انســــان
عدد الضغطات : 18,558
الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم
عدد الضغطات : 13,057(انسان) الجمعية الخيرية لرعاية الايتام
عدد الضغطات : 18,689استمع إلى القرآن الكريم
عدد الضغطات : 9,871

   
العودة   شبكة القناص - الموقع الرسمي للاعب ياسر القحطاني > المنتديات العامة > صـدى المشـاعر > صدى المشاعر ( النثر )
   

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-12-2009, 07:52 PM   #1
قنــاص مبــدع
 
الصورة الرمزية محبةياسر في الله
 
قلب قـلـ~ـب أمـ~ـي

قلب أمي



الشارع خال الا من بعض سيارات يتوالى مرورها على لحظات متقطعة . ظلال الاشجارالمرتسمة
على اجزاء الطريق توحي بالوحشة ... لا ادري لماذا اخاف من الاشياء عندما تكون سيدة الزمن ؟ هذه العمارات
المتناثرة أمامي على جانبي الشارع تخفي في داخلها الترجمة الحقيقية لأثر الزمن الذي نظنه يمر بينما نحن الذين نمرق
منه مسرعين . . . (مطبات) الرصيف تذكرني بامي التي احملها على ظهري لاوصلها الى المستشفى . . .
دفئ أمي يردني إلى عالم الطمأنينة كلما أوغلت في تفرس الأشياءدقات قلبها الضعيفة ترتب مع خطواتي المتعجلة
تحديا واثقا لكل هواجس الصمت التي تحاصرني تمر السيارات مسرعة المشفى يتباعد كلما تذكرت غيبوبة أمي قبل دقائق
يتباعد كثيرا مع كل سيارة تمر دون أن تتوقف أو (تزمر(. . .
لا بأس سأصل ما دام هناك مستشفى ولي قدمان أثق بقدرتهما على إنهاء هذه المهمة فقد كنت أقطع أكثر من هذه المسافة أيام كنت جنديا . . .
صوت أمي الضعيف يعيدني إلى عالم الشعور : لقد أتعبتك يا ولدي ربنا يوفقك
حملتني أمي تسعة أشهر في أحشائها وتعتذرالي الانسان الطيب هكذا يعتذر الى الاخرين. . .
حفيف الاشجار , وانعكاس اشعة المصابيح الكهربائية تنعكس واملي بان تعيش والدتي كلها تغاريد حب ومودة تنتقل معي . . .
اكف تساعدني في حملها ولساني يتعثربالكلمات العارية المكشوفة التي تعود لساني على مجاملة الاخرين بها .
لا , لا , بالنسبة الي هي حمل مقدس لا اخاطبه في هذه اللحظة كما يخاطب الناس العاديون .
قدماي تسرعان أكثر والشارع ثعبان أسود لا يكاد ينتهي ... لكن لحظة سيارة تقترب وخلتها ستمر مثل غيرها .
تقف بمحاذاتي ويطل السائق برأسه ويطلب مني دينارين ليوصلنا للمشفى لم تعد المسافة بعيدة
نصف ساعة وأصل لكنني حريص على سلامة والدتي وافقت على ذلك وأنزلت أمي على الرصيف
لأفتح باب السيارة لفت انتباهي خطوط البيجاما التي ألبسها ارتبكت بشدة سألني السائق عما
بي أعلمته أني لا أحمل نقودا الأن ...... يقهقه بشدة ويسحب سيارته مسرعا .... ما هذا أيظن أني أحمل
على ظهري كيس ملابس!!!!!!! أتمتم غاضبا فتدرك والدتي حرجي تمسح على رأسي وتقول : اللهم اهده.........
نصف ساعة عن المستشفى لماذا أفكر في الوقت ولا أستطيع تجاوزه بغيرهاتين القدمين
الأشجار التي أتسلى بعدها تبشرني بقرب الوصول للمستشفى تمر سيارةبسرعة وتدخل المشفى دون أن تحفل بنا لا بأس ها نحن قد وصلنا .
حركات نشطة داخل غرفة الإسعاف وانتشار دم عند الباب يارب الطف تردد أمي وأردد معها
أنسى أن أمي مريضة ولا تستطيع الوقوف على قدميها أجلستها على بنك خشبي في العيادة
وقفت مقابل غرفة الإسعاف لأتجلي حقيقة الحادث وأنتظر الطبيب لأدخل أمي
يخرج أحدالممرضين مسرعا إلى بنك الدم ويعود مسرعا ليعلم الطبيب بعدم وجود وحدة دم من صنف دم المصاب يقول الطبيب بلهفة:
)من دمه من صنف كذا ؟؟؟؟) لم يكن في العيادة وقتئذٍ إلا انا ووالدتي
والسائق الذي اوصل المصاب والطبيب والممرضتان .
يلتفت الموجودون في وجوه بعضهم . . نداء داخلي يذكرني بنوع دمي
) نعم انا اتبرع يادكتور(
ياخذني الى الغرفة التي سجي فيها المصاب . . . اتملى وجهه . . .
ياللهول . . .

انه هو , اقترب منه اكثر وشريط من الذكريات لم يمض عليه سوى نصف
ساعة . . يقفز الى عيني ولساني . . . هو بعينه يستغرب
الطبيب ويهز راسه مستفسراً فرددت : لا شيء , في الوقت الذي مددت فيه ذراعي لياخذوا مني وحدة الدم المطلوبة . . .
أسرع الى والدتي لاطلعها على حقيقة الحادث ريثما يفرغ الطبيب من توصيل الدم الى جسم المصاب والدتي تتمتم :
ربنا لا يضره اجلس بجانبها وانا اردد : هو هو نفسه . من هو يا بني ؟؟ قالت والدتي قلت :السائق الذي اوقف سيارته وقهقه واسرع . . .
والدتي تهز راسها وتمسك بيدي وتتمتم : لاحول ولا قوة الا بالله , الطبيب ينادي والدتي احملها نظراتها تفتش في جوانب الغرفة
يسالها الطبيب ماتشكو فتصف حالتها . . . يكتب وصفة ويناولني دواءً مسكناً حتى الصباح ريثما يشغرسرير في القسم الباطني.
والدتي ترجو الطبيب ليريها الشاب المصاب تستند الى كتفي بعد ان استردت شيئاً من همتها , وادخل واياها بمرافقة الطبيب
عاد للشاب المصاب شيء من وعيه . . . يحدق في الان . . . ابتسم له الطبيب . . . يقول للشاب مشيراً الي :
هذا الذي انقذ حياتك بدمه . . . خجلت من نفسي كثيراً فما عدت استسيغ طعم الخير الذي يعذب به الاخرون . . .
تمنيت من الله الا يذكر الطبيب ما ذكره وطأطأت راسي في الوقت الذي كان الشاب يميل براسه للجهة الاخرى ليكتب بطاقة
اعتذارِ من دموعه . . . امي تبتسم . ثم التفت اليها فتلتفت الي وتدير لسانها :
لا حول ولا قوة الا بالله .

التوقيع:
♥ ♥ just ♥ ♥ yaser first on Asia





كل شي يهون لعيون الآسر"كلنا فدا ياسر"

التعديل الأخير تم بواسطة محبةياسر في الله ; 30-12-2009 الساعة 08:05 PM
محبةياسر في الله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:13 PM.

Designed by: BAA
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
SEO by vBSEO 3.6.0
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi