#
#
#
#
سلسلة " هياكل حِوَارية "
( الهيكل الأول )
" مقاطعة الدنمارك ، سلاح فعّال ، أم حماسة غير مجدية "
---------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول
الله ، أما بعد:
أيها الأحبة الأفاضل ، تعلمون ما فعلته العضوة - اللعينة - في الاتحاد
الأوروبي الدنمارك ، هذه الدولة القبيحة و صحيفتها القذِرة
جيلاندز بوستن Jyllands Posten و ح**ها الحاكم السافل
الذي تنتمي إليه ، و تعلمون وقفة الدولة البلهاء الأخرى دولة
النرويج معها بل و حتى هذه اللعينة قامت في إحدى مجلاتها
بإبراز رسومات كاريكاتورية تسخر فيها بالحبيب - عليه الصلاة
و السلام ( كما ورد ) - و سكوت الدول الأخرى الأوروبية - باعتبار
الحكومات - عن هذه الفعلة النكراء حتى الآن كما أعلم ، و قد تواردت
إلينا هذه الأنباء الحمقى و نحن ( الشعوب المسلمة ) ما بين عارفٍ
بالخبر و ما بين جاهل به ، و ما بين مؤكدٍ له و ما بين مشكّك فيه
أو في تفاصيله ، و أنا أقصد بذلك الشعب و ليس الحكومات المسلمة
أو العلماء و المسؤولين الإعلاميين فلم أرَ لدى ما سمعته عن هؤلاء
الأخيرين تشكّكاً في صحّة الخبر فقد كان الخبر صحيحاً لديهم و تبيّن ذلك
من خلال ما ورد في صحفنا السعودية و هو ما استندنا عليه باعتباره
توثيقاً إعلامياً.
لمن لا يعلم شيئاً عن الأمر أنقل لكم بعضاً من تفاصيله على
لسان / خالد عبد الرحمن الشايع :
( لقد اطلعت على ما تناقلته بعض وكالات الأنباء من اقتراف الصحيفة
الدنمركية ( جيلاندز بوستن / Jyllands-Posten, ) لخطأ شنيع
وانحرافٍ فظيع بنشرها ( 12 ) رسماً ( كاريكاتيرياً ) أو ساخراً يوم
الثلاثاء 26 شعبان 1426هـ / 30 سبتمبر 2005 تصور الرسول
(صلى الله عليه وسلم) في أشكال مختلفة، وفي أحد الرسوم يظهر
مرتدياً عمامة تشبه قنبلة ملفوفة حول رأسه !!.
وإمعاناً في غيها طلبت الجريدة من الرسَّامين التقدم بمثل تلك الرسوم
لنشرها على صفحاتها .
ولما بلغني الخبر كدَّرني كثيراً وأصابني بهمٍّ كبير ، وأحزنني حزناً
عظيماً ، وقد عمدتُ بنفسي للنظر في موقع الصحيفة المذكورة على
شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) ، حتى وقفت على موقع الجريدة
(Jyllands-Posten, ) في صفحاتها الصادرة بتاريخ
(29. September 2005) فكان الخبر ليس كالمعاينة ، حيث
هالني ما رأيته ، واقشعر جسمي ، وبلغ بي ذلك كل مبلغ في النكير
والاستهجان والامتعاض .
وهكذا كان الشأن عند عامة أهل الإسلام ممن بلغهم الخبر ، حيث
كان هذا العمل محل انتقاد واستهجان لديهم ، ولدى غيرهم من العقلاء
في أرجاء الأرض .
وقد عمد إخواننا المسلمون في الدنمرك ، ومعهم غيرهم من المواطنين
الدنمركيين ، وكذلك غيرهم من المقيمين في الدنمرك إلى إنكار هذه
السخرية التي نالت أشرف إنسان في التاريخ ، فكُتبت المقالات ووُجهت
الرسائل إلى الحكومة الدنمركية وإلى الصحيفة المعنية ، مطالبين
بالاعتذار عن هذا العمل والكَفِّ عن مثله مستقبلاً ، وقد تظاهر في شهر
أكتوبر الماضي أكثر من ( 5000 ) مسلم وغيرهم من المتعاطفين معهم
في العاصمة كوبنهاجن ضد الصحيفة وطالبوها بالاعتذار.
غير أن السلطات الدنمركية ومسئولي الصحيفة رفضوا ذلك بمبررات
حرية الإعلام والتعبير ، وأنه لا شيء يستثنى من شموليته وحريته .
ولا زال مسئولو صحيفة ( جيلاندز بوستن/Jyllands-Posten, )
والح** الحاكم الذي تنتمي إليه يرفضون الاعتذار ، وينوون الاستمرار
في منهجهم المتهجم على الرسول الكريم الذي قال الله له : (وَمَا
أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ) [الأنبياء : 107] .
متجاهلين بذلك المواثيق والأعراف الدولية ، غير مبالين بالاعتراضات
المقدمة إليهم ، فرأيت أن من الواجب عليَّ ، وعلى غيري ممن حمَّلهم
الله أمانة البيان والبلاغ البيان في ذلك ، خاصةً وأنني أشرف بالانتساب
للمملكة العربية السعودية التي فيها قبلة المسلمين ، وبها مسجد رسول
الله محمد عليه الصلاة والسلام الشريف ، وذلك عملاً بقوله سبحانه :
( وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ )
[آل عمران : 187] ) انتهى .
و للاطلاع على هذا الكلام و تفاصيل أكثر و بعض الحلول العملية ذات
الاتصال المباشر بدولة الدنمارك للدفاع عن الحبيب محمد – صلى الله
عليه و سلم – يُرجى الوصول إلى هناك عن طريق هذا الرابط :
http://saaid.net/Doat/shaya/1.htm
بعد وصول هذه الأنباء إلى المسامع توافدت إلينا بعض الحلول العملية
و للمرة الأخرى برزت إلينا كلمة المقاطعة ، كما حدث مع المنتوجات
الأمريكية قبل مدة حين قيام الناس بالكف عن شراء البيبسي و جميع
المنتوجات الأخرى لأمريكا و توالت على إثرها الفتاوى و التوجيهات حولها
بالنصح بالقيام بها أو تركها ، و بما أن الأمر استجدّ لنا و لكن هذه المرة
الأمر أعظم وقعاً على نفوس الناس ، و الدولة القائمة بالفعلة ليست
أمريكا ذات الإنتاج الاقتصادي الأعظم من غيرها بمراحل ، إنما الدنمارك
صاحبة المنتوجات البقرية ( إن الطيور على أشكالها تقعُ )
و تعلمون بعض وارداتها مثل ( جبنة بوك ، حليب نيدو ، حليب أنكور،
**دة لورباك ... ) و هي ليست من الواردات التي لا نستطيع الفكاك عنها
كما يروّج البعض من ضعاف الهمّة أمام ال**د و الجبنة ، لا ، الأمر سهل
يسير فكم من جبن آخر نستطيع أن نجعله بديلاً لهذا الوارد ، و كم من
**د نستطيع أن نجعله بديلاً ل**دهم ،، و البدائل لتلك و غيرها سهلة إلا على
من شبّوا على حليب النيدو و شابوا عليه ، و لم يجدوا لـ **دة لورباك
بديلاً بنفس الجودة ( و لو خيّرته في عبادته لاختار أقلّها جودة ) و لا
يتصوّرون صباحهم بلا جبنة البقرات الثلاث ، و لا تستطيع بطونهم أن
تقاوم خبز الـ سوفي دي فرانس sofi de france ، و لا تقاوم
أجسادهم منتوجات بيزون ، و لا يمكن لهم أن يتنازلوا عن منتوجات
الـ kdd ، و غير ذلك مما مدّته اليد الدنماركية القبيحة .
و لكن حتى أكون منصفاً و نكون على وعيٍ أكبر بأبعاد الأمر ، فإني
لا أنسَ التجار الذين يرون في هذه الواردات مكسباً أفضل لهم من
غيرها من الواردات المشابهة الأخرى بحكم الجودة و بحكم متطلّبات
الناس ، و لكن دعونا نكون على بيّنة من هذا الأمر ، بالاشتراك سوياً
في حوار فعّال ، لنخرج بفوائد متعددة حول النواتج الحقيقية الفعّالة
للمقاطعة ، و هل هي دواء فاعل أم لا ، و هل الإحصاءات القديمة
لمقاطعة أمريكا تدل على ضعف هذا الأمر أو قوّته ، و هل هو عمل
الشعوب و الحكومات لها عملها ، أم أن الأمر واحد للجميع ، على ضوء
المحاور التالية أتمنى من الجميع أن يساهم معنا برأيه ، و أن يضيف
لهذه الاستفسارات حلوله و اقتراحاته حتى يتسنّى لنا أن نكون في موقفٍ
مقنع لأنفسنا و لغيرنا ، و حتى نقدّم شيئاً في سبيل الدفاع عن الحبيب
المصطفى – عليه أفضل الصلاة و التسليم - :
1 / ما رأيك في القول بـ : أن سلاح المقاطعة هو السلاح الوحيد بـِــيَــد
الشعب ، و تبقى الأدوار الباقية من الدعوة و مخاطبة الدولة المقصودة
و الجهات المسؤولة عن الفعلة بيد الحكومة ؟ هل ترى أن هذا القول
صحيح أم خاطئ ؟ و أين تقف أنت منه ؟
2 / أتعتقد أن الدنمارك لم تضع في حسبانها احتمالية وجود هذه
المقاطعة ، و إن كان هذا ما قامت به حقاً فهل تعتقد أن هذا يعني أنها
لا تكترث لأمر المقاطعة إن حصلت ؟ مما يعني أن أمر المقاطعة ليس
أمراً فاعلاً بما أنه لن يؤثّر على اقتصادها ؟
3 / إلى أي حد تستطيع الجزم بقوّة المقاطعة في ردع أفعال هؤلاء ؟ و هل
ترى أنه من المنطق القيام بهذا بينما الاستفادة الحقيقية من المنتوجات
هي لنا نحن ؟ و هل ترى أن المقاطعة ستؤثر بالدرجة الأولى على
الاقتصاد المحلي قبل اقتصاد دولة الدنمارك ؟
4 / ألا ترى أن المقاطعة ستتسبب على الأقل في ردة فعل ملحوظة
للدنمارك و إن لم تكن مؤثّرة و هذا بدوره سيساهم في رفع حدّة الخوف
لديها من ردود فعل داخل دولتهم قد تصل إلى التفجيرات و القيام
بأعمال تخريبية و النزاعات الطائفية مما يسهم في
زعزعة أمن دولتهم ( و نحن لا نستطيع أن ننكر أن بعض الدول
الأوروبية بدأت بها هذه الهجمات كـ فرنسا و بريطانيا و أسبانيا مما يشكّل
خوفاً لدى الدول الأخرى خاصة إذا ما علمنا بوجود استفزازات دينية )
و الخوف من حدوث التفجيرات سيساهم بدوره في قيام الشعب الدنماركي
على الأقل بالوقوف في وجه حكومته إن لم تقم الحكومة ذاتها بذلك من
أجل الكف عن التهجّم على أي أمرٍ يمس ديننا فيما بعد أو يؤجّج الطوائف
الدينية ؟ هل تؤمن بإمكانية حدوث هذا الخوف في نفوس الشعب
الدنماركي و أعضاء حكومته ؟ و هل تؤمن تجاه هذا الأمر بمقولة
( شيء أفضل من لا شيء ) المقاطعة أفضل من الصمت العملي و أن
المقاطعة ( هي أضعف الإيمان ) ؟
5 / هل تعتقد أن منتوجات مثل ( الـ بوك ، و الـ نيدو ، و الـ لورباك ...)
هي منتوجات مهمة تقوم عليها رفاهية حياتنا ؟ و هل هذه المنتوجات هي
الأكثر جودة في السوق مما يساهم في صعوبة استبدالها بغيرها من
المنتوجات الأخرى المشابهة ؟ أم أن هناك بدائل موجودة و يسهل وضعها
بديلاً مؤقتاًَ على الأقل للمنتوجات الدنماركية ؟
6 / يقول البعض : أن الدنمارك هي أفضل منا إنتاجاً و هي ذات يد أفضل
من غيرها بما تمدّه لنا من منتوجات ، و بما أن السعوديين فاشلين في
القيام بذلك ، فسنظل نأخذ بمنتوجاتها إلى أن يستيقظ عقل الإنتاج
السعودي ، ما مدى إيمانك بصحة هذا القول ؟ و إذا كان هذا الكلام
صحيحاً ، فهل يعني هذا أن نجعل أخطاءنا حجة في سبيل أن نظفر
بالواردات ذات الجودة ؟
7 / فيما إذا كنتَ تؤمن بأن المقاطعة حلٌّ ناجع ، فكم من الوقت تعتقد أنه
يمكن البقاء على ذلك ؟ و كم من الوقت يُفضَّل أن تستمر خلاله
المقاطعة ؟
هل يعتمد ذلك على ردّة الفعل الأخرى لدى الدنمارك ، أم أنه يتم لفترة
معيّنة ثم يُترك حتى لو لم تحدث استجابة و ردة فعل ؟
8 / بعيداً قليلاً عن المقاطعة ، هل ترى أن ما قامت به الدنمارك هو من
الجهل بالإسلام و حقيقة النبي – صلى الله عليه و سلم - كما يدّع ِ
البعض أم أنه عن علم و سابق ترصّد و تعمّداً للسخرية رغم علمهم بخطأ
ذلك و صحّة مخالفته للحقيقة ؟ و هل تعتقد أن التوجّهات الأخيرة في
التفجيرات التي طالت بعض الدول الأوروبية ساهم في رسم صورة سيئة
عن النبي – صلى الله عليه و سلم – مما يعني أن على الحكومات
المسلمة أن تمارس معهم الدعوة و تحسين الصورة ؟
9 / هل ترى أن المقاطعة ستساهم أكثر في تباعد الخطوط و بالتالي
تباعد الاتصال بيننا و بين الدنمارك مما سيؤثّر على إمكانية إيصال
الرسالة المحمّدية الحقيقية و الصورة السليمة لها ؟ إلى أي حد يكون
هذا صحيحاً ؟ و هل هذا الكلام سليمٌ حقاً بلا خلاف ؟
10 / هل تشعر بتأنيب الضمير و أنت تتناول ساندويتشاً محشواً بجبنة
بوك مع حليب نيدو صباحاً ؟ أم أنك تركض سريعاً لتجلب لأهلك منتوجات
دنماركية إن طالبوا بالجبن و ال**د و الحليب - على ترك الخيار
دون تحديد - باعتبار أن المنتوجات الدنماركية أفضل و أحسن لك و لهم ؟
و هل ترى أن من اللائق أن تواصل شراء منتوجات هذه الدولة اللعينة
و هي لا زالت تصر على عدم اعتذارها من المسلمين كافة ؟ أم أن لديك
دوافعك التي تدفعك للقيام بذلك و لديك حججك في القيام بذلك ؟ و ما هي
تلك الدوافع و الحجج ؟
على ضوء هذه المحاور و غيرها نتمنى أن تكونوا معنا في حوار ثري
لنكون على صورة واضحة من القيام بهذه المقاطعة ، إن كان الأمر
صواباً و ذا تأثير فاعل أو كان خاطئاً و ضعيف التأثير ، و لي عودة - إن
شاء الله - بمشاركتكم آراءكم و الحوار ضمن ذات المحاور معكم ، وفّقنا
الله و إياكم لكل خير ، اللهم أرِنا الحق حقاً و ارزقنا اتّباعه و أرِنا الباطل
باطلاً و ارزقنا اجتنابه .
24-01-2006, 12:54 AM
اللعنة ُ عليكِ أيتها العضوة !
العرض العادي
