كـــان شاباً .. رزقـــه الله بجمال الجسم و المنظـر .. اتبــع هــــواه منـذ صغـــره .. لــم يكمـــل
دراستــــه .. أخـــــذ يلهـــــو كثيـــراً .. لـــم يحافظ على صلاتــه .. كـــان مستهتـــراً بهــــا .. عـــق
أمـــــه و أبـــاه .. دخـــل السجـــن .. عده مـــرات .. جــاء خبـــر وفاه والـــــده وهو في السجــن
حبـــس أربــع سنوات .. لـــم يراه والــــده إلا قليـــلاً .. لشـــده مرضـــــه .. حـــــزن علية حزناً
شديــــداً .. لأنـــه لـم يكـــن بقــربـــة .. و بعـد مضـــي أربع سنين قضــاها بالسجـــن .. حفـــظ
القـــرآن كـامـــلاً .. ألتــــــزم بعــــدهــا .. أصبـــح لا يفـــارق قدمين أمـــة .. بـــر بهـــا و عوضهـــا
عن الأيــام السابقـــة .. تعلقـــت به .. أصبحـــت تدعوا الله أن يثبتــه .. أصبــح إمـــام مسجــــد
صـــار الكـــل يحســـدهـ .. علــى صوتــــه الجميـــل هــداه الله .. بعــــد المعصيـــة .. أصبــح الكل يتكلــم عن هدايتـــة .. فــرحــت أمـــة بـه .. قـــــررت أن تــزوجــه لتـــــرى أولادة ..
و بعـــد زواجـــــه .. بفتـــــرة رزق بمولودة أسمــاهـــا .. علـــى أســـم أمــــــة .. و عنــدما بلغـــت
هـــذه الطفلـــة قرابـــــة السنـــــة .. أصابــــه .. مــــرض ( الخبيـــــث ) أبعدنا الله و إياكم عنــــة
في رأســــه .. و لـــم يتـــــم شهـــــر .. حتــــى أنتشـــــر في جميع أنحـــــاء جسمــــه .. فخارت
قـــواه و انهـــار ذاك الجســـم القــــوي .. ضعــــف أمـــام قدره الله تعالـى .. تذكــر وهــو على
فراش المــوت تلك الأيـــام التي كان .. يقضيها في معصيـــة الله .. نــدم على ما فــات .. أصبح
يقول لأخوتــه .. أتعضـوا منــــي .. فقـد كنت يوما من الأيـــام أقوى منكـــم .. و الآن أصبحت
أضعـــف منكــم .. أصبـــح يعوا له الجميع بالشفــاء .. و بعـــد أيـــــام .. فـــــارق الحيـــــاة .. و دفن بعيــداً عن أهلــــة .. أصبحــت أمـــة تتذكـــرة كلمــا رأت أخوته وهو ليــس معهم .. كان
هو الوحيـــد البــار بها .. كــان كل صباح يأتــي ليقبل رأسها .. و يفطــر عندها .. و يقضي نصف يومـــه عندهـــا .. و لكــــن .. لا بـــد منــــة ( المـــوت ) .. رحمــــة الله تعالــــى .. وجميع
موتـــــى المسلميــــن !!