السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهُ
إعداد وتنسيق : حـ عيني ـظ
ياسر بين الإحباط والانضباط
بقلم /عدنان جستنية
مهما اختلفت ميول المشجع والإعلامي الرياضي إلا أنهم يتفقون على الكرة الجميلة وعلى اللاعب المبدع وعلي المدرب الفنان الذي يستطيع بالأدوات والعناصر المتوفرة لديه أن يرسم لوحة فنية على المستطيل الأخضر تنال الإعجاب وانبهار يصفق له الجميع.
ـ الجماهير الرياضية بكافة ميولاتها الكروية من دون شك بقدر ما كانت منبهرة بالمستويات التي يؤديها الفريق الهلالي والنتائج التي يحققها كانت أيضا في الأسبوعين الماضيين (سعيدة) أكثر بعودة (القناص) إلى التألق من جديد وخروجه من نفق (نفسي) أثر على أدائه وعطائه الكروي فترة طويلة قاربت على سنة كاملة حتى أن البعض قال إن (ياسر القحطاني) انتهى كلاعب وكنجم هداف ومن الأفضل له إعلان اعتزاله الكرة ناهيكم عن المطالبات الإعلامية التي كانت تدعو إدارة المنتخب بإبعاده عن الأخضر.
ـ كل هذه الجوانب النفسية بما سبقها من أخبار تدخلت في حياته الشخصية وبث إشاعات تسيئ إلى سمعته وكذلك الترويج لها عبر المنتديات الإلكترونية أو عن طريق هتافات غير لائقة تلاحقه في الملاعب كان من الممكن أن تقضي على (أبو عبدالعزيز) والذي دافعت عنه في بداية المحنة التي واجهته بمقال عنوانه (إلا خراب البيوت) إلا أن عملية الاحتواء التي قامت بها إدارة المنتخب وإدارة ناديه للظروف التي يمر بها هذا النجم الكبير ساهمت إلى حد كبير في مراجعة اللاعب لواقع حياته العامة ومستواه الكروي مقدرا هذه الوقفة التي تتطلب منه أن يكون على قدر الثقة والمسؤولية.
ـ التفاف المسؤول وكذلك الجمهور كان لها وقعها المؤثر جدا في رفع معنويات ياسر القحطاني ليدخل في صراعات التحدي وظهر ذلك جليا من خلال انضباطه في التدريبات وفي المباريات رغم (النحس) الذي لازمه وحرمه من أهداف مستحقة إلا أنه لم (يستسلم) للإحباط الذي واجهه من عدة أطراف غاب عنها مفهوم التنافس الرياضي الشريف وسارت مع ركب (معاهم معاهم.. عليهم عليهم) بفكر مليء بـ (التعصب) الأعمى.
ـ ولعل الذي ساعد ياسر القحطاني على الانضباطية المطلوبة هو وجود مدرب مؤمن بموهبة اللاعب فلم يكن (جيرتس) ذلك الذي يتأثر سريعا بمستويات غير جيدة للاعب في عديد من المباريات أو إهداره لأهداف محققة إنما منحه الفرصة مرات ومرات لتعود ثقته إلى نفسه من جديد ومن ثم تنفتح شهيته أمام المرمى وإحراز الأهداف القاتلة.
ـ حتى على مستوى إدارة الكرة وزملائه اللاعبين كانت لهم وقفاتهم الرجولية في إخراج (ياسر) من حالة إحباط شديدة من أهمها ما كان على أرضية الملعب وتحديداً (ويلهامسون) الذي كان يمرر له كرات (مقشرة زي اللوز) شاهدناها أمام السد القطري.
ـ من ذلك كله نخلص إلى أن أي (إحباط) يمكن للاعب المخلص لذاته وموهبته ومحبيه التخلص منه إذا حافظ على مبدأ (الانضباط) بمعنى الكلمة في كل ما يتعلق بمواعيد نومه وصحوه وتدريباته وقبل ذلك سلوكيات نجم مشهور تطارده (العيون) في كل مكان واتجاه.