البطل.. والبكائيات!!
لما تكافأت الفرص الفنية، ظهر الشباب، وغاب الاتحاد. وتكافؤ الفرص والعدالة الفنية يكمن في أن كلا الفريقين لعبا النهائي الكبير وسط استقرار فني، وبمدربين أمضيا موسما أو حوالي الموسم مع النادي، وهو ما لم يتوافر للهلال من قبل، حين تم إقصاء كوزمين في قصة طويلة.
الشباب فعل بالاتحاد الأفاعيل، في أسهل نهائي أراه في تاريخ الكرة السعودية. أربعة أهداف أثبتت علو كعب الشباب في خمس نهائيات أمام الاتحاد، وضياع الاتحاد تماماً. تكرار الهزيمة، بالكأس ذاته وخلال عامين سيؤثر بلا شك في الاتحاد وسيعزز مبدأ (العقدة)، رغم عدم إيماني بها!، وكذا جادلني العميد (حسن)! ذاك الذي قالها بمرارة، لم تكن اتحادية، لكنها كارثة!، أن تخسر من الشباب، فلا بأس، حتى لو كان بالأربعة، لكن ما فعله الشباب بالاتحاد لم تكن (أربعة) فقط! كانت أكثر من ذلك بكثير! أمعنوا بحديث القوم بعد النهائي لتدركوا ما فعل الشباب بالاتحاد!.
رأف الشباب بحال الاتحاد كثيراً، وكان المنطق يقول سباعية أو ثمانية، لو قدر لضربة الجزاء أن تلج الشباك الاتحادية، أو العارضة الاتحادية ، أو كمية الفرص (الرهيبة) التي تسابق نجوم الشباب على إضاعتها. حال الاتحاد كان لا يسر أبداً. ناصر الشمراني قدم درساً لكل المهاجمين السعوديين في كيفية تجاوز الأزمة. إهدار ركلة الجزاء كان كفيل بشل فكر زلزال الشباب، لكن العودة كانت سريعة، وقوية، وبهدفين أنّت منها قلوب الاتحاديين كثيراً. درس ناصر الشمراني مجاني لنجوم الملايين الذين أرهقوا أنديتهم ضجيجاً بمشاكلهم، وكان غيابهم مرعبا. درس من ذاك الفتى الأسمر لكل من غره اسمه وتجاوز ولعب بأعصاب الملايين، وما أكثرهم.
فاجأني ما قاله رئيس الاتحاد عن كالديرون، وما أدلى به نور الفنان، رغم احترامي للاثنين معاً. كان هناك ثمة حزب يريد إسقاط كالديرون، لكن الدوري كان واقياً له. ولما أن أسقطوه ونحروه (في النهائي)، تسابق القوم على ضربه وجلده بشكل غريب. نور يقول (خسرنا لما أن لعب البعض دور البطولة) وقال (إنه لا يتحدث باسمه)!! بل باسم (الاتحاد)! عجبي! من نصب نور (متحدثا) باسم الكيان! أوليس نور من عرض اللاعبين! لكنها زلة (نجم) متأثر بالهزيمة! ويبقى السؤال من المقصود بدور البطولة!، أكان عضو الشرف منصور؟ أم كالديرون؟ أم بعض أعضاء الشرف؟ أم من بالتحديد؟ جمال أبو عمارة يحمل كالديرون مسئولية الخسارة (المدمية)، في ردة فعلا أظنها (سقطة) عنيفة من رئيس النادي! أو الذي من المفترض أن يكون رئيس النادي!، كان ودي لو احتذى حذو رئيس الهلال، الذي رغم كل الظروف (غير الطبيعية) التي مر بها الكيان، لم يحمل أحداً أخطاءه!، وعاقل الاتحاد ورئيس أعضاء الشرف يرد عليه في ليلة الخسارة( ذاك الحديث كان يجب أن يكون داخل أسوار النادي، لا في الإعلام، وأعضاء الشرف هم من يحددون بقاء المدرب من رحيله)!،ألم أسألكم ! من يدير النادي، رغم اتفاقي أن رئيس أعضاء شرف الاتحاد هو النجم الحقيقي (الخفي) الذي أسهم بثبات الاتحاد على ما هو عليه.
لما زعمنا أن الهلال تأثر كثيراً بغياب (مفكره) كوزمين، خرج القوم ليؤكدوا حقيقة لا يريدون ترسيخها ابتداءً، لكنهم وجدوها عذراً مسوغاً للرد على (الجلد) الذي تعرض له الهلال، وإدارته تحديداً . أكدوا أن الهلال كبير، وهو لا يتأثر بغياب مدرب، وأن من يروج لذلك، هو باحث عن عذر بليد. فما هو موقفهم الآن! الاتحاد بطل رغم الهزيمة المدوية، فما العذر يا ترى!.
انتهى النهائي، وبقي الكبار (فنياً) الثلاثة على ما هم عليه، وفي ذلك إنصاف على الأقل لطرحي، حينما طرحت فكرة أن الأربعة الكبار نقصوا واحداً، وباتوا ثلاثة (فنيا). فرح البلطان، وحق الفرح، ولا أدري ماذا سيصف ردود فعل الاتحاديين بعد النهائي؟ هل سيتهمهم (بالبكائيات) كما فعل مع الهلال؟ رغم أن الثاني كان يدافع عن حقوقه (المشروعة)، أم تراه تعلم الدرس؟
انقضى موسمنا الرياضي (الاستثنائي)، وأرجوا ألا تكون كل مواسمنا (استثنائية). نريدها طبيعية وعادية ومخطط لها ومنظمة. يجب ألا يتحول الاستثناء إلى أصل، فتضيع (الطاسة). لا نريد (بكائيات) و(ردح)، بل أخلاق فرسان! اخسروا ، أو انتصروا، لكن كونوا فرسانا بأخلاقكم، وسموكم! باختصار، تعلموا منه ! لن يضيركم ذاك شيئاً ! تعلموا من ذاك الفارس! فارس الرياضة السعودية ! ولي معه وقفه!.