.
لم يكن في حسبان أبناء وطني في أمريكـا أن في يوماً ما
قد يلوذُو بقدراً تحمل طيّآته كل الاشياء الجميله , عندما كانت الولايات المتحده
الطاوله المليئه بالورود ليلتقي مليكي عبدالله بن عبد العزيز بأبنائه هناك ليقدم لهم درساً
يتخلله ألف نصيحه ونصيحه , درساً يُغنيهم عن ما ذهبو إليه .
عندما هم سيدي , بالحديث مع أبناء الوطن في أمريكا كان على يقيـناً أنهُ يستطيع
ان يقدم لهم السكيولوجيّه الواقعيّه والتي بدورها ان تجعلهم في اعالي المجد وهم في الارض يحرثون , فارس أحلامهم عبدالله يقول :
( كنا في مجلس الوزراء وقلت لهم , أدعوا للذي أنا سأقوله ,
قالوا وما هو ؟ قلت , قولوا الله يطول عمره , قالوا الله يطول عمره ، من هو هذا ؟
قلت , قولوا الله يطول عمره , فقالوا الله يطول عمره , من هو ؟ قلت , البترول , لماذا ؟
هذه ما قلتها إلا يوم ابتدأوا ينقبون عن ما في الأرض ,
وأوقفتهم عن التنقيب كله "، داعياً للإبقاء على خزائن الأرض لأبناء المملكة في المستقبل،
شاكراً نعمة الله على أن أغنى بلاده بخيرات النفط . إنتهى !
أمراً يدعو إلى التسآؤل , لأن كثيراً من المتطلعين بدقةً متناهيه لتفاصيل
ماذكرهُ الملك في حديثه لمبتعثي المملكـه في الولايات المتحده الأمريكيه , كان أمراً يشوبهُ
شيئاً من الغرابه , فالواقع والعقل , يتطلب ملك متفهم وعقلاني ملك يعي أن
الإعتماد على مصدراً واحد ( البترول ) هذا تهديد لمستقبل البلاد , فتعليقه لنماء المملكه
تحت رحمة البترول , هذا إنهزام كما يضنهُ البعض ! ولكن العفويّه المتناثره آنذاك
كانت سيدة الموقف لتظهر لنا ملك إنساني أكثر من ماهو عقلاني , ولـكن !
حرياً بنا ان نأخذ من حكمتهُ شيئاً افسرهُ أنا شخصياً لا لتصحيح اقواله ولكن لتوضيحها
للشكل الذي يقصدهُ إن شاء الله .
فعندما نرى أنهُ يلعب على وتر الابويّه فبالشرطيه ان يتمحور حديثه حول النصح
والتشجيع , هذا لأنهُ الإنسان , فبقدر حرصهُ على تأمين مستقبل جيل مابعد هذا الجيل
بقدر مايحرص تماماً أنهم على أعتاب مجد يشحذهم الهمم لصنع وطن
بأكثر من موطن , لا موطناً يعتمد مستقبلهُ على مصدراً واحد , لإن هذا ينظر لهُ المحايد
إنهزام وضعف , فبقدر حرصهُ على تشجيعهم يكترث سيدي بأن يعلمو أن الوطن
بحاجه إلى عقولهم وأيديهم وقلوبهم قبل كل شيء .
أضيفُ إلى ذلك , أنهُ يذكر هذا الامر على مقربةً من مسامع
ولايات تلهث وراء البترول , هذا تحدي شرس بأنه على أتم الإستعداد
لحماية هذا البترول من اي كائناً كان , وتوفيره بأضعاف مضاعفه
لجيل مابعد الجيل الحالي ,
وحقيقةً حتّى لأ أكون لازوردي الحديث , أنا شخصياً استغربت حديث سيدي
ولكن عندما علمت أنهُ مزاحاً , علمتُ حينها أنه يرمو لشيئاً مغاير عن ماتظهرهُ
اسنانه المكتظّه بالخوف على مستقبل كل فرداً في هذا البلد ,
أحرصو أن تنظرو لهذا الرجل الابيض , بعيناً تستحق أن تسهب بالدموع
عندما تعلم أنهُ يهتم ان يبقيها مستقبليه لا تنظر إلى الوراء .
حقاً .. إنهُ أكثر من ملك .
عايد !