-
أغلقت عيناي
وتخيلت عالما ً واسعا ً
يشبه عمق محيط !
تتردد فيه الأفكار ..
يعلوا موجها وينخفض
تتقاتل هذه الأفكار داخل هذا المحيط !
فكل فكره تريد ابتلاع الفكرة الأخرى !
كفلسفة الأسماك
فالكبيرة تأكل الصغيرة ..
وعندما تكون هناك فكره مرفوضة تخرج للشاطئ مكونه صَدَفه
تختلف في لونها وشكلها والصوت الذي يخرج منها .!
عالم البحار عالم ٌ ملئ بالغموض ..
عالم لا أرى فيه من الخارج سوى الماء !
ولكن إن تعمقت فيه شيئا ً فشيئا ً اكتشفت ما لم أكتشفه من قبل ..!
والبحر أيضا ً ملئ بالمخاطر ..
فمن لا يستطيع السباحة فيه حتما ً سيكون حتفه الموت ما لم يساعده أحد ..!
..
لكل إنسان خيال ..
وهذا الخيال تحفه ملائكة و شياطين ..
وعليك أنت اختيار من تريد سماعة ..!
تريد ملكا ً أم شيطانا ً ..!
عندها ستتحدد الفكرة وما ستؤول إليه نتائجها ..
كنت ذكرا ً أم أنثى فهذا لا يهم ..
المهم في الأمر هو الفكرة ونتاجها ..
ربما تـُذهل من نظره الحنان تلك ..
ولكن يختفي ورائها ألف نظره حقد ..!
ربما تكون نظره ثقة ويختفي ورائها ملايين الشكوك !
فالنظرة تخدع وتحجب الفكرة الأساسية ..
فكره ملائكية كانت أم شيطانية ..!
..
أفكاري مبعثرة مشتتة وكأنها عقد لؤلؤ قد قُطع وتناثرت لآلئه ..
أحاول لملمتها وإعادة أجزائها ولكن بلا فائدة ..
أتمنى ولو كنت غواصا ً ماهرا ً لأستطيع الغوص بشكل أفضل
واكتشف كنوز الخيال وإعادة ما تبعثر مني ..
..
أغلى ما أملك سأهديه لهم ..
فإذا كانت الروح تُهدى سأهديها لهم !
وإن كان العمر يُشترى فسأشتريه لهم !
وإن كانت حياتي تسمح بأن تنسب لهم فسأنسبها لهم !
أُناس مجهولون !
مختفون !
أراهم في الظلام !
وهم يشعلون أجسادهم نارا ً لكي يُنيرون لي طريقي !
يعانون و همومهم تسقط جبالا ً ..
ولكن ما أسرع أن يسقطوا همي وغمي
ويريحونني..
وبلا تفكير أرفع رأسي للسماء
فأجد قدري الجميل الذي وصفوه لي
يلمع ويبرق ويدنوا مني أكثر فأكثر !
سألتهم في مرة ..
" من إيش مخلوقين ؟ "
فلم يجيبوني !
هم ملائكة !
لا ..
هم بشر !
حتما ً لا ..
إذا ً هم ماذا ؟
كل ما أعرفه أني أريد أن أرد ولو القليل مما فعلوه معي !
أهداني إياهم قدري الذي قدره لي ربي !
أتوني في منتصف طريقي ومحوا آلامي !
أسقطوا أوجاعي !
بكل خفه و مهارة ..
كل ما بوسعي هو الدعاء لهم !
فــ يا رب ..
اهديهم كل خير ..
وابعد عنهم كل شر ..
واجعل قدرهم يزفهم بورود السعادة
ولا تجعل في قلبهم أي هم إلا و أزحته عنهم !
..
سكنت القلم وأوحيت له بأن يكتب عنهم .!
فمشاعري الآن كلها تحت سيطرت القلم !
كتبت وكتبت ..
وصفت وشكرت ..
بقي أن يصل شعوري لمن أُعزه ..
لهم هم !