عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-2007, 09:13 PM   #1
زعيم هلالي
. . : زعيم القناصين : . .
 
افتراضي والقلب مهما تولع.. يبقى ثنياني..

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



مدخل:


قبل سنين..وذكريات الماضي الجميل..أصوات ترتفع..صخب عالي..ازدحام بين الجماهير..

لم يكن هناك من سائل عن هذا الازدحام أو هذا الحماس لأن الجواب كان معروف آنذاك..

تحت أضواء الشمس الساطعة..في ملاعب عشبية ممزوجة ببقع من التراب..

تقابلها لوحات الفدّا..

انطلاقة من الجهة اليمنى..شيء يخترق بلا هوادة..بلا مراعاة للأسماء الرنانة..مهارات لأول مرة تراها أعيننا..لم يكن هناك من استغراب..

هتاف جماهيري صاخب..وكل الصراخ لأجل لاعب..ولكن ليس أي لاعب..!!

هذا اللاعب..يقابل ضحية الملاعب "آنذاك"

الضحية بترقّب..يريد أن يتهرّب..


لكن لا مجال لقد وقعت في المحظور..!!

بمراوغة يهتف لها الجماهير..سقط الضحية وهو حسير..

كيف اختار هذا المركز..لو علم ماسوف يحدث..لكان من الأجدر أن يتحرّز..


ماذنب هذا الظهير؟ سوى مواجهته لمعشوق الجماهير؟

ذنب كبير..نعم..هو ذنب كبير..


"يستلمها يوسف..يراااوغ..يعدّي من الأول..والثاني..ويمر بين اثنين..آآآآآآهـ..خطأ لصالح يوسف الثنيان.."

عبارة من أكثر العبارات سماعا للجمهور الهلالي سابقا..

عفوا لا أحب الظلم..

عبارات كان يسمعها كثيرا..الجمهور الثنياني..


وبدأ المشوار:


أحمد الله وأشكره على رؤيتي لخير من داس الملاعب..في زمن كان متأخرا عن هذا المراوغ بكثيييير..

في زمن كان يوسف يعامل الكرة بأسلوب مغاير جدا..

في زمن كانت الكرة طقها والحقها..

جاء من غيّر هذا المفهوم..!!


رأينا يوسف يتعامل مع الكرة بشكل لم نره من قبل إطلاقا..

كيف يتحكم بالكرة هكذا؟

لماذا لا تطول الكرة؟

هل هو مغناطيس في قدم يوسف؟


أسئلة كانت تتردد دائما في ذهني كيف يمكن لشخص أن يروض الكرة هكذا وبعض من حالات الكرة تكون كالحصان البرّي..الحصان غير المروّض..

السريع والذي لا يريد أن يتحكم به أحد..

إلا مع يوسف..!!

كانت الكرة تسمح ليوسف بمداعبته لها بشكل كان كل شيء يستمتع بهذه المداعبة من يوسف والكرة مرورا بالجماهير الهائجة من هذا الترويض..وأجزم لو كانت اللوحات كائنا حيّا لرأينا لوحة الفدّا تتحرك مع يوسف..!!

جماهير تنتقل من مكان لآخر..

صوت يسأل أحد الجماهير التي تهمّ بالانتقال للجهة الأخرى..

كان الجواب : " بكل بساطة جينا نشوف يوسف وننبسط بيوسف ونبي نصير أقرب من يوسف وماتفوتنا سحبة من سحباته"


شخصيا لم أحب الكرة أبدا ولم أكن من متابعيها وبالأصح الرياضة لم تكن تعني لي شيئا حتى لمحت يوسف..

لا أكذب إن قلت يوسف حوّل حياتي و اهتماماتي وحولني من شخص لآخر..!!

أثناء المباراة لم أكن أقلق كثيرا عن نتيجة المباراة..

شعور انعدم حاليا وإن كنت أراه في ياسر القحطاني نوعا ما..

في البطولات الآسيوية..كان الجميع يترقب نحو اللقب بأن يكون هلاليا..

كان في قلبي نوعا من الطمأنينة مبدئيا بما أن فريقي يملك يوسف..فرصتنا في الفوز أكبر بلا أدنى شك..

على الرغم من وجود سامي والغشيان وابو ثنين والتيماوي والدعيع والكثير من مصادر الأمان لكن شخصيا لم أكن أطمئن إلا برؤية يوسف..



كنت أرتشف حبه .. بل أتنفس عشقه..

لا أدري ماذا رماني .. ولكن إبداعه أعماني..

كان دائما يسحر النظر .. ربّاه حمدا لك على نعمة البصر..

فرحت معه كثيرا ولكن .. فكرت كيف يصنع هذه المعادن؟

هل ستستمر من بعد يوسف ؟ .. "تداركت قولي" هل بعد شلل الأيادي تضرب الدّف؟


في زمن بعض الأسماء الرنانة..كان الكثير يظن أنها لن تزلّ

حتى أتى ذاك الميعاد .. أسماء ذهبية..معشوقة من جماهيرها..

مدحها النقاد..وأثنى عليها العِباد..

نجوم كبيرة ولكن..

أبت النجوم إلا أن تتساقط أمام يوسف..!!



كيف لـ لاعب أن يسجل ضد ثاني أفضل نادي سعودي وهو ساقط؟

بكل برودة أعصاب وبعد قطع الكرة منه وسقوطه أرضا..يأتي ماذكرته سابقا..

المعشوقة تأتي لعشيقها..!!

ذهبت الكرة لمن تحب وتعشق..لتعانق الشباك ونحن نشهق..كيف فعلها يوسف؟

كيف للاعب بعد سقوطه أن يرفع كرة للمهاجمين من الجناح الأيمن وبعد أن توهم "الضحية" أنه أوقف يوسف..؟ نعم الكرة تبحث عن من تحب وتعشق..لا من يركل اللاعبين فكيف بمن يحاول ركل معشوقها يوسف؟


في زمن مثل ماذكرت متأخر جدا بالنسبة ليوسف..

كان يتعرض يوسف للركل والأكواع والضرب بكل أنواعه..

لم يجد الخصوم من طريقة لإيقاف الزحف الثنياني.. فقرروا عابثين إيقافه راكلين وضاربين..

نجحوا..!!

نعم تم إيقاف هذا الزحف لوهلة..

ولكن..!!

حدث للضاربين مالم يكن بالحسبان..!!

نعم إنها ضربة حرة..ولكن أوقفنا يوسف

بل هم واهمون..

نعم أدّوا غايتهم..

وغاية المدربين..

لقد ضربوا يوسف ليتوقف..

و لكن مالم يكن يتوقعونه..

أنه حان وقت الاقتصاص..!!

لم يكن يوسف رحيما نتيجة ضربه وركله..وكان رده موجعا وقاسيا رغم عدله..


"يوسف على التنفيذ..يوسف الثنياااان..هل راح يشوتها او يرفعها راح نشوف بعد شوي..والثنياااان..و يوسف يسدد..قوووووووووول.. هدف في الزاوية البعيدة..يوسف الثنيان خدع الجمييييع..!!"


مازلت أذكر إحدى الضحايا ولكن لم يكن الظهير..

حاول إثبات نفسه أمام يوسف وإثبات صلابته وهمّ بالكرة من بين ساقي يوسف..

لم يقدر وهذا طبيعي جدا فحاول ضرب الساق و لكن لم ينجح..!!

راوغ يوسف لليمين..وراوغ لليسار

لقد تجاوزه يوسف..

ولكن..!!

يعود يوسف ليراوغه مرة أخرى وهاهو ينجح..!!

ماهذا لقد تجاوزه مرة أخرى بعد أن أدخل الكرة بين ساقي المدافع..

ومن الهول سقط قلب الدفاااااااااع..!!



كيف للاعب أن يقلب مباراة بعد أن كان فريقه خاسرا بهدفين ليقود فريقه للفوز برباعية ومن ثم يخطف الكأس؟

كيف للاعب أن يمرر برأسه بدون أن يتحرك لينفرد زميله وعلى طريقة "أنت وضميرك" ؟

كيف للاعب أن يقوم بعملية La Flip Flap برأسه ؟

كم أشفق على بندر الجار الله كونه ضحية لكن من نوع آخر..!!

شاهدنا كثيرا من الأهداف التي تكون بـ "الثمانيات" ولكن برأسية والكرة ترتطم بالعارضة وبدلا من أن تنزل للأرض وتحدد مصيرها بين المعانقة والابتعاد..أبت الكرة إلا أن تعانق الشباك بعد أن ارتطمت بالعارضة ومكونة "الثمانيات" بشكل مغاير دون أن تلامس الأرض في هدف حتى هذه اللحظة لا أستطيع تصديقه..!!


http://alhilalclub.com/goal/hyosef-usa.rm



نهاية المشوار:


عفوا..أخطأت..

وهل هناك نهاية للمشوار مع يوسف؟

لا أظن ذلك أبدا..


بالثمانيات:

تمنيت كثيرا وخاصة بعد الاعتزال الحزين اني لم اعرف يوسف ولم اعرف الكرة لأني عانيت من حالة اكتئاب شديدة وأتدارك نفسي بأني لو لم أرى يوسف فما معنى متعة تلك السنين؟

وكل عام وأنتم بخير ومعانقة جديدة لأغلى قسم على قلبي



ثنياني العشق فيروزي الهوى
والقلب مهما تولع يبقى ثنياني

التوقيع:
وبيعدي .. رغم المطر
زعيم هلالي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس