بسم الله الرحمن الرحيم
- قبل البدء.. أعلم أني مقل في كتابتي لهذا الصرح..
لكنه يبقى الأول في عيني.. فالتمسوا لي سبعين عذراً.. فلي منها واحد يمنعني..
في يوم الأربعاء الماضي كنا في المدرسة.. و جاءنا معلم يحدثنا عن حادث لسيارة تُقِل
خمسة من الشباب: فلان.. فلان.. فلان.. فلان.. فلان..
يا الله..! كلهم نعرفهم..
يا الله..! ذاك اليوم في الصباح رأيته .. و الثاني كان يرفه عن نفسه مع صديقي.. و الثالث
و الرابع.. و الخامس.. كلهم نعرفهم جيداً..
أربعة انتقلوا إلى رحمة الله مباشرة و الخامس توفي في يوم الخميس بعد أن كان في العناية المركزة..
هؤلاء الإخوة كانوا في طريقهم إلى المعهد المهني فخرج عليهم وايت ( صهريج مياه) ارتطمت سيارتهم به
بل دخلت من تحته..!
إلى هنا.. مع ما في الأمر من إنسانية و أمر تقشعر له الأبدان إلا انني لم أصل إلى الأكثر أهمية..!
أتدرون ما هو الأهم:
الأهم أن هذا الـ(وايت) تابع للبلدية.. و السائق مستقدم على أنه عامل نظافة.. و أخبرهم بأنه لا يجيد القيادة
فهددوه بإعادته من حيث أتى.. بل ولم يستخرجوا له أوراقاً رسمية حتى حدث الحادث..!
أن يخالف المواطن - العادي - .. المقيم - العادي - فلا يهم.. يمكن أن أقتنع بذلك.. و عندهم سيجرّم أيما تجريم لأنه أخل بالقوانين و الأنظمة..
لكن.. أن تكون المخالفة كبيرة كهذه.. من جهة رسمية فهو ما لم أحطه بإدراك..!
و لم أستوعبه جيداً.. ليس لحماقتي.. و لكن لحماقتهم هم..!
لا أعلم ما إذا كانت الوسيعة قد ضاقت و نفد السائقون.. و لم يجدوا سوى عامل النظافة ليسلموه قيادة المركبة الضخمة.. و الكارثة أن الحادث وقع على طريق دولي رئيسي تمر منه المركبات القادمة من الدول المجاورة إلى وسط المملكة.. فماذا لو حدث هذا الحادث لأشخاص قادمين من إحدى الدول و أبناؤهم في انتظارهم هناك..!
أشياء و أشياء تجول في الخاطر.. بعد هذا الأمر المستنكر..
فـ المخالفات تتكرر من مختلف الدوائر الحكومية.. و الجهات الرسمية.. و لكن الأضرار لم تصل للأرواح.. أما و إنها قد وصلت إلى الأرواح بـ حماقة و سذاجة منقطعة النظير.. فهذا أمر لا ينبغي السكوت عنه..
فالجهة الحكومية مطلوب من كل فرد فيها أن يلتزم بالنصوص الواردة و لا يخالفها قدر أنملة لأن الخطأ الصادر منه يكلف الكثير كما نعلم.. و ربما يكلف الدولة ككل أمراً عظيماً.. و ربما ذهبت السمعة الحسنة عن البلاد بسبب تصرف بليد و هو أمر بلا شك خطِر و يعتبر بحد ذاته كارثة.
نسأل الله لإخواننا المتوفين المغفرة و الرحمة..
.. "بيبرس"..