشكل كامل على (اللغط) في إدارة وإثارة قضاياهم المفتعلة.. لذلك ظلت جميع محاولاتهم تدور في حلقة مفرغة رغم قدرتهم العجيبة على فرض صخبهم الإعلامي المركّز والمنظّم والموجّه، ورغم قدرتهم على شل تفكير الجمهور النصراوي.. إلى درجة عدم القدرة على تحديد الهدف من عملية استنهاضه بهذه الطريقة التي لا تراعي حقه في تحديد متطلّباته أسوة بباقي جماهير الأندية الأخرى (؟!!).
بين من لا يعلم هل هو مُطالب بالحضور إلى المدرجات لمساندة الفريق، وبين من لا يعلم هل هو مُطالب بالحضور للاحتفال بالدقيقة (37)، أم هو مُطالب بدعم الأصوات التي تلح عليه عبر الإعلام بالحضور فقط من أجل إسقاط الأولوية الهلالية الثابتة والراسخة (!!!).
الشاهد: القليل جداً من الجمهور النصراوي مَن هم على دراية بأنّ القصد من (عجة الجماهير) الأخيرة لم يكن الغرض منها تغيير الأمر الواقع الماثل والمحسوم لصالح جماهير الهلال منذ زمن بعيد، وإنما الغرض منها (التشويش) من خلال توظيف وتحشيد وتحفيز هذا الجمهور للحضور حفاظاً على شيء من ماء الوجه لتلك الأصوات.. خصوصاً بعد نجاح تكريس ثقافة التصويت التي بات الجمهور النصراوي يشكّل العلامة الأبرز في كسبها رغم أنها لا تقدم ولا تؤخر في مسألة الجماهيرية حتى لو أتينا بمائة (زين) مع (زين)، هذا الكارت الذي أضحى مادة للتندّر(؟!!).
يا خفي الألطاف
لنفترض أنّ (ياسر وولي ورادوي) لم يوفقوا في التسجيل المباشر في مباراة الهلال والفيصلي لأي سبب من الأسباب، وأنّ المباراة انتهت بالتعادل السلبي أو بفوز الفيصلي بهدفه الوحيد الذي لا غبار عليه.. فأي مبرر يمكن أن يتحفنا به المسؤول الأول عن التحكيم يا ترى(؟!!).
حتى لو التمسنا بعض العذر (الفشيلة) للحكم عبدالرحمن القحطاني حينما تغاضى جزائية ياسر هرباً من مقولة (قحطاني وقحطاني) رغم أنها (عيب) في حق الحكم والتحكيم، فالقانون لا يوجد فيه (خيار وفقّوس)؟!!
إلاّ أنّ ما ظل يثير الريبة هو تعامي الأخ عبدالرحمن القحطاني عن جزائيتيْ (المحياني وولي) وكأنّ الأمر لا يعنيه(؟!!).
ثلاث جزائيات كل واحدة منها أوضح من الأخرى، يقف الحكم أمامها وقوف (خيال المآتة).
ماذا يعني هذا (بالله عليكم)؟!!!
السؤال الضرورة: هل يستحق هذا النوع من التحكيم أي دعم من أي نوع؟