اعـــداد: سعـــودي ويلوموني








تعلم القناعة من والده والكرم من والدته.. عبدالله بن مساعد في حوار خاص جداً:«2-1»
حيدت أربعة نصراويين الى الهلال اثناء رئاستي


سلطان رديف (الرياض)تصوير: عبدالعزيز اليوسف
لسمو الأمير عبدالله بن مساعد رئيس نادي الهلال السابق وعضو شرفه الحالي فكر خلاب ورائع يتناسب مع ضرورات المرحلة القادمة التي يستعد لها الجميع والتي ستكون نقطة تحول للرياضة السعودية فقد ساهم بعقله وجهده وماله ليكون جزءاً من منظومة عمل التطوير الذي تسعى له الدولة بل ركناً اساسياً عندما عين عضواً في لجنة تنمية الموارد والتخصيص ثم رئيساً لها ليقود بذلك الفكر الاقتصادي الرياضي والتطويري قبل الجميع وعندما حاربوه تواضع لهم وواصلهم حتى بعد ان قاطعوه..

ولد عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز في الرياض عام 1965 وكان ذلك قبل انتقاله مع والده الى بيروت بأشهر، حيث بقي هناك حتى عام 1975 وتخرج عام 1987من الجامعة بدرجة الامتياز مع مرتبة الشرف الأولى من كلية الهندسة بجامعة الملك سعود وحصل بعدها على الماجستير في علوم الهندسة الصناعية من نفس الجامعة عام 1993 قبل ان يؤسس عام 1989 الشركة السعودية لصناعة الورق والتي تعتبر الأكبر في الشرق الأوسط ليؤسس بعدها مجموعة من الشركات..

يقول الامير عبدالله عن بدايته مع الرياضة وكرة القدم تحديداً كانت في حديقة صغيرة في المنزل حولت الى ملعب وكان هو وشقيقه عبدالرحمن واحد اصدقائه في مدرسة الفيصلية بالرياض ومحمد السمحان وابن خالته يلعبون فيها وسرعان ما تحول هذا الملعب الصغير الى ملعب للحي كله وبدأ الفريق ينمو بسرعة حتى بات يضم اسماء لامعة في المنتخب السعودي ويضيف بقوله: لا ادري ان كانت حياتنا انذاك جزءاً من كرة القدم ام كانت كرة القدم جزءاً من حياتنا ولكن تحولت بسرعة الى شغلي الشاغل وبقيت هكذا حتى نهاية الثانوية.




الحياة الأسرية ورئاسة الهلال

بدون شك الحياة لن تكون طبيعية عندما تكون رئيساً للهلال لانك ستكون مشغولاً طيلة اليوم بهذا النادي الكبير، اعيش كل احداثه وتقلباته ومفاجآته ولا أخفيك انني كنت احرص دائماً ان لا احمل الامور التي تشغلني في النادي الى داخل المنزل.

عندما كنت اعود الى البيت بعد الخسارة كنت اقف امام سيل من الاسئلة يوجهها لي ابني عبدالرحمن اما بناتي فلم يكن لديهن الاهتمام الكبير ولكن عبدالرحمن كان يضعني في محاكمة رياضية منزلية وكان من أسئلته لماذا خسرنا ولماذا لم تحضر هذا اللاعب أو ذاك واذا انتهت أسئلة عبدالرحمن احس بالراحة، وكان يسألني دائماً لماذا لم تشتر اللاعب محمد نور، وحتى اذا شاهد لاعبا اجنبيا مميزا كان يسأل لماذا لم تحضره واذا طال النقاش كنت اقول له «ناقصك أنا، كفاية الجرايد والجمهور».

يقول الامير عبدالله: لديّ ولدان: عبدالرحمن ومحمد وخمس بنات: سارة ونوف ولطيفة وريم وهيفاء وهم جميعاً مثل قوس قزح فكل واحدة من بناتي الخمس بلون مختلف ونكهة مختلفة واحسب ان جميع الابناء والبنات في العالم هكذا.

وحول اصعب موقف مرّ عليه في حياة عائلته يقول: كان عند ضياع ابنتي الكبيرة سارة في مطار لوس انجلس وعمرها انذاك سنة ونصف السنة وكان الوقت ليلاً وكنا ننتظر طائرتنا الى باريس عندما اختفت عن أعيننا فجأة ولن أبالغ ان قلت ان نبضات قلبي تقطعت إلا انه وبحمد الله وجدناها بعد عشر دقائق تقريباً في أعلى سلم متحرك ولن ابالغ ايضاً اذا قلت ان مخاوفي بقيت معي فترة طويلة.

ويقول اذهب الى منزل والدي ثلاث مرات في الاسبوع برفقة أسرتي ونصلي المغرب والعشاء هناك وهذا البرنامج لكل شهور السنة باستثناء رمضان الذي نذهب فيه الى والدي يومياً بعد الافطار ونصلي التراويح معه.



وبالوالدين احسانا

لا استطيع حصر افضال والدي علينا، ولنبدأ بالناحية الدينية التي هي أهم شيء فالحمد لله كان يحرص على صلاتنا ونحاول تطبيق ذلك مع أولادنا بنفس الطريقة، فقراءة القرآن
أجمل سنوات حياتي تلك التي كنت فيها محاضراً بالجامعة
مثلاً كانت بشكل يومي، وحفظت أنا وأخي عبدالرحمن أجزاء كثيرة من القرآن بفضل الله ثم بفضل والدي، واذكر انه منذ كان عمري ست سنوات ونحن نصلي الجماعة مع والدي واضف الى كل ذلك قراءة كتب الحديث والتفسير وغيرها مع والدي والحمد لله انني استطعت ان اجعل جزءاً من هذه التربية في أولادي اذ لا يمكن ان يأتي وقت الصلاة إلا والجميع يستعد لها اينما كنا سواء في البيت أو في أي مكان داخل المملكة أو خارجها وهذه نعمة كبيرة ولله الحمد.

وتعلمت من الوالد ايضاً عزة النفس، والدي من الكبار بين ابناء الملك عبدالعزيز آل سعود -يرحمه الله- ولد عام 1344هـ (1926م) الابن الرابع عشر للملك عبدالعزيز وأمه هي الجوهرة بنت سعد السديري، كان يستطيع تولي المناصب وتقلد المهام لكنه لا يعبأ بأمور الدنيا واحوالها، المال الذي يتوفر عنده -وهو ليس كثير- هو لابنائه وللصدقات، ولا اذكر ان والدي في يوم من الأيام اشترى سيارة خاصة به مثلاً أو ساعة أو منزلا وما زال يسكن في منزله الواقع في الخزان منذ حوالى 40 سنة ولم ينتقل منه ولم يغير حتى غرفته، هو من علمنا القناعة، وهي بالفعل كنزٌ لا يفنى ابداً، حين بدأت حياتي لم يكن لديّ من الاموال ما يكفي لبناء بيت حتى انني اول ما تزوجت سكنت في منزل والد زوجتي الأمير فهد بن عبدالله، حينها كنت واثقاً ان توفيق الله يأتي بالعمل والدعاء وقد اكرمني الله ووفقني في اعمالي الخاصة -التي بذلت فيها جهداً كبيراً- وتحسن وضعي المادي، هذا كله بفضل دعاء الوالد اطال الله في عمره فلو لم يترك الأب لابنه سوى الدين فهو خيرٌ كثيرٌ لا مثيل له.

اما الوالدة فهي مثال لنا وقدوة بقلبها الكبير والطيب الذي لا يوجد له مكان للحقد، فقد كانت المحفز الاساسي لي في دراستي وتعلمنا منها الكرم الذي كنا نشاهده مع الاقارب.

أخي الشقيق عبدالرحمن، اعتقد انه شاعر كبير، وهو فاعل خير وكريم جداً، بيني وبين عبدالرحمن متشابهات ومتضادات فكلانا نحب المزاح والرياضة ولكن عبدالرحمن شاعر وانا صاحب أرقام، نظرتنا للمال مختلفة هو يتبع مقولة «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب» اما انا فلم اجد المثل الذي ينطبق عليّ بعد.

ولديّ تسعة اخوان وثمان أخوات وعلاقتي بهم ممتازة جداً ونسافر مع بعضنا كثيراً ونحب ان نقضي الاجازة الصيفية في لوس انجلس بامريكا.

أخي عبدالرحمن عضو شرف لنادي الهلال وداعم كبير له، وكان يدعمني عندما كنت رئيساً للنادي ولكن البعض من اخوتي كان نصراوياً وعندما اصبحت رئيساً للهلال اصبحوا هلاليين بالعاطفة وسرعان ما ارتدوا للنصر بعد تركي رئاسة الهلال، فيكفي انني حيدت أربعة نصراويين الى الهلال اثناء رئاستي!!



الجامعة والتدريس

كان من اسعد ايام حياتي يوم ألقيت كلمة الخريجين في الجامعة التي امضيت فيها طالباً خمس سنوات بدون فصول صيفية وكان يحتاج هذا الى جهد متواصل، وفي السنوات الثلاث الاخيرة من الجامعة كانت كل علاماتي بدرجة امتياز -وهذا انجاز افتخر به- ثم توجتها بالتخرج بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى.

من أجمل السنوات في حياتي هي التي كنت فيها محاضراً في الجامعة في ظل عشقي السابق لان اكون مدرساً أو محاضراً يقوم بالشرح للطلاب، ولعل ايضاً السنة والنصف التي درست فيها في الجامعة كانت من ألذ الأوقات فقد كنتأحب اعداد الأسئلة وتصحيحها، وسوف احكي لك موقفاً حدث لي مؤخراً:

قبل فترة طلبت مني كلية الهندسة إلقاء محاضرة في الجامعة فذهبت الى هناك والتقيت برئيس قسم الهندسة الصناعية الدكتور عبدالرحمن الاحمري وقال لي «انت كنت استاذي وكنت من طلابك» بعدها ضاق صدري قليلاً (ضاحكاً) لانني احسست حينها بانني اصبحت كبيراً في السن، لكني كنت سعيداً بالنجاح المهني لطالب سبق ان درسته.

وأقول لعلي كنت قاسياً قليلاً في مراقبة الاختبارات لانني كنت طالباً واعرف اساليب الغش، ولكن صدقني في زمن التدريس كنت احاول كثيراً ان اكون قريباً من الطلاب بشكل كبير وكنت اخصص لهم أوقاتاً خاصة للرد على اسئلتهم.

وقد تستغرب عندما اقول لك انني في بعض الاوقات اشكك في حكمة قراري بالتقدم للحصول على شهادة الماجستير ذلك اني لم استفد كثيراً منها، والخطأ ايضاً انني حصلت على الماجستير من نفس الجامعة التي حصلت منها على البكالوريس، لذا اصبح الموضوع في بعض الاحيان مملاً، لا تغيير أو تحدي جديدا، والدليل على هذا الشعور انه بينما حصلت على البكالوريوس في خمس سنوات من دون فصول صيفية -كما قلت لك سابقاً- وهذا انجاز ممتاز، حصلت على الماجستير في خمس سنوات ويُفترض ان انتهي منها في سنتين أو ثلاث سنوات وكنت في آخر سنة افكر في ترك الدراسة ولكن الحمد لله انهيت هذا الامر.

كنت اريد الحصول على الماجستير من خارج المملكة ولكن والدي يرفض دراستنا خارج المملكة.



طريق المال

يقول الامير عبدالله عن رحلته مع المال والاعمال: الحمد لله نحن طوال عمرنا وحالتنا جيدة فمنذ ان كنا اطفالاً صغاراً والوالد -يحفظه الله- لم يقصر في شيء ابداً معنا، ولكنه منذ سنوات طويلة منصرف الى العبادة بشكل كبير ولم يدخل في أية تجارة ولم يدخل مجال العقار.

بدايتي كانت منذ تخرجي من جامعة الملك سعود بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى وبدأ الطموح يُخالجني وعندها بدأت افكر في مشروع مصنع الورق الذي كان يكلف 100 مليون ريال وكنت املك حينها جزءا صغيرا وبسيطا جداً جداً من هذا المبلغ، وكنت اقول في نفسي «اذا كنت سأبني مشروعاً وافلس فليكن على امر يستحق التضحية(وقلت) ليس هناك فرق بين ان تخسر مليونا أو 100 مليون ريال في ظل انها ستكون دينا» فبدأت المشروع بقرض من صندوق التنمية الصناعي ودخل ابن عمي الامير حسام بن سعود (عضو شرف نادي النصر) بتمويل جزء من رأس المال واقرضني دون فائدة جزءا غطيت به نصيبي من رأس المال ولعل عدم وجود المال لديّ كان جزءاً من نجاحي ولله الحمد لانني لم اكن استطيع احضار مستشارين برواتب مرتفعة لذلك كنت اعمل الدراسات بنفسي واستعين بمستشارين بقيمة منخفضة واراجع معهم حتى في كتابة العقد لم اكن استطيع احضر محاميا معروفا بل انني احضرت محاميا بخمسة آلاف ريال، لذلك استطعت ان اتعلم اموراً كثيرة جداً حينها، كما كان لدي دائماً هاجس التوفير في اصغر الامور حتى انني ايضاً كنت اراجع مصاريف الشاي والقهوة في المصنع.

ولان التكاليف كانت منخفضة وبدأنا بداية متزنة حققنا ارباحاً في السنة الأولى بلغت ما يقارب 15 مليون ريال ولم اكن اصرف أي شيء من الأرباح بل كنت اعيدها للمشروع واستثمرها لكي نتوسع وبعد ذلك بدأت اتوسع في شركتي حتى استطعنا احضار ماكينة ازالة الاحبار التي لم تكن توجد في الشرق الاوسط.

الآن وبعد عدد من التوسعات يبلغ اجمالي قيمة الشركة حوالى مليار ونصف مليار ريال سعودي وسوف نطرح انا وشركائي 30? من اسهمها في السوق للمساهمة العامة، وحصلنا على موافقة من هيئة سوق المال على هذا الامر.

واعترف اننا في البداية كنا سنقع في اخطاء كثيرة ولكن ولله الحمد لم نقع فيها ليس لانني ذكي بل لان الله وفقني، وكان لديّ استعداد ان اعمل 20 ساعة لكي اوفر 1،000 ريال بدون مبالغة كما كنت اراجع كل فاتورة بل كل هللة.


انـــتــهى الــجزءالاول من الحـــوار!!!






اعـــذب تحية

جزء أول رائع ..
وشخصيه ..أحسست منذ أن عرفتها بأنها رائعه ..

من تواضع لله رفعه ..

بانتظار الجزء الثاني ..

للأمير:
أتمنى لك المزيد من التقدم والنجاح

كاتب الوضوع رائع والشخصيه المكتوب فيها اروع الله يعطيك الف عافيه حبيبي

الله يعطيك العافية اخوي على المتابعة

تحياتي

الله يعافيــــــــــكـ ع التغطــــــــــيــــــــــــة

الجــــــزء الأول رائــــــــع

ونـحـــــن ننتظر الجــــــــزء الثانــــــي

تقبـــــــــــلـ مروري

الله يعطيك العافيه أخـــــــــــــــــــــــــــوي

ماشاء الله عليه

وربي تعجبني هالشخصية

الله يخليله لباناته وابنائه

ويحفظ له والدينه اميييييييييين يارب

الديّن ماشاء الله ربي يوفقه

مشكور على النقل

وبانتظار الجزء الثاني

مســاء الخير


مجهوود رائع اخووووي
بالنسبه للجزء الأول حلوووو جدا
بانتظااار الجزء الاخر

وبالتووفيق للأمير

ودمتم بود

مشكورين وماقصرتو

الله يعطيك العافية:>

بانتظار الجزء الثاني:>

مشكورين جميعا عالمرور

اعذب تحية

والله تعجبني ذي الشخصية ومشكووووووور اخوي؟؟