انســــان
عدد الضغطات : 18,571
الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم
عدد الضغطات : 13,067(انسان) الجمعية الخيرية لرعاية الايتام
عدد الضغطات : 18,716استمع إلى القرآن الكريم
عدد الضغطات : 9,883

   
العودة   شبكة القناص - الموقع الرسمي للاعب ياسر القحطاني > المنتديات العامة > المجلــــــس
   

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-12-2005, 01:26 AM   #1
مطرود من الملعب
 
الصورة الرمزية هلالي وان جار الزمن
 
افتراضي الشيخ عبدالله بن جبرين .. ( ضعوا ما تشائون من علامات تعجب !!!! )







يصيبني الارتباك عندما يــُـذكر أسمه أمامي ..
وتداهمني رعشة كلما أتذكره ..



كيف لا ..
وهو ( ولا ازكيه على الله ) خير من يمشي على الارض في هذا الوقت ..


فما بالكم اذا فكرت ان اكتب موضوع عنه ..

أي عبارات سوف توفيه ( بعض حقه ) ..؟؟
لن أقول ( كل حقه ) .. فذلك الاعجاز بعينه ...!!

أي كلمات ستنصفه ..
أي مقالات ستمدحه ..
أي مشاركات تليق به ..

والله لن تفي في حقه العبارات .. ولن تنصفه الكلمات ..
ولن تزيده المقالات .. ولن تليق به المشاركات ..
فهو ( أسمى ) من ذلك .. واكبر ..
ومهما قلت عنه .. فهو يستحق أكثر ..

أنه الوالد :
عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين ..

وضعوا ما تشائون أمام أسمه ..
ضعوا العلامه .. ضعوا الامام ..
ضعوا سماحة الشيخ .. ضعوا سعادة الدكتور ..
ضعوا ما تشائون ..
فما هي الا مجرد القاب ..
لا تضيف اليه شيئاً ..
بقدر ما يضيف هو اليها .. الشيء الكثير ..
أما أنا فلا أستطيع أن اضع امامه شيء يستحقه ..
ولكنني وضعت شئياً يعبــّـر عن بعض مشاعري تجاهه ..
وهو (( الوالد ))




بدئت معرفتي ( الحقيقية ) بالشيخ عام 1410 هـ ..
عندما أنتقلنا لمنزلنا الجديد ..
وكان الشيخ جارنا .. ولا يزال ..
وأنعم به من جار ..
كنت وقتها صغيراً ..
كنت اسمع به ..
فهو يشكل بالنسبة لي تكملة الهرم :
الامام بن باز .. والامام العثيمين رحمهم الله ..

كان يلقي دروسه في مسجد الحارة ..
كنت أستغرب مدى حرصه وجلده واهتمامه بدروسه ..
وكنت .. ولا زلت .. و ( سأظل ) أستغرب واتعجب من مدى موسوعية علمه حفظه الله ..
بحر في كل شيء ..



طلب مني الامام ذات مرة القاء كلمة في المسجد ..
وكان امامنا يعطي صغار السن في المسجد كلمات يلقونها بين الفترة والاخرى ..
أعطاني الامام الكلمة .. وكانت عن فضل اكرام الجار ..
كان الشيخ حاضراً .. وكان خلف الامام ..
كنت وقتها على ما أعتقد في اولى متوسط ..
عندما وقفت في المحراب .. وشاهدت الشيخ امامي ..
أرتبكت .. كان موقفاً عصيباً بالنسبة لي ..
القيت الكلمة ..
اردت العودة لمكاني ..
ناداني الشيخ ...!!!
سلم علي .. واثنى على حسن القائي ..
ودعا لي .. ومن ثم علـّق على الكلمة لجموع الحاضرين ..
واشاد بي .. ودعا لي مرة اخرى ..

وكان ذلك الوسام الأكبر في حياتي ..



كان ( جدي ) يرحمه الله من المحافظين جداً على الصلاة ..
لم تفته تكبيرة الاحرام في صلاة الفجر مع الجماعة أكثر من خمسين عام ..!!
أشتد عليه المرض في أخر حياته ..
غاب عن المسجد ..
وكان ( جدي ) وقتها عندنا في الرياض ..

بعد مغرب أحد الايام ..
طرق باب منزلنا طارق ..
فتحت الباب ..
فاذا انا بالشيخ عبدالله ...!!!
سلمت عليه ..
وبالمناسبة الشيخ يرفض رفضاً قاطعاً السلام على رأسه ويده ..
بل ويمنع ذلك بالقوة ..

رحبت به ..
بادرني على الفور :
اين جدك ...؟؟؟؟
لم اجده اليوم في صلاة الفجر ..!!

جدي .. كان في غرفته في الدور العلوي ..
وكنا نطلب من زواره الصعود اليه ..
فحالته لا تسمح له بالنزول ..

ولكن هل سوف نترك الشيخ يصعد لجدي ..؟؟؟
أخبرنا جدي بأن الشيخ أتى لزيارته ..
وطلبنا من ( جدي ) اختيار أحد الأمرين :
اما أن نسمح للشيخ بالصعود له ..
او نعتذر للشيخ ونخبره ان ( جدي ) تعبان ..
ولكن ( جدي ) غضب يرحمه الله ..
وقال : بل انا من سينزل للشيخ ..!!

نزل جدي للشيخ .. وكان جدي أكبر من الشيخ ( عمراً ) ..
فقابله الشيخ .. واراد أن يسلم على راس جدي ..

ثم أبدى الشيخ أهتماماً واضحاً بمرض جدي ..
وجلس يسئله باهتمام .. ويسمع له باصغاء ..
وبعدها قلنا للشيخ :
يا شيخ كلفت على نفسك بالزيارة ..!!
فتضايق الشيخ .. وقال :
قاريء القرأن والمحافظ على صلاته << يقصد جدي ..
له علينا حق الزيارة والسؤال ..

الشيخ متواضع للغاية .. طيب الى أبعد درجة ..
ويطبق السنة النبوية في كل تصرفاته ..



بعد وفاة الامام عبدالعزيز بن باز ..
كان للشيخ محاضرة عن سماحته ..
فبكى الشيخ ذلك المساء .. وأبكى كل من في المسجد ..
كان يتحدث عن سماحته حديث الابن عن ابيه ..
حديث الطالب عن معلمه ..
وللمعلومية :
فمن تواضع الشيخ عبدالله وحسن خلقه الاستشهاد دائماً بفتاوي واراء معلمه بن باز ..


أنه تواضع العلماء .. وحسن خلقهم ..



كنا معزومين قبل شهر تقريباً عند فضيلته ..
وكانت عزيمة خاصة لوالدي ..
فحضرنا انا واخواني وابي واحد اعمامي ..
وللمعلومية :
فمنزل الشيخ متواضع للغاية .. اثاث بسيط ..
زهد بما في الدنيا .. ابتغاءً لما في الأخرة ..

جلسنا مع الشيخ .. وكان معنا أبنه الشيخ الدكتور عبدالرحمن ..
وكان المجلس ممتليء ..
قام الشيخ من عندنا ..
فقال عمي : ما شاء الله .. النور واضح في وجه الشيخ ..
فقال ابن الشيخ : القصة العجيبة كانت للوالد مع الشيخ ناصر العمر ..
وفجأة دخل علينا من جديد الشيخ عبدالله ..
فسكت ابنه ..
وكنت جالساً بجوار ابن الشيخ ..
فطلبت منه اكمل قصة الشيخ .. فرفض ..
وقال :
الوالد لا يسمح لنا نهائياً بذكر مزاياه وكراماته ونحن معه ..
بل انه يغضب أشد الغضب من ذلك ...!!




قمت صباح أحد الايام .. واردت الخروج من المنزل ..
فوجدت قوات الحرس الملكي .. والحرس الوطني ..
تحاصر الحارة من كل مكان ..
فتذكرت أن زوجة الشيخ أنتقلت الى رحمة الله ..
فعرفت ان زائر كبير سوف يزور الشيخ ..
فذهبت الى منزله ..
فشاهدت رجلين عند الباب .. منعاني من الدخول ..
فشاهدني ابنه .. وادخلني منزلهم ..
فسئلته لماذا كل هذه الحراسات والاحتياطات ..
فأخبرني ان ولي العهد ( الملك عبدالله حالياً ) سيقوم بالزيارة ..
وتقديم واجب العزاء ..
( صورة رائعة لتلاحم القادة مع العلماء ) ..
دخلت فشاهدت الشيخ ..
ملبسه كما هو .. هيئته كما هي ..
نفس المجلس .. ونفس كل شيء ..

أستقبل ابامتعب .. كما يستقبل غيره ..
واحتفى به كما يحتفي بغيره ..

الله اكبر .. هكذا هم العلماء ( الحقيقيون ) ..

الشيخ تصله سيارات هدية من بعض الامراء والاغنياء ..
أخرها لكزس 430 من الأمير عبدالعزيز بن فهد ..
ولكن يحب ركوب سيارته العادية ..
السائق ( أوابنه ) .. وهو فقط ..
لا حاشية .. لا مرافقين .. لا موكب ..



عندما توفى جدي .. كان العزاء في ابها ..
أتصل الشيخ على الوالد .. وعزاه ..
ثم طلب أن يكلم اعمامي فرداً فردا ..
وباصرار منه وافق اعمامي ..
وكلمهم ... واحداً تلو الأخر ..
وقدم لكل واحد عبارات التعزية والمواساة المصحوبة بالنصيحة والموعظة ..
ثم طلب ان يكلمني انا واخواني ..
وباصرار منه .. وافقنا ..
كان يكلمنا .. كما يكلم الاب ابنه ..
يعزينا .. ويذكرنا بفضل الصبر ..
ويثني على جدي .. ويرفع من معنوياتنا ..

ولا اخفيكم ..
فقد كانت لمكالماته الاثر الأكبر في تخفيف المصاب على الاسرة كاملة ..



عزمناه ذات مرة في اجازة الصيف في ابها ..
وفي استراحة خاصة لنا في السودة ..
كان يحب تلك الاستراحة كثيراً ..
وللمعلومية :
فالشيخ يقضي اجازته السنوية في ابها ..
ولكنها اجازة .. مليئة بالدروس والمحاضرات ..
اجازة يقضيها في المساجد .. والمعاهد .. ومراكز الصيف ..
وليس في المسارح ومهرجانات التسوق والمنتجعات الصيفية ..
كان معنا في العزيمة بعض الشباب من محبي الشيخ ..
وكانوا متحمسين للغاية .. ومن الشباب المتشدد ..
ذهب أحدهم بعد الغداء الى الشيخ ..
وجلس امامه ..
وجلس يتكلم ويبكي .. ويخبره ان المعاصي أنتشرت في ابها ..
واصبحت جهارا نهارا .. وان المسؤلين في ابها يحاربون الدعاة ..
وانهم ممنوعين من المحاضرات .. ومن دخول العديد من الاماكن ..

ابتسم الشيخ .. وطلب من الشاب الهدوء ..
ومعالجة الأمر بالهدوء والعقل والمنطق ..
فالعنف والقوة لا تولدان سوى مضاعفة الامر الى الاسؤا ..

وقال : أكتبوا لولاة الامر .. اكتبوا لسماحة الشيخ ..
اكتبوا عن كل شيء .. ودعوا الأمر لهم ..



في زيارته لابها .. كانت عزيمتنا له وجبة غداء ..
طلب منا ان يكون الغداء في تمام الساعة الثانية ..
فالشيخ مرتبط بدرس بعد صلاة الظهر في ابها ..
كما انه مرتبط بدرس بعد صلاة العصر في سراة عبيده ...!!!
دعوني أكمل ..
ولديه محاضرة بعد صلاة المغرب في تومة ..
بين ابها وسراة عبيده قرابة الـ 70 كلم ..
وبين سراة عبيده وتنومة قرابة الـ 160 كلم ..

فقلت لابن الشيخ بعد الغداء :
اطلب من الوالد ان يؤخر محاضرته في تنومة الى بعد صلاة العشاء ..
لان المسافة بين سراة عبيده وتنومة طويلة ..
فتبسم ضاحكاً .. وقال :
لا تخاف .. ان الله معنا ....!!!



عزمه الأمير خالد الفيصل في اجازة الصيف العام الماضي ..
وعزم معه الكثير من الادباء والصحفيين والمفكرين ..
أندهش الجميع من بساطة الشيخ .. واخلاقه .. وعلمه ..
كتب عنه ( اصحاب الاقلام ذات الفكر العلماني ) في الوطن وغيرها العديد من المقالات بعد هذه المقابلة ..
أشادوا بسماحته ..
هو في غنى عن مقالاتهم .. وعن اشاداتهم ..
ولكن سماحته أجبرهم بطيبته وحسن خلقه وتعامله أن يكتبوا عنه ..



الحديث عن سماحة والدي عبدالله بن جبرين يطول ..
والقصص لا تنتهي ..
واختتم لكم الموضوع بقصة قبل كم يوم ..
ذهب للشيخ بعد صلاة الفجر ..
كنت أريد ان استفتيه في مسئلة معقدة في الرضاعة ..
والشيخ موسوعة غير طبيعية في الرضاعة .. والمواريث ..
أجابني الشيخ عن كل شيء بالتفاصيل ..
ثم طلبت من الشيخ أن يدعوا لي ..
فدعا لي .. ودعا لجميع الشباب المسلم ..
ثم قال :
اللهم ارحم جده واسكنه فسيح جناته ...!!!

الله أكبر .. جدي الذي نسيناه ( نحن ابنائه ) لم ينساه الشيخ ..




آآآآآه يا اباعبدالرحمن .. ليت كل ( المشائخ ) مثلك ..
ليت كل المشائخ مثلك في :
1 / علمك
2 / اخلاقك
3 / بساطتك
4 / تعاملك
5 / زهدك
6 / تواضعك
7 / كرمك
8 / عبادتك
9 / قوتك في الحق
10 / كل شيء ...!!


سماحة والدي :
سامحني في نشر الموضوع ..
أعلم أنك ستغضب ..
ولكنك ربـيــّتـنـا على البر بالوالدين .. وذكر فضائلهم ..






الامضاء :
أبنك ..
عين . ضاء

هلالي وان جار الزمن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:17 PM.

Designed by: BAA
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
SEO by vBSEO 3.6.0
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi