بسم الله الرحمن الرحيم
!
أطلت الإجازة الصيفية و انقضى منها أسبوعان تقريباً - قد تزيد عند البعض أو تنقص -
و سرعان ما انقضيا دون أن نحس بالكثير فيهما.
إن الإجازة الصيفية للطالب تعدّ أخطر الأوقات عليه فهي تحوي وقت فراغٍ طويل مما يجعله
يسعى لقضائه في شتى الأمور.. خيراً كانت أم شراً و لربما بسبب فراغ الـ 24 ساعة هذا
يجعل حياته تنقلب رأساً على عقِب.
*
صيف بلا معاصي..
شعار حملة من الحملات التي انطلقت مع مطلع الصيف لتوعية الجميع بان يقضوا
أوقاتهم فيما أحل البارئ عز و جل في أُطُر الشريعة لا يتجاوزونها.
جميلة تلك الحملات الإليكترونية التي تنبع من حرص.. لكن ماذا عن تقبلنا نحن لهذه الكلمات؟
إن الصيف مثل سائر أيام السنة.. و هذه الإجازة وقت مقتطع من عمرك يذهب كل يوم فيها فيدنو
أجلك يوماً و هكذا.. فماذا أنت صانع؟
قد تمل.. تكل.. تتكالب عليك الهموم.. تجتمع الأفكار الشيطانية.. لكن مع هذا كله.. لا تنسى أن
هذا الوقت يمضي بك دون ان تحس به الآن.. لكنك ستحس به يوم لا ينفع الندم..
لذا.. اسعَ لشغله في المباحات و الفرائض و لا تضعه في الملهيات المحرمة..
$
غنيٌ.. أو وفّر بعض المال.. لأجل إجازة الصيف..
سيقضيها في بارات باريس.. أو مراقص بيروت.. أو في أحضان (...) ..!
و يعود صفراً مكعباً: قد أنهى ذلك المال أو جلّه..
و قد محيَ بعض حيائه.. إن لم يكن كله..!
و يتفاخر بين أصدقاء السوء.. ليصبح زعيم الـ (ثلة)..
ماذا جنى الآن؟
من ناحية المنافع.. لا شيء..!
أما المضار: فلربما يأتي و قد حمل الإيدز / الفكر الهدام / انفلونزا الخنازير /
قلة الحياء و سوء الأخلاق / ذنوب X ذنوب..
ثم ماذا..!
هذه عينة من بيننا.. و الأعجب عندما تكون معه العائلة فيتعرى و عائلته من كل فضيلة و يمشي هو في شهواته.. و معه امراته قد ابدت زينتها للأجانب.. و لسان حاله يقول:
( حرام عليهم في السعودية.. حلال عليهم برّى..!)
{..
يا سرع ما مرّت ليالي..
و انقضت أيام الفرح..
::
علامة مات..!
العلامة / العلم / العالم ابن جبرين انتقل إلى رحمة الله ..!
الحمد لله على كل حال
رحمه الله و أسكنه فسيح جناته؛
الشيخ رحمه لم يمت.. و إنما انتقلت روحه إلى العلياء فقط نسأل الله أن تكون روحاً
منعمة.. و نحن هنا نذكر ما نحسب و الله حسيبه و لا نزكي على الله أحداً..
ذلك أن الشيخ قد خلّف علماً جليلاً.. و ترك ميراثاً عظيماً.. و أبقى طلاباً علماء ..
فكم يبقى له من الأجر بعد موته..! سيظل رصيده يمتلئ حسناتٍ إلى حسناتٍ حتى و قد قبضت روحه من جسده.
- و إن كان بين الاثنين بوناً شاسعاً.. فقارنوا معي بين إرث هذا العلامة.. و بين إرث ( مايكل جكسون)..!
كلاهما توفي في فترةٍ متقاربة..
كلاهما مشهور..
أما ابن جبرين.. فقد أبقى علماً شرعياً و علماء و دعاة.
و الآخر.. فقد خلف غناءً و طرباً و فجوراً..
فأيهما خير..
أنت أخي كذلك.. فكر ماذا تريد أن تبقي بعد أن تقبض روحك؟!!
ختاماً..
آمل أن أكون قد قدمت ما يفيد.. و سامحوني على التقصير..
"بيبرس"