..
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:::
مازلت أغضب عندما يختار أحدهم الأنسحاب من حياته قبل حياة الأخرين
لسبب كـ هذا ..!
ومازلت أعتقد بإني سأفعل الشيء ذاته لو كنت في مكانهم
لا أدري لماذا ولكن ربما لأننا نـ تخذ أخف الضررين .. ربما
بعد عام من عذاب
كنت قد أحببته .. و رسمنا حاضر الأيام
حُب وسعادة
كم ضحكنا ، وفرحنا
كانت الأيام .. تمضي
و إبتسامات العمر .. تغني
لـ حياتي وحياته
و كـ أي " فرحة " كانت قصيرة
ليلة كانت عصيبة
إختناقات .. بكاء و آلم
[ .. مرض .. يغتال الحياة بداخلي .. ]
و موت محتم .. حسب تأكيدات المتخصصين
قررت أن أترك كل شيء .. لأبحث عن فرصة حياة .. خارج الوطن
وقبل كل ذلك .. كان علي أن أتخذ قرار .. حاسم
إما أن .. أُبقيه على علم بكل شيء
و أجده كما دائماً يخفف عني من الالآم
.. ووجدت نفسي .. أُمارس أنانية
كوني لا أمنحه .. سعادة
وإما أن .. تُغيب عنه الحقائق
لـ يجد فرصة حياة .. بدوني
كم كان صعباً علي أن أواجه كل هذا التعب .. والفقد ، مرة واحدة
تشكلت لدي قناعة تامة بأن : حزنه برحيلي ، لن يكون أشبه بحزنه بوفاتي
و قررت الرحيل بدون أن يدري بـ مرضي
وأنا أصُبر نفسي بـ " ماذا لو كان حزنه أكبر .. !؟؟ "
في الغربة
كانت الوحدة .. قاتلة
يسكنني الحنين لـ " وطن " لم أُفارقه إلا مجبرة
مرت الأيام صعبة
كل ليلة كانت الذكرى " دموع "
كنت بـ قليل من تفاؤل
وقليل من فرح .. و دموع
كنت أدعو الله " له "
لم ترهقني مراحل العلاج فـ حسب
بل كان كل يوم .. يشكل فرصة جديدة للحياة
و بعد أن شملتني رحمة ربي .. بالشفاء
لم تكن الدنيا تسعني من الفرحة
كان قلبي .. ينبض من جديد
كما دائما " له "
لحظات العودة .. للوطن
هيأت نفسي لـ أخبار " لا أرغب بسماعها "
كنت أُدرك أن الحياة لا تبقى على حال ، ومع ذلك كنت أحمل أمل أشبه بالأُمنية
بأن يعود كل شيء كما كان قبل رحيلي
ليلة وصولي
علمت ماتفرضه الظروف .. من خيبة أمل و حزن
كانت " ليلة زفافه "
بكيت كثيراً .. ولكن إيماني بالله
ينتشلني من قمة أحزاني
وأن أتذكر " أحبب من شئت فأنك مفارقه "
كنت سبباً لـ زواجه من أُخرى
لكني فعلت ذلك حُباً له .. وخوفاً عليه
تذكرت حُبه لي .. وصدقه
ولم أكن أملك سوى الدعاء له بـ السعادة
و اليوم :
ميلاد طفلته .. وأسماها على اسمي ..
[ .. ماكُتب أعلاهـ مجرد خيال .. ]
:::
تتردد في داخلي تساؤلات ..
هل حقاً نحن نمارس وصاية على الذين نُحبهم بدون أن ندري .. ؟
وهل القرارات المتعلقة بـ " حياتنا " هي شأن لا يعني من حولنا .. ؟
هل الفراق يكون حلاً في مواقف كـ هذه .. ؟
كل ذلك وأنا على يقين أن قلوبنا النقية هي من تقودنا لـ قرارات مصيرية كـ تلك
.. ..
..