لم يتحفظ الزملاء الإعلاميون عن ذكر السبب الحقيقي الذي جعل اللاعب السويدي فيلهامسون يترك الهلال قبل مباراة نهائي الصداقة، أوضح الخبر أنه حدثت مشكلة مع زوجته، وساق التفاصيل، هذا ما يتعلق بلاعب غربي، لكن ماذا عن لاعب محلي لو أنه تعرض لنفس المشكلة؟ هل سينشر الخبر بتلك الصورة، أم أن (شنبات) الرجل الشرقي لا تسمح له بمثل تلك الإهانة من (حرمة)؟!

لو كانت القضية تخص رجلا عربيا لن يقبل أن يعرضها الإعلام بذلك الشكل، أما فيلهامسون فقبلها، بل قبل أكثر منها حينما نشرت وسائل إعلامية صورا لزوجته في حالات مخلة، لم يقل: فضحتوا محارمي، بالطبع فإن الأمر لا يحتاج إلى خبير في الشؤون الغربية ليحلل الأمر، ولن أتطرق له أنا لأنكم تدركون الفرق بين الثقافة الغربية المنفتحة في كل شيء، وبين الثقافة الشرقية المنغلقة، هل لديكم معلومات عن زوجات اللاعبين وأخواتهم وأمهاتهم؟!

يكتب الإعلام الغربي الخبر بكافة تفاصيله بلا تحفظ، أما الإعلام الشرقي فيفضل استخدام (الرمز) كأسلوب يبعده عن الحرج، جملة (ظروف عائلية) مصطلح يستخدمه كل من أراد أن يبرر لنفسه الهروب من واقع يعيشه، الاعتزال والاستقالة وأخواتها تحدث بسبب ظروف عائلية، تتخفى الحقيقة خلف هذا الستار، المثالية (والرغبة في الستر) تفرض استخدام هذا المصطلح، لا يمكن أن يقال أبعد فلان لأنه فشل، أو لأنه غير مرغوب فيه، لا يمكن أن يفعل هذا طالما أن بند (الظروف العائلية) مرن ويجوز استخدامه في كل الحالات!

في الغرب يقال: اُقيل، وفي الشرق: استقال، في الغرب: أُبعد، وفي الشرق: ابتعد، في الغرب: عزل، وفي الشرق: اعتزل، في الغرب: أعفي من منصبه، وفي الشرق: طلب إعفاءه، إنني مع (الستر)، لكن بحدود المعقول، الستر على الأعراض والخصوصيات، لكن الخلل في العمل يجب أن يوضح بعيدا عن (ظروف عائلية)!!

(الستر) الذي يميز الإنسان الشرقي عن الإنسان الغربي هو أمر محمود يحسب للثقافة الشرقية، وبالذات فيما يخص الجانب الأسري، لكنها ثقافة ليست جيدة على إطلاقها، كما أنها لا تظل سائدة على الدوام، في حالات كثيرة يغيب الستر أمام حالات الانتقام، بعض منتديات الانترنت تكفلت بكشف أستار البيوت ونشرها على الملأ، تقديم الفضائح على الطريقة الغربية بشكل فج، إن كان الإعلام الغربي يكشف التفاصيل رغبة في تقديم مادة مثيرة للغاية، فإنه هنا يقدم تشفيا من الشخص ذاته فحسب، بدليل أن الخبر ينشر عادة تحت اسم مستعار، أي أن الناشر يعلم فداحة ما يقوم به!

بقايا